«نيبون ستيل» اليابانية ترجئ صفقة «يو إس» لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية

قالت إن السبب يعود لإجراءات تنظيمية

مقر شركة «نيبون ستيل» اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
مقر شركة «نيبون ستيل» اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

«نيبون ستيل» اليابانية ترجئ صفقة «يو إس» لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية

مقر شركة «نيبون ستيل» اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
مقر شركة «نيبون ستيل» اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)

قالت شركة «نيبون ستيل» اليابانية، الجمعة، إنها أرجأت الإغلاق المتوقع لاستحواذها على شركة «يو إس ستيل» الأميركية بقيمة 14.1 مليار دولار لمدة ثلاثة أشهر، بعد أن طلبت وزارة العدل الأميركية مزيداً من الوثائق المتعلقة بالصفقة.

وقالت شركة «نيبون ستيل» ومقرها طوكيو إن الصفقة، التي وافق عليها بالفعل مساهمو شركة الولايات المتحدة للصلب، لا يزال من المتوقع أن تتم. وأضافت في بيان: «ستواصل شركة نيبون ستيل التعاون الكامل مع التحقيقات التي تجريها السلطات المعنية».

وأثارت عملية البيع معارضة من إدارة الرئيس جو بايدن لأسباب اقتصادية وأمنية قومية، ومن الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقد يؤدي التوقيت الجديد إلى دفع الإغلاق إلى ما بعد الانتخابات، لكن شركة «نيبون ستيل» نفت أن يكون التأخير مرتبطاً بذلك.

في البداية كان من المفترض أن يتم إغلاق الصفقة بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، والآن سيتم إغلاقها بحلول ديسمبر (كانون الأول)، إلا أنه لا يزال من الممكن إغلاقها في وقت مبكر من سبتمبر، وفقاً لمتحدث باسم الشركة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته المعتاد في الشركات اليابانية.

وقد صوّت أكثر من 98 في المائة من حاملي أسهم شركة «يو إس ستيل كورب» ومقرها بيتسبرغ، في اجتماع خاص للمستثمرين في أبريل (نيسان) الماضي، بالموافقة على عملية الاستحواذ. وقالت شركة «نيبون ستيل» إنها أعدت التمويل الكافي للمضي قدماً في الصفقة.

وتم الإعلان عن اندماج شركة «يو إس ستيل» الأميركية في شركة «نيبون ستيل» اليابانية لأول مرة في ديسمبر من العام الماضي، مما أثار مخاوف بشأن ما قد يعنيه ذلك بالنسبة للعمال النقابيين وسلاسل التوريد والأمن القومي الأميركي. وعارضت نقابة عمال الصلب المتحدة عملية الاستحواذ.

والتقى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا مع بايدن الشهر الماضي، لكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن الموضوع قد طرح في القمة.

وعندما زار بايدن المقر الرئيسي لاتحاد «يونايتد ستيل ووركرز» في بيتسبرغ مؤخراً، كرر معارضته لصفقة شركة «نيبون ستيل»، مشدداً على أن شركة «يو إس ستيل» كانت شركة أميركية بارزة لأكثر من قرن من الزمان، و«يجب أن تظل أميركية بالكامل».

وتراجعت صناعة الصلب في الولايات المتحدة على مدى العقود الماضية، حيث أصبحت اليابان تهيمن على إنتاج الصلب العالمي في البداية، ثم الصين مؤخراً. وبموجب الاتفاق، ستحتفظ شركة «يو إس ستيل» باسمها وبمقرها الرئيسي في بيتسبرغ، حيث تأسست عام 1901.

وقالت الشركتان من قبل إن «صفقة الاستحواذ من شأنها أن تساعد (يو إس ستيل) على إنتاج صلب أكثر تطوراً واستدامة من الناحية البيئية للعملاء الأميركيين، إضافة إلى «تعزيز صلابة الصناعة الأميركية في مواجهة التهديدات من جانب الصين».

وكان البيت الأبيض أعلن في بيان، الشهر الماضي، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتزم مضاعفة الرسوم المفروضة على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم من الصين بواقع مرتين. وأضاف البيان أن العمال الأميركيين يواجهون منافسة غير عادلة بسبب استيراد المنتجات الصينية، كما أن هذه المنتجات كثيفة الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري.


مقالات ذات صلة

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

الاقتصاد تصاعد الدخان عقب الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة 11 أكتوبر 2023 (رويترز) play-circle 05:35

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

لم يعد الاقتصاد الإسرائيلي بعد عام من الحرب كما كان، بل دخل مرحلة جديدة مليئة بالتحديات الاقتصادية المعقدة.

هدى علاء الدين (بيروت)
رياضة عالمية «الشرق رياضة» تقدم تقارير مفصلة ومُحدثة بشكل مستمر حول آخر تطورات الأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

أطلقت «الشرق للأخبار» في عام 2022، إحدى أبرز خدماتها المتخصصة في مجال الرياضة تحت اسم «الشرق رياضة»، وهي منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)

رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي متفائل بشأن الاقتصاد الألماني

أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغه برنده، عن ثقته بالتنمية الاقتصادية في ألمانيا على الرغم من الانكماش الاقتصادي الحالي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)

تقرير التضخم الخميس يحدد خطوة «الفيدرالي» التالية بشأن الفائدة

صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
TT

تقرير التضخم الخميس يحدد خطوة «الفيدرالي» التالية بشأن الفائدة

صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

تنتظر الأسواق بيانات اقتصادية أميركية مهمة خلال الأسبوع المقبل، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك عن شهر سبتمبر (أيلول) ومؤشر أسعار المنتجين. في وقت سيتلقى المستثمرون تعليقات من العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك ميشال بومان، المحافِظة، والمعارِضة الوحيدة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. كما سيصدر الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء محضر اجتماعه في سبتمبر (أيلول).

