مصر: 1.2 تريليون جنيه إجمالي قيمة الناتج الصناعي للعام الماضي

مباحثات لإقامة منطقة استثمارية جديدة للصناعات الصغيرة بقناة السويس

رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال جولة بالمناطق الحرة بمحافظة السويس لمتابعة توسعات الشركات العاملة (الشرق الأوسط)
رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال جولة بالمناطق الحرة بمحافظة السويس لمتابعة توسعات الشركات العاملة (الشرق الأوسط)
TT

مصر: 1.2 تريليون جنيه إجمالي قيمة الناتج الصناعي للعام الماضي

رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال جولة بالمناطق الحرة بمحافظة السويس لمتابعة توسعات الشركات العاملة (الشرق الأوسط)
رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال جولة بالمناطق الحرة بمحافظة السويس لمتابعة توسعات الشركات العاملة (الشرق الأوسط)

قال وزير التجارة والصناعة المصري، أحمد سمير، إن الاقتصاد المصري حقق مؤشرات نمو إيجابية، أهمها ارتفاع الناتج الصناعي الإجمالي إلى 1.2 تريليون جنيه في العام المالي 2022 - 2023.

وقال سمير في كلمة خلال افتتاح مؤتمر صحافي في القاهرة، إنه رغم الأزمات العالمية وتداعياتها الاقتصادية، فإن «الاقتصاد المصري تمكن من تحقيق مؤشرات إيجابية، أهمها تحقيق الناتج الصناعي إجمالي 1.2 تريليون جنيه لعام 2022-2023، بمعدل نمو 9.57 في المائة للصناعات التحويلية».

وأضاف أنه تم تحقيق صادرات غير بترولية بقيمة 35 ملياراً و631 مليون دولار خلال عام 2023، كما تراجعت الواردات إلى 73 مليار دولار بنسبة انخفاض 14 في المائة عن عام 2022، مما أدى إلى انخفاض عجز الميزان التجاري بنحو 11 مليار دولار، حيث سجل حوالي 37 مليار دولار مقابل 48 مليار دولار خلال عام 2022.

وتابع الوزير أن هذه المؤشرات الإيجابية ترجع إلى استقرار الطلب العالمي على المنتجات المصرية في مختلف القطاعات الإنتاجية، والحفاظ على الأسواق التصديرية وفتح أسواق جديدة، بالإضافة إلى ارتفاع تنافسية المنتج المصري بالأسواق الخارجية، وأيضاً إلى العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتشجيع المصنعين.

وأكد الوزير الحرص على تحقيق مستهدفات الدولة الرامية إلى زيادة الصادرات لمختلف الأسواق العالمية لتصل إلى 100 مليار دولار سنوياً من خلال تطوير المنتج المصري، وزيادة قيمته، وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية، بالإضافة إلى تقديم كافة أوجه المساندة للمصدرين.

في الأثناء، بحث الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، حسام هيبة، بحث إقامة منطقة استثمارية جديدة خاصة بالصناعات الصغيرة المغذية للمنطقة الاقتصادية بإقليم قناة السويس.

وخلال جولته التفقدية بالمناطق الحرة العامة بمحافظة السويس، لمتابعة توسعات الشركات العاملة بها وتسهيل عملها، ناقش هيبة في بداية الجولة آليات إقامة المنطقة الاستثمارية، خصوصاً بالصناعات الصغيرة، مع اللواء أركان حرب عبد المجيد صقر، محافظ السويس.

تضم محافظة السويس ثلاث مناطق حرة عامة بمواقع بور توفيق والأدبية وعتاقة، نظراً لأهمية الموقع الجغرافي بالمحافظة كبوابة جنوبية لقناة السويس، ووفرة الموارد الطبيعية والبشرية.

