تقرير «الاحتياطي الفيدرالي» يحذر من مخاطر محتملة في القطاع المالي

باول يمثل أمام الكونغرس وسط توقعات بأن يواجه وابلاً من الأسئلة حول الموقف المتشدد لـ«المركزي»

قام عدد من الديمقراطيين في الكونغرس بملاحقة باول بشأن المعدلات المرتفعة واشتكوا من أنها تؤدي إلى تفاقم القدرة على تحمل تكاليف السكن (أ.ف.ب)
قام عدد من الديمقراطيين في الكونغرس بملاحقة باول بشأن المعدلات المرتفعة واشتكوا من أنها تؤدي إلى تفاقم القدرة على تحمل تكاليف السكن (أ.ف.ب)
TT

تقرير «الاحتياطي الفيدرالي» يحذر من مخاطر محتملة في القطاع المالي

قام عدد من الديمقراطيين في الكونغرس بملاحقة باول بشأن المعدلات المرتفعة واشتكوا من أنها تؤدي إلى تفاقم القدرة على تحمل تكاليف السكن (أ.ف.ب)
قام عدد من الديمقراطيين في الكونغرس بملاحقة باول بشأن المعدلات المرتفعة واشتكوا من أنها تؤدي إلى تفاقم القدرة على تحمل تكاليف السكن (أ.ف.ب)

أشار تقرير «الاحتياطي الفيدرالي» الذي صدر يوم الجمعة إلى مجموعة من نقاط الضعف «الملحوظة» في الأسواق المالية، في حين أوضح أن الضغوط التي عصفت بالقطاع المصرفي قبل عام قد تلاشت إلى حدٍ كبير.

واستخدم «الاحتياطي الفيدرالي» الإصدار الأخير من تقريره الدوري للسياسة النقدية ليقول إن المسؤولين لن يبدأوا في خفض هدف سعر الفائدة قصير الأجل حتى يكتسبوا ثقة أكبر في أن التضخم يعود بالفعل إلى هدف 2 في المائة.

وفي التقرير، أشار المصرف المركزي إلى عدد من الطرق التي تؤدي بها مستويات الاقتراض، أو الرفع المالي، إلى زيادة المخاطر في القطاع المالي. وقال أيضاً إن أسعار الأسهم «قريبة من أعلى مستوياتها التاريخية». وقال «الاحتياطي الفيدرالي» إن الرفع المالي في صناديق التحوط استقر عند مستويات عالية، في حين تواجه شركات التأمين على الحياة وضعاً صعباً، حيث أصبحت أكثر اعتماداً على مصادر التمويل غير التقليدية.

وفي الوقت نفسه، قال المصرف المركزي إنه في حين تظل مصادر تمويل المصارف سائلة ومستقرة، فإن تكاليف التمويل آخذة في الارتفاع. ولكن حتى مع تلك التحديات المتزايدة، قال تقرير «الاحتياطي الفيدرالي» إن «النظام المصرفي لا يزال سليماً ومرناً وإن الضغط الحاد في النظام المصرفي قد انحسر منذ الربيع الماضي».

قبل عام، واجه «الاحتياطي الفيدرالي» مشكلات مصرفية من الحجم الذي أجبره على إطلاق تسهيلات سيولة جديدة، وسط ارتفاع الطلب على ائتمان المصرف المركزي. وقد تلاشى الكثير من هذا الاقتراض بوصفه مصدر قلق كبيراً للأسواق وللمصرف المركزي، وسيغلق «الاحتياطي الفيدرالي» هذا الشهر برنامج التمويل لأجَل، الخاص بالمصارف للتعامل مع المشاكل.

وقال تقرير «الاحتياطي الفيدرالي» إن الائتمان لا يزال متاحاً لمعظم الذين يريدونه، مع الاعتراف بارتفاع تكلفة الاقتراض، إذ قال: «لا تزال أسعار الفائدة على كل من بطاقات الائتمان وقروض السيارات أعلى من المستويات التي لوحظت في عام 2018 في ذروة دورة تشديد السياسة النقدية السابقة».

