القمح لتراجع أسبوعي كبير مع ضعف الطلب والمنافسة الشديدة

بدعم من وفرة الحبوب الروسية الرخيصة

عامل يستخدم آلية عملاقة لحصاد القمح في أحد الحقول المتاخمة لمدينة كاليه الفرنسية (رويترز)
عامل يستخدم آلية عملاقة لحصاد القمح في أحد الحقول المتاخمة لمدينة كاليه الفرنسية (رويترز)
TT

القمح لتراجع أسبوعي كبير مع ضعف الطلب والمنافسة الشديدة

عامل يستخدم آلية عملاقة لحصاد القمح في أحد الحقول المتاخمة لمدينة كاليه الفرنسية (رويترز)
عامل يستخدم آلية عملاقة لحصاد القمح في أحد الحقول المتاخمة لمدينة كاليه الفرنسية (رويترز)

تراجعت العقود الآجلة للقمح في شيكاغو، يوم الجمعة، واتجهت صوب أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ سبتمبر (أيلول) بعد أن أبرزت مبيعات الصادرات الأميركية، التي جاءت أقل من المتوقع، ضعف الطلب، والمنافسة من الحبوب الروسية الرخيصة.

وانخفضت أيضاً أسعار فول الصويا والذرة، لكن كليهما يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية على الرغم من الانخفاض الحاد لفول الصويا، يوم الخميس، بعد توقعات هطول الأمطار في البرازيل، أكبر مصدّر في العالم، مما خفف المخاوف بشأن الإمدادات.

وأعلنت وزارة الزراعة الأميركية مبيعات صادرات من القمح الأميركي في الأسبوع المنتهي في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) عند 176300 طن متري، وهو معدل أقل من التوقعات التجارية التي تتراوح بين 250 و500 ألف طن.

وانخفضت العقود الآجلة للقمح لشهر ديسمبر (كانون الأول) الصادرة عن «مجلس شيكاغو للتجارة» بنسبة 0.4 في المائة بحلول الساعة 0705 بتوقيت غرينتش، وانخفضت بنسبة 4.2 في المائة خلال الأسبوع.

واقتربت الأسعار من أدنى مستوياتها منذ 3 سنوات، التي بلغتها في سبتمبر عند 5.40 دولار للبوشيل، مع استمرار روسيا، التي اختتمت موسمها الضخم الثاني على التوالي، في تصدير كميات هائلة من الحبوب الرخيصة.

وقال رود بيكر من شركة توقعات المحاصيل الأسترالية: «لا يزال هناك كثير من حبوب البحر الأسود الرخيصة التي تصل إلى الأسواق وتسيطر على الأسعار». لكنه قال إن انخفاض المحاصيل نسبياً في الأرجنتين وأستراليا يعني أن المستوردين الآسيويين سيضطرون إلى البحث في أماكن أخرى عن الإمدادات في الأشهر المقبلة. وأضاف أن «الطلب غير المرن يجب أن يأتي من مكان آخر. ما زلت أعتقد بأننا بحاجة إلى رؤية الصادرات الأميركية تنتعش حتى نرى ارتفاعاً في الأسعار».

ورفع مجلس الحبوب الدولي توقعاته لإنتاج القمح العالمي لموسم 2023 - 2024 بمقدار مليوني طن متري إلى 787 مليون طن.

وتوقعت شركة «استراتيجي غرينز» انخفاض مساحة القمح اللين في الاتحاد الأوروبي لمحصول العام المقبل، وخفضت شركة «ستوناكس» للوساطة المالية توقعاتها لمحصول القمح في البرازيل لعام 2023 - 2024، وخفّضت بورصة بوينس آيرس للحبوب توقعاتها لمحصول القمح في الأرجنتين.

وانخفضت أسعار عقود فول الصويا، يوم الجمعة، بنسبة 0.4 في المائة، ولكنها ظلت مرتفعة بنحو 0.5 في المائة هذا الأسبوع. وانخفضت أسعار الذرة بنسبة 0.4 في المائة، ولكنها ارتفعت بنسبة 1.9 في المائة عن إغلاق يوم الجمعة الماضي.

وأعلنت وزارة الزراعة الأميركية مبيعات الصادرات الأميركية الأسبوعية الأسبوع الماضي بأكثر من 3.9 مليون طن متري، وهي أعلى مبيعات سنوية للمحاصيل منذ عام 2012، بعد ارتفاع المشتريات الصينية. وبالنظر إلى الأرقام الضعيفة في وقت سابق من العام، فإن الرقم المرتفع أدى فقط إلى رفع وتيرة المبيعات إلى ما يقرب من النطاق الطبيعي.

