ماكرون: سنطلب من المحطات بيع الوقود بسعر التكلفة

خطوة يستهدف منها الرئيس الفرنسي احتواء التضخم

ماكرون في مقابلته التلفزيونية مساء الأحد (دي.بي.أيه)
ماكرون في مقابلته التلفزيونية مساء الأحد (دي.بي.أيه)
TT

ماكرون: سنطلب من المحطات بيع الوقود بسعر التكلفة

ماكرون في مقابلته التلفزيونية مساء الأحد (دي.بي.أيه)
ماكرون في مقابلته التلفزيونية مساء الأحد (دي.بي.أيه)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيدفع قطاع النفط في البلاد لبيع البنزين والديزل بسعر التكلفة، حيث تسعى الحكومة للتخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر دون إنفاق مبالغ طائلة من المال العام.

وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت أنها تخطط للسماح ببيع الوقود بخسارة، متجاوزةً قانوناً يعود لعام 1963، حيث تكافح لإيجاد طرق جديدة لاحتواء التضخم دون زيادة تكاليف إضافية على موازنة الدولة المرهقة أصلاً.

وقالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان»، إن القانون سيعلق لفترة محدودة لـ«بضعة أشهر».

وأدان قادة صناعة النفط القرار، حيث قالت محطات مستقلة إن هذه الخطوة تجبرهم على التوقف عن العمل.

وقال فرانسيس بوس، رئيس مجموعة «موبيليان» الصناعية التي تمثل 5800 محطة خدمة مستقلة: «يحصل أعضاؤنا على 40 أو 50 في المائة من دخلهم من مبيعات الوقود، لذلك إذا بيعوا بخسارة، فسأمنحهم ثلاثة أشهر للبقاء على قيد الحياة».

وقال ماكرون مساء الأحد في مقابلة على قناة «تي إف 1» وقناة «فرانس 2» إنه سيعدُّ ذلك تهديداً عندما تجتمع رئيسة الوزراء إليزابيث بورن مع جميع اللاعبين في القطاع هذا الأسبوع للمطالبة بمزيد من الشفافية على الهوامش.

أضاف: «سنطلب منهم البيع بسعر التكلفة، أي أنه لا أحد يضع هامشاً».

وقال: «هناك شيء يمكننا العمل عليه، وهو تجنب وجود هوامش مسيئة على التكرير».

وتعدُّ أسعار الوقود قضية سياسية متفجرة في فرنسا، حيث أثارت زيادة الرسوم في 2018 حركة السترات الصفراء التي تصاعدت إلى أشهر من الاحتجاجات على مستويات المعيشة.

وفي العام الماضي، قدمت الحكومة إعانات شاملة بتكلفة ضخمة للمالية العامة. ورفض ماكرون إعادة هذه الخصومات وقال أيضاً إن الحكومة لا تستطيع خفض الضرائب على الديزل والبنزين إذا أرادت الاستمرار في تمويل التحول الأخضر ودولة الرفاهية.

ومع ذلك، ففي الموازنة التي سيتم تقديمها يوم الأربعاء، قال الرئيس الفرنسي إنه سيكون هناك تجديد للشيكات للأفراد ذوي الدخل المنخفض الذين يحتاجون إلى استخدام سيارة للذهاب إلى العمل.

وقال ماكرون: «إنها محدودة للغاية، لكنها أكثر أهمية لأننا لا نساعد الأسر التي لا تحتاج إليها».

وستشمل الموازنة أيضاً زيادة الإنفاق السنوي على التحول الأخضر إلى 40 مليار دولار (42.6 مليار دولار) من 33 مليار دولار. وقال ماكرون إن جزءاً من ذلك سيذهب نحو تحويل محطتي الطاقة المتبقيتين اللتين تعملان بالفحم في فرنسا إلى كتلة حيوية بحلول عام 2027


مقالات ذات صلة

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

العالم العربي وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

قال وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، الثلاثاء، إن «اتفاق الشراكة» بين بلاده والاتحاد الأوروبي «ينبغي أن يتجاوز منطق الربح الفوري».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد وزير الاقتصاد السعودي يجتمع مع مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»... (إكس)

السعودية و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» يستعرضان تقدم الاستدامة محلياً وعالمياً

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، مع مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، أخيم شتاينر، تعزيز الشراكة بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ (ألمانيا))
الاقتصاد رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

اتخذت الصين الخطوة الأولى في بدء نزاع تجاري مع تركيا أمام منظمة التجارة العالمية بشأن التعريفات الجمركية على واردات السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

​السعودية تستقطب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

استقطبت السعودية 40 شركة فرنسية ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية (ندلب)