وقد توفر التعليقات والمحضر المرتقب نظرة ثاقبة للخطوة التالية التي سيتخذها الاحتياطي الفيدرالي في دورة خفض أسعار الفائدة الحالية.

وقال بنك «يو بي إس» إن تقرير مؤشر أسعار المستهلك سيكون الحدث الكبير المقبل للأسواق. وقال كبير خبراء الاقتصاد في بنك «يو بي إس»، بريان روز، في مذكرة: «سيكون مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر بمثابة إصدار بيانات رئيسي. وإذا ارتفعت الأسعار بشكل أسرع من المتوقع بالإضافة إلى بيانات العمل الأقوى، فإن فرص تخطي بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة في اجتماع نوفمبر (تشرين الثاني) ستزداد».

ومن المرجح أن يكون معدل التضخم في الولايات المتحدة والمتوقع صدوره يوم الخميس قد تراجع في نهاية الربع الثالث، وهو ما يطمئن الاحتياطي الفيدرالي الذي يحول المزيد من تركيز سياسته نحو حماية سوق العمل، وفق «بلومبرغ».

فمن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر، وهو أصغر مكسب له في ثلاثة أشهر. وبالمقارنة بالعام السابق، ربما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.3 في المائة، وهو التباطؤ السادس على التوالي والأهدأ منذ أوائل عام 2021.

ومن المتوقع أن يرتفع المؤشر الذي يستبعد فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، والذي يوفر رؤية أفضل للتضخم الأساسي، بنسبة 0.2 في المائة عن الشهر السابق و3.2 في المائة عن سبتمبر 2023.

في أعقاب النمو القوي المفاجئ للوظائف في سبتمبر والذي صدر يوم الجمعة، يشير التباطؤ التدريجي في التضخم إلى أن صناع السياسات سيختارون خفض أسعار الفائدة بشكل أصغر عندما يجتمعون في 6 و7 نوفمبر.

امرأة تتسوق في أحد المحال في كولورادو (أ.ب)

وقد شهدت الولايات المتحدة إضافة 254 ألف وظيفة جديدة الشهر الماضي، وهو رقم مذهل، متجاوزاً التقديرات التي كانت تشير إلى إضافة 147 ألف وظيفة. وانخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة. في حين أظهر متوسط الدخل في الساعة انتعاشاً مع ارتفاع بنسبة 0.4 في المائة على أساس شهري، مما دفع النمو السنوي للأجور إلى 4.0 في المائة.

وكتب محللو «بنك أوف أميركا» أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما أصيب بالذعر الشهر الماضي، وأن خفضاً كبيراً آخر ربما لا يكون مبرراً. وعدل توقعاته لاجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر ليدعو إلى تحرك بمقدار 25 نقطة أساس بعد أن توقع سابقاً 50 نقطة أساس.

وقالت المستشارة الاقتصادية للبيت الأبيض لايل برينارد في الإحاطة الأسبوعية، إن «هناك ثقة أكبر بكثير في أن أسعار الفائدة ستنخفض... وأن التضخم سينخفض». أضافت «إنه يوم جيد للعمال والأسر الأميركية. لقد شهدنا خلق أكثر من 250 ألف وظيفة جديدة في شهر سبتمبر. وشهدنا انخفاض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة في وقت عادت فيه معدلات التضخم إلى مستويات ما قبل الجائحة».

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التوقعات التي أصدرها المسؤولون إلى جانب قرارهم بشأن أسعار الفائدة في سبتمبر يشيران إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في الاجتماعين الأخيرين من العام.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحافي سابق (رويترز)

ويتم استخدام مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين لإبلاغ مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، والذي من المقرر إصداره في وقت لاحق من هذا الشهر.

وتتوقع «بلومبرغ» قراءة خافتة لمؤشر أسعار المستهلك في سبتمبر، رغم قراءة أساسية أكثر قوة، مضيفة أنه «إذا ما وضعنا في الحسبان تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي، فمن المرجح أن يكون التضخم الأساسي قد نما بوتيرة تتفق مع الهدف البالغ 2 في المائة». وقالت «في المجمل، لا نعتقد أن التقرير سيفعل الكثير للتأثير على ثقة لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في أن التضخم يسير في اتجاه هبوطي دائم».

ومن المتوقع أيضاً أن يُظهِر تقرير أسعار المنتجين يوم الجمعة -وهو مقياس للضغوط التضخمية التي تواجهها الشركات- تضخماً أكثر هدوءاً. وفي اليوم نفسه، تصدر جامعة ميشيغان مؤشرها الأولي لثقة المستهلك لشهر أكتوبر (تشرين الأول).