شركات هندية كبرى تزور الرياض لتوسيع الشراكة مع نظيراتها السعودية

عقد لقاءات ثنائية واكتشاف الفرص الاستثمارية في المملكة

جانب من «لقاء الطاولة المستديرة السعودي - الهندي» الذي أقيم الشهر الماضي بالرياض (واس)
جانب من «لقاء الطاولة المستديرة السعودي - الهندي» الذي أقيم الشهر الماضي بالرياض (واس)
TT

شركات هندية كبرى تزور الرياض لتوسيع الشراكة مع نظيراتها السعودية

جانب من «لقاء الطاولة المستديرة السعودي - الهندي» الذي أقيم الشهر الماضي بالرياض (واس)
جانب من «لقاء الطاولة المستديرة السعودي - الهندي» الذي أقيم الشهر الماضي بالرياض (واس)

علمت «الشرق الأوسط» أن وفداً تجارياً هندياً يضم كبرى الشركات، يعتزم زيارة الرياض من الثلاثاء إلى الخميس 14 - 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بهدف عقد لقاءات ثنائية وتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص السعودي واكتشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في البلاد.

يأتي ذلك في ظل ما تشهده العلاقات الاقتصادية بين البلدين من تطورات غير مسبوقة، كان آخرها إعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، توقيع مذكرة تفاهم لمشروع ممر اقتصادي يزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وذلك على هامش كلمته في «قمة العشرين» التي عقدت في نيودلهي خلال سبتمبر (أيلول) الماضي.

وبناءً على المعلومات، سيقوم اتحاد الغرف السعودية بتنسيق لقاءات ثنائية بين الوفد الهندي مع مجلس الأعمال السعودي - الهندي والقطاع الخاص السعودي يوم الأربعاء المقبل في الرياض.

المجالات الاقتصادية

ووفق المعلومات، أبلغ اتحاد الغرف السعودية جميع الشركات المحلية بأن الوفد الهندي يضم عدداً من الشركات الكبرى المختصة في مجالات عدة؛ أبرزها: الزراعة، والأغذية والمشروبات، والأدوية والأجهزة الصحية، والبتروكيماويات، ومستحضرات التجميل والنظافة.

وتختص الشركات الهندية القادمة أيضاً في الآلات والمعدات، والحلول والخدمات الهندسية، وتكنولوجيا المعلومات، والصناعة والتعليم، ووسائل الإعلام والترفيه، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية.

وتستعد الشركات السعودية في الوقت الراهن للمشاركة في اللقاءات الثنائية مع الوفد الهندي، واكتشاف الفرص المتاحة لبناء التحالفات وتوسيع الشراكات التي تصب في مصلحة الطرفين.

وكان «اتحاد الغرف السعودية» نظم في أكتوبر (تشرين أول) الماضي، «لقاء الطاولة المستديرة السعودي - الهندي»، بمشاركة وزير التجارة والصناعة الهندي بيوش غويال، ورئيس الاتحاد حسن الحويزي، والأمين العام المكلف وليد العرينان، وسفير نيودلهي لدى المملكة سهيل إعجاز خان، وبحضور أكثر من 100 من ممثلي الجهات والشركات في البلدين.

الفرص الاستثمارية

جرى خلال اللقاء استعراض بيئة وفرص الاستثمار بالمملكة والقطاعات المستهدفة في «رؤية 2030»، ومشاركة الشركات الهندية في المشاريع السعودية، فضلاً عن التوجهات والتطورات الاقتصادية في نيودلهي والفرص المتاحة فيها لأصحاب الأعمال السعوديين. وأوضح وزير التجارة والصناعة، بيوش غويال، حينها أن زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للهند حققت نتائج تاريخية في مسار العلاقات بين البلدين، وأن نيودلهي أصبحت وجهة اقتصادية واستثمارية فريدة بحوافز مميزة للمستثمرين الأجانب بحجم سوق كبير يتجاوز 1.4 مليار نسمة.

وبين أن الهند لديها رؤية اقتصادية تستهدف تحقيق تريليوني دولار سنوياً من إجمالي الصادرات، عاداً أن «رؤية 2030» و«مبادرة الممر الاقتصادي» تفتحان آفاقاً واعدة للتجارة الدولية والتعاون بين الدولتين، وأن مستقبل الاستثمار بينهما واعد وكبير.

التبادل التجاري

وكشف الوزير عن تطلعات الشركات الهندية للدخول إلى السوق السعودية والاستفادة من الفرص الواسعة فيها.

من جهته، ذكر رئيس اتحاد الغرف السعودية، حسن الحويزي، أن الهند ظلت لأكثر من 75 عاماً في طليعة الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين للمملكة، فيما تعدّ بلاده رابع شريك تجاري لنيودلهي، وثاني أكبر مورد للطاقة، وذلك بحجم تبادل تجاري بلغ 196 مليار ريال (52 مليار دولار) في 2022، محققاً نمواً بنسبة 51 في المائة.

وتطرق الحويزي إلى دور «مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي - الهندي» الذي عدّه ركيزة أساسية ونقلة نوعية في الشراكة التجارية والاستثمارية، متطلعاً لتفعيل الشراكات الخاصة بين البلدين في قطاعات مثل الهيدروجين الأخضر، والتصنيع، والطاقة، والزراعة، والأمن الغذائي، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات.


