كشف رئيس الوزراء ريشي سوناك اليوم الاثنين عن استثمارات جديدة بقيمة 29.5 مليار دولار لقطاعات المملكة المتحدة المزدهرة، مع وصول الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين من القائمة الأولى في العالم إلى قمة الاستثمار العالمية في قصر هامبتون كورت.
بدعم بعض القطاعات الأسرع نمواً والأكثر ابتكاراً في المملكة المتحدة، تم تأمين الاستثمارات التحويلية لمشاريع في التكنولوجيا وعلوم الحياة والبنية التحتية والإسكان والطاقة المتجددة - مما يخلق آلاف الوظائف الجديدة ويدفع النمو في جميع أنحاء البلاد، وفق ما قال سوناك.
وتعهدت الصناديق الأسترالية «IFM Investors» و«Aware Super» باستثمار 10 مليارات و5 مليارات جنيه إسترليني على التوالي، في مشاريع البنية التحتية وتحويل الطاقة وغيرها.
وتسعى بريطانيا، شأنها شأن العديد من الدول الأخرى، إلى استثمار القطاع الخاص للمساعدة في إصلاح اقتصادها لعصر الصفر الصافي، وبناء نوع من البنية التحتية التي لا تستطيع مواردها المالية العامة أن تمولها بمفردها.
وقال سوناك في بيان نشر قبل «قمته» الاستثمارية في قصر هامبتون كورت، الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر في لندن: «جذب الاستثمار العالمي هو جوهر خطتي لتنمية الاقتصاد».
لكن العديد من كبار المستثمرين قالوا إن حالة عدم اليقين السياسي والتنظيمي التي أثارها استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016 قللت من جاذبية بريطانيا في السنوات الأخيرة، بينما جعلت دول أخرى نفسها أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر.
وتفوقت فرنسا العام الماضي على بريطانيا كدولة أوروبية لديها أكبر عدد من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التزامات استثمارية بقيمة 13 مليار يورو (14.18 مليار دولار) في بلاده بتجمع مماثل للاستثمار الأجنبي المباشر في مايو (أيار).
وذكر بيان عن «داوننغ ستريت» أن القمة تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام لتحقيق الاستقرار، حيث يتم خلق أكثر من 12 ألف فرصة عمل من خلال بعض استثمارات اليوم فقط. ويأتي ذلك في أعقاب خطة التصنيع المتقدمة الجديدة التي وضعتها الحكومة بقيمة 4.5 مليار جنيه إسترليني، واستثمار بقيمة 2 مليار جنيه إسترليني من شركة نيسان (التي أعلنت قبل يومين عزمها استثمار 1.3 مليار دولار في بريطانيا)، الذي سيؤمن آلاف الوظائف في سندرلاند، ومنطقة استثمارية جديدة في الشمال الشرقي ستخلق 4 آلاف فرصة عمل.
وتأتي الموجة الجديدة من الاستثمارات بعد أن كشف المستشار جيريمي هانت عن أكبر خفض في الضرائب التجارية في التاريخ الحديث في بيان الخريف الأسبوع الماضي مع تمديد دائم لبدلات رأس المال، ودعم أسعار الأعمال بقيمة 4.3 مليار جنيه إسترليني وصندوق نمو بقيمة 7 مليارات جنيه إسترليني.
وتم تمديد الإعفاءات الضريبية للموانئ الحرة من خمس إلى 10 سنوات، حيث تؤكد البيانات الحكومية الجديدة أن الموانئ الحرة في المملكة المتحدة قد اجتذبت ما يقرب من 2.9 مليار جنيه إسترليني من الاستثمارات في عامين فقط، مما أدى إلى خلق 6 آلاف فرصة عمل.
وسيفتتح القمة رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزير الأعمال والتجارة كيمي بادينوخ، بحضور كبار المديرين التنفيذيين البارزين بما في ذلك ستيفن شوارزمان من «بلاكستون»، وأماندا بلان من «أفيفا»، وديفيد سولومان من «غولدمان ساكس» وجيمي ديمون من «جي بي مورغان تشيس».
كما سيحضر «باركليز» و«إتش إس بي سي» وبنك «لويدز» كشركاء رئيسيين للقمة التي ستحتفل «بالأفكار البريطانية - الماضي والحاضر والمستقبل»، من القطار البخاري إلى الحوسبة الكمومية. وسيعقب ذلك حفل استقبال في قصر باكنغهام يستضيفه الملك تشارلز.