وفيما يتعلق بالاقتصاد، أكد بنك الاحتياطي الفيدرالي مجدداً التزامه بإعادة ضغوط التضخم إلى هدفها، وقال إن لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تحدد سعر الفائدة «لا تتوقع أنه سيكون من المناسب خفض النطاق المستهدف حتى تكتسب ثقة أكبر في أن التضخم قد انخفض. التحرك بشكل مستدام نحو 2 في المائة».

وتشير توقعات «الاحتياطي الفيدرالي» منذ نهاية العام الماضي، مدعومة بتعليقات المسؤولين، إلى خفض أسعار الفائدة هذا العام وسط انخفاض الضغوط التضخمية. لكن القوة الاقتصادية والمسار غير المتكافئ للعودة إلى 2 في المائة قد أعاقا توقعات السوق بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه التيسير، والذي من المرجح أن يكون في الصيف، وفق «رويترز».

مقدمة لباول

ويأتي تقرير «الاحتياطي الفيدرالي» مرتين سنوياً إلى الكونغرس قبل يومين من شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المقرر عقدها يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع المقبل. ومن المرجح أن يواجه باول وابلاً من أسئلة المشرعين حول الموقف المتشدد لسياسة «الاحتياطي الفيدرالي» وتوقعات تخفيفه، وهو موضوع حساس في عام الانتخابات الرئاسية.

ويلخص التقرير بشكل عام التطورات الاقتصادية والإجراءات التي اتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة منذ التحديث السابق المقدم للمشرعين. وقد تمت الإشارة بالفعل إلى مخاوف بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن نقاط الضعف في الأسواق المالية في إصدار محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر يناير (كانون الثاني)، الذي صدر الأسبوع الماضي.

وفي اجتماع السياسة الأخير الذي عقده بنك الاحتياطي الفيدرالي في يناير، أطلع موظفو المصرف المركزي صناع السياسات على تقييمهم للاستقرار داخل النظام المالي الأميركي، حيث ذكر محضر الاجتماع أن الموظفين «وصفوا نقاط الضعف المالية في النظام بأنها ملحوظة».

وقد قام عدد من الديمقراطيين في الكونغرس بالفعل بملاحقة باول بشأن المعدلات المرتفعة، واشتكوا من أنها تؤدي إلى تفاقم القدرة على تحمل تكاليف السكن الفقيرة بالفعل بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وفي الوقت نفسه، انتقد الجمهوريون استجابة «الاحتياطي الفيدرالي البطيئة في البداية للتضخم ويمكن أن يعاقبوا باول بسبب مؤشرات على أنه قد يخفض أسعار الفائدة قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)».

تخفيضات أسعار الفائدة في سنوات الانتخابات

ومن المقرر أن يعقد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل لتحديد سعر الفائدة في الفترة من 19 إلى 20 مارس (آذار)، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يترك صناع السياسات سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند مستوى 5.25 في المائة إلى 5.5 في المائة، كما كان منذ يوليو (تموز).

وسيحمل الاجتماع المقبل أيضاً توقعات محدثة بشأن التضخم والتوظيف والنمو وأسعار الفائدة.

في شهر ديسمبر (كانون الأول)، اقترح الاحتياطي الفيدرالي ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة، وفي تصريحات للصحافيين يوم الأربعاء، قال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إن التوقعات هي مكان «معقول» لمسؤولي مصرف الاحتياطي الفيدرالي للتفكير في توقعات السياسة النقدية.

لكن توقيت التحرك يظل موضع تساؤل. بعد أن أدت سلسلة جيدة من بيانات التضخم خلال النصف الثاني من عام 2023 إلى دفع الأسواق المالية في البداية إلى الاستعداد لخفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من اجتماع مارس، فإن المجموعة الأولى من قراءات التضخم لعام 2024 قد أوقفت مؤقتاً على الأقل بعض هذا الزخم بشأن ترويض وتيرة التضخم. من زيادات الأسعار.

ويعكس تسعير السوق الآن وجهة نظر سائدة مفادها أن الخفض الأول سيحدث في يونيو (حزيران)، على الرغم من أن الخفض الأول في الاجتماع الذي سيعقد في الفترة من 30 أبريل (نيسان) إلى الأول من مايو (أيار) ليس مستبعداً.


