الصين تؤسس صندوقاً عملاقاً للرقائق لمواجهة القيود الأميركية

احتمالات للتصعيد بخصوص «هواوي» وتايوان

مقر شركة «هواوي» الصينية في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)
مقر شركة «هواوي» الصينية في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)
TT

الصين تؤسس صندوقاً عملاقاً للرقائق لمواجهة القيود الأميركية

مقر شركة «هواوي» الصينية في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)
مقر شركة «هواوي» الصينية في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)

ذكرت «بلومبرغ نيوز» يوم الجمعة أن الصين بصدد جمع أكثر من 27 مليار دولار لأكبر صندوق للرقائق في البلاد، في خطوة لتسريع تطوير التقنيات المتطورة لمواجهة القيود الأميركية المتزايدة في مجال الرقائق والذكاء الاصطناعي.

وبالتزامن، قالت مصادر مطلعة إن شركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية العملاقة للاتصالات، وشريكها الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (إس إم آي سي)، اعتمدتا على التكنولوجيا الأميركية لإنتاج رقائق متقدمة في الصين العام الماضي.

وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لسرية التفاصيل، أن شركة «إس إم آي سي» ومقرها شنغهاي، استخدمت معدات من شركة «أبلايد ماتريالز» ومقرها كاليفورنيا، و«لام ريسرش كورب» لتصنيع رقائق 7 نانومتر متقدمة لـ«هواوي» في 2023.

وأفادت «بلومبرغ» بأن المعلومات، التي لم تعلن في السابق، تشير إلى أن الصين ما زالت لا تستطيع بشكل كامل استبدال مكونات أجنبية معينة والمعدات المطلوبة من أجل المنتجات الحديثة مثل أشباه الموصلات.

ولم يرد ممثلو «إس إم آي سي» و«هواوي» و«لام» على طلبات بالتعقيب. ورفضت «أبلايد ماتريالز» ومكتب الصناعة والأمن في وزارة التجارة الأميركية، المسؤول عن تنفيذ ضوابط التصدير، التعقيب.

وجعلت الصين من الاكتفاء الذاتي التكنولوجي أولوية وطنية، وحظيت جهود «هواوي» لتحديث تصميم وتصنيع الرقائق المحلية بدعم بكين.

الخطوات الصينية تأتي وسط تصعيد مع الولايات المتحدة حول جزيرة تايوان، حيث تعارض بكين التدخلات الخارجية الداعية لاستقلالها. وتعد تايوان أحد أكبر منتجي الرقائق على مستوى العالم.

وارتفعت مبيعات «شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات» بنسبة 9.4 بالمائة خلال أول شهرين من عام 2024، بعد أن ساعد نمو قطاع الذكاء الاصطناعي في تعويض تراجع مبيعات هواتف آيفون من إنتاج شركة «أبل».

وأفادت «بلومبرغ» بأن مبيعات أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية في آسيا بلغت ما يعادل 12.6 مليار دولار أميركي خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، وسط مؤشرات بأن شركة «أبل»، التي شكلت نحو 25 بالمائة من حجم أعمال الشركة التايوانية العام الماضي، تكافح لاستعادة الزخم لمبيعات هواتف آيفون في الصين.

وذكرت «بلومبرغ» أن «شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات»، التي تعد المورد الرئيسي للرقائق الإلكترونية لشركة «نفيديا كورب»، تستفيد حاليا من موجة الاهتمام بالذكاء الاصطناعي التي تسارعت مؤخرا بعد طرح شركة «أوبن إيه آي» تطبيق «تشات جي بي تي».

وكان المسؤولون التنفيذيون في الشركة التايوانية قد أعربوا عن توقعاتهم بشأن تحقيق نمو ملموس خلال الربع السنوي الحالي، مع إمكانية زيادة الإنفاق الرأسمالي للشركة خلال العام الحالي، ما يشير إلى أن الشركة تتوقع تعافي حجم الطلب في قطاعي الهواتف الذكية والحاسبات.

وفي سياق منفصل، أظهرت بيانات صناعية يوم الجمعة أن مبيعات السيارات الكهربائية في الصين تباطأت في الأشهر الأولى من هذا العام، وسط اشتداد المنافسة مع توجه شركة «بي واي دي» الرائدة في السوق لجولة أعمق من تخفيضات الأسعار.

وأظهرت بيانات من جمعية سيارات الركاب الصينية، أن مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات ارتفعت بنسبة 18.2 بالمائة في الفترة من يناير إلى فبراير، مقابل متوسط نمو 20.8 بالمائة في 2023.

