«الكرملين» لا يخشى «انفجاراً اجتماعياً» رغم ارتفاع الأسعار في روسيا

فرضت الحكومة الروسية قيوداً على تصدير البنزين والديزل (إ.ب.أ)
فرضت الحكومة الروسية قيوداً على تصدير البنزين والديزل (إ.ب.أ)
TT

«الكرملين» لا يخشى «انفجاراً اجتماعياً» رغم ارتفاع الأسعار في روسيا

فرضت الحكومة الروسية قيوداً على تصدير البنزين والديزل (إ.ب.أ)
فرضت الحكومة الروسية قيوداً على تصدير البنزين والديزل (إ.ب.أ)

أعلن «الكرملين»، اليوم الجمعة، أنه لا يخشى حدوث «انفجار اجتماعي» في روسيا، رغم عودة التضخم الذي يقلص بشكل متزايد دخل الروس الذي تأثر أصلاً بالعقوبات وضعف الروبل.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، رداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه «لا انفجار اجتماعياً. لا شيء».

وقررت الحكومة، يوم الخميس، على أثر ارتفاع أسعار البنزين القياسية، الأسبوع الماضي، فرض قيود على تصدير البنزين والديزل، وهذا يدل على خطورة الوضع.

وأوضح بيسكوف، خلال مؤتمره الصحافي، اليوم الجمعة، أن مثل هذا الإجراء كان «ضرورياً لتنظيم السوق في سياق الحصاد»، معتبراً أن سوق المحروقات العالمية «غير مستقرة حالياً».

وقال، للصحافيين، إن القيود ستظل سارية في روسيا، «ما دام الأمر يستلزم ذلك».

بعد عام ونصف عام من العقوبات الدولية الشديدة، ورغم التكيف السريع، تواجه روسيا سلسلة صعوبات اقتصادية: التضخم الذي عاد ليرتفع، +5.15 في المائة في أغسطس (آب)، وضعف الروبل، ونقص اليد العاملة في بعض القطاعات، وهجرة الأدمغة إلى الخارج، وانخفاض كبير في الدخل المرتبط ببيع المحروقات.

في هذا السياق، أعلن البنك المركزي الروسي أنه يتوقع، في منتصف سبتمبر (أيلول)، تباطؤ النمو في النصف الثاني من العام الحالي.

ولا يزال الرئيس فلاديمير بوتين يؤكد أن العقوبات المتعددة التي فُرضت على روسيا منذ هجومها على أوكرانيا، فشلت في إلحاق ضرر دائم بالاقتصاد الروسي.


مقالات ذات صلة

روسيا: السلام في أوكرانيا مستحيل إذا انضمت إلى «الناتو»

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

روسيا: السلام في أوكرانيا مستحيل إذا انضمت إلى «الناتو»

قالت المتحدثة باسم «الخارجية» الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، إن من المستحيل تحقيق سلام عادل في أوكرانيا إذا فقدت كييف حيادها بانضمامها إلى «الناتو».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة أمام قوات من جيش بلاده بقاعدة «مونت دي مارسان» الجوية في فرنسا يوم 20 يناير 2023 (رويترز)

ماكرون يتفقد القوات الأوكرانية في معسكر تدريبي شرق فرنسا

يلتقي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأربعاء، لأول مرة بعض القوات الأوكرانية البالغ عددها 15 ألف جندي، التي دربتها فرنسا لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف - رويترز)

كتاب: ترمب تواصل مع بوتين 7 مرات منذ نهاية ولايته

كشف كتاب جديد للصحافي الأميركي بوب وودوورد، أن ترمب أبقى على علاقة شخصية مع بوتين، وتواصل معه 7 مرات منذ نهاية ولايته الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا سيدتان تقفان بجوار مبنى سكني تضرّر خلال غارة روسية على بلدة أوكرانية (رويترز)

«الناتو»: أوكرانيا قد تواجه «أصعب شتاء» منذ نشوب الحرب

حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، الثلاثاء، من أن أوكرانيا قد «تواجه أصعب شتاء» على الإطلاق منذ بدء الغزو الروسي الشامل لها.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

ترمب تَوَاصَلَ «سراً» مع بوتين بعد مغادرة البيت الأبيض

ذكر الصحافي الأميركي بوب ودورد في كتابه الجديد، المقرَّر نشره الأسبوع المقبل، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تواصل سراً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هل يوقف التصعيد إنتاج الغاز الإسرائيلي؟

صورة أرشيفية لحقل ليفياثان الإسرائيلي (رويترز)
صورة أرشيفية لحقل ليفياثان الإسرائيلي (رويترز)
TT

هل يوقف التصعيد إنتاج الغاز الإسرائيلي؟

صورة أرشيفية لحقل ليفياثان الإسرائيلي (رويترز)
صورة أرشيفية لحقل ليفياثان الإسرائيلي (رويترز)

