«المركزي»: المصارف الروسية تحقق أرباحاً قياسية بـ 37 مليار دولار في 2023

الروبل يتراجع بعد فترة ضريبية مواتية

حققت البنوك الروسية أرباحاً قياسية بلغت 3.3 تريليون روبل في عام 2023 مدفوعة بزيادات حادة في الإقراض العقاري والاستهلاكي والشركات (رويترز)
حققت البنوك الروسية أرباحاً قياسية بلغت 3.3 تريليون روبل في عام 2023 مدفوعة بزيادات حادة في الإقراض العقاري والاستهلاكي والشركات (رويترز)
TT

«المركزي»: المصارف الروسية تحقق أرباحاً قياسية بـ 37 مليار دولار في 2023

حققت البنوك الروسية أرباحاً قياسية بلغت 3.3 تريليون روبل في عام 2023 مدفوعة بزيادات حادة في الإقراض العقاري والاستهلاكي والشركات (رويترز)
حققت البنوك الروسية أرباحاً قياسية بلغت 3.3 تريليون روبل في عام 2023 مدفوعة بزيادات حادة في الإقراض العقاري والاستهلاكي والشركات (رويترز)

قال المصرف المركزي الروسي يوم الثلاثاء إن المصارف الروسية حققت أرباحاً قياسية بلغت 3.3 تريليون روبل (36.96 مليار دولار) العام الماضي، مدفوعة بزيادات حادة في الرهن العقارية والإقراض الاستهلاكي وإقراض الشركات مع انتعاش القطاع من الركود الناجم عن العقوبات في عام 2022.

وانخفضت الأرباح بنسبة 90 في المائة تقريباً في عام 2022 حيث فرض الغرب عقوبات شاملة على القطاع المالي الروسي بسبب تصرفات موسكو في أوكرانيا. كما ساعدت هوامش الفائدة الصافية المرتفعة، خاصة بفضل موازنة الدفاع المزدهرة في الولاية، على التعافي، وفق «رويترز».

وقال مدير إدارة التنظيم والتحليلات المصرفية في المصرف المركزي، ألكسندر دانيلوف، إن أرباح المصارف هذا العام شهدت انخفاضاً إلى ما بين 2.3 و2.8 تريليون روبل.

وقال المصرف في السابق إن أسعار الفائدة المرتفعة ستؤدي إلى تباطؤ نمو الإقراض.

ورفع المصرف المركزي أسعار الفائدة إلى 16 في المائة في اجتماعه الأخير في ديسمبر (كانون الأول)، ومن المتوقع أن تظل أسعار الفائدة المكونة من رقمين كما هي طوال العام، على الرغم من أن محافظة المصرف المركزي إلفيرا نابيولينا أصدرت إشارة متشائمة يوم الثلاثاء عندما عادت إلى العمل بعد غياب قصير وغير مبرر.

وقال المصرف المركزي في تقرير إن محفظة الإقراض العقاري للمصارف نمت بنسبة قياسية بلغت 34.5 في المائة في عام 2023، في حين زاد إقراض الشركات والمستهلكين بنسبة 20.1 في المائة و15.7 في المائة على التوالي.

وأشار دانيلوف إلى أن الإقراض العقاري أظهر العام الماضي علامات على النشاط المحموم في القطاع، متوقعاً أن يتباطأ النمو إلى 7-12 في المائة في عام 2024. كما يشهد نمو الإقراض الاستهلاكي والشركات تراجعاً.

ومنذ إرسال جيشها إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، شهدت موسكو نزوحاً جماعياً لرأس المال الأجنبي واعتمدت بشكل أكبر على المقرضين المحليين لتمويل الإنفاق الحكومي والخاص.

وقال المصرف المركزي إن المصارف الروسية خفضت إقراضها بالعملة الأجنبية بمقدار 3.1 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بانخفاض قدره 30.2 مليار دولار في عام 2022.

وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن المصارف الروسية اشترت نحو 60 في المائة من سندات خزانة «أو إف زد» (وهي سندات قرض فيدرالية تحمل قسيمة صادرة عن الحكومة الروسية) بقيمة 2.5 تريليون روبل التي أصدرتها وزارة المالية في عام 2023.

