غورغييفا: مستقبل البشرية على المحك... وأحفادنا سيدفعون ثمن تلكؤنا

مديرة صندوق النقد الدولي تشيد بالصورة الصامدة للمغرب

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في جلسة مخصصة للمغرب في اجتماعات مراكش (الشرق الأوسط)
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في جلسة مخصصة للمغرب في اجتماعات مراكش (الشرق الأوسط)
TT

غورغييفا: مستقبل البشرية على المحك... وأحفادنا سيدفعون ثمن تلكؤنا

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في جلسة مخصصة للمغرب في اجتماعات مراكش (الشرق الأوسط)
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في جلسة مخصصة للمغرب في اجتماعات مراكش (الشرق الأوسط)

في كلمتها الافتتاحية للاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدولي المنعقد في مدينة مراكش المغربية، اهتمت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا بالتحذير من أن المخاطر العالمية لا تقتصر على أحد أو دولة، بل إن الأمر الآن يتعلق بمستقبل البشرية، وتابعت أنه «في حال لم نعمل معاً في هذه الأوقات الحرجة، فإن أحفادنا سيدفعون ثمناً باهظاً لتلكؤنا... فالكثير من الأمور على المحك الآن، وليس هناك مجال للخطأ».

ومقابل هذه التحذيرات القوية، لم تنس غورغييفا أن تشيد بالصورة الصامدة التي رأتها في المغرب؛ حيث أكدت في افتتاح الجلسة الخاصة بالمغرب في الاجتماعات أن «مستوى النظام في المغرب بعد الزلزال أدهشني. المدارس تواصل العمل رغم المعاناة، وهو ما يؤكد حرص المغرب على الاستمرار وتحقيق الإنجازات».

كما قالت غورغييفا إن المغرب هو الدولة الأفريقية الوحيدة المؤهلة للحصول على خط الائتمان المرن الذي يقدمه الصندوق، علماً أن هذا الخط يهدف إلى توفير الدعم المالي للبلدان التي تتمتع بأساسيات اقتصادية قوية جداً، وسجلت أداءً متواصلاً في ما يخص تنفيذ السياسات لمساعدتها على تلبية احتياجاتها الفعلية أو المحتملة لتمويل ميزان المدفوعات، وتعزيز ثقة الأسواق خلال فترات ارتفاع المخاطر.

ونوهت بالاقتصاد المغربي والإصلاحات التي جرت خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن المغرب نفذ نطاقاً واسعاً من الإصلاحات، وأصبحت هناك نتائج ملحوظة، من بينها «اقتصاد قوي، وصادرات قوية، وسياحة مزدهرة، وشباب مثقف»، منبهة إلى أن الدخل الحقيقي للفرد قد تضاعف خلال العقدين الماضيين.

محافظ البنك المركزي المغربي عبد اللطيف الجواهري في جلسة المغرب (الشرق الأوسط)

ومن جانبه، أوضح رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، أن المغرب نفذ خلال العقدين الماضيين إصلاحات «أسهمت في إرساء دعائم تحول عميق ومستدام للاقتصاد، ومكنته من تعزيز مرونته والحفاظ على توازناته»... لكنه نبّه في الوقت نفسه إلى أن «المغرب اليوم عند مفترق طرق، فهذه اللحظة المفصلية تخلق فترة مواتية للتدبر في توجهاتها، ولذلك نحن مدعوون لاستثمارها بالشكل الأمثل».


مقالات ذات صلة

«صندوق النقد» يوصي بزيادة الضرائب الأميركية لمعالجة عبء الدين المتزايد

الاقتصاد الجزء الخارجي من مبنى الكابيتول عند غروب الشمس في واشنطن (رويترز)

«صندوق النقد» يوصي بزيادة الضرائب الأميركية لمعالجة عبء الدين المتزايد

حثّ صندوق النقد الدولي الولايات المتحدة على رفع الضرائب للحد من ارتفاع مستويات الديون، مع الإشادة بالنمو «القوي والديناميكي» لأكبر اقتصاد في العالم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام للمنطقة التجارية في كولومبو (رويترز)

«صندوق النقد»: اتفاقية ديون سريلانكا تُقربها من استعادة القدرة على تحمل الديون

قال صندوق النقد إن اتفاقيات سريلانكا مع الصين والدول الدائنة الأخرى لإعادة هيكلة الديون الثنائية جعلتها تقترب خطوة نحو استعادة القدرة على تحمل الديون.

