ارتفاع أسعار النفط وسط توترات البحر الأحمر والتصريحات الروسية حول خفض الصادرات

منصة نفط شمال غربي مدينة ووترفرونت في جزيرة باتام بمقاطعة جزر رياو الإندونيسية (رويترز)
منصة نفط شمال غربي مدينة ووترفرونت في جزيرة باتام بمقاطعة جزر رياو الإندونيسية (رويترز)
TT

ارتفاع أسعار النفط وسط توترات البحر الأحمر والتصريحات الروسية حول خفض الصادرات

منصة نفط شمال غربي مدينة ووترفرونت في جزيرة باتام بمقاطعة جزر رياو الإندونيسية (رويترز)
منصة نفط شمال غربي مدينة ووترفرونت في جزيرة باتام بمقاطعة جزر رياو الإندونيسية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين بعدما أثارت هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر مخاوف من تعطل إمدادات النفط ودعماً إضافياً من خطة روسيا لخفض الصادرات في ديسمبر (كانون الأول).

وكانت شركات شحن ومنها «إم إس سي» و «إيه بي مولر - ميرسك»، وهما من أكبر الشركات لشحن الحاويات في العالم، قالت إنها ستتجنب المرور في قناة السويس مع تصعيد الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وارتفعت أسعار النفط واحداً في المائة تقريباً في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الاثنين مدعومة بانخفاض الصادرات من روسيا وزيادة المخاوف من انقطاع الإمدادات جرَّاء هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر.

وبحلول الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتاً، بما يعادل 0.2 في المائة، إلى 76.72 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 48 سنتاً، أو 0.7 في المائة، إلى 71.91 دولار.

وسجل كلا الخامين القياسيين مكاسب صغيرة الأسبوع الماضي، بعد سبعة أسابيع من الانخفاض، بعد أن أثار اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي الآمال في انتهاء رفع أسعار الفائدة وأن التخفيضات في طريقها.

وقال تاماس فارغا من شركة «بي في إم» لوساطة النفط: «إن ارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية، الذي جاء في شكل أعمال عدائية منتظمة تجاه السفن التجارية في البحر الأحمر من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، يلعب دوره الذي لا جدال فيه في إحياء النفط».

وقال توني سيكامور محلل السوق لدى «آي جي ماركتس»: «ساهم الطقس السيئ في روسيا في الافتتاح الأقوى (ارتفاع الأسعار) هذا الصباح وكذلك هجوم الحوثيين على السفن القريبة من اليمن».

ومما زاد الدعم أيضاً قول روسيا يوم الأحد إنها ستعمق تخفيضات صادرات النفط في ديسمبر، بما قد يصل إلى 50 ألف برميل يومياً أو أكثر، قبل الموعد الذي تعهدت به، في الوقت الذي يحاول فيه كبار المصدرين في العالم دعم أسعار النفط العالمية.

يأتي ذلك بعد أن علقت موسكو نحو ثلثي تحميلات خام الأورال الرئيسي بدرجة التصدير من الموانئ بسبب عاصفة وأعمال صيانة مقررة يوم الجمعة.

وقالت تينا تنغ محللة «سي إم سي ماركتس» في مذكرة إن النفط تلقى دعماً أيضاً من ضعف الدولار، حيث أن ضعف الدولار يجعل النفط المقوم بالدولار أرخص بالنسبة للمشترين الأجانب، ويميل إلى عكس شهية أكبر للمخاطرة بين المستثمرين.

وباب المندب هو أحد أهم الطرق في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحراً، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد القريب، بالإضافة إلى السلع المتجهة شرقاً إلى آسيا ومنها النفط الروسي.

وأنهى برنت وخام غرب تكساس الوسيط أطول سلسلة من الانخفاضات الأسبوعية في نصف عقد بمكاسب طفيفة الأسبوع الماضي بعد اجتماع مجلس الفيدرالي الاتحادي الأسبوع الماضي، مما أثار الآمال في انتهاء رفع أسعار الفائدة والتخفيضات تباعاً.