لكن بتضمين السيارات الهجينة، قفزت مبيعات مركبات الطاقة الجديدة بنسبة 37.5 بالمائة في فترة الشهرين، مقابل متوسط 36.2 بالمائة في عام 2023. وتجاوزت النتيجة النمو الإجمالي لسوق سيارات الركاب العادية بنسبة 16.3 بالمائة، حيث غذت التخفيضات واسعة النطاق الطلب.

وشكلت سيارات الطاقة الجديدة 33.5 بالمائة من إجمالي مبيعات السيارات في الفترة من يناير إلى فبراير، مقابل 28.3 بالمائة في نفس الفترة من العام السابق، واستحوذت على حصة سوقية من السيارات التي تعمل بالبنزين والتي ارتفعت مبيعاتها بنسبة 7.8 بالمائة.

وقال تسوي دونغشو، الأمين العام للجمعية، للصحافيين يوم الجمعة، إن بعض السيارات الكهربائية يتم تسعيرها على قدم المساواة مع السيارات التي تعمل بالبنزين، ما يضغط على مبيعات الأخيرة.


مقالات ذات صلة

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد زوار إحدى الحدائق الوطنية في العاصمة اليابانية طوكيو يتابعون التحول الخريفي للأشجار (أ.ف.ب)

عائد السندات اليابانية العشرية يتراجع عقب اختيار بيسنت للخزانة الأميركية

تراجع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات الاثنين مقتفياً أثر تراجعات عائد سندات الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أعضاء المؤتمر الهندي للشباب يحتجون ضد غوتام أداني ويطالبون باعتقاله (رويترز)

المعارضة الهندية تعطّل البرلمان بسبب «أداني»

تم تعليق عمل البرلمان الهندي بعد أن قام نواب المعارضة بتعطيله للمطالبة بمناقشة مزاعم الرشوة ضد مجموعة «أداني»، فيما انخفضت أسعار سندات «أداني»

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تغطية فئة «المؤسسات» في اكتتاب «أوكيو» العمانية في اليوم الأول للطرح

في اليوم الأول.. تغطية كامل حصة «المؤسسات» في اكتتاب مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان (العمانية)
في اليوم الأول.. تغطية كامل حصة «المؤسسات» في اكتتاب مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان (العمانية)
TT

تغطية فئة «المؤسسات» في اكتتاب «أوكيو» العمانية في اليوم الأول للطرح

في اليوم الأول.. تغطية كامل حصة «المؤسسات» في اكتتاب مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان (العمانية)
في اليوم الأول.. تغطية كامل حصة «المؤسسات» في اكتتاب مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان (العمانية)

أعلنت مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان إتمام تغطية شريحة «فئة المؤسسات» في المجموعة، والبالغة 30 في المائة من الأسهم المطروحة للاكتتاب عند الحد الأعلى من النطاق السعري البالغ 111 بيسة للسهم، منذ اليوم الأول من فترة الاكتتاب التي تنتهي في 28 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي للأفراد، وحتى الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل للمؤسسات.

وبدأ، الأحد، الاكتتاب العام في 1.70 مليار سهم من أسهم شركة «أوكيو» للصناعات الأساسية بوصفه ثاني اكتتاب للأسهم خلال عام 2024.

المديرة التنفيذية للاكتتابات بمجموعة «أوكيو» الدكتورة لمياء بنت حارب الخروصية (العمانية)

وقالت مديرة تنفيذ الاكتتابات بمجموعة «أوكيو»، الدكتورة لمياء بنت حارب الخروصية، إن هذا الإقبال يعكس قوة الطلب وجاذبية العرض؛ مما يبرز القيمة الاستثمارية المميزة لشركة «أوكيو» للصناعات الأساسية، ويؤكد ثقة المستثمرين من المؤسسات بقدرات الشركة وفرص نموها الواعدة.

وأكد الرئيس التنفيذي لـ«أوكيو» للصناعات الأساسية، المهندس خالد بن خلفان العاصمي، أن طرح أسهم الشركة يُمثّل خطوة نحو شراكات استراتيجية جديدة، وفرص نجاح مشتركة.

وأضاف: «كما أنّ هذا الطرح العام الأولي يشكّل خُطوة محورية في مسيرة شركة (أوكيو) للصناعات الأساسية، ويفتح آفاقاً استراتيجية لمواءمة نمو الشركة وتوسعها مع تطلعات (رؤية عُمان 2040)، ويفتح المجال أمام شركاء جدد للانضمام إلى مسيرة الشركة».

