السعودية تطلق منصة موحدة للتأشيرات وتعلن التحول الرقمي الكامل في 2024

تصدرت دول المنطقة في مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية

المهندس أحمد الصويان متحدثاً إلى الحضور في ملتقى الحكومة الرقمية (واس)
المهندس أحمد الصويان متحدثاً إلى الحضور في ملتقى الحكومة الرقمية (واس)
TT

السعودية تطلق منصة موحدة للتأشيرات وتعلن التحول الرقمي الكامل في 2024

المهندس أحمد الصويان متحدثاً إلى الحضور في ملتقى الحكومة الرقمية (واس)
المهندس أحمد الصويان متحدثاً إلى الحضور في ملتقى الحكومة الرقمية (واس)

أعلنت السعودية يوم الثلاثاء، تدشين منصة موحدة للتأشيرات تحمل اسم «تأشيرة السعودية»، بهدف تسهيل إجراءات التقديم على التأشيرات، في إطار سعيها إلى استقطاب مزيد من السيّاح خلال السنوات المقبلة. كما كشفت عن التوجه إلى التحول الرقمي الكامل لخدماتها الحكومية العام المقبل والاستغناء عن زيارة فروع الأجهزة العامة.

هذا ما أُعلن في اليوم الأول لملتقى الحكومة الرقمية الذي انطلقت أعماله الثلاثاء في الرياض، بمشاركة الجهات الحكومية، وبحضور وزراء ونخبة من الخبراء والمختصين وصناع القرار محلياً ودولياً. وأعلن محافظ هيئة الحكومة الرقمية المهندس أحمد الصويان، خلال الملتقى، تصدر السعودية دول المنطقة في مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة، الصادرة من لجنة (الإسكوا) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فيما احتلت في المرتبة الثالثة على مستوى العالم وفق مؤشر تابع لمجموعة البنك الدولي من بين 198 دولة.

وأشار الصويان إلى «النتائج القياسية التي حققتها الأجهزة العامة في ما يتعلق بالخدمات الرقمية وتوفير مليارات الدولارات نتيجة لهذا النضج في التحول الرقمي»؛ إذ حققت مثلاً منصة «أبشر» التابعة لوزارة الداخلية وفورات بإجماليّ 23 مليار ريال (6.1 مليار دولار) من خلال الاستغناء عن ملايين الزيارات وإتاحة خدمات رقمية متنوعة.

المشتريات الحكومية الرقمية

وأفصح الصويان عن تحقيق وفورات بمقدار 5.5 مليار ريال (1.5 مليار دولار) من خلال مراجعة ميزانيات لأكثر من 200 مشروع، وتفعيل 4 اتفاقيات إطارية.

ويستغرق إصدار الوكالة عن طريق منصة «ناجز» التابعة لوزارة العدل في الوقت الحالي 3 دقائق، قياساً بـ100 دقيقة في الفترة الماضية، في حين انخفضت مدة التقاضي بنسبة 77 في المائة عن المدة السابقة، من 427 إلى 98 يوماً.

وتابع المهندس الصويان أن التحول الرقمي في القطاع البلدي تمكن من تقليل الزيارات الميدانية بنسبة 95 في المائة بسبب توفر 90 في المائة من الخدمات رقمياً، ومكّن استخدام تقنية التصوير الجوي (الدرونز) والذكاء الاصطناعي عمل 5 آلاف خريطة عقارية بمعدلٍ يوميّ مقارنةً مع 150 مرفوعاً مساحياً سابقاً.

وبلغت نسبة مَن يمتلكون حسابات في البنوك التجارية أو المحافظ الإلكترونية في العام المنصرم 94 في المائة.

وقال الصويان إنه إصدار التأشيرات من خلال المنصة الموحدة للتأشيرات التابعة لوزارة الخارجية يستغرق 60 ثانية فقط مقارنةً بـ48 ساعة في السابق.

وفي ما يخص القطاع الصحي، ذكر الصويان أن المواعيد الافتراضية بلغت 36 في المائة من إجمالي المواعيد والاستشارات الصحية للمنشآت التابعة لوزارة الصحية، فيما تستغرق العمليات الجراحية وقتاً أقل بنسبة 30 في المائة باستخدام تقنية الطابعة ثلاثية الأبعاد.

الاقتصاد الرقمي العالمي

من جانبه، توقع الأمين المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، خالد السنيدي، وصول الاقتصاد الرقمي العالمي إلى ما يقارب 25 تريليون دولار في غضون 5 سنوات، مشيراً إلى أن كل هذه الأرقام والحقائق توضح الأهمية الكبيرة والحاجة الحتمية لتعزيز التحول الرقمي في مختلف المجالات وعلى رأسها الحكومة الرقمية.

وأكد الازدياد الكبير لمعدل البيانات عبر الإنترنت على مستوى العالم، إذ ارتفع من 100 غيغابايت يومياً في عام 1993 إلى ما يقارب 45 ألف غيغابايت في الثانية لعام 2017. مبيناً أنه في عام 2021 فقط جرى تبادل بيانات تعادل ما جرى تبادله منذ اختراع الإنترنت.

