القطاع غير النفطي السعودي يسجل أعلى معدل توظيف في 9 سنوات

أعلى قراءة لمؤشر «بنك الرياض» لمديري المشتريات منذ يونيو مع استمرار تحسن الإنتاج والطلبات الجديدة.

مؤشر مديري المشتريات يشير إلى نمو قوي للأعمال الجديدة وتوسع ملحوظ في النشاط (واس)
مؤشر مديري المشتريات يشير إلى نمو قوي للأعمال الجديدة وتوسع ملحوظ في النشاط (واس)
TT

القطاع غير النفطي السعودي يسجل أعلى معدل توظيف في 9 سنوات

مؤشر مديري المشتريات يشير إلى نمو قوي للأعمال الجديدة وتوسع ملحوظ في النشاط (واس)
مؤشر مديري المشتريات يشير إلى نمو قوي للأعمال الجديدة وتوسع ملحوظ في النشاط (واس)

سجلت الشركات العاملة في القطاعات غير النفطية في المملكة العربية السعودية خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلى معدل نمو في التوظيف منذ أكتوبر 2014، وفقاً لمؤشر مديري المشتريات الخاص بــ«بنك الرياض»، وذلك بدعم من «النمو القوي للأعمال الجديدة» و«التوسع الملحوظ في النشاط».

وذكر البنك في بيانه الشهري أن مؤشر مديري المشتريات الرئيسي ارتفع في أكتوبر للشهر الثاني على التوالي، مسجلاً 58.4 نقطة مقارنة بـ57.2 نقطة في سبتمبر (أيلول). وهذه هي أعلى قراءة للمؤشر منذ يونيو (حزيران)، وهي تشير إلى «تحسن كبير في أحوال القطاع الخاص غير المنتج للنفط في المملكة».

وتشير أي قراءة أعلى من 50 نقطة للمؤشر إلى تحسن عام في ظروف الأعمال.

وقال البنك في بيان إن ظروف سوق العمل القوية ساعدت على حدوث زيادة أسرع في الأجور، مما زاد من ضغوط تكلفة مستلزمات الإنتاج مع تسارع تضخم أسعار المشتريات أيضاً. ومع ذلك، خفضت الشركات أسعار البيع للشهر الثاني على التوالي في ظل تقارير أخرى تفيد بأن المنافسة القوية أدت إلى تآكل الحصة السوقية.

وأوضح البيان أن النشاط التجاري واصل نموه بمعدل ملحوظ في بداية الربع الرابع من العام الحالي، استجابة لطلبات العملاء المتزايدة وتحسن الظروف الاقتصادية، مضيفاً أن شركات الاقتصاد غير المنتج للنفط التي شملتها دراسة البنك، أفادت بوجود زيادة حادة في الأعمال الجديدة الواردة، مع تحسن معدل التوسع إلى أعلى مستوى له منذ 4 أشهر. وقد ظل نمو الإنتاج والأعمال الجديدة واسع النطاق على مستوى قطاعات التصنيع والبناء وتجارة الجملة والتجزئة والخدمات.

وحسب البيان، فإن أحدث بيانات الدراسة التي يجريها «بنك الرياض» أشارت تحديداً إلى ارتفاع حاد في نشاط التوظيف في القطاع الخاص غير المنتج للنفط. فأفادت الشركات التي شملتها الدراسة بأن الطلب القوي وتوقعات الإنتاج القوية أديا إلى الحاجة لزيادة أعداد الموظفين. ونتيجة لذلك، ارتفع إجمالي أعداد الموظفين إلى أعلى درجة منذ شهر أكتوبر 2014.

كما أوضح البيان أن الشركات غير المنتجة للنفط أفادت بوجود توسع أسرع في نشاط الشراء خلال أكتوبر، وهو ما يمثل أول انتعاش في معدل النمو منذ 4 أشهر. وقال إن الارتفاع الكبير في شراء مستلزمات الإنتاج يعزى بشكل رئيسي إلى زيادة الطلب من العملاء.

وفي تعليقه على هذه النتائج، قال الخبير الاقتصادي الأول في «بنك الرياض» نايف الغيث، إنه في شهر أكتوبر ارتفع المؤشر إلى 58.4 نقطة، ما يشير إلى نمو قوي في القطاع غير المنتج للنفط. وأضاف «أن هذا التطور الإيجابي كان مدفوعاً في المقام الأول بالارتفاع الكبير في مستويات التوظيف، ما يعكس زيادة نشاط التوظيف وحجم القوى العاملة». ولفت إلى أن التوسع في التوظيف «يعد علامة واعدة للاقتصاد السعودي، لأنه يشير إلى ازدياد الطلب على العمالة وإلى تحسن محتمل في سوق العمل».


مقالات ذات صلة

كبير اقتصاديي «المركزي الأوروبي»: المخاطر تتجاوز الرسوم الجمركية التقليدية

الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

كبير اقتصاديي «المركزي الأوروبي»: المخاطر تتجاوز الرسوم الجمركية التقليدية

قال فيليب لين كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي الأربعاء إن البنك يأخذ في اعتباره جملة من المخاطر التي تتجاوز التعريفات الجمركية التقليدية

«الشرق الأوسط» (بروكسل - مدريد)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر «المفوضية» في بروكسل (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل نهاية يوليو

أعلن الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، أنه يسعى للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، بحلول نهاية يوليو (تموز).

