«صندوق النقد» يدعم الدول بتريليون دولار من السيولة

وسط أوضاع عالمية غير مسبوقة

شاب مغربي يمر أمام لافتة إعلانية عن الاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين في مدينة مراكش (رويترز)
شاب مغربي يمر أمام لافتة إعلانية عن الاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين في مدينة مراكش (رويترز)
TT

«صندوق النقد» يدعم الدول بتريليون دولار من السيولة

شاب مغربي يمر أمام لافتة إعلانية عن الاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين في مدينة مراكش (رويترز)
شاب مغربي يمر أمام لافتة إعلانية عن الاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين في مدينة مراكش (رويترز)

يواجه العالم أضعف توقعات النمو على المدى المتوسط منذ ثلاثة عقود، وسط مستويات ديون مرتفعة، وتجارة منقسمة، واحتمالات ارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل. وفي هذه البيئة يضاعف «صندوق النقد الدولي» جهوده لتعزيز الاستقرار والنمو.

وتُواجه جميع البلدان حالة من عدم اليقين الناجم عن الصدمات المرتبطة بالوباء، والحرب في أوكرانيا، وتحديات مثل تغير المناخ والتحول الرقمي. وقد أظهر عدد من الأسواق الناشئة والبلدان النامية مرونة ملحوظة، لكن كثيراً من البلدان - وخاصة البلدان المنخفضة الدخل - أصبحت معرَّضة للخطر على نحو متزايد، في ظل ظروف مالية أكثر صرامة، ومع محدودية مجال المناورة على مستوى السياسات، وتضاؤل الاحتياطيات.

وتواجه هذه البلدان أيضاً نقصاً في التمويل، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي. ولا تترك أعباء الديون المرتفعة والزيادة الحادة في تكاليف خدمة الديون التي تتجاوز 40 في المائة من الإيرادات، في عدد من البلدان المثقلة بالديون، سوى مساحة ضئيلة للإنفاق الاجتماعي والاستثمار المعزِّز للنمو، وهذا يؤثر سلباً على القدرة على تحمل الديون والاستقرار الاجتماعي.

ووفق تقرير، صدر يوم الاثنين عن «صندوق النقد الدولي»، يستجيب الصندوق للدعوات إلى لعب دور أكبر لدعم البلدان الأعضاء، خلال هذه الأوقات الصعبة جداً، والأهم من ذلك من خلال توفير التمويل لميزان المدفوعات والمشورة بشأن السياسات.

وتفاعلاً مع الصدمات الأخيرة، وافق «الصندوق» على ترتيبات تمويل احترازية، وأنشأ خط سيولة قصير الأجل يعمل بمثابة مساندة للأعضاء الذين يتمتعون بأساسيات قوية جداً، كما استجاب لأزمة الغذاء العالمية الناجمة عن حرب روسيا في أوكرانيا، من خلال تقديم نافذة الصدمات الغذائية، في سبتمبر (أيلول) 2022؛ لمساعدة البلدان التي تواجه احتياجات ميزان المدفوعات العاجلة، المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي. ومنذ الجائحة، قام بنشر تريليون دولار من السيولة والاحتياطيات العالمية، من خلال قروض، وتخصيص 650 مليار دولار في عام 2021 في هيئة حقوق السحب الخاصة. وقدَّم نحو 320 مليار دولار من التمويل إلى 96 دولة.

وأضاف الصندوق: «لقد قمنا بزيادة تمويلنا دون فوائد بمقدار 5 أضعاف إلى 56 دولة منخفضة الدخل، من خلال صندوقنا للحد من الفقر وتحقيق النمو. وقد عملنا مع أعضاء أقوى اقتصادياً لتوجيه حصة كبيرة من حقوق السحب الخاصة، إلى البلدان الأكثر ضعفاً، وتوليد نحو 100 مليار دولار في هيئة تمويل جديد، من خلال صناديق التمويل الدولية، مثل الصندوق الائتماني للنمو والحد من الفقر، وصندوق المرونة والاستدامة الذي جرى تقديمه في العام الماضي».

ونتيجة لذلك، خصّص «صندوق النقد الدولي» موارد مالية غير مسبوقة لأعضائه. وحتى سبتمبر، كان لدى الصندوق التزامات إقراض مع 94 دولة بنحو 287 مليار دولار، أو 218 مليار وحدة حقوق سحب خاصة. ويشمل ذلك تسهيلات احترازية لسبعة من اقتصادات الأسواق الناشئة بقيمة 93 مليار دولار، والتزامات إقراض لـ35 من اقتصادات الأسواق الناشئة بقيمة 134 مليار دولار، وإقراضاً دون فوائد بقيمة 23.5 مليار دولار لـ45 دولة منخفضة الدخل، و30.5 مليار دولار من الائتمان المستحق على تمويل الطوارئ لـ77 دولة، وقروضاً طويلة الأجل بلغت قيمتها نحو 6 مليارات دولار إلى 11 من اقتصادات الأسواق الناشئة، في إطار مرفق المرونة والاستدامة.


