المديفر: الدعم الحكومي والتعاون الدولي أساسيان لمواجهة تحديات توريد المعادن

ارتفاع الطلب يستوجب زيادة الاستثمار بـ3 تريليونات بحلول 2030

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين السعودي متحدثاً خلال مشاركته في «مؤتمر التعدين الأفريقي» (واس)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين السعودي متحدثاً خلال مشاركته في «مؤتمر التعدين الأفريقي» (واس)
TT

المديفر: الدعم الحكومي والتعاون الدولي أساسيان لمواجهة تحديات توريد المعادن

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين السعودي متحدثاً خلال مشاركته في «مؤتمر التعدين الأفريقي» (واس)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين السعودي متحدثاً خلال مشاركته في «مؤتمر التعدين الأفريقي» (واس)

أكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين السعودي المهندس خالد المديفر، أهمية دعم الحكومات والتعاون الدولي في مواجهة تحديات سلسلة توريد المعادن، خصوصاً المعادن الحيوية والاستراتيجية اللازمة لتحول الطاقة؛ حيث تشير التقارير الدولية إلى ارتفاع الطلب على المعادن الحرجة كالليثيوم والكوبالت والنحاس، ما يتطلب ذلك زيادة الاستثمار في التعدين والمعالجة بمقدار 3 تريليونات دولار بحلول 2030، بالإضافة إلى الحاجة لتوفير ما بين 300 و500 غيغاوات إضافية من الطاقة بحلول 2030.

جاء ذلك خلال مشاركة المديفر في جلسة حوارية بعنوان «أمن إمدادات المعادن الحرجة: الصين، الغرب، المملكة العربية السعودية، أم أفريقيا؟»، خلال «مؤتمر التعدين الأفريقي» (إندابا 2024)، المنعقد في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا.

زيادة الإنفاق على الاستكشاف

وقال المديفر إن منطقة التعدين الكبرى التي تمتد من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، تمثل نحو 41 في المائة من دول العالم، ويبلغ عدد سكانها 3.5 مليار نسمة، يمثلون 46 في المائة من سكان العالم، ويبلغ اقتصادها 9.6 تريليون دولار، بنسبة 11 في المائة من الاقتصاد العالمي، ويحقق نمواً بمعدل 40 في المائة أسرع من المتوسط العالمي.

وبيّن أنّ المنطقة الكبرى تمتلك حصّة كبيرة من الاحتياطيات والموارد المعدنية، بما في ذلك 89 في المائة من البلاتين، و80 في المائة من الفوسفات، و62 في المائة من المنجنيز، و58 في المائة من الكوبالت الموجودة في العالم، بينما تمتلك أفريقيا وحدها نحو 30 في المائة من موارد العالم.

وأضاف المديفر أنّه لتمكين المنطقة من الإسهام في تلبية الطلب العالمي على المعادن، يجب عليها مواجهة التحديات القائمة المتمثلة في زيادة الإنفاق على الاستكشاف، إذ يبلغ متوسط الإنفاق العالمي على الاستكشاف 87 دولاراً للمتر المربع، بينما يبلغ متوسط المنطقة 35 دولاراً للمتر المربع، إضافة إلى تطوير البنية التحتية، مثل: شبكة الطرق أو السكك الحديدية أو الموانئ، وبناء الممرات اللوجستية اللازمة لتحقيق مرونة سلسلة التوريد، والاستثمار في الطاقة والمياه؛ لإمداد مشاريع التعدين، وتقليل الحكومات المخاطر المرتبطة بتلك التحديات، وحل التحديات.

الحوافز المالية

وأوضح المديفر أنّه يتعيّن على الحكومات العمل على تقليل مخاطر الاستثمار في القطاع عن طريق تطوير البنية التشريعية واللوائح التنظيمية؛ خصوصاً أنّ مدة تنفيذ مشروعات المعادن والتعدين طويلة الأمد، قد تصل من 7 إلى 9 سنوات من الاستكشاف إلى الإنتاج، وكذلك إجراء المسوحات الجيولوجية، التي من شأنها توفير البيانات اللازمة لمشروعات الاستكشاف، وتوفير الحوافز اللازمة، وإنشاء مراكز إقليمية للتميز؛ لدعم تبادل المعرفة والبحث والتطوير وبيانات الاكتشافات الجديدة وتنمية القدرات البشرية.

وأفاد المديفر بأنّ المملكة تعمل لتكون مركزاً إقليمياً لمعالجة المعادن وتقديم الخدمات لها؛ حيث تتمتع بموقع استراتيجي يربط بين ثلاث قارات، ولديها بنية تحتية عالمية المستوى مع 3 مدن صناعية مخصصة للصناعات المعدنية، كما احتلت المرتبة الأولى من حيث الاتصال العالمي عبر الطرق.

كما أنه على صعيد الحوافز المالية، يقدّم صندوق التنمية الصناعية السعودي قروضاً تصل إلى 75 في المائة للمشاريع الصناعية والتعدينية.

وشدّد المديفر على أنّ المملكة لديها كل ما يمكن احتياجه لتكون مركزاً لمعالجة المعادن، ومحركاً لتطوير قطاع التعدين في المنطقة الكبرى، وهي على استعداد لتقاسم ما لديها من معارف وقدرات مع أفريقيا، والعمل معاً لبناء مكانة بارزة للمنطقة الكبرى على المسرح العالمي، مشيراً إلى أنّ أفريقيا هي مفتاح سلاسل التوريد العالمية والتحول في مجال الطاقة.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.