المستثمرون يبيعون الأسهم للأسبوع الثاني وسط مخاوف اقتصادية متزايدة

سجلت تدفقات خارجة بقيمة 2.9 مليار دولار

شهدت صناديق الأسهم الأميركية والآسيوية تدفقات خارجة بقيمة 2.7 مليار دولار و1.9 مليار دولار على التوالي (رويترز)
شهدت صناديق الأسهم الأميركية والآسيوية تدفقات خارجة بقيمة 2.7 مليار دولار و1.9 مليار دولار على التوالي (رويترز)
TT

المستثمرون يبيعون الأسهم للأسبوع الثاني وسط مخاوف اقتصادية متزايدة

شهدت صناديق الأسهم الأميركية والآسيوية تدفقات خارجة بقيمة 2.7 مليار دولار و1.9 مليار دولار على التوالي (رويترز)
شهدت صناديق الأسهم الأميركية والآسيوية تدفقات خارجة بقيمة 2.7 مليار دولار و1.9 مليار دولار على التوالي (رويترز)

باع المستثمرون العالميون أموال صناديق الأسهم للأسبوع الثاني على التوالي، في الأسبوع المنتهي في 10 أبريل (نيسان)، وسط استمرار المخاوف بشأن التضخم، وتقلص التوقعات بخفض سعر الفائدة الأميركية في يونيو (حزيران).

وأظهرت البيانات الاقتصادية، التي صدرت يوم الأربعاء، ارتفاع أسعار المستهلكين الأميركيين أكثر من المتوقع في مارس (آذار)، مما أثار مزيداً من الشك حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في يونيو، وفق «رويترز».

وشهدت صناديق الأسهم العالمية تدفقات خارجة بقيمة 2.9 مليار دولار خلال الأسبوع، في حين شهدت صناديق الأسهم الأميركية والآسيوية تدفقات خارجة بقيمة 2.7 مليار دولار و1.9 مليار دولار على التوالي.

ومن ناحية أخرى، جمعت صناديق الأسهم الأوروبية تدفقات بلغت 891 مليون دولار.

ومن بين صناديق القطاعات، سحب المستثمرون صافي 708 ملايين دولار من قطاع التكنولوجيا، محطمين بذلك اتجاه الشراء الذي استمر لمدة 12 أسبوعاً.

وعلى النقيض من ذلك، شهدت صناديق الأسهم العالمية تدفقات قوية بقيمة 60 مليار دولار في الربع الأول من العام، مدفوعة بتوقعات المستثمرين لخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما عزز جاذبية الأسهم العالمية الأكثر مخاطرة.

وفي غضون ذلك، جذبت صناديق السندات العالمية تدفقات قوية، حيث جمعت 12.8 مليار دولار على مدار الأسبوع، مدفوعة بتضاؤل التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية في المدى القريب.

وقام رئيس قسم الاستثمار في إدارة الثروات العالمية في «يو بي إس»، مارك هافيلي، بمراجعة توقعاته، حيث يتوقع أن يخفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بدءاً من سبتمبر (أيلول) بدلاً من يونيو.

وأضاف: «مع وصول عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.55 في المائة بحلول إغلاق الأسهم الأميركية يوم الأربعاء، نرى الآن أن الوقت الحالي وقت جذاب لتثبيت العوائد. نحافظ على تفضيلنا للسندات عالية الجودة».

وشهدت سندات الدولار الأميركي متوسطة الأجل تدفقات قوية بلغت مليارَي دولار، بينما جمعت سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل 1.3 مليار دولار. وحصلت صناديق مشاركة القروض على 686.6 مليون دولار، بينما جمعت صناديق البلديات بالدولار الأميركي 505 ملايين دولار.

من ناحية أخرى، شهدت صناديق سندات الشركات الأميركية بالدولار تدفقات خارجة بلغت إجماليها مليار دولار، وشهدت صناديق سندات الدولار عالية العائد العالمية انخفاضاً قدره 473 مليون دولار.

كما شهدت صناديق أسواق المال العالمية تدفقات خارجة بقيمة 3 مليارات دولار، بعد تدفقات ضخمة بقيمة 105 مليارات دولار في الأسبوع السابق.

وفي سوق السلع، باع المستثمرون صناديق المعادن الثمينة بقيمة 524 مليون دولار، متراجعةً عن صافي مشتريات بقيمة 691 مليون دولار في الأسبوع السابق. من ناحية أخرى، شهدت صناديق الطاقة تدفقات خارجة صافية بقيمة 76 مليون دولار.

