غورغييفا تحذر من تداعيات طول أمد الحرب في الشرق الأوسط

أكدت حصول «تقدم كبير» في المفاوضات مع مصر

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا تتحدث مع رئيس الوزراء المصري في حضور محافظ البنك المركزي حسن عبد الله ووزير المالية محمد معيط في دبي (من حساب غورغييفا على «إكس»)
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا تتحدث مع رئيس الوزراء المصري في حضور محافظ البنك المركزي حسن عبد الله ووزير المالية محمد معيط في دبي (من حساب غورغييفا على «إكس»)
TT

غورغييفا تحذر من تداعيات طول أمد الحرب في الشرق الأوسط

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا تتحدث مع رئيس الوزراء المصري في حضور محافظ البنك المركزي حسن عبد الله ووزير المالية محمد معيط في دبي (من حساب غورغييفا على «إكس»)
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا تتحدث مع رئيس الوزراء المصري في حضور محافظ البنك المركزي حسن عبد الله ووزير المالية محمد معيط في دبي (من حساب غورغييفا على «إكس»)

حذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، الاثنين، من تداعيات طول أمد الحرب في منطقة الشرق الأوسط، قائلة إن ذلك يزيد من خطر اتساع رقعة تأثيرها.

وأضافت غورغييفا خلال القمة العالمية للحكومات في دبي: «نرى بعضه الآن في قناة السويس». وقالت إن الصندوق صار «واثقاً للغاية» من أن تباطؤ الاقتصاد العالمي لن يفضي إلى ركود، متوقعة أن أسعار الفائدة ستبدأ في الانخفاض اعتباراً من منتصف العام الحالي.

وأوضحت: «نحن واثقون جداً في أن الاقتصاد العالمي يستعد الآن لتجنب الركود كما نحلم».

كانت غورغييفا قد أكدت يوم الأحد، أن اقتصادات الشرق الأوسط تتباطأ عن توقعات النمو بسبب خفض إنتاج النفط والحرب في غزة حتى في ظل متانة التوقعات الاقتصادية العالمية.

وفي آخر تحديث حول وضع الاقتصاد الإقليمي نشره الصندوق الشهر الماضي، عدل الصندوق توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخفضه إلى 2.9 في المائة هذا العام؛ أي أقل من توقعاته في أكتوبر (تشرين الأول)، ومن أسباب ذلك تخفيضات إنتاج النفط على المدى القصير والحرب في غزة.

وزاد صندوق النقد الدولي الشهر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي، رافعاً مستوى التوقعات لكل من الولايات المتحدة والصين، مشيراً إلى تراجع التضخم بشكل أسرع من المتوقع.

وقالت غورغييفا إن اقتصادات الدول المجاورة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية شهدت تأثير الصراع على عائدات السياحة، في حين أثرت هجمات البحر الأحمر على تكاليف الشحن على مستوى العالم.

وحوّل العديد من شركات الشحن العالمية حركة مرور سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو أطول من طريق قناة السويس المصرية.

المفاوضات مع مصر

إلى ذلك، أعلنت غورغييفا، الاثنين، إحراز تقدم كبير في النقاش حول حزمة السياسات الشاملة اللازمة لاستكمال المراجعتين الأولى والثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي بمصر.

وأضافت غورغييفا في منشور على منصة «إكس» بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في دبي، أن العمل مع القاهرة يمثل أولوية قصوى للصندوق.

من جانبها، قالت الحكومة المصرية إن مدبولي التقى مديرة صندوق النقد بحضور حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي، وهالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ورانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، ومحمد معيط وزير المالية، ومحمود محيي الدين، المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي.

وقالت الحكومة في بيان إن مدبولي أكد خلال اللقاء تقديره للتعاون القائم بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي، مؤكداً تطلعه إلى الانتهاء من المشاورات الخاصة بمراجعات برنامج الإصلاح الاقتصادي خلال الفترة القليلة المقبلة واستمرار التعاون بين الجانبين في هذا الصدد.

وأشار إلى أن الحكومة المصرية مستمرة في جهود الإصلاح الاقتصادي الشامل، التي تشمل من بين مستهدفات كثيرة، خفض معدلات التضخم ونسبة الدين من الناتج المحلي الإجمالي، كما أكد استمرار جهود دعم القطاع الخاص.

وتطرق مدبولي إلى تطورات الأوضاع الإقليمية وتأثيرها على مصر، والأعباء المُلقاة على عاتق الدولة المصرية، في ظل استقبالها لنحو تسعة ملايين من الضيوف من غير المصريين من الدول الأخرى.


