«مؤتمر القدرات البشرية» في الرياض يستكشف زيادة معدل التوظيف من الصناعات الجديدة

وزير الطاقة أطلق أول كلية للدراسات العليا في السياسات العامة

وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور مع بداية انطلاق المؤتمر في الرياض (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور مع بداية انطلاق المؤتمر في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر القدرات البشرية» في الرياض يستكشف زيادة معدل التوظيف من الصناعات الجديدة

وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور مع بداية انطلاق المؤتمر في الرياض (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور مع بداية انطلاق المؤتمر في الرياض (الشرق الأوسط)

شهدت العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، انطلاق «مؤتمر مبادرة القدرات البشرية»، برعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق «رؤية 2030»، والذي بحث عملية استكشاف زيادة الفرص الوظيفية من الصناعات الجديدة.

وأطلقت الكثير من الجهات على هامش المؤتمر مشروعات عملاقة عدة، أبرزها: إعلان وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، إطلاق أول كلية للدراسات العليا في السياسات العامة على مستوى المملكة، وأيضاً رحلة التحول للمعهد التقني السعودي لخدمات البترول، بهوية جديدة ليصبح «معهد الطاقة».

وأعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف، استراتيجية تنمية القدرات البشرية في قطاعي الصناعة والتعدين، بالإضافة إلى تدشين الأكاديمية الوطنية للصناعات، بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة.

تمكين المرأة

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز: إن فرص قطاع الطاقة في تحقيق مستهدف التوطين تمثل 75 في المائة، مبيناً أن البيانات تشير إلى قلة مشاركة المرأة في المنظومة عالمياً، مضيفاً: «هذا الأمر يجعنا أمام مهمة كبيرة وصعبة، لكنها قطعاً قابلة للتحقيق، وسنحققها بنظرتنا الشاملة».

وأشار إلى أن متوسط مشاركة النساء في القطاعات الأخرى من 39 إلى 49 في المائة، بينما في قطاع الطاقة عالمياً تمثل النساء 15 في المائة فقط.

ووفق وزير الطاقة «في ظل القيادة، اكتشفنا بأنفسنا المحرك الحقيقي لاقتصادنا، وهو اثنان لا ثالث لهما: الشباب، وتمكين المرأة».

وأضاف إن تطوير الموارد البشرية هو المقياس الأهم لتحديد تطور أي مجتمع، مشدداً على أن هناك حاجة إلى سد الفجوات في التعليم والتدريب.

اجتذاب المواهب

وتابع أن المشاكل التي يمر بها العالم في تطوير الموارد البشرية هي اجتذاب الشباب وبيئة العمل والاحتفاظ بالعمال، والبحث عن الخبراء في المواضيع ونقل المعارف وإدماج النساء في صفوف القوى العاملة.

ولفت إلى أن قطاع الطاقة لا يعمل بمعزل عن الجهات والمؤسسات الأخرى، مضيفاً: «لا بد من التعاون مع جميع الأطراف المعنية ليكون هناك دعم فيما يتعلق بتطوير الموارد البشرية، وليست هناك إمكانية للعمل دون التعاون مع وزارتي التربية والعمل».

ونوّه إلى محاولة إشراك مؤسسات التدريب لضمان تحقيق الهدف الاستراتيجي وهو تغطية القوى العاملة وتنظيم شؤونها وبناء القدرات واجتذاب أصحاب المواهب والاحتفاظ بهم وكذلك تمكين النساء، وأنه سيتم تحقيق ذلك من خلال لجنة إشراف يرأسها الأمير عبد العزيز بن سلمان، تضم في عضويتها جميع الهيئات الحكومية، ولجنة استشارية تقنية تركز على النفط والغاز والهيدروجين النظيف والكربون والطاقة المتجددة والطاقة النووية.