تراجع الروبل

انخفض الروبل يوم الثلاثاء بعد فترة ضريبية مواتية في نهاية الشهر، لكن العملة الروسية ظلت بعيدة عن عتبة 90 دولارا بفضل الدعم من ارتفاع أسعار النفط ومبيعات البلاد من العملات الأجنبية.

وفي الساعة 07:40 (بتوقيت غرينتش)، انخفض الروبل 0.4 في المائة مقابل الدولار إلى 89.33 وخسر 0.6 في المائة ليتداول عند 96.69 مقابل اليورو. وانخفض بنسبة 0.5 في المائة أمام اليوان ليصل إلى 12.41.

وكان من المقرر يوم الاثنين دفع الضرائب في نهاية الشهر، والتي تتطلب من المصدرين تحويل عائدات النقد الأجنبي إلى الروبل وعادة ما تدعم العملة الروسية في وقت لاحق من الشهر.

ولا يزال الروبل يتمتع بدعم قوي من مبيعات الدولة من العملات الأجنبية، بما يعادل 16.7 مليار روبل (187 مليون دولار) يومياً.

ويمكن أن تحصل العملة أيضاً على دفعة إذا تم تمديد ضوابط رأس المال التي تتطلب من المصدرين تحويل عائدات النقد الأجنبي إلى ما بعد 30 أبريل (نيسان). ويتطلع المشاركون في السوق إلى الأخبار بعد أن عارض المصرف المركزي بسرعة اقتراح التمديد الذي قدمته الحكومة الأسبوع الماضي.


مقالات ذات صلة

دخل الاستثمارات والعمليات يدفع البنوك السعودية لتحقيق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض توجد بها مقار رئيسية لأكبر البنوك (رويترز)

دخل الاستثمارات والعمليات يدفع البنوك السعودية لتحقيق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

واصلت البنوك السعودية تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال الربع الثالث من 2024 بعد أن نما صافي أرباحها بنسبة 13.49 في المائة عن الربع المماثل.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد أحد فروع "مصرف الراجحي" (الموقع الإلكتروني للمصرف)

«الراجحي» السعودي يسجل أعلى أرباح فصلية على الإطلاق

قفزت أرباح «مصرف الراجحي» السعودي خلال الربع الثالث من العام بنسبة 22.8 % على أساس سنوي، لتبلغ 5.1 مليار ريال، مسجّلة أعلى أرباح فصلية على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «بنك الرياض» بالمركز المالي في العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «بنك الرياض» ترتفع 27 % إلى 705 ملايين دولار في الربع الثالث

ارتفع صافي أرباح «بنك الرياض» بنسبة 27 في المائة خلال الربع الثالث من 2024 بسبب زيادة الدخل وانخفاض المصاريف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداول في قاعة التداول ببورصة نيويورك (رويترز)

تراجع الأسهم الأميركية مع نتائج إيجابية للمصارف وهبوط أسعار النفط

هبطت الأسهم الأميركية قرب مستوياتها القياسية بعد أن حققت عدة مصارف كبرى أرباحاً أقوى في الصيف مما توقعه المحللون بينما تراجع سعر النفط الخام مرة أخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليوان والروبل وسط أعلام الصين وروسيا (رويترز)

التجارة باليوان مستمرة بموسكو رغم انتهاء صلاحية الترخيص الأميركي

استمرت تجارة اليوان الصيني في بورصة موسكو للأوراق المالية الاثنين رغم انتهاء ترخيص مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023 بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة العربية، في حين ارتفعت القيمة الحقيقية للناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنحو 791 مليار دولار.

وأوضح تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بعنوان: «آفاق الدين والمالية العامة للمنطقة العربية»، أن تكلفة الاقتراض من السوق ظلّت أعلى من 5 في المائة، بالنسبة إلى الديون بالعملات المحلية والأجنبية في البلدان متوسطة الدخل، في حين ظلّ النمو الاقتصادي دون 3 في المائة.

