قال المصرف المركزي الروسي يوم الثلاثاء إن المصارف الروسية حققت أرباحاً قياسية بلغت 3.3 تريليون روبل (36.96 مليار دولار) العام الماضي، مدفوعة بزيادات حادة في الرهن العقارية والإقراض الاستهلاكي وإقراض الشركات مع انتعاش القطاع من الركود الناجم عن العقوبات في عام 2022.
وانخفضت الأرباح بنسبة 90 في المائة تقريباً في عام 2022 حيث فرض الغرب عقوبات شاملة على القطاع المالي الروسي بسبب تصرفات موسكو في أوكرانيا. كما ساعدت هوامش الفائدة الصافية المرتفعة، خاصة بفضل موازنة الدفاع المزدهرة في الولاية، على التعافي، وفق «رويترز».
وقال مدير إدارة التنظيم والتحليلات المصرفية في المصرف المركزي، ألكسندر دانيلوف، إن أرباح المصارف هذا العام شهدت انخفاضاً إلى ما بين 2.3 و2.8 تريليون روبل.
وقال المصرف في السابق إن أسعار الفائدة المرتفعة ستؤدي إلى تباطؤ نمو الإقراض.
ورفع المصرف المركزي أسعار الفائدة إلى 16 في المائة في اجتماعه الأخير في ديسمبر (كانون الأول)، ومن المتوقع أن تظل أسعار الفائدة المكونة من رقمين كما هي طوال العام، على الرغم من أن محافظة المصرف المركزي إلفيرا نابيولينا أصدرت إشارة متشائمة يوم الثلاثاء عندما عادت إلى العمل بعد غياب قصير وغير مبرر.
وقال المصرف المركزي في تقرير إن محفظة الإقراض العقاري للمصارف نمت بنسبة قياسية بلغت 34.5 في المائة في عام 2023، في حين زاد إقراض الشركات والمستهلكين بنسبة 20.1 في المائة و15.7 في المائة على التوالي.
وأشار دانيلوف إلى أن الإقراض العقاري أظهر العام الماضي علامات على النشاط المحموم في القطاع، متوقعاً أن يتباطأ النمو إلى 7-12 في المائة في عام 2024. كما يشهد نمو الإقراض الاستهلاكي والشركات تراجعاً.
ومنذ إرسال جيشها إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، شهدت موسكو نزوحاً جماعياً لرأس المال الأجنبي واعتمدت بشكل أكبر على المقرضين المحليين لتمويل الإنفاق الحكومي والخاص.
وقال المصرف المركزي إن المصارف الروسية خفضت إقراضها بالعملة الأجنبية بمقدار 3.1 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بانخفاض قدره 30.2 مليار دولار في عام 2022.
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن المصارف الروسية اشترت نحو 60 في المائة من سندات خزانة «أو إف زد» (وهي سندات قرض فيدرالية تحمل قسيمة صادرة عن الحكومة الروسية) بقيمة 2.5 تريليون روبل التي أصدرتها وزارة المالية في عام 2023.
تراجع الروبل
انخفض الروبل يوم الثلاثاء بعد فترة ضريبية مواتية في نهاية الشهر، لكن العملة الروسية ظلت بعيدة عن عتبة 90 دولارا بفضل الدعم من ارتفاع أسعار النفط ومبيعات البلاد من العملات الأجنبية.
وفي الساعة 07:40 (بتوقيت غرينتش)، انخفض الروبل 0.4 في المائة مقابل الدولار إلى 89.33 وخسر 0.6 في المائة ليتداول عند 96.69 مقابل اليورو. وانخفض بنسبة 0.5 في المائة أمام اليوان ليصل إلى 12.41.
وكان من المقرر يوم الاثنين دفع الضرائب في نهاية الشهر، والتي تتطلب من المصدرين تحويل عائدات النقد الأجنبي إلى الروبل وعادة ما تدعم العملة الروسية في وقت لاحق من الشهر.
ولا يزال الروبل يتمتع بدعم قوي من مبيعات الدولة من العملات الأجنبية، بما يعادل 16.7 مليار روبل (187 مليون دولار) يومياً.
ويمكن أن تحصل العملة أيضاً على دفعة إذا تم تمديد ضوابط رأس المال التي تتطلب من المصدرين تحويل عائدات النقد الأجنبي إلى ما بعد 30 أبريل (نيسان). ويتطلع المشاركون في السوق إلى الأخبار بعد أن عارض المصرف المركزي بسرعة اقتراح التمديد الذي قدمته الحكومة الأسبوع الماضي.