مقالات ذات صلة

المركزي الأسترالي يستبعد التيسير ويُبقي الفائدة دون تغيير عند 3.6 %

الاقتصاد يمر المشاة أمام مبنى بنك الاحتياطي الأسترالي في وسط مدينة سيدني (رويترز)

المركزي الأسترالي يستبعد التيسير ويُبقي الفائدة دون تغيير عند 3.6 %

استبعد البنك الاحتياطي الأسترالي يوم الثلاثاء أي خطوات إضافية نحو تيسير السياسة النقدية، بعد إبقائه سعر الفائدة النقدية دون تغيير عند 3.6 في المائة.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الاقتصاد لي جيه ميونغ يتحدث خلال إحاطة سياسية للجنة الرئاسية للامركزية والتنمية المتوازنة في المكتب الرئاسي بمنطقة يونغسان (د.ب.أ)

رئيس كوريا الجنوبية يؤكد أهمية التنمية الإقليمية المتوازنة للنمو المستدام

أكد الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونغ، الاثنين، أن التنمية الإقليمية المتوازنة تعد ضرورية لتحقيق النمو المستدام في البلاد.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد موظف يَعدّ أوراقاً نقدية من الروبل الروسي بمتجر لصرف العملات الأجنبية في بنغالورو (أ.ف.ب)

«المركزي» الهندي يقتحم سوق السندات في خطوة غير مسبوقة لمعالجة الاختلالات

أعلن البنك المركزي الهندي خطوة غير مسبوقة تقضي بضم السندات ذات الآجال الطويلة إلى برنامج مشترياته في السوق المفتوحة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد مستثمر يراقب تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)

الأسواق الخليجية تترقب تحركات «الفيدرالي» وسط موجة صعود متقلبة

شهدت أسواق الأسهم الخليجية ارتفاعاً ملحوظاً في أولى جلسات الأسبوع، متأثرة بتوقعات دعم محتمل من خفض الفائدة الأميركية وصعود أسعار النفط، بعد موجة من التراجع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سبائك ذهب وزنها أونصة واحدة معروضة بـ«ويتر كوينز» في سان فرانسيسكو (أ.ف.ب)

هل يواصل الذهب اندفاعه في 2026؟ 3 سيناريوهات تحكم مصيره بعد قفزة الـ60 %

شهد الذهب عام 2025 أداءً استثنائياً، وصفه تقرير توقعات الذهب لعام 2026، الصادر عن «مجلس الذهب العالمي» في ديسمبر (كانون الأول) 2025 بـ«الطفرة المدهشة».

«الشرق الأوسط» (لندن) «الشرق الأوسط» (لندن)

«إياتا» يتوقع أن يحقق قطاع الطيران أعلى مستوى أرباح صافية في تاريخه خلال 2026

«إياتا» يتوقع أن يحقق قطاع الطيران أعلى مستوى أرباح صافية في تاريخه خلال 2026
TT

«إياتا» يتوقع أن يحقق قطاع الطيران أعلى مستوى أرباح صافية في تاريخه خلال 2026

«إياتا» يتوقع أن يحقق قطاع الطيران أعلى مستوى أرباح صافية في تاريخه خلال 2026

توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن يسجل قطاع الطيران العالمي أعلى مستوى أرباح صافية في تاريخه خلال عام 2026، متجاوزاً للمرة الأولى حاجز التريليون دولار في الإيرادات. ومع ذلك، حذر من أن هامش الربح سيظل «ضئيلاً للغاية» رغم هذه الأرقام القياسية، في ظل استمرار التحديات الكبرى التي تواجهها الصناعة، من مشاكل سلاسل الإمداد إلى تراجع الثقة في قدرة شركة «إيرباص» على تلبية مواعيد تسليم الطائرات الجديدة.

أرقام قياسية وتوزيع الأرباح الإقليمي

يتوقع «إياتا» أن تسجل الصناعة أرباحاً صافية غير مسبوقة تبلغ 41 مليار دولار في عام 2026، ارتفاعاً من 39.5 مليار دولار متوقعة لهذا العام، مع توقع أن تتجاوز الإيرادات الكلية للقطاع حاجز التريليون دولار للمرة الأولى لتصل إلى 1.05 تريليون دولار.