وقد ساعد الارتفاع الأخير في الطلب المحلي والأجنبي على الفاصوليا الأميركية على رفع العقود الآجلة لبورصة شيكاغو إلى 13.99 دولار للبوشل يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى منذ 30 أغسطس (آب) الماضي... لكن الأسعار تراجعت يوم الخميس بفعل توقعات بهطول أمطار ستعزز المحاصيل في المنتجَين الرئيسيَين؛ البرازيل والأرجنتين.

وقالت بورصة بوينس آيرس للحبوب إنها تتوقع الآن زراعة مزيد من الأراضي بفول الصويا، وتقليل زراعة الذرة؛ بسبب تأخر هطول الأمطار. وقال المتداولون إن صناديق السلع كانت بائعة صافية لعقود فول الصويا وزيت الصويا والقمح الآجلة في شيكاغو يوم الخميس، لكنها اشترت الذرة.

وفي الذرة، رفع مجلس الحبوب الدولي توقعاته للإنتاج العالمي لعام 2023 - 2024 بمقدار 4 ملايين طن متري إلى 1.223 مليار طن، مما رفع تقديراته لمحصول الولايات المتحدة إلى 387 مليون طن. وتحوم أسعار الذرة بالقرب من أدنى مستوياتها منذ 3 سنوات وسط وفرة العرض.


مقالات ذات صلة

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون لتلقي المساعدات بما في ذلك الإمدادات الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي خارج مركز توزيع تابع للأمم المتحدة وسط الصراع بين إسرائيل و«حماس» في جباليا شمال قطاع غزة 24 أغسطس 2024 (رويترز)

مصادر: تراجع المساعدات الغذائية لغزة بعد قواعد إسرائيلية جديدة

قالت مصادر مشاركة في توصيل البضائع إلى غزة لوكالة «رويترز» للأنباء، إن الإمدادات الغذائية للقطاع تراجعت بصورة حادة في الأسابيع القليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك رجل يختار حبات من الفواكه في إحدى الأسواق (أرشيفية - رويترز)

أطعمة تساعد على تقليل الالتهابات بصورة طبيعية

يصف بعض الخبراء أحياناً الالتهابات بأنها شر لا بد منه، لأنها تعد الرد الأساسي من الجهاز المناعي للجسم حتى يبقى في دائرة الأمان ويشفى من الأمراض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد إحدى مزارع إنتاج الدواجن في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تُحقق قفزة جديدة في حجم إنتاج لحوم الدواجن خلال النصف الأول

حققت السعودية قفزة جديدة في حجم إنتاج لحوم الدواجن خلال النصف الأول من 2024، بتسجيلها رقماً قياسياً بلغ 558 مليون كيلوغرام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يضغط على أسواق المنطقة

مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
TT

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يضغط على أسواق المنطقة

مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

في أولى ساعات التداول يوم الأحد، استمرّت الأسواق العربية في الانخفاض، متأثرةً بتصاعد التوتر في المنطقة، وتكثيف إسرائيل حملتها ضد «حزب الله» المدعوم من إيران.

وكانت أسواق المنطقة بدأت بالتراجع منذ يوم الأربعاء، غداة إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل.

ويوم الأحد، ازدادت خسائر البورصة الكويتية بنسبة 1.13 في المائة، تلتها السوقان الماليتان السعودية والقطرية بانخفاضَين بنسبتَي 0.83 و0.87 في المائة على التوالي.

وكان مؤشر السوق السعودية سجل تراجعاً بنسبة 2.2 في المائة خلال الأيام الثلاثة الأولى من أكتوبر (تشرين الأول)، وخسر 5 في المائة من قمته خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى مستويات أغسطس (آب) 2023.

كذلك، انخفضت مؤشرات بورصتَي مسقط والبحرين بنسبة 0.14 في المائة لكل منهما، بينما تراجع مؤشر بورصة عمّان بنحو 0.17 في المائة.

في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر البورصة المصرية بنحو 1.24 في المائة، في حين سجل مؤشر الدار البيضاء ارتفاعاً طفيفاً بلغ نحو 0.09 في المائة.

وكان شهر أبريل (نيسان) الماضي قد شهد موجة بيع للأسهم والأصول عالية المخاطر الأخرى، لكنها انتعشت في غضون أيام، مع انحسار المخاوف من اتساع رقعة الصراع.