«الشرق الأوسط» (كولومبو )
الاقتصاد منظر عام للميناء الرئيسي في كولومبو (رويترز)

سريلانكا تستعد لتوقيع اتفاقية إعادة هيكلة الديون مع الدول الدائنة

قالت الحكومة السريلانكية إنها ستوقع اتفاقية لإعادة هيكلة الديون مع مجموعة من الدول الدائنة يوم الأربعاء، في خطوة رئيسية للمساعدة في استقرار المالية العامة.

«الشرق الأوسط» (كولومبو )
الاقتصاد قوارب راسية في منطقة نيهافن في كوبنهاغن أمام عقارات سكنية وتجارية (رويترز)

صندوق النقد الدولي يشير إلى «نقاط ضعف» في سوق العقارات الدنماركية

قال صندوق النقد الدولي إن الدنمارك بحاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية لمعالجة «نقاط الضعف» في سوق العقارات لديها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من محطات الكهرباء في باكستان (وزارة الطاقة الباكستانية)

باكستان ترفع أسعار الكهرباء لتعزيز فرصها بالحصول على قرض من صندوق النقد

تعتزم باكستان رفع أسعار الكهرباء، بنسبة 20 في المائة لتعزيز فرصها في الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

وزير الطاقة السعودي: «رؤية 2030» فعّلت كامل طاقتنا البشرية

الأمير عبد العزيز بن سلمان يتوسط العاملات والعاملين السعوديين في المصنع (وزارة الطاقة)
الأمير عبد العزيز بن سلمان يتوسط العاملات والعاملين السعوديين في المصنع (وزارة الطاقة)
TT

وزير الطاقة السعودي: «رؤية 2030» فعّلت كامل طاقتنا البشرية

الأمير عبد العزيز بن سلمان يتوسط العاملات والعاملين السعوديين في المصنع (وزارة الطاقة)
الأمير عبد العزيز بن سلمان يتوسط العاملات والعاملين السعوديين في المصنع (وزارة الطاقة)

شدد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، الثلاثاء، على أهمية تسخير الإمكانات الكاملة للقوى العاملة في البلاد، التي لم تعد تعمل بنصف طاقتها، بل بشكل كامل، مؤكداً استعدادها لمزيد من النمو والابتكار، وذلك من خلال تأثير «رؤية 2030» على مواردها البشرية.

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: «عندما نستخدم كلمة الأشخاص في الوقت الحالي، لا نتحدث عن الرجال فحسب. لقد تغيرت مفرداتنا، لأننا عشنا وقتاً كان فيه 50 في المائة من محركنا معطلاً»، مضيفاً: «نظراً لأننا في منشأة تتفهم كفاءة استخدام الطاقة ومدى سوء رؤية محرك يعمل بنصف طاقته - مما يعني الطاقة المهدرة - فإن مجتمعنا يعمل الآن بكامل طاقته، وهذه القدرة ستستمر في الزيادة؛ لأن المزيد من الشباب سيأتون، وكذلك الإناث، وستنشأ مزيد من المغامرات».

جاء ذلك في كلمة خلال حفل تسليم أول وحدة من التوربينات الغازية فئة «إتش» يتم تصنيعها محلياً في شركة «جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة»، بمقرها في مدينة الدمام (شرق السعودية)، وسلّط وزير الطاقة الضوء على رحلته الشخصية والجهود الجماعية المطلوبة لدفع البلاد إلى الأمام.