وتستمر أوروبا في ريادة المشهد، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباحها من 13.2 مليار دولار إلى 14.0 مليار دولار، متفوقة على أميركا الشمالية التي يُتوقع أن تصل أرباحها إلى 11.3 مليار دولار (ارتفاعاً من 10.8 مليار دولار).

ويُتوقع أن يبلغ الربح التشغيلي 72.8 مليار دولار في عام 2026، بزيادة على 67 مليار دولار في عام 2025، ما يُمثل تحسناً طفيفاً في هامش الربح التشغيلي بنسبة 6.9 في المائة.

هامش ربح «ضئيل» رغم الإنجاز

وفي هذا الإطار، قال المدير العام لـ «إياتا»، ويلي والش، خلال اليوم العالمي للإعلام الذي نظمته المنظمة في جنيف: «إنها أخبار سارة للغاية بالنظر إلى التحديات التي تواجهها صناعة النقل الجوي». وأشار إلى تحديات تشمل تحديات سلسلة التوريد، والصراعات الجيوسياسية، وتباطؤ التجارة العالمية، والأعباء التنظيمية المتزايدة. وأضاف والش: «لقد نجحت شركات الطيران في بناء مرونة في أعمالها قادرة على امتصاص الصدمات، مما يحقق ربحية مستقرة».

لكن والش لفت إلى أن هوامش الأرباح لا تزال ضيقة للغاية. فمن المتوقع أن يبلغ هامش الربح الصافي العالمي في 2026 نحو 3.9 في المائة فقط، وهو أقل بنسبة 5 في المائة من الذروة المسجلة قبل جائحة كوفيد-19.

وللتدليل على ضآلة الهوامش، قال والش: «إن الهوامش على مستوى الصناعة لا تزال ضئيلة بالنظر إلى القيمة التي تخلقها شركات الطيران من خلال ربط الناس والاقتصادات»، زاعماً أن شركة «أبل» تحقق هامشاً أكبر عند بيع غطاء لهاتف «آيفون» مقارنة بمتوسط ربح شركات الطيران لكل راكب، الذي يبلغ 7.9 دولار عالمياً، وهو رقم مستقر مقارنة بالعام الماضي.

المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي يتحدث في مؤتمر صحافي في نيودلهي (أرشيفية - رويترز)

تحديات سلاسل الإمداد

اعترف والش بأن القطاع يواجه رياحاً معاكسة قوية تشمل تحديات سلاسل الإمداد، والصراعات الجيوسياسية، والتباطؤ في التجارة العالمية، وتزايد الأعباء التنظيمية.

وفيما يتعلق بأزمة التصنيع، أشار والش إلى وجود تباين في أداء الشركات المصنعة للطائرات. إذ قال: «أعتقد أننا نشهد تحولاً يُعترف فيه عموماً بأن أداء بوينغ قد تحسن بشكل ملحوظ. هناك ثقة أكبر بكثير في وفاء بوينغ بالتزاماتها، بينما نرى ثقة أقل في إيرباص». وأضاف: «إنه أمر مخيب للآمال بالنسبة للقطاع، لأن عدد الطائرات الجديدة التي سيتم تسليمها سيكون أقل مما كان متوقعاً». ويؤثر تأخر تسليم الطائرات الحديثة والأكثر كفاءة على قدرة شركات الطيران على خفض تكاليف الوقود وزيادة الكفاءة التشغيلية، رغم أن تحديات سلاسل الإمداد ساهمت في ارتفاع «عوامل الحمولة» إلى مستويات قياسية (83.8 في المائة متوقعة في 2026).


