«موديز» ترهن توقعات التصنيف الإيجابية لتركيا بالحفاظ على التشديد النقدي

توقعات برفع الفائدة إلى 42.5 % في الاجتماع الأخير لـ«المركزي»

تقول «موديز» إن التشديد النقدي يعيد هيكلة احتياطات المصرف المركزي التركي من النقد الأجنبي (رويترز)
تقول «موديز» إن التشديد النقدي يعيد هيكلة احتياطات المصرف المركزي التركي من النقد الأجنبي (رويترز)
TT

«موديز» ترهن توقعات التصنيف الإيجابية لتركيا بالحفاظ على التشديد النقدي

تقول «موديز» إن التشديد النقدي يعيد هيكلة احتياطات المصرف المركزي التركي من النقد الأجنبي (رويترز)
تقول «موديز» إن التشديد النقدي يعيد هيكلة احتياطات المصرف المركزي التركي من النقد الأجنبي (رويترز)

توقعت وكالة التصنيف الائتماني الدولية «موديز» أن تكون توقعات تصنيف اقتصاد تركيا إيجابية إذا تم الحفاظ على السياسة النقدية المتشددة.

وذكرت «موديز» في تقرير حول «النظرة للاقتصاد التركي» أن العودة إلى «السياسات الأكثر تقليدية»، التي أصبحت أقوى بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) الماضي، كانت إيجابية بالنسبة لدرجة الائتمان. ولفتت إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتقليل الاختلالات المهمة في الاقتصاد الكلي.

وجاء في التقرير، الذي نقلته وسائل إعلام تركية الأربعاء، أن التشديد النقدي يزيد أيضاً من إمكانية تقليل اختلال التوازن الخارجي لتركيا وإعادة هيكلة احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي، وأن يؤدي ذلك إلى تقليل تعرض البلاد للصدمات الخارجية.

توقعات وتحذيرات

ولم تقيّم «موديز»، في التقرير الذي تم توزيعه على المشتركين فقط، التصنيف الائتماني لتركيا، لكنها أشارت إلى أن «التحسن في رصيد الحساب الجاري وزيادة الاحتياطيات أمر إيجابي بالنسبة لتوقعات الائتمان، وإذا كانت السياسة النقدية المتشددة مستدامة وكانت الزيادات الجديدة المرتقبة في الرواتب تتماشى مع هدف المصرف المركزي فمن الممكن تحسين التوقعات الائتمانية».

وأضافت أن «توقعات التصنيف الائتماني يمكن أن تتحول إلى إيجابية إذا تم الحفاظ على الموقف النقدي المتشدد، وجاءت اتفاقيات الحد الأدنى للأجور التي يجري التفاوض عليها حاليا، متوافقة مع هدف المصرف المركزي، المتمثل في خفض التضخم بشكل كبير (5 في المائة على المدى المتوسط)، وتوقعات التصنيف يمكن أن تأتي إيجابية أيضاً».

وأضاف التقرير «نظرتنا الائتمانية تعكس القوة الاقتصادية والديون المعتدلة مقابل تآكل قوة الشركات والحوكمة، الأمر الذي سيستغرق بعض الوقت للتعافي حتى في ظل سيناريو إيجابي».

التضخم والنمو

وتوقع التقرير أن يستمر التضخم الرئيسي في تركيا، الذي لا يزال مرتفعا، في الارتفاع في الأشهر المقبلة. وحذر من أن التباطؤ الحاد في النمو قد يزيد من خطر حدوث تغيير جديد في السياسة النقدية.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط التضخم 53.5 في المائة في نهاية العام الحالي، و58.9 في المائة عام 2024، و39.1 في المائة في عام 2025.

وبالنسبة لنمو الاقتصاد التركي، توقعت «موديز»، في تقريرها، نموا بنسبة 4 في المائة في عام 2023، و2.5 في المائة عام 2024، و3 في المائة عام 2025.

كما توقعت أن تبلغ نسبة عجز الحساب الجاري إلى الناتج المحلي الإجمالي 4.7 في المائة هذا العام، و3.4 في المائة عام 2024، و3 في المائة عام 2025.

