أعلنت شركة الخطوط الجوية اليابانية «جابان إيرلاينز»، الأربعاء، أنها ستُرقّي ميتسوكو توتوري، المدير التنفيذي الأول بالشركة، إلى منصب رئيسة الشركة، وذلك في خطوة رمزية للغاية في بلد يكافح من أجل سد فجوة كبيرة بين الجنسين في العمل.
وستتولى توتوري البالغة من العمر 59 عاماً قيادة الشركة في أول أبريل (نيسان) المقبل، لتصبح مضيفة الطيران السابقة أول رئيسة لشركة الطيران اليابانية، حسبما ذكرت صحيفة «نيكي آسيا» اليابانية. وستحل توتوري، التي انضمت إلى الخطوط الجوية اليابانية في عام 1985، محل يوجي أكاساكا الذي سيتولى منصب رئيس مجلس الإدارة.
وفي عام 2020، سهّلت توتوري، بصفتها نائب الرئيس الأول للمضيفين بشركة «جابان إيرلاينز»، إعارة المضيفين من الشركة إلى الشركات الأخرى خلال جائحة «كوفيد - 19» عندما واجه قطاع الطيران ظروف عمل صعبة.
يأتي تعيين توتوري في الوقت الذي تواجه فيه الشركات اليابانية ضغوطاً متنامية لتعزيز التنوع ومعالجة فجوة الأجور بين الجنسين، التي تعد الأسوأ بين مجموعة الدول السبع ونحو ضعف متوسط مجموعة الاقتصادات المتقدمة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقالت توتوري في مؤتمر صحافي: «هناك موظفات يعانين في خطواتهن المهنية أو يختبرن أحداثاً حياتية كبيرة. آمل أن يؤدي تعييني رئيسةً إلى تشجيعهن أو منحهن الشجاعة لاتخاذ الخطوة التالية».
يأتي هذا التغيير في الوقت الذي تسعى فيه شركة الطيران إلى التعافي من الانكماش الاقتصادي في عصر الوباء وسط تدفق السياح إلى اليابان. وأصبحت سلامة الخطوط الجوية تحت دائرة الضوء حالياً بعد حادث تصادم بين طائرة تابعة لشركة «جابان إيرلاينز» وطائرة تابعة لخفر السواحل الياباني في مطار «هانيدا» بطوكيو هذا الشهر، وتمكَّن جميع من كانوا على متن الطائرة البالغ عددهم 379 شخصاً من الفرار بعد أن اشتعلت فيها النيران.
وقالت «جابان إيرلاينز» إن توتوري اكتسبت «مستوى عالياً من المعرفة والخبرة الميدانية» في عمليات وخدمات السلامة. وحددت الشركة لنفسها هدفًا يتمثل في أن تشكل النساء 30 في المائة من المديرين عبر المجموعة بحلول نهاية السنة المالية حتى مارس (آذار) 2026، فيما كانت النسبة حتى مارس الماضي تبلغ 22.8 في المائة.
في سياق منفصل، أظهرت بيانات رسمية، الأربعاء، أن اليابان استقبلت عدداً قياسياً من السياح في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مما يعكس نجاحها في التعافي السريع خلال العام الماضي من تداعيات جائحة «كوفيد - 19».
وتشير بيانات صادرة عن منظمة السياحة الوطنية اليابانية إلى ارتفاع عدد الزائرين الأجانب لأغراض العمل والترفيه إلى 2.73 مليون شخص في الشهر الماضي، مقارنةً مع 2.44 مليون في نوفمبر (تشرين الثاني). وسجل شهر ديسمبر أعلى عدد للسياح على الإطلاق، إذ ارتفع بنحو 8 في المائة من المستوى الذي رُصد قبل الجائحة في عام 2019.
وقالت المنظمة إنه على مدى عام 2023 بأكمله وصل ما يزيد قليلاً على 25 مليون سائح إلى اليابان.
وتوقفت السياحة إلى اليابان أكثر من عامين تقريباً خلال فترة الجائحة، إذ فرضت البلاد إجراءات صارمة على الحدود، لكنَّ حركة السياحة تعافت بسرعة بعد أن أعادت الحكومة السماح لرعايا الكثير من الدول بدخول أراضيها دون تأشيرة.