«نيكي» يتجاهل الزلزال ويرتفع بدعم الرقائق

رجل يسير أمام لوحة تعرض حركة أسواق الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
رجل يسير أمام لوحة تعرض حركة أسواق الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

«نيكي» يتجاهل الزلزال ويرتفع بدعم الرقائق

رجل يسير أمام لوحة تعرض حركة أسواق الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
رجل يسير أمام لوحة تعرض حركة أسواق الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

ارتفع مؤشر «نيكي» الياباني يوم الثلاثاء، متجاوزاً ضعفه المبكر؛ حيث عززت مكاسب أسهم قطاع الرقائق المؤشر العام. وكانت 3 من أكبر 5 شركات تقدماً من حيث نقاط المؤشر شركات مرتبطة بأشباه الموصلات، بقيادة شركة «طوكيو إلكترون» المتخصصة في صناعة أدوات تصنيع الرقائق؛ حيث اقتفت أثر ارتفاع أسهم نظيراتها الأميركية خلال الليلة السابقة.

وارتفع مؤشر «نيكي» بنسبة 0.1 في المائة ليغلق عند 50.655.10 نقطة. وأغلق مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً مستقراً عند 3.384.92 نقطة.

وبدأت الأسهم اليابانية تعاملات الثلاثاء على تراجع، وسط حذر المستثمرين قبيل قرار مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) بشأن السياسة النقدية يوم الأربعاء. ومن المتوقع على نطاق واسع خفض أسعار الفائدة، ولكن مسار السياسة النقدية للبنك المركزي اللاحق يكتنفه الغموض، بسبب الانقسامات الحادة داخل مجلس الإدارة.

وكتب مايكل براون، الخبير الاستراتيجي في «بيبرستون»، في مذكرة للعملاء: «انحصر التركيز الآن، بشكل شبه كامل، على التعليقات والتوجيهات التي سترافق إعلان خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، بمقدار 25 نقطة أساس». وأضاف: «من المرجح أن يؤدي الترقب الذي يسبق (الحدث الرئيسي) لهذا الأسبوع إلى تقليص القناعة طوال اليوم».

وتجاهل المستثمرون اليابانيون الزلزال البحري القوي الذي ضرب البلاد يوم الاثنين، والذي تسبب في نهاية المطاف في أضرار طفيفة، ولم يُسبب تسونامي هائلاً، على الرغم من التحذيرات الأولية.

ومن بين مكونات مؤشر «نيكي» البالغ عددها 225 مكوناً، ارتفع 116 مكوناً مقارنة بانخفاض 109 مكونات. وارتفعت أسهم شركتي «ديسكو» و«طوكيو إلكترون»، وهما شركتان متخصصتان في تصنيع أدوات صناعة الرقائق، بنسبة 4.7 في المائة و1.3 في المائة على التوالي. كما ارتفع سهم شركة «ليزرتيك» المتخصصة في تصنيع معدات اختبار الرقائق، بنسبة 3.6 في المائة.

عوائد قياسية

وفي سوق السندات، ارتفعت عوائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عاماً إلى مستوى قياسي يوم الثلاثاء، مع استمرار قلق المستثمرين بشأن السياسة المالية للحكومة الجديدة، واستعدادهم لرفع أسعار الفائدة من قِبل بنك اليابان. واستقر عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 5 سنوات بالقرب من أعلى مستوى له في 17 عاماً، بعد أن جاء الطلب في مزاد على السندات أضعف قليلاً من المزاد السابق قبل شهر. وترتفع عوائد السندات عند انخفاض الأسعار. وتجاهل مستثمرو سندات الحكومة اليابانية إلى حد بعيد أيضاً الزلزال البحري.

وارتفع عائد سندات العشرين عاماً بمقدار 0.5 نقطة أساس ليصل إلى 2.955 في المائة. كما ارتفع عائد السندات اليابانية لأجل 30 عاماً بمقدار 0.5 نقطة أساس ليصل إلى 3.39 في المائة. وتعرضت السندات اليابانية طويلة الأجل لضغوط عقب إعلان رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي عن خطة إنفاق ضخمة، مُوِّلت إلى حد بعيد من خلال الاقتراض الجديد.

وكتب يوسوكي ماتسو، كبير اقتصاديي السوق في «ميزوهو» للأوراق المالية، في مذكرة للعملاء: «نتوقع استمرار الاتجاه السائد المتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض الين... ما دامت السوق مستمرة في اعتبار الإدارة مُؤيدة للسياسة المالية والنقدية الإنعاشية».