مقالات ذات صلة

16 % نمواً في أرباح «طاقة عربية» المصرية خلال 9 أشهر

الاقتصاد أنابيب توصيل الغاز محمَّلة على سيارة شحن تابعة لشركة طاقة عربية (الموقع الإلكتروني لشركة «طاقة عربية»)

16 % نمواً في أرباح «طاقة عربية» المصرية خلال 9 أشهر

ارتفع صافي ربح شركة «طاقة عربية» المصرية، بنسبة 16 في المائة على أساس سنوي إلى 424.9 مليون جنيه (8.6 مليون دولار) بعد الضريبة، خلال 9 أشهر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في العاصمة القاهرة (رويترز)

65 % ارتفاعاً في تحويلات المصريين بالخارج خلال أغسطس

قال البنك المركزي المصري إن تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفعت للشهر السادس على التوالي خلال أغسطس الماضي بنسبة زيادة 65.5 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يسيرون أمام مكتب صرافة في القاهرة (أ.ب)

الدولار… صداع مزمن يقض مضاجع المصريين

تنعكس أي زيادة في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري بصورة مباشرة على زيادة أسعار السلع والخدمات، في ظل اعتماد مصر على مواد مستورَدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد عمليات تطوير وإنشاء مبانٍ حديثة بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

القطاع الخاص المصري يواصل الانكماش رغم ارتفاعه في أكتوبر

واصل أداء القطاع الخاص غير النفطي في مصر تراجعه في أكتوبر، وذلك في وقت تسببت ضغوط التكلفة المرتفعة في كبح أحجام الطلبيات الجديدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا والوفد المرافق (رئاسة الجمهورية)

مصر: المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد تبدأ الثلاثاء

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم (الأحد)، إن المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد الدولي مع البلاد ستبدأ يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

لمواجهة العقوبات... إيران وروسيا تربطان نظاميهما للبطاقات المصرفية

بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
TT

لمواجهة العقوبات... إيران وروسيا تربطان نظاميهما للبطاقات المصرفية

بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)

أنهت موسكو وطهران رسمياً عملية ربط أنظمة الدفع الوطنية الخاصة بهما، مما سيسمح للمسافرين من البلدين باستخدام بطاقات الخصم المحلية الخاصة بهم للشراء إما في إيران أو روسيا، حسبما أفادت وسائل إعلام في إيران.

وقد استُبعدت المصارف الإيرانية منذ عام 2018 من نظام «سويفت» المالي الدولي المتحكّم بمعظم التعاملات التجارية حول العالم.

وكانت الخطوة جزءاً من سلسلة عقوبات أعيد فرضها على إيران بعدما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق 2015 النووي التاريخي.

وأفادت قناة «شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية»، الاثنين، بأنه بات من الممكن استخدام بطاقات المصارف الإيرانية في روسيا، بينما بثّت لقطات لعملية سحب أموال بواسطة بطاقة مصرفية إيرانية من آلة في روسيا.

وذكرت القناة أن العملية باتت ممكنة من خلال ربط شبكة «شيتاب» الإيرانية المستخدمة بين المصارف مع نظيرتها الروسية «مير».

وأضافت أنه بإمكان الإيرانيين حالياً سحب الأموال في روسيا وسيكون بإمكانهم مستقبلاً استخدام بطاقاتهم للقيام بعمليات الشراء داخل المتاجر.

وتابعت أن «الخطة ستكون مطبّقة في بلدان أخرى لديها مجموعة واسعة من التعاملات المالية والاجتماعية مع إيران، مثل العراق وأفغانستان وتركيا. وسعت كل من إيران وروسيا لمواجهة تداعيات العقوبات على اقتصاديهما».

ووصف محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، في كلمة ألقاها في حفل رسمي في طهران يوم الاثنين، ربط نظامي الدفع «مير» الروسي و«شيتاب» الإيراني بأنه خطوة كبيرة نحو التعاون الاقتصادي والتخلص من الدولار، فضلاً عن تسهيل الاقتصاد والعلاقات السياحية بين البلدين.

وكان فرزين قد صرح للصحافيين في وقت سابق بأن اتفاق ربط أنظمة الدفع المحلية في البلدين تم الانتهاء منه خلال اجتماع مع نظيرته الروسية إلفيرا نابيولينا على هامش المؤتمر المالي لبنك روسيا المركزي في سان بطرسبرغ في يوليو (تموز).

واتّهمت أوكرانيا وحلفاؤها في الغرب إيران بتزويد روسيا بمسيّرات وصواريخ لاستخدامها في الحرب.

وقّعت طهران وموسكو اتفاقاً في يونيو (حزيران) لتعزيز التعاون بينهما في القطاع المصرفي.

وسيكون بإمكان الروس مستقبلاً استخدام بطاقاتهم المصرفية في إيران، بحسب «شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية» التي لم تحدد موعداً لذلك.

وتضغط روسيا من أجل تأسيس منصة للقيام بعمليات الدفع الدولية كبديل لخدمة «سويفت» التي تم أيضاً استبعاد مصارف روسية بارزة منها منذ عام 2022.