رئيس «أرامكو»: التكلفة التحدي الأكبر الذي يواجه الطاقة النظيفة

خلال مشاركة المملكة في مؤتمر عالمي يقام في روتردام الهولندية

الجناح السعودي المشارك في «مؤتمر الطاقة العالمي» المقام حالياً بروتردام (الشرق الأوسط)
الجناح السعودي المشارك في «مؤتمر الطاقة العالمي» المقام حالياً بروتردام (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أرامكو»: التكلفة التحدي الأكبر الذي يواجه الطاقة النظيفة

الجناح السعودي المشارك في «مؤتمر الطاقة العالمي» المقام حالياً بروتردام (الشرق الأوسط)
الجناح السعودي المشارك في «مؤتمر الطاقة العالمي» المقام حالياً بروتردام (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في «أرامكو السعودية»، المهندس أمين الناصر، أن الشركة أنفقت تريليونات الدولارات لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن التكلفة تعد من أكبر التحديات التي تواجه الطاقة النظيفة وانتشارها عالمياً.

كلام الناصر جاء في جلسة حوارية خلال «مؤتمر الطاقة العالمي» في نسخته السادسة والعشرين، المنعقدة (الاثنين) في مدينة روتردام بهولندا، والذي يشارك فيه أكثر من 7 آلاف من أصحاب المصلحة الدوليين من مختلف أنحاء قطاع الطاقة في العالم.

موقف الناصر هذا كان أعلنه في وقت سابق، إذ قال في مارس (آذار) الماضي خلال مؤتمر «أسبوع سيرا 2024» الذي انعقد في هيوستن الأميركية، إن استراتيجية التحول الطاقي لم تحقق نجاحاً على معظم الجبهات، ودعا حينها إلى وضع مسار جديد واقعي وعملي لتحوّل الطاقة يشمل النفط والغاز ومصادر الطاقة الجديدة.

وقال الناصر إن «أرامكو» تحاول أن تساعد في عملية التحول للطاقة النظيفة، وطرحت الهيدروجين في السوق، وكان السعر 200 دولار مكافئ لبرميل النفط، وهذا السعر أدى إلى صعوبة توقيع اتفاقيات حصرية بسبب التكلفة. وأضاف: «ما لم نكن قادرين على تقليل التكلفة عن طريق تطوير التكنولوجيا، فإن التكلفة ستبقى مرتفعة على المستهلكين».

الهيدروجين الأزرق والأخضر

وتابع: «إذا نظرنا إلى انبعاثات الميثان لدى أرامكو، فهي في الحد الأدنى... لدينا أكبر معمل للهيدروجين، ونعمل على الهيدروجين الأزرق والأخضر والطاقة الجيوحرارية، لكن لن نتخلى عن مصادرنا التقليدية مع ضمان التخلص من الكربون». وأضاف أن شركته تعمل بوتيرة متسارعة بمجال تحول الطاقة في أكثر من قطاع عبر رفع إنتاج الغاز والرياح والطاقة الشمسية إلى 60 في المائة، وأن لديها مشاريع ضخمة للهيدروجين واحتجاز الكربون وتخزينه والطاقة الحرارية.

وأفاد الناصر بأن هناك نمواً في طاقة الرياح والشمس والطاقات البديلة الأخرى، لكنها ليست جاهزة بعد لتحمل عبء مواكبة الطلب، مؤكداً على أهمية التركيز على تقليل الانبعاثات، وزيادة الكفاءة مع بناء الطاقة المتجددة.

وشدّد الناصر على ضرورة تعزيز الجهود لضمان أمن الطاقة، مؤكداً أن «أرامكو» من أكثر الشركات على مستوى العالم تحركاً في مجال تحول الطاقة.

ورأى أن الطلب لا يزال قوياً على النفط الخام، متوقعاً أن يشكل 80 في المائة من الطلب العالمي على الطاقة من الجنوب بحلول عام 2050.

وأشار الناصر إلى ضرورة توفير المزيد من الدعم لخفض الانبعاثات، وأنه يمكن تقليل الانبعاثات عبر تقديم الحوافز المالية، متطرقاً إلى وجود تفاوت بالدعم المادي بين البلدان لخفض الانبعاث.

توفير الطاقة

وقال إن الأولويات مختلفة، وتتمثل في ضمان توفير الوظائف والطعام للناس، منوهاً أن هناك أموراً متعددة يجب أن تُنجز، وأولويات كثيرة لا بد أن تحترم، مثل توفير الدعم من بلدان الشمال إلى دول الجنوب لتجهيز البنية التحتية، وتوفير الطاقة بأسعار ميسرة.

ويعتقد الناصر أن الذكاء الاصطناعي يتطلب مصادر طاقة كبيرة، ولكنه سيسهم في تحسين آليات إنتاج الطاقة وتحسين الكفاءة، وأنه على المجتمع الدولي التعاون في تطوير التقنيات في مجال إنتاج الطاقة وجعلها نظيفة.

هذا وتتضمن مشاركة المملكة في المؤتمر عرض نخبة من المتخصصين والخبراء لإسهامات السعودية في قطاع الطاقة، ودورها الريادي والعالمي في هذا المجال، من خلال كثير من البرامج والمبادرات الوطنية.

وتشارك المملكة بجناحٍ خاص ضمن المعرض المصاحب للمؤتمر، تحت شعار «طاقة مستدامة - مستقبل مشترك»، حيث سيُركّز على جهود الرياض، كونها إحدى الدول الرائدة، عالمياً، في إنتاج الطاقة، وعلى مساعيها الحثيثة للإسهام في الجهود العالمية الرامية إلى مواجهة آثار التغيُّر المناخي، وكذلك الخطوات التي اتخذتها لتحقيق طموحاتها الوطنية المتعلقة بالحياد الصفري بحلول 2060، أو قبل ذلك عند نضج وتوفر التقنيات اللازمة، التي تنطلق من ضرورة توفير طاقة مستدامة للأفراد والمجتمعات، والعمل المشترك للحفاظ على مستقبل الأرض وساكنيها.


مقالات ذات صلة

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.