مقالات ذات صلة

تايلاند تستكشف التعاون مع السعودية في قطاعات الطاقة المتجدّدة والهيدروجين وصناعة السيارات الكهربائية

الاقتصاد وزير الاستثمار السعودي ووزير الخارجية التايلاندي لدى تكريم ممثّلي بعض القطاعات الخاصة في البلدين خلال منتدى الاستثمار الأخير بالرياض (الشرق الأوسط)

تايلاند تستكشف التعاون مع السعودية في قطاعات الطاقة المتجدّدة والهيدروجين وصناعة السيارات الكهربائية

قال وزير الخارجية التايلاندي إنه يمكن للشركات التايلاندية الاستفادة من التعاون مع السعودية، من حيث مركزها الاقتصادي بالشرق الأوسط، لتوسيع أسواقها في المنطقة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف مع الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (برازيليا )
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات نقل الركاب التابعة للخطوط الحديدية السعودية (الموقع الرسمي)

قطارات السعودية تنقل 9 ملايين راكب في الربع الثاني

نقلت قطارات السعودية أكثر من 9.3 مليون راكب في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 13 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام المنصرم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع السعودية الواقعة في المدينة الصناعية بعسير جنوب المملكة (الشرق الأوسط)

المصانع السعودية تتجاوز مستهدفات 2023 نحو التحول ورفع تنافسية منتجاتها

أثبتت المصانع السعودية جديتها في التحول نحو الأتمتة وكفاءة التصنيع، في خطوة تحسن مستوى جودة وتنافسية المنتجات الوطنية وتخفض التكاليف التشغيلية.

بندر مسلم (الرياض)

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
TT

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية، مشيراً إلى دعم المملكة لجهود تعزيز تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون، وذلك لمواجهة التحديات التي تفرضها الديون على الاستدامة المالية واستقرار الاقتصاد الكلي. كلام الجدعان جاء في خلال الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين الذي انعقد خلال الفترة 25 و26 يوليو (تموز) تحت رئاسة البرازيل، في جلسة بعنوان «التمويل التنموي». وكان تم إطلاق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون من قبل مجموعة العشرين خلال رئاسة المملكة للمجموعة عام 2020؛ بهدف تخفيف الديون عن الدول الأكثر احتياجاً. وقال الجدعان إنه، ورغم التعافي الملحوظ في الاقتصاد العالمي، فإنه لا يزال أقل من مستوياته المأمولة، مسلّطاً الضوء على مكاسب التخطيط الاقتصادي بعيد المدى الذي تنعم به المملكة في ظل «رؤية2030»، كما أكّد أهمية التعاون متعدد الأطراف في التصدي للتحديات العالمية. وأشار إلى أن التمويل المستدام يتطلب العمل المنسق مع الأخذ بالاعتبار تطلعات الدول النامية للتقدم الاقتصادي، مؤكداً أهمية السماح للبلدان بتنفيذ نهج يتماشى مع سياساتها وإجراءاتها الوطنية، وأن تشمل الحلول المطروحة تقنيات احتجاز الكربون، وذلك خلال جلسة عنوانها «إتاحة التمويل لتحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة». وأكد أن أهم عوامل استقرار ومتانة الاقتصادات ضد الصدمات العالمية هما التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى والتنويع الاقتصادي، وهما ما تنعم بهما المملكة في ظل رؤيتها 2030.

هيكلة الديون

من جهته، رحب محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري، بالتقدم المحرز في إعادة هيكلة الديون للدول منخفضة الدخل، وأكّد على دور المملكة في دعم الجهود الرامية إلى معالجة التحديات التي تواجه الاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي الكلي، بالإضافة إلى ضرورة رأس المال الخاص لتحقيق التنمية المستدامة، خلال جلسة بعنوان «تمويل التنمية: العلاقة بين تدفقات رأس المال والديون العالمية وإصلاحات بنوك التنمية متعددة الأطراف». وذكر السياري أنه يتعين على دول مجموعة العشرين مواصلة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تفادياً لأي تداعيات سلبية قد تترتب في حال عدم تحقيق ذلك.

تنمية مستدامة

وأشار السياري خلال حديثه، إلى أن رأس المال الخاص ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وأن بنوك التنمية متعددة الأطراف تؤدي دوراً هاماً في جذب الاستثمارات. وتابع «ونرحب بتركيز خارطة طريق مجموعة العشرين على جعل بنوك التنمية متعددة الأطراف تعمل كنظام متماسك ومرن، لتلبية احتياجات كل دولة مع الأخذ في الاعتبار التحديات العالمية». وأفاد السياري بأن لكل بنك من بنوك التنمية متعددة الأطراف خصائص مختلفة من الفرص والتحديات، وينبغي لكل بنك أن يصمم نهجه الخاص المناسب لتحقيق مهامه، وتعزيز كفاءته التشغيلية، وتفعيل قدرته المالية. وذكر أن المملكة تواصل دعم تنفيذ توصيات إطار العمل المشترك بين بنوك التنمية متعددة الأطراف لتحسين ميزانياتها العمومية.