مقالات ذات صلة

قبل ولاية ترمب... بايدن يحظر التنقيب عن النفط والغاز في مناطق شاسعة

الاقتصاد قارب صغير أمام منصة النفط والغاز البحرية «إستير» بالمحيط الهادئ في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

قبل ولاية ترمب... بايدن يحظر التنقيب عن النفط والغاز في مناطق شاسعة

سيحظر الرئيس الأميركي جو بايدن تطوير النفط والغاز البحري الجديد على طول معظم السواحل الأميركية، وهو قرار قد يجد الرئيس المنتخب دونالد ترمب صعوبة في التراجع عنه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد شعار «أرامكو» السعودية على صهريج لتخزين النفط في حقل نفطي بالسعودية (أ.ف.ب)

السعودية ترفع أسعار النفط للمشترين في آسيا لشهر فبراير

رفعت شركة «أرامكو»، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، أسعارها للمشترين في آسيا لشهر فبراير (شباط)، وذلك للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، وسط انخفاض الإمدادات الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أناس يقفون على الرصيف مع منصة النفط والغاز البحرية «إستر» في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

النفط يتراجع عن أعلى مستوى في 3 أشهر مع صعود الدولار

انخفضت أسعار النفط، يوم الاثنين، مع صعود الدولار ومخاوف بخصوص عقوبات قبيل بيانات اقتصادية مهمة للبنك المركزي الأميركي وتقرير الوظائف.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد حصان يرعى بالقرب من منصة حفر نفطية في كازاخستان (رويترز)

كازاخستان تعتزم بيع 850 مليون دولار من صندوق النفط في يناير

تعتزم كازاخستان بيع ما بين 750 و850 مليون دولار من العملات الأجنبية من صندوق النفط الوطني (صندوق عائدات النفط في البلاد) خلال يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
TT

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)

اختتم الاقتصاد الأميركي عام 2024 على نحو قوي، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات 56.8 في ديسمبر (كانون الأول)، مرتفعاً من 56.1 في نوفمبر (تشرين الثاني) ومسجلاً أعلى مستوى له في 33 شهراً.

وعلى الرغم من أنه أقل من التقدير الأولي البالغ 58.5، فإن الأداء القوي لقطاع الخدمات طغى على الضعف المستمر في قطاع التصنيع.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب أيضاً إلى 55.4 من 54.9 في الشهر السابق، مما يؤكد زخم النمو القوي.

وأشار كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في «ستاندرد آند بورز»، إلى أن «النشاط التجاري في اقتصاد الخدمات الواسع ارتفع في الشهر الأخير من عام 2024 على خلفية زيادة دفاتر الطلبات وازدياد التفاؤل بشأن آفاق العام المقبل».

وقد عززت قوة القطاع نمو الناتج المحلي الإجمالي، الذي من المتوقع أن يظل «قوياً»، بعد أن سجل توسعاً بنسبة 3.1 في المائة في الربع الثالث من عام 2024.

ويرتبط التفاؤل جزئياً بتوقعات السياسات الصديقة للأعمال في ظل إدارة ترمب المقبلة، بما في ذلك الإصلاحات الضريبية المحتملة وإلغاء القيود والتعريفات الانتقائية التي تهدف إلى دعم الصناعات المحلية. وقد عززت مثل هذه الإجراءات المعنويات بين مقدمي الخدمات، حيث توقع كثير منهم نمواً أسرع في عام 2025.

ومع ذلك، حذّر ويليامسون من أن الزخم الحالي للاقتصاد قد يجعل صانعي السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي مترددين في خفض أسعار الفائدة بقوة. وقد لعبت الخدمات المالية، على وجه الخصوص، دوراً حاسماً في الأداء الاقتصادي في أواخر عام 2024، مدعومة بتوقعات انخفاض تكاليف الاقتراض.

وسيكون التحدي في الأشهر المقبلة هو تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي المستمر والتداعيات المحتملة لتغير توقعات أسعار الفائدة.