وأضاف: «لقد حرصت الشركة على إعداد هيكل الطرح العام الأولي بطريقة تضمن وصولاً متكافئاً لمختلف فئات المستثمرين؛ مما يشدّد على التزامنا بالشمولية والنمو الاستراتيجي. ويتم توزيع الأسهم وفقاً للنسب التالية: 30 في المائة من الأسهم مخصصة للفئة الأولى (المؤسسات)، و40 في المائة من الأسهم المطروحة للأفراد بواقع 20 في المائة لصغار المستثمرين، و20 في المائة لكبار المستثمرين، بالإضافة إلى الشريحة الثالثة، وهم المستثمرون الرئيسون الذي تعهّدوا بالاكتتاب بـ30 في المائة من الأسهم المطروحة للاكتتاب».

المهندس خالد بن خلفان العاصمي الرئيس التنفيذي لـ«أوكيو» (العمانية)

وسيُعتمد سعر موحد للسهم، ويُطبّق على جميع الفئات، ويُحدّد من خلال عملية بناء سجل أوامر الاكتتاب؛ وذلك ضمن نطاق سعري يبدأ من 106 بيسات، وينتهي عند 111 بيسة. ويضمن هذا النهج المُعد بعناية أن يستفيد جميع المشاركين -سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات- بالشفافية والوضوح.

ومن المتوقع أن يؤدي إدراج أسهم الشركة في السوق المالية إلى تعزيز سيولة وجاذبية بورصة مسقط؛ الأمر الذي سيُسهم في تعزيز أسواق رأس المال العُمانية، ويرفع مستوى حضورها في الأسواق الإقليمية والعالمية.

أرباح

في وقت بلغت فيه الأرباح الصافية الفعلية لشركة «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 272 مليون ريال عماني (707 ملايين دولار)، بنسبة زيادة قدرها 18 في المائة عن المبلغ المستهدف بالخطة البالغ 230 مليون ريال عماني (599 مليون دولار).

وأشارت البيانات المالية للشركة عن الأشهر التسعة المنقضية من العام الحالي 2024 إلى أن الشركة حقّقت تدفقاً نقدياً حراً بقيمة 236 مليون ريال عماني (614 مليون دولار)، مقارنة بما هو مستهدف في الخطة البالغ قدره 232 مليون ريال عماني (603 ملايين دولار)، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 2 في المائة، ويعود ذلك إلى ضبط النفقات التشغيلية والرأسمالية مقارنة بالخطة والزيادة في معدل الإنتاج.

وسجّل الأداء التشغيلي للشركة خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى سبتمبر (أيلول) 2024 تطوراً ملحوظاً؛ حيث ارتفع الإنتاج إلى 255 ألف برميل نفط مكافئ يومياً، مقارنة بـ253 ألف برميل من النفط المكافئ، بنسبة زيادة بلغت 3 في المائة على المتوسط الإجمالي اليومي لإنتاج النفط والغاز.

ونوّه البيان بأن الزيادة في الإنتاج جاءت نتيجة لارتفاع النفط والغاز الوارد من الأصول المشغلة والمشتركة؛ حيث يمثّل إنتاج الغاز 40 في المائة من إجمالي إنتاج الشركة حتى نهاية سبتمبر 2024، ومن المتوقع أن تختم «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج العام بتجاوز مستوى الإنتاج المستهدف.

وأشارت الشركة إلى أنه تمت بنجاح عمليات اكتشاف إضافي للنفط في منطقة «الامتياز 60» في الربع الثاني من عام 2024، وستبدأ أعمال التطوير في أوائل عام 2025. كما ستُنفّذ جميع المشروعات الإضافية الرئيسة في منطقة «الامتياز 60» وفقاً للخطة، وسيتم تشغيلها في الربع الثالث من عام 2025.

الرئيس التنفيذي لشركة «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج المهندس أحمد بن سعيد الإزكوي (العمانية)

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج، المهندس أحمد بن سعيد الإزكوي، أن النتائج المتميزة التي حقّقتها الشركة تعكس مسؤوليتها في تحقيق نتائج أفضل للمساهمين وتحقيق تطلعاتهم إلى زيادة العائد على الاستثمار، وكفاءة الأداء المالي والتشغيلي الذي تحرص عليه في عملياتها.

وقال إن الشركة ستواصل في الربع الرابع من العام الحالي تحقيق الأهداف المخطط لها في معدلات إنتاج النفط والغاز، مع متابعة متغيرات الأسواق الناشئة وسلوك تسعير السلع.