وحذر التقرير من أنه إذا كانت السياسات التقليدية قصيرة المدى، كما حدث عام 2021، فقد تتحول التوقعات الائتمانية إلى سلبية.

وكانت «موديز» قالت الجمعة الماضي، إنه لم يتم إجراء أي تقييم فيما يتعلق بالتصنيف الائتماني لتركيا، التي تصنفها حاليا عند درجة «بي 3» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

فيما كانت وكالة «ستاندرد آند بورز» الدولية للتصنيف الائتماني أبقت في تقرير في بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، التصنيف الائتماني لتركيا عند الدرجة «بي» مع تعديل نظرتها لاقتصادها من «مستقرة» إلى «إيجابية».

وتحدثت الوكالة عن إمكانية رفع تصنيف تركيا على المدى الطويل بمقدار درجة واحدة، في حال تحسن ميزان المدفوعات بشكل أكبر، وازدياد احتياطات النقد الأجنبي بشكل أسرع، وانخفاض الدولرة في الأشهر الـ12 المقبلة.

وتوقعت «ستاندرد آند بورز» أن ينمو الاقتصاد التركي بنسبة 3.7 في المائة هذا العام، و2.4 في المائة العام المقبل.

سعر الفائدة

وفيما يتعلق بسعر الفائدة، توقع تقرير «موديز» أن يطبق المركزي التركي زيادتين محدودتين في أسعار الفائدة قبل انتهاء دورة التشديد النقدي التي بدأها في يونيو (حزيران) الماضي، حيث رفع سعر الفائدة من 8.5 إلى 40 في المائة حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقالت رئيسة المركزي التركي، حفيظة غايا أركان، في مقابلة صحافية السبت الماضي، إن دورة التشديد النقدي تقترب من نهايتها، ودعت الأجانب إلى الاستثمار في السندات الحكومية المقومة بالليرة التركية بالعائدات المواتية الحالية.

وأضافت أن السياسة النقدية المتشددة بدأت تؤثر على أسعار المستهلكين، لكن التضخم لن يهبط إلى خانة الآحاد قبل عام 2026.

وتباطأت زيادة أسعار كثير من المنتجات في تركيا، بما يشمل السيارات، والأجهزة المنزلية، والأثاث، في الوقت الذي رفع فيه المصرف المركزي التركي معدل الفائدة، بأكثر من 30 في المائة منذ تولي أركان مهام منصبها في يونيو (حزيران) الماضي.

وتعقد لجنة السياسة النقدية في المصرف المركزي التركي، الخميس، الاجتماع الأخير للعام الحالي.

وأظهر استطلاع شارك فيه 14 خبيرا اقتصاديا أن اللجنة قد تقرر زيادة بمقدار 250 نقطة أساس على سعر الفائدة الرئيسي، إلى 42.50 في المائة.

وقال المحلل الاقتصادي، علاء الدين أكطاش، إن المركزي التركي قد يرفع الفائدة إلى 42.5 في المائة في اجتماع الخميس، ويختتم دورة التشديد النقدي في يناير (كانون الثاني المقبل) عن 45 في المائة.

وأشار إلى أن المركزي التركي، أعطى مؤشرا على وقف دورة التشديد النقدي، وبالتالي لا يجب توقع زيادات بواقع 5 في المائة.

وذكر أن إجمالي مشتريات الأجانب من الأسهم والأوراق المالية الحكومية في تركيا بلغ خلال أول أسبوعين من ديسمبر الحالي وصل إلى ملياري دولار نتيجة تغيير السياسة الاقتصادية.