وأشار إلى التقدم الكبير المنجَز من دول مجلس التعاون في بيانات مؤشر نضج الحكومة الرقمية، وذلك بتحقيق السعودية المرتبة الثالثة عالمياً، والأولى إقليمياً عام 2022، من بين 198 دولة.

وسجلت دول مجلس التعاون الخليجي 6 مؤشرات عالمية مرتفعة لتنمية الحكومة الرقمية في أحدث الدراسات الصادرة عن الأمم المتحدة، إضافةً إلى تصدر دول الخليج المراكز الـ6 الأولى للتصنيف العربي للحكومة الرقمية، واختيار مدينتي الرياض ودبي ضمن أعلى مؤشر عالمي في نوعية الخدمة المحلية عبر الإنترنت.

جانب من حضور الوزراء والمسؤولين المحليين والدوليين (واس)

منصة «تأشيرة السعودية»

وأعلن مساعد وزير الخارجية للشؤون التنفيذية عبد الهادي المنصوري، تدشين منصة «تأشيرة السعودية» لتطوير الخدمات الرقمية وسهولة وصول المستفيد، موضحاً أن المنصة ترتبط بأكثر من 30 جهة عامة وخاصة.

وشرح أن هناك ربطاً مع أكثر من 30 وزارة وهيئة وقطاعاً خاصّاً لتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات، ومنها تأشيرة الحج، وتأشيرة الزيارة بغرض العمرة، والسياحة، والعمل.

من جهته، كشف رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الدكتور خالد اليوسف، عن إطلاق بوابة رقمية للجهات الحكومية تستوعب من خلالها كل المنشآت الحكومية، عبر صلاحيات تتيح إدارة جميع الدعاوى والممثلين ومؤشرات الأداء والتقارير، والتعرف على المدد النظامية للإجراءات القضائية، بما يعزز الحوكمة ويقلص أمد التقاضي ويكرس مبدأ الشفافية.

توفير حلول إلكترونية

ودشنت هيئة تقويم التعليم والتدريب، منصة «تميز»، التي تسهم في توفير حلول إلكترونية تسهِّل إجراءات التقويم المدرسي، والبيانات الحية للمستخدمين والتكامل مع أنظمة الجهات ذات العلاقة، بالإضافة إلى إصدار تقارير التقويم المدرسي ونتائج التقييمات المختلفة بشكل آلي.

وأطلقت الهيئة السعودية للملكية الفكرية منصة «الملكية الفكرية» خلال الملتقى، والتي توفر قاعدة بيانات متكاملة تمكّن صاحب الحق والمستثمر من التواصل مع مُلّاك الحقوق، وأيضاً تقدم الترخيص لوكلاء الملكية الفكرية والإبلاغ عن الانتهاكات.


مقالات ذات صلة

تايلاند تستكشف التعاون مع السعودية في قطاعات الطاقة المتجدّدة والهيدروجين وصناعة السيارات الكهربائية

الاقتصاد وزير الاستثمار السعودي ووزير الخارجية التايلاندي لدى تكريم ممثّلي بعض القطاعات الخاصة في البلدين خلال منتدى الاستثمار الأخير بالرياض (الشرق الأوسط)

تايلاند تستكشف التعاون مع السعودية في قطاعات الطاقة المتجدّدة والهيدروجين وصناعة السيارات الكهربائية

قال وزير الخارجية التايلاندي إنه يمكن للشركات التايلاندية الاستفادة من التعاون مع السعودية، من حيث مركزها الاقتصادي بالشرق الأوسط، لتوسيع أسواقها في المنطقة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف مع الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (برازيليا )
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات نقل الركاب التابعة للخطوط الحديدية السعودية (الموقع الرسمي)

قطارات السعودية تنقل 9 ملايين راكب في الربع الثاني

نقلت قطارات السعودية أكثر من 9.3 مليون راكب في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 13 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام المنصرم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع السعودية الواقعة في المدينة الصناعية بعسير جنوب المملكة (الشرق الأوسط)

المصانع السعودية تتجاوز مستهدفات 2023 نحو التحول ورفع تنافسية منتجاتها

أثبتت المصانع السعودية جديتها في التحول نحو الأتمتة وكفاءة التصنيع، في خطوة تحسن مستوى جودة وتنافسية المنتجات الوطنية وتخفض التكاليف التشغيلية.

بندر مسلم (الرياض)

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)

في فصل جديد من المواجهة بين شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «تيك توك» والحكومة الأميركية، قدمت وزارة العدل الأميركية الجمعة حججها إلى المحكمة الفيدرالية التي ستقرر ما إذا كان القانون الهادف إلى البيع القسري للتطبيق يتماشى مع الدستور أم لا.

واعتمد الكونغرس الأميركي في أبريل (نيسان)، قانوناً يجبر «بايتدانس»؛ الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك»، على بيعه لمستثمرين غير صينيين خلال 9 أشهر، وإلا تواجه خطر حظرها في الولايات المتحدة.

ويرى التطبيق أن هذا القانون ينتهك حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في التعديل الأول منه.