وافصح الأمير عبد العزيز بن سلمان، عن استهداف قطاع الطاقة خلق 150 ألف وظيفة بحلول 2030، موضحاً: «هذه الوظائف ليست فقط في المنشآت الصناعية أو الطاقة المتجددة، ولكننا نرى المزيد من فرص العمل من خلال برامج التوطين. كما أننا ملتزمون ببرنامج يسعى إلى توطين 75 في المائة من الوظائف في 2030».

تعزيز الاستراتيجيات

من جانبه، أكد وزير التعليم، رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج تنمية القدرات البشرية، يوسف البنيّان، خلال كلمته الافتتاحية، أنّ «مبادرة القدرات البشرية» تظهر التزام المملكة بإثراء الحوار العالمي حول هذا الملف وتعزيز الاستراتيجيات والحلول القابلة للتنفيذ التي تلهم التقدم.

وأبان أنّه خلال اليومين المقبلين، سينضم إلى المبادرة أكثر من 200 من القادة والخبراء العالميين؛ لتبادل وجهات نظرهم حول كيفية إطلاق العنان لإمكانات القدرات البشرية، وتحفيز التعاون الدولي لتحقيق أقصى قدر من المرونة في أوقات عدم اليقين.

وزاد البنيّان أن مشهد التوظيف يعد أكثر ديناميكية من أي وقت مضى، وأمر بالغ الأهمية، مفيداً بأنّ التقديرات العالمية توضح أنّ قرابة الـ40 في المائة من مهارات العمال ستتعطل في السنوات الخمس المقبلة، في حين يتم تعيين اعتماد التكنولوجيا والتوسع لتحويل ما يقارب 75 في المائة من الممارسات التجارية على مستوى العالم.

واستطرد وزير التعليم: «مع استمرار الاقتصادات في التنقل الديناميكي بسوق العمل، أصبح من الأهمية العمل بشكل شامل لتعزيز النتائج الإيجابية للقدرات البشرية؛ إذ يعتمد نجاح التطورات الصناعية في قطاعات مثل التكنولوجيا الخضراء، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا التوليدية والذكاء الاصطناعي على قوة عاملة جاهزة للمستقبل تتمتع بالمهارات المناسبة».

عدد من الوزراء والمسؤولين المشاركين في المؤتمر (واس)

تحولات مشهد التوظيف

وأكمل أن مبادرة القدرات البشرية تعد جزءاً من «رؤية 2030»، وتدعم هدف تطوير المهارات والمعرفة والكفاءات التي ستمكّن المجتمع من الصمود أمام التحولات في مشهد التوظيف، حيث تبرز المبادرة كمنارة للأمل والتقدم كمنصة تعاونية عالمية، تهدف إلى تمكين الأفراد وتعزيز الاقتصادات المرنة للمستقبل.

وبيّن البنيّان، أن المملكة من خلال «برنامج تنمية القدرات البشرية»، أنشأت استراتيجية ديناميكية تمتد عبر مراحل التعلم؛ مما يمهد الطريق للأفراد لإطلاق إمكاناتهم الكاملة، مؤكداً أنّ الاستراتيجية تهدف إلى الشمولية، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية لضمان النجاح والازدهار للجميع.

وأبدى الوزير ترحيب المملكة بالعمل مع جميع الشركاء لاستكشاف الفرص وتعزيز تصميم السياسات والحلول المبتكرة لتعزيز القدرات البشرية، مضيفاً أنّه سيتم الإعلان عن أكثر من 45 اتفاقية خلال المؤتمر تعكس التزام المملكة بالعمل بشكل تعاوني مع جميع الشركاء، والقطاعات القادمة من أكثر من 70 دولة في مهمة مشتركة لتعزيز الإمكانات البشرية.

الابتكار والتطوير

بدوره، أفصح الوزير الخريّف في الوقت نفسه عن تدريب أكثر من 50 ألف موظف في المنظومة خلال العام الماضي بالتنسيق مع القطاع الخاص، إلى جانب تحقيق نسبة نمو وصلت إلى 40 في المائة في القوى العاملة.