مقالات ذات صلة

هل يهدد الدين الأميركي الدولار كعملة احتياطية عالمية؟

الاقتصاد تعرض ساعة الدين الوطني إجمالي الدين الأميركي وحصة كل أسرة منه في مانهاتن بمدينة نيويورك (أ.ب)

هل يهدد الدين الأميركي الدولار كعملة احتياطية عالمية؟

مع تضخم الدين الأميركي إلى مستويات غير مسبوقة وتجاوزه حجم الاقتصاد الوطني، تقف واشنطن عند مفترق طرق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي التركي (رويترز)

«المركزي التركي» يخفض سعر الفائدة إلى 47.50 %

خفض «المركزي التركي» سعر فائدة «إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو)»، المعتمد معياراً أساسياً لأسعار الفائدة، من 50 إلى 47.50 في المائة، متجاوزاً التوقعات السابقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد متسوقة في أحد المتاجر الكبرى بمدينة تارا السيبيرية بمنطقة أومسك الروسية (رويترز)

التضخم في روسيا يبلغ 9.5 % خلال 2024

ذكرت وكالة الإحصاء الروسية (روستات)، اليوم (الأربعاء)، أن متوسط معدل التضخم السنوي في روسيا بلغ 9.5 في المائة خلال العام الجاري، وفقاً للبيانات.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد وزير العمل والضمان الاجتماعي وداد إيشيكهان وممثلو اتحادات نقابات العمال خلال إعلان الحد الأدنى الجديد للأجور (موقع الوزارة)

تركيا: قرار بزيادة الحد الأدنى للأجور يحبط التوقعات ويثير جدلاً

أثار قرار الحكومة التركية رفع الحد الأدنى للأجور لعام 2025 بنسبة 30 في المائة غضباً واسعاً في أوساط العمال والمعارضة وعلى مستوى الشارع التركي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر خلال اجتماع مع سلطان بروناي حسن البلقية في 10 داونينغ ستريت بلندن (وكالة حماية البيئة)

بريطانيا في 2025... عام الاختبار الاقتصادي لستارمر

من المتوقع أن يواجه الاقتصاد البريطاني تحديات جسيمة في عام 2025، حيث تشهد مؤشراته الاقتصادية تراجعات ملحوظة وسط تطورات سياسية واقتصادية معقدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المستثمرون يتوقعون استمرار الزخم في الأسواق الأميركية حتى منتصف يناير

شاشة تعرض حركة سهم «إنفيديا» بينما يعمل تاجر في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض حركة سهم «إنفيديا» بينما يعمل تاجر في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

المستثمرون يتوقعون استمرار الزخم في الأسواق الأميركية حتى منتصف يناير

شاشة تعرض حركة سهم «إنفيديا» بينما يعمل تاجر في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض حركة سهم «إنفيديا» بينما يعمل تاجر في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

بعد اختتام عام مميز للأسهم الأميركية، يتوقع المستثمرون أن يستمر الزخم الإيجابي في الأسواق حتى منتصف يناير (كانون الثاني)؛ حيث من المحتمل أن تؤدي سلسلة من البيانات الاقتصادية، وتغيُّرات الإدارة في واشنطن، إلى تحفيز حركة الأسواق.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 27 في المائة حتى 26 ديسمبر (كانون الأول) 2024، في حين شهد مؤشر «ناسداك المركب» الذي يُهيمن عليه قطاع التكنولوجيا زيادة بنسبة 33.4 في المائة، محققاً لأول مرة تجاوز 20 ألف نقطة في ديسمبر.

ووفقاً لما ذكره مايكل روزن، كبير مسؤولي الاستثمار في «أنجيليس إنفستمنتس»، فإن الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى يناير تعد عادة فترة قوية للسوق، وفق «رويترز».

وإضافة إلى ذلك، تُشير الدراسات إلى أن الأسهم تحقق عادة أداءً جيداً خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر وأيام يناير الأولى، وهي الظاهرة التي يُطلق عليها «رالي الميلاد»، التي رفعت مكاسب «ستاندرد آند بورز» بمعدل 1.3 في المائة منذ عام 1969، وفقاً لتقويم تجار الأسهم.

وخلال جلسات التداول الأخيرة، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز» بنسبة 2.91 في المائة، في حين حقق مؤشر «ناسداك» زيادة بنسبة 3.3 في المائة، ما يُعزز الآمال في استمرار هذا الزخم.