وكشفت البيانات، المستمدة من 29583 صندوقاً للأسواق الناشئة، عن انخفاض في مشتريات صناديق سندات الأسواق الناشئة، حيث قام المستثمرون بشراء 597 مليون دولار فقط مقارنة بـ1.67 مليار دولار في الأسبوع السابق. بالإضافة إلى ذلك، تم بيع 1.7 مليار دولار في صناديق الأسهم في الأسواق الناشئة خلال الأسبوع المنتهي في 10 أبريل، وهو أكبر مبلغ في 5 أسابيع.


مقالات ذات صلة

الكوقلي لـ«الشرق الأوسط»: القطاع غير النفطي سيقود النمو في السعودية

الاقتصاد مديرة البنك الدولي في دول مجلس التعاون الخليجي صفاء الطيّب الكوقلي (تركي العقيلي)

الكوقلي لـ«الشرق الأوسط»: القطاع غير النفطي سيقود النمو في السعودية

توقع البنك الدولي نمو منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في 2024 و2025 بنسبة 2.8 و4.7 في المائة على التوالي.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن العاصمة (رويترز)

آمال خفض الفائدة تتلاشى مع تشدد موقف «الفيدرالي» في مواجهة التضخم

تتلاشى آمال خفض أسعار الفائدة هذا العام من قِبل الاحتياطي الفيدرالي ببطء متزايد، مع سلسلة من التصريحات الأخيرة من قِبل مسؤولي «الفيدرالي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يظهر شعار المصرف المركزي الأوروبي خارج مقره في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

خبراء الاقتصاد متفقون: خفض وشيك للفائدة في منطقة اليورو

يبدو أن خفض أسعار الفائدة من جانب المصرف المركزي الأوروبي في 6 يونيو (حزيران) بات أمراً محسوماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حفارات تعمل في حقل نفطي روسي (رويترز)

النفط يرتفع وسط توقعات بإبقاء «أوبك بلس» على تخفيضات الإنتاج

ارتفعت أسعار النفط في تعاملات جلسة الأربعاء بفضل توقعات بأن المنتجين الرئيسيين سيواصلون تخفيضات الإنتاج في اجتماع تحالف «أوبك بلس» المقرر يوم الأحد

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر سبائك الذهب من قبو أحد المصارف بهذا الرسم التوضيحي الذي جرى التقاطه في زيوريخ (رويترز)

انخفاض طفيف في أسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم

انخفضت أسعار الذهب قليلاً يوم الأربعاء حيث حافظ الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية على قوتهما قبيل بيانات التضخم الرئيسية

«الشرق الأوسط» (لندن)

الحكومة المصرية تقتحم «الملف الشائك» للخبز المدعم

أحد مخابز الخبز البلدي المدعم في القاهرة (الشرق الأوسط)
أحد مخابز الخبز البلدي المدعم في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

الحكومة المصرية تقتحم «الملف الشائك» للخبز المدعم

أحد مخابز الخبز البلدي المدعم في القاهرة (الشرق الأوسط)
أحد مخابز الخبز البلدي المدعم في القاهرة (الشرق الأوسط)

أعلنت الحكومة المصرية، الأربعاء، رفع سعر رغيف الخبز البلدي المدعم أربعة أمثال سعره الحالي، ليبلغ 20 قرشاً، ابتداءً من أول يونيو (حزيران) المقبل... ووصفت الأمر بـ«الملف الشائك»

ويأتي هذا الارتفاع، بعد نحو 36 عاماً من آخر تحريك في سعره منذ عام 1988، حيث مثّل دعم رغيف الخبز سياسة راسخة لدى الحكومات المتعاقبة حتى في أشد الأزمات.

وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحافي، إن المجلس ناقش منظومة الخبز المدعم، والذي لم يتم تحريكه منذ أكثر من 30 عاماً، مشيراً إلى «أن تكلفة رغيف الخبز هي 1.25 جنيه، بينما تبيعه الدولة بـ5 قروش، وأنه على مدار هذه الأعوام تضاعف سعره مرات عدة، وتحملت الدولة أعباء مالية متزايدة بصورة كبيرة جداً... هدفنا اليوم هو تقليص هذا الدعم بصورة قليلة».

وتعي الحكومة المصرية أن «هذا الأمر قد لا يلقى قبولاً»، بحسب مدبولي، الذي قال أيضاً إن «هذا الملف شائك وهناك عدد كبير من الحكومات كانت تتحاشى أن تتحرك بصدده، إلا أننا اليوم ونحن نرى حجم فاتورة الدعم التي تتحملها الدولة، كان لا بد لنا من أن نتحرك بأقل قدر ممكن حتى نضمن استدامة الخدمة».

