أمين عام «أوبك» يحذر من ارتفاعات في أسعار جميع السلع

نتيجة تراجع الاستثمارات في قطاع النفط والغاز

وزراء الطاقة في الدول العربية خلال افتتاح مؤتمر الطاقة العربي في الدوحة (الشرق الأوسط)
وزراء الطاقة في الدول العربية خلال افتتاح مؤتمر الطاقة العربي في الدوحة (الشرق الأوسط)
TT

أمين عام «أوبك» يحذر من ارتفاعات في أسعار جميع السلع

وزراء الطاقة في الدول العربية خلال افتتاح مؤتمر الطاقة العربي في الدوحة (الشرق الأوسط)
وزراء الطاقة في الدول العربية خلال افتتاح مؤتمر الطاقة العربي في الدوحة (الشرق الأوسط)

حذر الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، هيثم الغيص، من ارتفاعات في الأسعار قد تشهدها السلع الأولية والمنتجات الأخرى خلال الفترة المقبلة، كنتيجة لتراجع الاستثمارات في قطاع النفط والغاز، الذي يدخل كمادة أساسية وخام ومشتقاته في معظم السلع والمنتجات.

وأوضح الغيص، خلال مؤتمر الطاقة العربي، المنعقد في الدوحة، أنه تحول جزء من رؤوس الأموال للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، وتراجع حجم الاستثمارات في الوقود الأحفوري على مدار السنوات الماضية، بسبب تداعيات «كوفيد-19»، ومحاربة الوقود الأحفوري، «سبب خللاً كبيراً قد لا يظهر (تأثيره) الآن...»، مؤكداً أن العالم بحاجة لاستثمارات تصل إلى 14 تريليون دولار حتى عام 2045 في قطاع النفط والغاز.

وأكد الأمين العام في كلمته بالجلسة الأولى بالمؤتمر تحت عنوان «التطورات الدولية في أسواق الطاقة وانعكاساتها على قطاع الطاقة العربي»، أن «الدول الأعضاء في منظمة (أوبك) تتبنى الطاقة المتجددة... لكن وحدها لا تكفي...»، مؤكداً على مصطلح «تحولات الطاقة وليس تحول الطاقة؛ لأنه ليست هناك طريقة واحدة مناسبة للجميع...».

وأشار هنا إلى أن العالم شهد تحولاً من الخشب إلى الفحم، ثم من الفحم إلى النفط... «نحن دائماً في تحول للطاقة... من دون إملاءات أو شروط من أحد... أو وضع مقاييس من دول على دول أخرى».

ومع توقعات ببلوغ حجم سكان العالم 9.5 مليار نسمة خلال العقد القادم، أعطى الغيص مثالاً للحضور لتوضيح حجم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة العالمي، قائلاً: «يعيش في مدينة لندن نحو 9-10 ملايين مواطن... ووسط توقعات بنزوح نحو 500 ألف نسمة من مناطق نائية إلى مدن جديدة حول العالم... فإننا بحلول 2030... سنحتاج إلى 50 مدينة مثل مدينة لندن».

ولفت الانتباه إلى «بعض الوكالات»، في إشارة إلى وكالة الطاقة العالمية، التي حسبت مستويات غاز الميثان لإحدى الدول وأكدت على ارتفاع منسوب هذا الغاز السام، وبعد التحقق من هذه البيانات، اتضح أنها تقل بنسبة 70 في المائة عن المستويات التي أعلنتها هذه الوكالة.

من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري سعد بن شريده الكعبي، أن الوقود الأحفوري يدخل في معظم احتياجاتنا اليومية، مثل الملابس والأساس والمكياج... سواء كمادة خام أو مشتقاته أو عبر النقل.

وأوضح الكعبي خلال الجلسة الأولى بمؤتمر الطاقة العربي، أنه في حال تم تقليل الاعتماد على النفط والغاز من دون وجود بدائل أخرى؛ «سيقوض ذلك من أمن الطاقة العالمي»، مشيراً إلى أن مصادر الطاقة المتجددة، متقطعة وغير مستدامة: «هناك دول لا توجد بها رياح مستمرة... والشمس يمكن أن تمدك بالنهار فقط وتحتاج إلى مصدر آخر ليلاً...».

وأشار إلى دور الدول المنتجة للنفط والغاز، الذي يتمثل في استمرار الإنتاج مع وجود طرق تحافظ على البيئة... مثل التقاط الكربون وحقنه تحت سطح الأرض، مشيراً إلى أن «لدينا مليار شخص حول العالم لا يتمتعون بالكهرباء».

تحمل النسخة الحالية لمؤتمر الطاقة العربي شعار «الطاقة والتعاون العربي»، ويشارك فيه عدد من الوزراء والمسؤولين في قطاع الطاقة العربي، ومن المقرر أن تناقش هذه النسخة جهود الدول العربية لمواجهة تحديات أمن الطاقة، ومصادر الطاقة في الدول العربية والعالم، والصناعات البترولية اللاحقة عربياً وعالمياً، وكيفية إدارة الطلب على الطاقة في الدول العربية.


مقالات ذات صلة

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» يتحدث خلال مؤتمر «كوب 29»... (رويترز)

الأمين العام لـ«أوبك» في «كوب 29»: النفط هدية من الله

قال الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، الأربعاء، خلال مؤتمر المناخ «كوب 29» في باكو، إن النفط الخام والغاز الطبيعي هما «هدية من الله».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الطيور تحلِّق بالقرب من مصفاة «فيليبس 66» في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

النفط يستقر وسط مؤشرات على نمو واردات الصين من الخام

استقرت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي يوم الأربعاء، مع ازدياد المخاوف من أن يؤدي تصاعد الأعمال العدائية في حرب أوكرانيا إلى عرقلة إمدادات النفط.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».