لكن الحكومة الأميركية تؤكد أن القانون يهدف إلى الاستجابة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وليس إلى الحد من حرية التعبير، عادّة أن ليس بإمكان «بايتدانس» الاستفادة في هذه الحالة من الحماية التي ينص عليها التعديل الأول من الدستور.

ووفقاً للحجج التي قدمتها وزارة العدل الأميركية، تتعلق المخاوف بأن «بايتدانس» ملزمة على الاستجابة لطلبات السلطات الصينية في الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، كما يمكن للتطبيق أيضاً فرض رقابة على محتوى معين على منصته أو تسليط الضوء على آخر.

وكتبت وزارة العدل في ملف حججها، أنه «نظراً لانتشار (تيك توك) الواسع في الولايات المتحدة، فإن قدرة الصين على استخدام ميزات (تيك توك) لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الإضرار بالمصالح الأميركية يخلق تهديداً عميقاً وواسع النطاق للأمن القومي».

وذكر الملف أيضاً أن «تيك توك» يمنح بكين «الوسائل لتقويض الأمن القومي الأميركي» من خلال جمع كميات كبيرة من البيانات الحساسة من المستخدمين الأميركيين واستخدام خوارزمية خاصة للتحكم في مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون.

وأضافت وزارة العدل الأميركية «يمكن التحكم بهذه الخوارزمية يدوياً». وتابعت: «موقعها في الصين من شأنه أن يسمح للحكومة الصينية بالتحكم سراً في الخوارزمية - وبالتالي تشكيل المحتوى الذي يتلقاه المستخدمون الأميركيون سراً».

علم الولايات المتحدة وأعلاه شعار التطبيق الصيني «تيك توك» (رويترز)

وردت الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك» السبت بالقول إن «الدستور إلى جانبنا».

وعدّت الشركة أن «حظر تيك توك من شأنه إسكات أصوات 170 مليون أميركي، في انتهاك للتعديل الأول للدستور»، في إشارة إلى مستخدميه بالولايات المتحدة.

وأضاف التطبيق: «كما قلنا في السابق، لم تقدم الحكومة أبداً دليلاً على تأكيداتها»، بما في ذلك أثناء اعتماد القانون.

ولكن أوضح مسؤول أميركي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تشعر بالقلق بشأن إمكانية قيام بكين «باستخدام تطبيقات الهاتف الجوال سلاحاً».

وشدّد المسؤول على أن «الهدف من القانون هو ضمان أنه يمكن للصغار والمسنين على حد سواء، وكل (الفئات العمرية) بينهم، استخدام التطبيق بكل أمان، مع الثقة في أن بياناتهم ليست في متناول الحكومة الصينية أو أن ما يشاهدونه لم تقرره الحكومة الصينية».

ورأى مسؤول في وزارة العدل الأميركية أن «من الواضح أن الحكومة الصينية تسعى منذ سنوات إلى وضع يدها على كميات كبيرة من البيانات الأميركية بأي طرق ممكنة، بينها هجمات سيبرانية أو شراء بيانات عبر الإنترنت، وتدرِّب نماذج من الذكاء الاصطناعي لاستخدام هذه البيانات».

ويرى «تيك توك» أن طلب بيع التطبيق «مستحيل ببساطة»، خصوصاً خلال فترة زمنية محدد.

وجاء في الشكوى المقدمة من «تيك توك» و«بايتدانس»، أنه «لأول مرة في التاريخ، اعتمد الكونغرس تشريعاً يستهدف منصة واحدة لفرض حظره على مستوى البلاد ومنع كل أميركي من المشاركة في مجتمع عالمي واحد يضم أكثر من مليار شخص».

وأكدت «بايتدانس» أنها لا تنوي بيع «تيك توك»، معتمدة المسار القضائي وصولاً إلى المحكمة العليا الأميركية، باعتباره الرد الوحيد لمنع الحظر في 19 يناير (كانون الثاني) 2025.

وظل «تيك توك» لسنوات في مرمى السلطات الأميركية لوضع حد لاستخدامه في البلاد.

وفي عام 2020، نجح «تيك توك» في تعليق قرار بحظره أصدرته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من خلال طلب استئناف. وعلّق قاضٍ القرار مؤقتاً، عادّاً أن الأسباب المقدمة للحظر مبالغ فيها، وأن حرية التعبير مهددة.

لكن يهدف القانون الأميركي الجديد إلى التغلب على الصعوبات التي تمت مواجهتها سابقاً.

ويرى خبراء أن المحكمة العليا قد تأخذ في الحسبان حججاً تشير إلى إمكانية تهديد التطبيق للأمن القومي يقدمها مسؤولون في الولايات المتحدة.

ولكن من الصعب حالياً تصور إمكانية استحواذ طرف آخر على «تيك توك»، حتى لو كانت «بايتدانس» منفتحة على إمكانية بيعه، إذ لم يتقدم أحد بالفعل لشرائه.

وليس من السهل توفر طرف لديه أموال كافية للاستحواذ على تطبيق يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مستخدم في كل أنحاء العالم، في حين أن الشركات الرقمية العملاقة هي بلا شك الوحيدة التي تمتلك الإمكانات اللازمة للاستحواذ على التطبيق.