وانخفض عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.96 في المائة، ولكنه لم يبتعد كثيراً عن أعلى مستوى له في 18 عاماً عند 1.97 في المائة الذي لامسه في الجلسة السابقة. كما انخفض عائد السندات لأجل 5 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس ليصل إلى 1.44 في المائة. بينما لامس العائد على السندات اليابانية 1.45 في المائة يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ يونيو (حزيران) 2008، واستقر العائد على السندات لأجل عامين عند 1.06 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو (تموز) 2007.

وتتأثر العائدات قصيرة الأجل بشكل خاص بتوقعات سياسات البنوك المركزية، وقد ارتفعت منذ أن صرَّح محافظ بنك اليابان المركزي، كازو أويدا، مطلع هذا الشهر بأن صانعي السياسات «سينظرون في إيجابيات وسلبيات» تشديد السياسة النقدية في اجتماعه يومي 18 و19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.


صادرات تايوان تحقق في نوفمبر أسرع نمو لها منذ 15 عاماً ونصف العام

حاويات ومعدات بميناء كيلونغ في تايوان (رويترز)
حاويات ومعدات بميناء كيلونغ في تايوان (رويترز)
TT

صادرات تايوان تحقق في نوفمبر أسرع نمو لها منذ 15 عاماً ونصف العام

حاويات ومعدات بميناء كيلونغ في تايوان (رويترز)
حاويات ومعدات بميناء كيلونغ في تايوان (رويترز)

شهدت صادرات تايوان نمواً فاق التوقعات، مسجلة أسرع وتيرة نمو لها منذ 15 عاماً ونصف العام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدفوعة بالطلب العالمي المستمر على الرقائق الإلكترونية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مع اقتراب نهاية العام.

وأعلنت وزارة المالية التايوانية، في بيان الثلاثاء، أن صادرات البلاد سجلت مكاسب متواصلة لأكثر من عامين، حيث ارتفعت بنسبة 56 في المائة خلال نوفمبر الماضي مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 64.05 مليار دولار أميركي، مسجلة بذلك الشهر الـ25 على التوالي من النمو، متجاوزة توقعات الاقتصاديين في استطلاع أجرته «رويترز»، التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 41.1 في المائة.

وبلغت الصادرات مستوى قياسياً بالدولار في نوفمبر الماضي، مسجلة أسرع نمو منذ مايو (أيار) 2010، رغم أن صادرات تايوان إلى الولايات المتحدة تخضع لتعريفة جمركية بنسبة 20 في المائة، تُجري تايبيه محادثات لخفضها، مع استثناء أشباه الموصلات حالياً.

ومن المتوقع أن يستمر زخم صادرات تايوان بدعم من التسارع المستمر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، إضافةً إلى موسم ذروة التسوق في نهاية العام بالأسواق الغربية، وفقاً للوزارة.

وكانت الوزارة قد توقعت الشهر الماضي أن تنمو صادرات عام 2025 بنسبة 30 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى 600 مليار دولار أميركي. ومع ذلك، ما زالت التوقعات الاقتصادية العالمية غير مؤكدة، نظراً إلى تغير سياسات التعريفات الجمركية الأميركية واستمرار المخاطر الجيوسياسية؛ مما يتطلب مراقبة دقيقة، وفقاً للبيان.

وتعدّ شركات تايوانية، مثل «تي إس إم سي»؛ أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم، من الموردين الرئيسيين لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل «إنفيديا» و«أبل».

وتتوقع الوزارة أن تسجل الصادرات في ديسمبر (كانون الأول) الحالي نمواً بنسبة تتراوح بين 40 و45 في المائة مقارنة بالعام السابق.

وفي نوفمبر الماضي، ارتفعت صادرات تايوان إلى الولايات المتحدة بنسبة 182.3 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى مستوى قياسي قدره 24.418 مليار دولار، بينما ارتفعت الصادرات إلى الصين بنسبة 16.5 في المائة.

كما ارتفعت صادرات المكونات الإلكترونية بنسبة 29.3 في المائة، لتصل إلى 21.632 مليار دولار، فيما سجلت الواردات زيادة بنسبة 45 في المائة، لتصل إلى 47.97 مليار دولار، متجاوزة توقعات الاقتصاديين بزيادة قدرها 17.45 في المائة.