وقال روزن: «تُشير البيانات الأساسية إلى أن هذا الزخم مرشح للاستمرار»، لكن المدة التي سيستمر فيها هذا الزخم ستعتمد على عدة عوامل رئيسية، يمكن أن تُسهم في دفع الأسواق خلال عام 2025.

ومن المتوقع أن توفر بيانات التوظيف الشهرية في الولايات المتحدة في 10 يناير رؤية جديدة حول قوة الاقتصاد الأميركي، خصوصاً بعد انتعاش نمو الوظائف في نوفمبر، بعد التأثيرات السلبية للإعصار والإضرابات في وقت سابق من العام. بعد ذلك، سيحصل المستثمرون على مزيد من المعلومات حول قوة السوق، مع بداية موسم تقارير أرباح الشركات عن الربع الرابع.

ويُتوقع أن يشهد عام 2025 نمواً في الأرباح لكل سهم بنسبة 10.6 في المائة، مقارنة بزيادة متوقعة بنسبة 12.16 في المائة في عام 2024. ومع ذلك، من المتوقع أن تُعزز سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض القطاعات، مثل البنوك والطاقة والعملات المشفرة، ما يُضيف زخماً للأسواق.

وقال روزن: «هناك أمل في خفض الضرائب وتقليص اللوائح العام المقبل، ما سيدعم أرباح الشركات، ويحفز حركة السوق». في الوقت نفسه، قد يشهد المستثمرون تأثيرات كبيرة من تنصيب ترمب في 20 يناير، خصوصاً مع توقعات بإصدار 25 أمراً تنفيذياً في أول يوم له، تشمل قضايا متعددة، مثل الهجرة، والسياسات التجارية، والطاقة، والعملات المشفرة.

وقد تُشكل سياسات ترمب التجارية، مثل فرض رسوم جمركية على السلع الصينية، أو على المنتجات القادمة من المكسيك وكندا، تحديات إضافية للأسواق، ما قد يرفع التكاليف التي قد يتم تمريرها إلى المستهلكين.

في هذا السياق، قالت هيلين جيفن، المديرة المساعدة للتداول في «مونيكس يو إس إيه»، إن إدارة جديدة دائماً ما تجلب معها درجة كبيرة من عدم اليقين، وأشارت إلى أن التأثير المحتمل لسياسات التجارة المتوقعة قد لا يكون قد تم تسعيره بالكامل في أسواق العملات العالمية، مع ترقب معرفة ما إذا كانت هذه السياسات ستُنفذ بالفعل.

من جانب آخر، يُتوقع أن يُشكل اجتماع السياسة النقدية الأول لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في يناير تحدياً لارتفاع الأسهم الأميركية، خصوصاً بعد قرار البنك في ديسمبر بتقليص أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، مع تأكيده تخفيضات أقل في عام 2025، بسبب المخاوف المتعلقة بالتضخم. وقد خيَّب هذا القرار آمال المستثمرين الذين كانوا يراهنون على أن أسعار الفائدة المنخفضة ستدعم أرباح الشركات.

ومع ذلك، فإن هذا التطور قد يكون إيجابياً بالنسبة للأصول البديلة، مثل العملات المشفرة، إذ أشار دامون بوليستينا، رئيس قسم الأبحاث في «إيجل بروك أدفايزرز»، إلى أن سياسات ترمب الداعمة للعملات المشفرة قد تسهم في تعزيز ثقة المستثمرين بهذا القطاع. وقد شهدت عملة «البتكوين» ارتفاعاً كبيراً، متجاوزة 107 آلاف دولار هذا الشهر، بفضل التوقعات بأن السياسات المستقبلية قد تدعم السوق.

وقال بوليستينا: «يُنظر إلى العملات المشفرة على أنها أصول عالية المخاطر؛ لذا فإن أي خفض لأسعار الفائدة من جانب (الاحتياطي الفيدرالي) سيكون أمراً إيجابياً لها، كما أن أي بيانات اقتصادية إيجابية في يناير من شأنها أن تدعم استمرار الزخم الذي نشهده حالياً».