أصبحت شركة «نورثرن ترست» (Northern Trust Corp) واحدة من أولى المؤسسات المالية العالمية الكبرى التي تنشئ مقرها الإقليمي في الرياض، ما يعزز جهود الحكومة السعودية لجعل الشركات الدولية تدير عملياتها في الشرق الأوسط من المملكة في إطار الموعد النهائي الذي حددته الحكومة السعودية للانتهاء من نقل مقرات الشركات العالمية إلى الرياض في موعد أقصاه يناير (كانون الثاني) 2024.
فقد حصلت شركة الخدمات المالية الأميركية التي تدير أصولاً بقيمة 1.3 تريليون دولار على ترخيص من وزارة الاستثمار السعودية لإنشاء قاعدتها في الشرق الأوسط في الرياض.
وقال متحدث باسم الشركة في حديثه لوكالة «بلومبرغ» إن «نورثرن ترست» تواصل تحقيق «نمو كبير» في جميع أنحاء المنطقة من خلال مكاتبها في أبوظبي والرياض، موضحاً أن «إنشاء المقر الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السعودية يعكس الاستثمار المستمر في البنية التحتية والقدرات والخبرات في المنطقة».
وتقول «نورثرن ترست» على موقعها إنها شركة رائدة في مجال إدارة الثروات وخدمة الأصول وإدارة الأصول والخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات والعوائل والأفراد، وإنها تقدم في المملكة خدمات الرعاية العالمية وإدارة الأصول والخدمات الاستشارية للعملاء في السعودية.
وكانت المملكة أعلنت يوم الثلاثاء أنها ستقدم حزمة حوافز ضريبية جديدة لمدة 30 سنة، للشركات الأجنبية التي يقع مقرها الإقليمي في المملكة، تتضمن الإعفاء من ضريبة الدخل.
وقالت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) إن وزارة الاستثمار - بالتنسيق مع وزارة المالية وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك في البلاد - أعلنت «تقديم حزمة حوافز ضريبية جديدة، لمدة 30 سنة، لدعم برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية».
وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي لـ«تشجيع وتيسير إجراءات افتتاح الشركات العالمية لمقراتها الإقليمية في المملكة العربية السعودية».
وطرحت السعودية برنامج المقرّات الإقليمية عام 2021 الذي هو مبادرة مشتركة بين وزارة الاستثمار والهيئة الملكية لمدينة الرياض، والذي يدعو الشركات العالمية إلى نقل مقرّاتها الإقليمية إلى السعودية لجعلها مركزاً إقليمياً رائداً للشركات متعددة الجنسيات.
وقال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، إن البرنامج اجتذب حتى الآن 200 شركة أجنبية.
أما وزير المالية محمد الجدعان فقال إن «الإعفاءات الضريبية الجديدة ستمنح المقرات الإقليمية للشركات العالمية في المملكة المزيد من وضوح الرؤية والاستقرار».
وأضاف الجدعان: «نتطلع إلى الترحيب بالمزيد من الشركات العالمية للمشاركة في المشروعات التي تشهدها جميع القطاعات، بما في ذلك المشروعات العملاقة، واستعداداتنا لاستضافة أحداث كبرى مثل دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في عام 2029 ومعرض (إكسبو) في عام 2030».