أسعار الطاقة في أوروبا تتراجع بسبب العاصفة «إيشا»

رجل يمشي على الشاطئ أمام مزرعة الرياح «تيسايد» في ريدكار ببريطانيا (رويترز)
رجل يمشي على الشاطئ أمام مزرعة الرياح «تيسايد» في ريدكار ببريطانيا (رويترز)
TT

أسعار الطاقة في أوروبا تتراجع بسبب العاصفة «إيشا»

رجل يمشي على الشاطئ أمام مزرعة الرياح «تيسايد» في ريدكار ببريطانيا (رويترز)
رجل يمشي على الشاطئ أمام مزرعة الرياح «تيسايد» في ريدكار ببريطانيا (رويترز)

تراجعت أسعار الطاقة في أوروبا، بينما سجلت العقود الآجلة للغاز الطبيعي أدنى مستوى خلال 6 أشهر، في الوقت الذي جلبت فيه العاصفة «إيشا» دفئاً غير معتاد، وعززت توليد الكهرباء من طاقة الرياح.

وانخفضت العقود الآجلة الرئيسية للغاز الطبيعي لما يصل إلى 6.4 في المائة، وتراجعت إلى أدنى مستوى منذ يوليو (تموز) الماضي. وتراجعت أسعار الطاقة خلال، يوم الاثنين، في ألمانيا وفرنسا إلى ما دون الصفر ساعات عدة. وتحولت للسالب عندما فاق العرض الطلب، وفق وكالة «بلومبرغ».

وتسببت رياح بقوة إعصار جلبتها العاصفة «إيشا» في عرقلة السفر عبر شمال أوروبا، وأدت لقطع الكهرباء في بعض المناطق. وتسببت العاصفة، التي ضربت بريطانيا خلال ساعات الليل، في تعطل شبكة السكك الحديدية، وإلغاء رحلات جوية، وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل، يوم الاثنين.

كانت أسكوتلندا هي الأكثر تأثراً، حيث أدّت الرياح، التي تجاوزت سرعتها 144 كيلومتراً في الساعة، إلى إلغاء جميع خدمات القطارات، كما أُلغيت عشرات الرحلات الجوية من مطاريْ إدنبره وغلاسغو. وتأثرت حركة القطارات في بعض أجزاء جنوب إنجلترا، بما في ذلك ما بين لندن ومطار جاتويك.

وتستفيد أوروبا من عدد قياسي من مشاريع الطاقة المتجددة أقامتها العام الماضي، إلى جانب مخزون الغاز الطبيعي الهائل، والشتاء الدافئ نسبياً، بغض النظر عن بعض موجات البرد.

ووفقاً لبيانات الشبكة التي جمعتها وكالة «بلومبرغ»، قفز إنتاج طاقة الرياح في شمال أوروبا لحجم قياسي بلغ 25 ألفاً و723 ميغاواط.

وجاء معدل إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في المملكة المتحدة أقل من المعدل المرتفع الذي تحقق في ديسمبر (كانون الثاني)، ولكن يظل كما هو؛ حيث إنه غطى نحو 50 في المائة من إجمالي مزيج الطاقة في البلاد، صباح يوم الاثنين، بينما أسهم الغاز بنحو 20 في المائة فقط من توليد الطاقة، وفق بيانات الشبكة.

وفي ألمانيا، فإن توليد الكهرباء من طاقة الرياح في طريقه لتحقيق معدل مرتفع جديد، ليتجاوز المعدل القياسي السابق الذي تحقق قبل فترة عيد الميلاد (في 25 ديسمبر الماضي)، وفق نموذج أعدته «بلومبرغ».

وأظهرت بيانات مؤسسة البنية التحتية الأوروبية للغاز (جاز إنفرستراكشر يورو) الصادرة، الاثنين، تراجع نسبة امتلاء مستودعات تخزين الغاز الطبيعي في ألمانيا إلى 78 في المائة من طاقتها الاستيعابية خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 199.3 تيراواط/ساعة، في حين كان متوسط نسبة الامتلاء في مثل هذا الوقت من السنة خلال السنوات الخمس الماضية 69 في المائة. وكانت النسبة في الأسبوع السابق 84 في المائة.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن ألمانيا وفرنسا سجلتا أكبر تراجع في نسبة الملء بين الدول الأوروبية الأخرى.

وكانت مستودعات فرنسا الأقل امتلاءً من حيث النسبة المئوية، في حين سجلت إيطاليا أقل نسبة امتلاء مقارنة بمتوسط النسبة خلال السنوات الخمس الماضية.

وفي المقابل، سجلت النمسا والمجر أكبر نسبة امتلاء مقارنة بالمتوسط خلال السنوات الخمس الماضية.

وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي كله بلغت نسبة امتلاء مستودعات الغاز الطبيعي خلال الأسبوع الماضي 75 في المائة من الطاقة الاستيعابية.


مقالات ذات صلة

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد رافعات ضخ النفط في مستودع فاكا مويرتا للنفط والغاز الصخري في الأرجنتين (رويترز)

النفط يتراجع مع انحسار تهديد عاصفة في أميركا وحوافز صينية مخيّبة للتوقعات

واصلت أسعار النفط انخفاضها يوم الاثنين مع انحسار خطر تعطل الإمدادات بسبب عاصفة أميركية، وبعد أن خيّبت خطة التحفيز الصينية آمال المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد علم الولايات المتحدة يرفرف بينما تشتد قوة الإعصار في خليج المكسيك (رويترز)

توقعات بتوقف إنتاج 4 ملايين برميل نفط في أميركا الأسبوع الجاري

يتوقع باحثون تعطل إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنحو أربعة ملايين برميل خلال الأسبوع الجاري، وذلك مع قرب العاصفة «رفائيل» إلى خليج المكسيك.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
أوروبا صورة ملتقطة في الأول من نوفمبر 2024 تظهر الآثار المدمرة للفيضانات على منطقة تجارية في بلدة ألفافار بمنطقة فالنسيا شرق إسبانيا (أ.ف.ب)

205 قتلى جراء الفيضانات في إسبانيا... وأضرار هائلة تخلّفها العاصفة

ارتفعت حصيلة عدد قتلى الفيضانات العنيفة في إسبانيا إلى 205 أشخاص على ما أفادت فرق الإنقاذ مع ترجيح أن يرتفع العدد نظراً لعدد المفقودين الكبير.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.