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد موظفون بالقرب من نموذج قطار مغناطيسي عالي السرعة بمركز اختبار خلال المؤتمر العالمي للسكك الحديدية في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

الصين تكشف عن تدابير لدعم التوظيف وسط التوترات التجارية

كشفت الصين عن تدابير جديدة لتحقيق الاستقرار في التوظيف، تشمل توسيع نطاق إعانات التأمين الاجتماعي، وقروضاً خاصة، ودعماً موجهاً للباحثين عن عمل.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد قضبان نحاسية في مصنع ترونغ فو للكابلات في مقاطعة هاي دونغ الشمالية بالقرب من هانوي (رويترز)

سباق متسارع لاستيراد النحاس إلى أميركا قبل سريان رسوم ترمب

تزداد وتيرة شحنات النحاس إلى الولايات المتحدة بشكل ملحوظ في الأسابيع القليلة المقبلة في سباق أخير من جانب التجار لاستيراد المعدن قبل بدء سريان الرسوم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد يابانيون ينتظرون حافلة في أحد شوارع العاصمة طوكيو في حين يتناثر فوقهم الرذاذ المرطب وسط موجة حر فائق (رويترز)

«بنك اليابان» يتجه إلى تأجيل رفع الفائدة وسط ضباب الرسوم الأميركية

قال صانع سياسات سابق في بنك اليابان إن البنك المركزي سيؤجّل على الأرجح رفع أسعار الفائدة مرة أخرى حتى مارس المقبل على الأقل.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«وول ستريت» ترتفع مع استمرار محادثات التجارة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» ترتفع مع استمرار محادثات التجارة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

شهدت «وول ستريت» ارتفاعاً في بداية تعاملات يوم الأربعاء مع استمرار محادثات التجارة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين حول العالم؛ حيث تُقيّم الأسواق آخر المستجدات في مساعي إدارة ترمب لتعزيز الاتفاقيات التجارية.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.7 في المائة، محققاً بداية قوية بعد خسارة طفيفة في الجلسة السابقة، ولا يزال المؤشر قريباً من أعلى مستوياته التاريخية التي سجلها الأسبوع الماضي عقب صدور تقرير الوظائف الأميركي الذي فاق التوقعات، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وصعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 224 نقطة أو 0.5 في المائة حتى الساعة 10:01 صباحاً بالتوقيت الشرقي، فيما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.1 في المائة.

وانخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.38 في المائة من 4.40 في المائة في ختام يوم الثلاثاء، في ظل تراجع عام للعوائد.

وقاد قطاع التكنولوجيا مكاسب السوق، متجاوزاً التراجعات في قطاعات الطاقة وغيرها؛ حيث ارتفع سهم «إنفيديا» بنسبة 2.5 في المائة، وسهم «مايكروسوفت» بنسبة 1.6 في المائة.

وتركزت الأنظار هذا الأسبوع على جهود الرئيس دونالد ترمب المستمرة لاستخدام تهديدات فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الأميركية، سعياً لإبرام اتفاقيات تجارية جديدة مع عدة دول.

وكان الأربعاء يمثل الموعد النهائي الذي حدده ترمب للدول لإبرام صفقات أو مواجهة زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية، لكن بعد أن تم توقيع اتفاقيتين فقط منذ أبريل (نيسان)، مع بريطانيا وفيتنام، تم تمديد المهلة حتى الأول من أغسطس (آب).

وأسهم هذا التمديد في تهدئة الأسواق مؤقتاً، على عكس موجة التقلبات الحادة التي أثارها فرض الرسوم الجمركية في الربيع الماضي.

مع ذلك، تبقى الحرب التجارية في مرحلتها الأخيرة، ما يرفع من مخاطر فرض رسوم أشد قد تؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي، وتُعرقل النمو، بل وتفاقم مخاطر الركود.

وفي تصريحات يوم الثلاثاء، أكد ترمب عزمه فرض رسوم جمركية على الأدوية الصيدلانية تصل إلى 200 في المائة، بالإضافة إلى توقيعه أمراً تنفيذياً لفرض تعريفة جمركية بنسبة 50 في المائة على واردات النحاس، بما يعادل الرسوم المفروضة على الصلب والألمنيوم.

وشهدت أسعار النحاس تراجعاً يوم الأربعاء بعد ارتفاع حاد في اليوم السابق، كما انخفض سهم شركة التعدين «فريبورت - ماكموران» بنسبة 0.7 في المائة.

وخارج نطاق محادثات التجارة، شهدت الأسواق بعض الأخبار المؤثرة، إذ أعلنت شركة ميرك للأدوية عن استحواذها على شركة «فيرونا فارما» البريطانية المتخصصة في أمراض الجهاز التنفسي، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار. وفي حال موافقة المساهمين والسلطات البريطانية، ستحصل ميرك على دواء «أوتوفاير» لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن. وارتفعت أسهم «فيرونا» بأكثر من 20 في المائة، بينما زادت أسهم «ميرك» بنسبة 2.1 في المائة.

وتبدأ شركة «دلتا إيرلاينز» موسم إعلان الأرباح يوم الخميس، ويتوقع المحللون انخفاض أرباحها في الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي. وقد قلصت «دلتا» وشركات الطيران الأميركية الكبرى الأخرى جداول رحلاتها وخفضت توقعاتها السنوية بسبب تراجع الإنفاق الاستهلاكي المرتبط بحالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية.

وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، سيصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماعه للسياسة النقدية في يونيو (حزيران)، الذي قرر خلاله الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي، وسط قلق من تأثير الرسوم الجمركية على سوق العمل والاقتصاد بشكل عام.

وعالمياً، شهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية ارتفاعاً عاماً بعد إغلاق متباين للأسواق الآسيوية.

وانخفض سعر خام برنت المرجعي الأميركي بنسبة 0.7 في المائة، بينما انخفض خام برنت، المعيار الدولي، بنسبة 0.6 في المائة.