واستبق رئيس الوزراء المصري قرار رفع سعر الخبز، بالإشارة خلال مؤتمر صحافي في مدينة الإسكندرية، الاثنين الماضي، إلى إنه لا بد من «تحريك» أسعار الخبز لتتناسب مع ما وصفه بـ«الزيادات الرهيبة» في سعر التكلفة، لكنه أكد أن الخبز «سيظل مدعوماً، لكن فاتورة دعمه أصبحت كبيرة جداً». والسبت الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه مشروعات تنموية، إن الحكومة تدعم الخبز بمبلغ 130 مليار جنيه سنوياً.

وعلل رئيس الحكومة قرار الرفع، خلال مؤتمر اليوم، بقوله إن «كل ما تقوم به الحكومة هو الترشيد قليلاً من حجم الدعم المُلقى على عاتق الخزانة العامة للدولة؛ من أجل ضمان استدامة تقديم الخدمة والدعم». لافتاً إلى أن الدولة «لا تزال تدعم كل رغيف خبز بـ105 قروش؛ وهو ما يعني أن الدولة ستتحمل 105 مليارات جنيه سنوياً».

الخبير الاقتصادي والمالي المصري، الدكتور ياسر حسين، قال لـ«الشرق الأوسط»: «صدقت التوقعات الاقتصادية التي استشفّت صدور قرار تحريك سعر الخبز قبل صدوره، حيث أصبح الاستمرار في دعم الخبز أمراً في منتهى الصعوبة بالنسبة للحكومة، مع الأرقام المعلنة حول التكلفة».

ويستفيد من منظومة الخبز المدعم ما يقرب من 72 مليون مواطن، من خلال بطاقات التموين وبمعدل 150 رغيفاً شهرياً لكل فرد مقيد ببطاقة التموين، كما تشير إحصاءات وزارة التموين المصرية.

وتبلغ حصة كل فرد في بطاقة التموين، 5 أرغفة يومياً من العيش المُدعم.

وبموازاة تحريك أسعار الخبز، تدرس الحكومة المصرية التحول للدعم النقدي بدلاً من العيني. وأوضح مدبولي أن الحكومة تستهدف وضع تصور لتحويل الدعم إلى نقدي قبل نهاية العام لوضع خطة وبدء التطبيق ابتداءً من موازنة السنة المالية 2025 – 2026، مؤكداً «أن الدعم النقدي سيوفر مبلغاً مناسباً للأسر المستحقة ليستطيع رب كل أسرة تحديد أولوياته والاستفادة من هذا الدعم».

ويعلق الخبير الاقتصادي على ذلك، بالقول: «كنت أتمنى أن يكون التحول للدعم النقدي سريعاً، فتكلفة رغيف الخبز 125 قرشاً وهو رقم معلوم حدده أصحاب القرار، وفي ضوء العلم بعدد المواطنين المستفيدين بدعم الخبز على مستوي الجمهورية، وعدد الأرغفة المحددة لكل فرد وهي أيضاً رقم معلوم، كان الأفضل أن يتحول دعم الخبز من عيني إلى نقدي برقم واضح في الموازنة، وبالتالي يضاف الدعم النقدي إلى بطاقات التموين الذكية في شفافية وحوكمة ووضوح تام، بما يعني وصول دعم الخبز كاملاً نقدياً إلى مستحقيه».

وأحدث تحريك سعر الخبز جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسم روادها بين منتقد للقرار ومن يجد له مبرراً. وجاء تفاعل المؤيدين بذكر الأسباب التي أدت إليه، والعوائد التي تصبّ في صالح المواطن، رغم الزيادة.

وعدّد حساب باسم «حنان يحيى» أسباب تحريك سعر الخبز المدعم، وهي «تطبيق الدعم النقدي على الخبز لوصول الدعم إلى مستحقيه، والمحافظة على جودة الرغيف، والرقابة على المخابز لضمان وصول رغيف الخبز لمستحقيه، ومواجهة التضخم لتصحيح مسار الاقتصاد المصري».

في المقابل، وفي انعكاس لكلمات رئيس الوزراء بأن رفع سعر الخبز «قد لا يلقى قبولاً»، تساءل حساب باسم «عبد المنعم منيب»، قائلاً: «ليه دايماً إنقاذ ميزانية الدولة يكون من خبز الفقراء؟»، مطالباً بتحمل الأثرياء الذين تزيد ثروتهم على 100 مليون جنيه ضريبة أكبر بشكل مؤقت.

قال حساب «ماندو»: «من الآن فصاعداً إذا حدثوك عن الخبز المدعم قل لهم: كان حلماً من سراب فهوى».

بينما اختار حساب باسم «أحمد بدير»، أن يعلق على القرار بكلمات من مشهد من فيلم «الإرهاب والكباب» للفنان عادل إمام.