وذكر الخريّف أنه من خلال برامج تطوير الموارد البشرية التي تسعى الوزارة من خلالها إلى التركيز على رحلة التعلم والتطوير مدى العمر والتزود بالمهارات بطموح يكون المواطن منافساً على مستوى العالم ويصبح النظام مسهماً في الاقتصاد الوطني.

وتابع أن الأمر يتطلب أن تصبح السعودية دولة ابتكارية في الأبحاث والتطوير والابتكار، وأن أولويات البحث والابتكار أدت إلى قطاعات مختلفة لتحقيق الاستدامة في كثير من المجالات.

وفي قطاع الصناعة والتعدين صُممت الاستراتيجية لتبني نماذج جديدة وتقنيات، وتُشكّل مستقبل الوظائف لتلبية احتياجات المواطنين.

استقطاب المواهب

وتحدث الوزير الخريّف عن استراتيجية تطوير القدرات البشرية لقطاع التعدين والصناعة المعلنة على هامش المؤتمر، مفيداً بأنها تشمل 4 أهداف رئيسية، أهمها: تحقيق النمو واستقطاب المواهب المناسبة لتحقيق طموحات القطاع، وتمكين المواهب والقيادات وإيجاد بيئة منافسة لرأس المال البشري، وأيضاً تحفيز الابتكار والإنتاجية وإيجاد نظام بيئي تعاوني.

وشهد المؤتمر مشاركات دولية واسعة من صناع السياسات والمنظمات الدولية، لتحديد مسار أداء التوظيف على مستوى العالم، وتشكيل النظرة المستقبلية لتنمية القدرات البشرية.

وسلطت جلسة حوارية ضمن «مؤتمر مبادرة القدرات البشرية»، الضوء على الصناعات المتقدمة من خلال تمكين القدرات البشرية، إلى جانب أهمية التقنية في خلق المزيد من الوظائف.

وشارك في الجلسة تحت عنوان «معاً نحقق الكثير... الدور الفعال للتعاون»، السفيرة ورئيسة بعثة السعودية إلى الاتحاد الأوروبي، هيفاء الجديع، وعميد كلية سعيد للأعمال في جامعة أكسفورد، البروفسور سوميترا دوتا، والرئيس التنفيذي لشركة «أوداسيتي»، كاي روميلت، وأيضاً المدير الإقليمي للتنمية البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي، الدكتورة فاديا سعادة، بالإضافة إلى المدير العام لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي»، سعدية زاهدي.

جانب من الجلسة الحوارية ضمن فعاليات «مؤتمر مبادرة القدرات البشرية» (واس)

تحفيز الإمكانات البشرية

وأشار المشاركون إلى أهمية رعاية المملكة «مؤتمر مبادرة القدرات البشرية»، الذي يرتبط بشكل وثيق بـ«رؤية 2030»، ويعدُّ شهادة على التزام السعودية الثابت بتعزيز التعاون لتحفيز الإمكانات البشرية والابتكار، وشهادة على التفاني في بناء مستقبل مزدهر ومستدام لمواطنيها والعالم بأسره.

وتناولت هيفاء الجديع، كيفية توفير وظائف جيدة للجميع، مضيفةً: «عندما ننظر إلى السياسات، لا بد من التأكد من شموليتها لجميع المعنيين، لئلا نركز على مجموعة دون أخرى».

وأكدت رئيسة بعثة المملكة إلى الاتحاد الأوروبي السفيرة هيفاء الجديع، خلال حديثها في الجلسة، أهمية الاستثمارات الحكومية والشركات متعددة الجنسيات في الموارد البشرية والاستثمار في جهود السلام والعمل والتعاون مع مختلف القطاعات في مجال تمكين القدرات البشرية.

من جهتها، تطرقت فادية سعادة، إلى الدور المؤثر للقدرات البشرية، وأن هذه القدرات تعدّ عاملاً أساسياً عندما يتعلق الأمر بالتنمية، حيث تساهم في تحقيق 80 في المائة من ثروة أي بلد متقدم.


مقالات ذات صلة

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».