عبير حمدي (الرياض)
المشرق العربي أشخاص يتسوقون في رام الله بالضفة الغربية في 9 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

صادرات تركيا للفلسطينيين تقفز 6 أضعاف بعد وقف أنقرة التجارة مع إسرائيل

أظهرت بيانات، الثلاثاء، أن صادرات تركيا إلى الأراضي الفلسطينية قفزت بنحو 6 أمثال في أول 9 أشهر من العام إلى 571.2 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
TT

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان يوم الثلاثاء، إن الصين اتخذت الخطوة الأولى في بدء نزاع تجاري مع تركيا في منظمة التجارة العالمية بشأن التعريفات الجمركية على واردات السيارات الكهربائية.

وقال البيان إن «الإجراء التمييزي الذي اتخذته تركيا يتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية، وهو إجراء حمائي بطبيعته. ونحث تركيا على اتباع قواعد منظمة التجارة العالمية وتصحيح إجراءاتها على الفور».

ويعد «طلب التشاور» الذي قدمته الصين إلى منظمة التجارة العالمية أول خطوة رسمية في نزاع تجاري، وفي بعض الأحيان يتم حل الخلافات في هذه المرحلة.

وفي إطار دعمها للمنتج المحلي، أعلنت تركيا مؤخراً أنها ستفرض شروطاً صارمة على استيراد المركبات الهجينة التجارية والمركبات الكهربائية من بعض البلدان، بما في ذلك الصين. وتم الإعلان عن القرار في أواخر سبتمبر (أيلول) في الجريدة الرسمية للبلاد، وسيدخل حيز التنفيذ في غضون 30 يوماً، ويتبع قراراً في يونيو (حزيران) للحد من واردات المركبات الكهربائية.

وواجهت الصين انتقادات واسعة النطاق بشأن صادراتها من المركبات، والتي تزعم كثير من البلدان أنها مدعومة بشدة من قبل بكين. ووافق الاتحاد الأوروبي في خطوة منقسمة على نطاق واسع يوم الجمعة الماضي على فرض تعريفات جمركية على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين، على الرغم من أنه من المتوقع أن تستمر المحادثات بين الطرفين لإيجاد حل.

ويقول المحللون إن أنقرة تسعى إلى زيادة الضغط على شركات صناعة السيارات الصينية التي تجري معها محادثات بشأن الاستثمار في الإنتاج في تركيا.

التصعيد الصيني التركي يأتي رغم إعلان مسؤول تركي مطلع الشهر الحالي إن تركيا في المراحل النهائية من المحادثات بشأن استثمار محتمل من جانب شركة صناعة السيارات الصينية «شيري»، حيث تسعى أنقرة إلى تعميق علاقاتها مع شركات صناعة السيارات الصينية بعد التوصل إلى اتفاق استثماري مع شركة «بي واي دي» الصينية في وقت سابق من هذا العام.

ولم يحدد المسؤول التركي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، الاستثمار الذي تناقشه «شيري» وأنقرة أو ما إذا كان هناك جدول زمني للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وفي يوليو (تموز) قالت أنقرة إن شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية «بي واي دي» وافقت على بناء مصنع إنتاج بقيمة مليار دولار في تركيا بطاقة سنوية تبلغ 150 ألف سيارة.

وقالت الرئاسة التركية الأسبوع الماضي إن الرئيس رجب طيب إردوغان التقى رئيس شركة «شيري» الدولية جيبينغ تشانغ على هامش حدث استثماري في إسطنبول. وحضر وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاشير المحادثات أيضا. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من «شيري».

وتوفر تركيا تخصيص الأراضي، وإعفاءات ضريبية واسعة النطاق، ودعماً متنوعاً لاستثمارات مصانع السيارات الهجينة والكهربائية الجديدة. ويتطلب برنامج دعم الاستثمار إنتاج 150 ألف وحدة على الأقل سنوياً، كما يسمح للمستثمر ببيع عدد محدد من السيارات في السوق المحلية معفاة من التعريفات الجمركية.

ووفقاً لبيانات من جمعيات مصنعي السيارات، فإن تركيا، موطن مرافق التصنيع التابعة لـ«فورد» و«ستيلانتس» و«رينو» و«تويوتا» و«هيونداي»، يمكنها إنتاج ما يصل إلى مليوني مركبة سنوياً، مع تخصيص ثلث الطاقة للمركبات التجارية.

وتسعى حكومة تركيا إلى جذب الشركات المصنعة الصينية لتوسيع قاعدتها التصنيعية وتسريع انتقال صناعة السيارات إلى السيارات الكهربائية.