اتسع الإضراب في شركتي صناعة السيارات «جنرال موتورز» و«ستيلانتس» بسبب عدم إحراز تقدّم في المفاوضات النقابية، على عكس «فورد» حيث أُحْرِزَ «تقدّم حقيقي».
ومنذ منتصف نهار الجمعة (4:00 بعد الظهر بتوقيت غرينتش)، تأثرت مراكز توزيع قطع الغيار الـ38 التابعة لهاتين الشركتين.
وقال شون فاين، رئيس نقابة «عمّال السيارات المتّحدين» القوية، في مقطع فيديو: «لن ننتظر إلى الأبد للحصول على عقود عادلة من الشركات الثلاث الكبرى»، وهو اللقب الذي يطلق على هذه الشركات.
ويعمل في هذه المواقع الواقعة في 20 ولاية، نحو 5600 عضو في نقابة «عمّال السيارات المتحدين» من أصل 146 ألفاً يعملون لدى الشركات العملاقة الثلاث في ديترويت في ولاية ميتشيغان.
وقال فاين إنّ الإضراب الذي بدأ في 15 سبتمبر (أيلول) سيستمر في المصانع الثلاثة، حيث يعمل نحو 12700 عضو في نقابة «عمّال السيارات المتّحدين»، وهذا الإضراب الأول الذي يؤثّر في المجموعات الثلاث في الوقت نفسه.
وأضاف فاين قائلاً: «إننا ندعو ونشجّع أيّ شخص يدعم قضيّتنا للانضمام إلينا في خطوط الاعتصام، أصدقاء وعائلات وحتى رئيس الولايات المتحدة».
وفي هذه المرحلة، ما زال التأثير الاقتصادي محدوداً، لكن اتساع التحرك داخل «ستيلانتيس» و«جنرال موتورز» يهدّد بتداعيات أكبر؛ لأن هذه المراكز تزوّد الكراجات والتجار بقطع غيار للمركبات المبيعة، الأمر الذي يؤثر مباشرة في عامّة الناس.
وقال فاين عبر قناة «سي إن بي سي» إنّهم «يحقّقون أرباحاً كبيرة، خصوصاً شركة (ستيلانتيس)»، مضيفاً أنّ النقابة تدرس «الكثير من التحرّكات المحتملة» للمستقبل.
يتلقى كلّ من المضربين 500 دولار أسبوعياً من صندوق الرعاية الاجتماعية بدلاً من الراتب المعتاد.
واتهمت شركة «جنرال موتورز» قادة نقابة «عمّال السيارات المتحدين» بـ«التلاعب بعملية التفاوض لمصلحتهم الخاصة». وصدر الاتهام نفسه عن «ستيلانتيس» التي «تتساءل عمّا إذا كانوا يعتزمون التوصّل إلى اتفاق في الوقت المناسب».
وفي ما يتعلّق بـ«فورد»، أشار شون فاين إلى «الرغبة الجادة في التوصل إلى اتفاق» حتى في ظل استمرار وجود «مشكلات جدية».
وتطالب النقابة بشكل خاص بزيادة الرواتب بنسبة 40 في المائة على 4 سنوات، وهو ما يعادل ما استفاد منه مديرو المجموعة خلال السنوات الأربع الماضية.
واتخذت هذه الحركة الاجتماعية في قطاع السيارات الأميركي بُعداً جديداً، مع ازدياد المواقع التي التحقت بها والإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس جو بايدن إلى أحد مواقع الاعتصام، لمحاولة قطع الطريق على منافسه الجمهوري دونالد ترمب.
وسيتوجّه الرئيس الديمقراطي الذي يصف نفسه بأنه الداعم الرئيسي للنقابات الأميركية، وجرت دعوته للقيام بمثل هذه البادرة إلى اعتصام في ميتشيغان الثلاثاء، تعبيراً عن «تضامنه».
وقال بايدن في رسالة عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «حان الوقت للتوصل إلى تسوية ترضي الجانبين» بين شركات صناعة السيارات ونقابة عمّال السيارات المتّحدين. وكان الديمقراطي البالغ من العمر 80 عاماً قد صرّح مرات عدّة، بأنّ الشركات المصنّعة يجب أن توزّع «أرباحها القياسية» على الموظفين.
يأتي ذلك بينما كان بايدن يخطّط الأسبوع المقبل لرحلة إلى الغرب الأميركي، غير أنّ الفرصة بدت مواتية أكثر لمحاولة قطع الطريق على منافسه الرئيسي دونالد ترمب الذي يريد أيضاً أن يكون بطل العمّال والأوساط الشعبية.
وفي السياق نفسه، خطّط الرئيس الجمهوري السابق الذي يعدّ المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات التمهيدية لحزبه للانتخابات الرئاسية لعام 2024، للمشاركة في اعتصام الأربعاء في ميتشيغان أيضاً التي تعدّ ولاية ذات أهمية انتخابية. ويلقي كل ذلك وعلى نحو مفاجئ طابعاً سياسياً على حركة اجتماعية اتسعت بشكل واضح (الجمعة).