وأظهر التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية متوسطة الدخل، استحوذت على أكثر من 15 في المائة من الإيرادات العامة في عام 2023، مقارنةً بنحو 7 في المائة خلال عام 2010، وبلغت رقماً قياسياً هو 40 مليار دولار في عام 2024.

ويقدّم التقرير نظرة شاملة على مختلف التدفقات المالية، بما فيها الديون والموارد المحلية والأدوات التمويلية المبتكرة الجديدة، وأشار هنا إلى أن البلدان منخفضة الدخل تجاوزت خدمة الدين لديها المليار دولار خلال عامي 2023-2024.

وعلّقت الأمينة التنفيذية لـ«الإسكوا»، رولا دشتي، على التقرير قائلة، إن الاختلافات في أسعار الفائدة على ديون السوق تشير إلى وجود مجال كبير للتوفير، مضيفة أنه «في عام 2023، كان بإمكان البلدان العربية متوسطة الدخل الاحتفاظ بأكثر من 1.8 مليار دولار من مدفوعات الفائدة على ديون السوق إذا طُبِّق متوسط سعر الفائدة لاقتصادات الأسواق الناشئة على مستوى العالم».

الإيرادات العامة

ويَرد في التقرير أن إجمالي الإيرادات العامة في المنطقة في المتوسط بلغ 32 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، مقارنة بنسبة 26.5 في المائة في المتوسط لاقتصادات الأسواق الناشئة، و35.5 في المائة للاقتصادات المتقدمة.

وأوضحت رولا دشتي، أنه إذا زادت البلدان العربية متوسطة الدخل حصة ضرائب الدخل الشخصي وضرائب الشركات إلى 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو المتوسط بالنسبة إلى البلدان متوسطة الدخل على مستوى العالم، يمكنها توليد 14 مليار دولار إضافية، وتوزيع الأعباء الضريبية بشكل أكثر إنصافاً.

بالإضافة إلى تحسين تحصيل الضرائب، أبرز التقرير أنه يمكن توفير أكثر من 120 مليار دولار سنوياً في الحيز المالي الإضافي في البلدان العربية من خلال: توفير 100 مليار دولار بواسطة زيادة كفاءة الإنفاق (بنسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي)، فضلاً عن توفير 4 مليارات دولار في مدفوعات الفائدة في ديون السوق (على أساس حدٍّ أدنى لسعر الفائدة مع معاملة الأقران بالتساوي في عام 2023)، وتوفير 2.5 مليار دولار في خدمة الديون الناتجة عن مقايضتها (بنسبة 25 في المائة من خدمة الدين الثنائي في عام 2024)، فضلاً عن توفير 122 مليون دولار في مدفوعات الفائدة عن طريق زيادة حصة الديون الميسرة من الدائنين الرسميين، وتحقيق 127 مليون دولار علاوة خضراء من أدوات التمويل المبتكرة.

برنامج عمل

يطرح التقرير برنامج عمل قابلًا للتنفيذ، يتضمّن استراتيجيات ثلاث؛ هي: تحسين حافظات الديون، وتعزيز كفاءة أُطُر الإيرادات والنفقات العامة، وزيادة استخدام آليات التمويل المبتكرة وأُطُر التمويل المستدام.

واقترح التقرير برنامج عمل مكوناً من 7 نقاط، تمثّلت في:

- تحسين حافظات الديون من خلال الإدارة الحصيفة لها.

- تعزيز القدرة المؤسسية على إدارة الديون.

- تحسين السيولة والتمويل الميسر من خلال إصلاح النظام المالي الدولي.

- تشجيع أدوات التمويل المبتكرة من أجل التنمية المستدامة.

- تحسين الكفاءة في تعبئة الموارد المحلية لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات.

- تحسين كفاءة الإنفاق العام لزيادة فاعلية الإنفاق.

- معالجة نقاط الضعف المتعلقة بالديون في البلدان العربية المتأثرة بالصراعات والبلدان منخفضة الدخل.