وأوضح بيان صحافي صادر عن هيئة الاستثمار المصرية أن هيبة «افتتح خط الإنتاج الجديد لشركة (غلاكسي للكيماويات) بالمنطقة الحرة بعتاقة، بتكلفة استثمارية 5.5 مليون دولار، مما يساهم في تعزيز صادرات مصر من البتروكيماويات وزيادة حصيلة النقد الأجنبي».

وأضاف البيان: «كما قام هيبة بزيارة مصانع مجموعة (بيم كونسوليديتد) لإنتاج مواد البناء، وبحث مع فيليكس مورال، الرئيس التنفيذي للشركة، الخطط التوسعية لشركات المجموعة، مثل (إيكوبات للتنمية الصناعية) و(سينوبات لتصنيع مواد البناء)، ومن أهم هذه الخطط تطوير مواد بناء صديقة للبيئة، وزيادة حصة صادرات المجموعة من 30 في المائة من الإنتاج حالياً إلى 50 في المائة في السنوات المُقبلة».

من جانبه، أكد فيليكس مورال على «جاذبية الاقتصاد المصري للاستثمار، مما أدى إلى تطور حجم الشركة منذ بداية عملها في مصر عام 2016، لتبلغ قيمة استثمارات الشركة وأصولها بمصر حالياً حوالي ملياري جنيه، لتصبح أكبر منتج لـ(الجبسن بورد) في مصر»، وفق البيان.

في نهاية الجولة، نظمت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة اجتماعاً ضم حسام هيبة ومستثمري المناطق الحرة الثلاث بالسويس، الأدبية وعتاقة وبور توفيق، حيث تم مناقشة سُبل تطوير العمل داخل المناطق الحرة، والتحديات التي تواجه المستثمرين، واستعرض رئيس الهيئة آخر الإجراءات المُحفزة للاستثمار التي اتخذتها الهيئة، من أهمها إتاحة التأسيس الإلكتروني للشركات، وخفض عدد المستندات اللازمة لتأسيس وتشغيل الشركات، كما أكد على انفتاح الحكومة على مقترحات مجتمع الأعمال لتطوير التشريعات والإجراءات المرتبطة ببيئة الاستثمار.


مقالات ذات صلة

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مسؤولو «مدن» الإماراتية و«حسن علام» المصرية خلال توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مشروع رأس الحكمة (الشرق الأوسط)

«مدن القابضة» الإماراتية توقع مذكرة تفاهم في البنية التحتية والطاقة بمشروع رأس الحكمة

وقعت «مدن القابضة» الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع مجموعة «حسن علام القابضة» المصرية، لتعزيز أفق التعاون في مشروع رأس الحكمة في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

ترى الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، أن الربط الكهربائي بين البلدين سيحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل من انقطاعات الكهرباء.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء (الشرق الأوسط)

محافظ جنوب سيناء: نتطلع لجذب الاستثمارات عبر استراتيجية التنمية الشاملة

تتطلع محافظة جنوب سيناء المصرية إلى تعزيز موقعها كمركز جذب سياحي، سواء على مستوى الاستثمارات أو تدفقات السياح من كل أنحاء العالم.

مساعد الزياني (دبي)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
TT

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

قبل ساعات قليلة من «الختام المفترض» لمؤتمر «كوب 29» للمناخ في العاصمة الأذرية باكو على بحر قزوين، سيطر الخلاف على المباحثات؛ إذ عبرت جميع الأطراف تقريباً عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الذي قدمته إدارة المؤتمر ظهر يوم الجمعة في «مسودة اتفاق التمويل»، والذي اقترح أن تتولى الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لمساعدة أكثر الدول فقراً، وهو الاقتراح الذي أثار انتقادات من جميع الأطراف.

وتتولى حكومات العالم الممثلة في القمة في باكو عاصمة أذربيجان، مهمة الاتفاق على خطة تمويل شاملة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن المؤتمر الذي استمر أسبوعين تميز بالانقسام بين الحكومات الغنية التي تقاوم الوصول إلى نتيجة مكلفة، والدول النامية التي تدفع من أجل المزيد.

وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لتغيّر المناخ في بنما، والذي وصف المبلغ المقترح بأنه منخفض للغاية: «أنا غاضب للغاية... إنه أمر سخيف، سخيف للغاية!»، وأضاف: «يبدو أن العالم المتقدم يريد أن يحترق الكوكب!».

وفي الوقت نفسه، قال مفاوض أوروبي لـ«رويترز» إن مسودة الاتفاق الجديدة باهظة الثمن ولا تفعل ما يكفي لتوسيع عدد البلدان المساهمة في التمويل. وأضاف المفاوض: «لا أحد يشعر بالارتياح من الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد شيء تقريباً بشأن زيادة قاعدة المساهمين».

ومن جانبها، حثت أذربيجان الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي يوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة. وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة: «نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو».

صحافيون ومشاركون يراجعون مسودة الاتفاق الختامي بمقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو ظهر يوم الجمعة (أ.ب)

وحددت المسودة أيضاً هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، والذي سيشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة. وهذا يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد بأن تتمكن البلدان النامية من الوصول إلى الحصول على تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد. لكن المفاوضين حذروا من أن سد الفجوة بين تعهدات الحكومة والتعهدات الخاصة قد يكون صعباً.

وكان من المقرر أن تختتم قمة المناخ في مدينة بحر قزوين بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن التوقعات كانت تصب في اتجاه التمديد، على غرار مؤتمرات «الأطراف» السابقة التي تشهد جميعها تمديداً في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات.

وقال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في «جمعية آسيا»، وهو مراقب مخضرم لمؤتمرات «الأطراف»: «إن إيجاد (نقطة مثالية) في المحادثات قريباً أمر بالغ الأهمية. أي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية».

وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى باكو من اجتماع «مجموعة العشرين» في البرازيل يوم الخميس، داعياً إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن «الفشل ليس خياراً».

وبدوره، قال دانييل لوند، المفاوض عن فيجي، لـ«رويترز»، إن «الطريق لا يزال طويلاً... إنه رقم (الوارد بالمسودة) منخفض للغاية مقارنة بنطاق الحاجة القائمة وفهم كيفية تطور هذه الاحتياجات».

كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.

وانتقد المفاوضون والمنظمات غير الحكومية إدارة المؤتمر. وهم يأخذون على الأذربيجانيين الافتقار إلى الخبرة في قيادة مفاوضات بين ما يقرب من 200 دولة. وقال محمد آدو، ممثل شبكة العمل المناخي: «هذا هو أسوأ مؤتمر للأطراف على ما أذكر».

كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.

وقال المبعوث الأميركي جون بوديستا: «نحن، بصراحة، نشعر بقلق عميق إزاء الخلل الصارخ في التوازن» في النص. في حين أعرب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا عن موقف مشابه بقوله إن النص «غير مقبول في صيغته الحالية».

ويكرر الأوروبيون القول إنهم يريدون «الاستمرار في توجيه الدفة»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية، كدليل على حسن النية. لكن العجز المالي الذي تعانيه بلدان القارة العجوز يحد من قدراتهم.

وتساءل المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري غوميز: «نحن نطلب 1 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فهل هذا كثير جداً لإنقاذ الأرواح؟». في حين أعربت الوزيرة الكولومبية سوزان محمد عن أسفها، قائلة: «إنهم يدورون في حلقة مفرغة وهم يؤدون ألعابهم الجيوسياسية».

ومن جانبها، دعت الصين، التي تؤدي دوراً رئيساً في إيجاد التوازن بين الغرب والجنوب، «جميع الأطراف إلى إيجاد حل وسط»... لكن بكين وضعت «خطاً أحمر» بقولها إنها لا تريد تقديم أي التزامات مالية. وهي ترفض إعادة التفاوض على قاعدة الأمم المتحدة لعام 1992 التي تنص على أن المسؤولية عن تمويل المناخ تقع على البلدان المتقدمة.