مقالات ذات صلة

رئيس جنوب أفريقيا يدعو إلى تقليص العجز التجاري مع الصين

الاقتصاد الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا يصل إلى مطار بكين الدولي قبل قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي 2024 (أ.ف.ب)

رئيس جنوب أفريقيا يدعو إلى تقليص العجز التجاري مع الصين

أبلغ رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الرئيس الصيني شي جينبينغ، يوم الاثنين، أنه يريد تضييق العجز التجاري لبلاده مع بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد وزير النقل السعودي يجتمع مع نظيره القبرصي (واس)

السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية

بحث وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر مع نظيره القبرصي ألكسيس فافيديس، سبل تعزيز التعاون بين البلدين في القطاع.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
الاقتصاد عمال صينيون يقومون بتركيب أنبوب عملاق من الصلب في أحد المصانع بمدينة هايان شرق البلاد (أ.ف.ب)

المصانع الآسيوية تستعيد بعضاً من الزخم في أفق ضبابي

أظهرت مسوحات أن المصانع الآسيوية، بما في ذلك قطاع التصنيع في الصين، أظهرت علامات على تعافٍ مؤقت في أغسطس الماضي

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مهندس في شركة «أرَّايفل» لصناعة السيارات الكهربائية بمصنع الشركة في بيستر (رويترز)

مصانع بريطانيا تشهد أقوى شهر لها منذ عام 2022

شهدت المصانع البريطانية أقوى شهر لها منذ أكثر من عامين في أغسطس؛ حيث عوّض الطلب المحلي انخفاض الصادرات، مما أضاف إلى مؤشرات النمو في الاقتصاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد المصانع المنتِجة في المدينة المنورة (واس)

«استشاري مطوّر مصانع» لتحسين كفاءة الإنتاج في السعودية

أطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية خدمة ترخيص «استشاري مطوّر مصانع» بهدف تنمية المنشآت الصناعية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

التضخم السنوي في تركيا قد يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس

إحدى الأسواق الشعبية في إسطنبول (أرشيفية)
إحدى الأسواق الشعبية في إسطنبول (أرشيفية)
TT

التضخم السنوي في تركيا قد يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس

إحدى الأسواق الشعبية في إسطنبول (أرشيفية)
إحدى الأسواق الشعبية في إسطنبول (أرشيفية)

سادت توقعات بانخفاض كبير في معدل التضخم السنوي في تركيا في أغسطس (آب) قبل الإعلان المرتقب للأرقام الثلاثاء.

وتوقع مصرف «غولدمان ساكس» الأميركي انخفاض ​معدل التضخم السنوي في أسعار المستهلكين في أغسطس من 61.78 في المائة إلى 51.4 في المائة.

وقال في مذكرة نشرتها وسائل إعلام تركية، الاثنين، إنه إذا لم ينخفض ​​التضخم كما هو متوقع، فسوف يتصرف مصرف تركيا المركزي بحذر ويؤجل تخفيف سياسته النقدية.

وأبقى «المركزي التركي»، في أغسطس، على سعر الفائدة عند مستوى 50 في المائة، للشهر الخامس على التوالي، وسط توقعات بعدم التراجع عن السياسة النقدية المتشددة حتى الأشهر الأولى من العام المقبل، في ظل استمرار الارتفاع في الاتجاه الأساسي للتضخم.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 3.23 في المائة في يوليو (تموز) الماضي مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة 61.78 في المائة مقارنة بالشهر من العام الماضي.

وتشير توقعات الاقتصاديين الأتراك إلى أن التضخم سيسجل زيارة في أغسطس بمتوسط 2.64 في المائة؛ إذ تراوحت التوقعات من الأدنى إلى الأعلى بين 2.21 في المائة و3.10 في المائة.

ووفقاً لهذا المتوسط، من المتوقع أن ينخفض ​​معدل التضخم السنوي، الذي كان 61.78 في المائة في يوليو إلى 52.20 في المائة في أغسطس.

كما بلغت توقعات الاقتصاديين للتضخم بنهاية العام الحالي 42.84 في المائة.

وأعلنت غرفة تجارة إسطنبول، الأحد، بيانات التضخم لأسعار المستهلكين والمنتجين في المدينة التي تعدّ الأكبر من حيث عدد السكان، بنحو 16 مليوناً، والتي تستأثر بالنصيب الأكبر من النشاط الاقتصادي في تركيا.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 1.73 في المائة في أغسطس مقارنة بالشهر السابق، وزاد مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.98 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وبلغ التضخم في أسعار المستهلكين، على أساس سنوي بنسبة 61.57 في المائة وفي أسعار المنتجين بنسبة 46.87 في المائة.

وسجلت أسعار التجزئة زيادة بنسبة 7.06 في المائة في أغسطس على أساس شهري، وسجلت مجموعة التعليم والثقافة والترفيه زيادة بنسبة 2.11 في المائة، والسلع المنزلية زيادة بنسبة 1.56 في المائة، ونفقات الرعاية الصحية والشخصية 1.26 في المائة، ونفقات النقل والاتصالات بنسبة 98.0 في المائة.

من ناحية أخرى، عدّل «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر صرف الدولار أمام الليرة التركية بالزيادة، متوقعاً أن يسجل مستوى 36 و39 و44 ليرة إلى الدولار لفترات 3 و6 و12 شهراً على التوالي.