وأضاف: «لقد أحببت دائماً الارتجال، لكن لم أستطع منع ذلك، ويجب أن أقول هذا بوضوح شديد، إنه الحافز الوحيد الذي دفعني أن أغامر، دون تجهيز كلمة معدة سابقاً، أن نكون جزءاً من المغامرين الذين يقفون خلفك هنا - الموظفين الذين عملوا على تصنيع التوربينات الغازية المحلية - إنهم ليسوا مجرد مغامرين، بل سيكونون مصدر إلهام للآخرين في المستقبل، لذلك نحن بحاجة إلى مزيد من ذلك».

ولفت الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى روح العمل الجماعي والتفاني لدى المواطنين السعوديين، مؤكداً أن نجاح «رؤية 2030» مسعى جماعي، وقال: «أنا جزء من منظومة الطاقة، في الواقع، دائماً أسمي نفسي جزءاً منه. لأنني أعتقد حقاً أنني كذلك. وكما كنت أقول في مناسبة مختلفة هذا الصباح في (أرامكو)، أنا عضو في فريق واحد ولا فرق بيننا»، متابعاً: «لم أكن لأقف على هذه المنصة وأتحدث إليكم لولا وجود هؤلاء الأشخاص المستعدين والمخلصين الذين بذلوا كل هذه الجهود المضنية للتعلم والتعليم والتدريب والسفر لمسافات طويلة».

وأشاد بالجهود الحثيثة التي يبذلها الأشخاص الذين يساهمون في تحقيق أهداف الوطن يومياً، منوهاً بأهمية عملهم في تحقيق الأهداف الأوسع لـ«رؤية 2030». وأوضح وزير الطاقة أن «المسافات التي يقطعونها في يومهم الطبيعي للوصول إلى عملهم، ولتحقيق أهدافهم وغاياتهم، هي مجرد مسافة يقطعونها من مكان إلى آخر. ولكن تلك المسافة ستأخذهم إلى أبعد من ذلك»، مضيفاً: «الأهم من ذلك، ما نفعله جميعاً، وهو أن هذا السعي الدؤوب سيقود بلادنا إلى تحقيق أهدافها وغاياتها».

وأبدى ملاحظة مؤثرة حول التحول في العقلية والمفردات، مما يعكس النهج الشمولي للعصر الحالي، ويرى أن «هناك ميزة مهمة؛ لأن (رؤية 2030) لم تعد رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأيضاً لم تعد رؤية ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان فقط، الذي أعتقد أنه يعتقد ذلك»، متابعاً: «إن هذه الرؤية هي رؤيتنا. لقد عملنا جميعاً بجد لوضعها أمام أعيننا، والآن نعمل بجد لتحقيقها لننظر إلينا، ولم نعد نتحدث عن الرجال، لقد تغيّرت مفرداتنا».

وحثّ وزير الطاقة السعودي جيل الشباب على تحقيق أحلام كبيرة، والعمل نحو تطلعاتهم، والبناء على الأسس التي أرساها القدامى، وقال: «المهم هو أن يحدد قادة المستقبل ما يريدون تحقيقه في السنوات العشر أو العشرين أو الثلاثين المقبلة»، مواصلاً: «أنا أتعافى من الموروث، لا ينبغي للناس أن يحتفلوا بالتعافي من الموروثات، يجب أن يحتفل الناس بتحقيق ما حلموا به، ما حققوا لأنفسهم، ولعائلاتهم، وبالتأكيد لبلدهم».

وتابع: «اليوم هو أحد أفضل أيامي لأنني كنت في الظهران أحتفل بما اعتقدت حقاً أننا يجب أن نحققه، لكن الأمر استغرق مني 20 عاماً... و30 عاماً، وماذا تحلم الرغبة في تحقيق ذلك»، مبيّناً أن «الفرق بين الماضي والحاضر هو أن هؤلاء الأشخاص الذين يقفون خلفك ليس عليهم أن يحلموا بفعل الأشياء، بل عليهم أن يتخيلوا ما حققوه وما سيحققونه».

يشار إلى أن مصنع «جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة» ينتج بحدود 8 إلى 10 وحدات سنوياً، في الوقت الذي تبلغ نسبة توطين الوظائف فيه نحو 65 في المائة، منهم 11 في المائة من السيدات.