قررت شركة الطاقة الأميركية العملاقة «شيفرون»، التي تدير حقل «ليفياثان» الإسرائيلي قبالة ساحل البحر المتوسط، تعليق العمل في مد خط أنابيب بحري، بوصفه جزءاً من مشروع خط الأنابيب الثالث، وسط تفاقم الصراع والمخاوف من تعرضه لضربات صاروخية، بعدما كانت أعلنت إغلاق منصتي الغاز في حقلي «تمار» و«ليفياثان» كـ«إجراء احترازي» في أثناء الهجوم الإيراني على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وقد تقاطع الكشف عن هذا القرار مع إعلان صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن حقل «ليفياثان» الواقع على بعد 130 كيلومتراً مقابل ميناء حيفا، كان هو المستهدف في الرشقة الصاروخية التي حصلت صباح اليوم الأربعاء من قبل «حزب الله» على الكرمل وحيفا. وأعقب ذلك إعلان «شيفرون» تفعيل «إجراءات خاصة»، قائلةً: «نحن نتعامل حالياً مع حادث تشغيلي على منصة الحفر. وكجزء من روتين التعامل مع مثل هذه الحوادث، ولغرض حماية البيئة، تم تفعيل شعلة منصة الحفر. ولا يسبب تشغيلها أي خطر بيئي أو صحي».

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنه خلال الهجوم الصاروخي الإيراني قبل أسبوع، أبلغت شركة «نيوميد إنرجي»، الشريك في حقلي غاز «ليفياثان» و«تمار» (الواقع على بعد نحو 19 كيلومتراً من ساحل قطاع غزة)، بورصة تل أبيب عن قرار شركة «شيفرون» إغلاق حقل «ليفياثان» لعدة ساعات.

وجاء في إعلان شركة «نيوميد إنرجي» التي تمتلك حصة 45.3 في المائة في حقل ليفياثان، إلى البورصة: «في أعقاب آخر التطورات الأمنية والاعتماد على الاعتبارات التشغيلية للنظام، يقوم المشغل من وقت لآخر بوقف الإنتاج من خزان ليفياثان لفترات معينة من الزمن».

وتمتلك «شيفرون» حصة 39.6 في المائة من حقل ليفياثان، في حين تمتلك «ريشيو إنرجيز» 15 في المائة من المشروع. كما تملك «شيفرون» حصة 15 في المائة في «تمار».

وتأتي هذه التطورات بعدما كان شركاء حقل «ليفياثان»، وافقوا في الأول من أغسطس (آب) على استثمار بقيمة 429 مليون دولار لإطلاق مرحلة التصميم الهندسي الأولي لزيادة القدرة التصديرية للغاز من حقل ليفياثان في البحر الأبيض المتوسط ​​إلى 21 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.

وقالت شركة «نيوميد إنرجي» إن «شيفرون» أبلغت الشركاء في الحقل أن خطط مد خط أنابيب نقل تحت الماء قد عُلقت حتى أبريل (نيسان) 2025 - بعدما كان مقرراً تدفق الغاز عبرها في النصف الثاني من عام 2025 - بسبب تدهور الوضع الأمني. وأضافت أن التأخير لمدة ستة أشهر هو الحد الأدنى المتوقع، مما يؤثر على التدفق النقدي المتوقع العام المقبل.

وحالياً، يتم نقل الغاز من المنصة إلى الشاطئ إلى الشبكة الوطنية الإسرائيلية وتوزيعه على إسرائيل ومصر والأردن.

وكان الحقل قد اكتشف في عام 2010 من قبل «نيوميد إنرجي» و«شيفرون» (التي كانت تسمى في ذلك الوقت بنوبل إنرجي) و«ريشيو». وبدأ إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ليفياثان في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019. ومنذ ذلك الحين، أصبح يحتل أهمية في إمدادات الغاز في إسرائيل ومصر والأردن.

وبدأ مشروع خط الأنابيب الثالث من قبل شركاء ليفياثان، في يوليو (تموز) 2023؛ بهدف تعزيز إنتاج خزان ليفياثان إلى كمية سنوية تبلغ نحو 21 مليار متر مكعب من 12 مليار متر مكعب حالياً، لتلبية الطلب المتزايد على الاستخدام في السوق المحلية إلى جانب المبيعات إلى الدول المجاورة والأسواق الدولية الأخرى، وفق ما تقول «نيوميد إنرجي».

ولكن ماذا لو حدث إغلاق إسرائيلي طويل الأمد للغاز؟

حالياً، تواصل إسرائيل تصدير الغاز عبر الأنابيب من حقول «ليفياثان» و«تمار» إلى الأردن ومصر.

وكانت الصادرات الإسرائيلية إلى مصر ارتفعت من 4.9 مليار متر مكعب في عام 2022 إلى 6.3 مليار متر مكعب في عام 2023، بينما ظلت المبيعات إلى الأردن ثابتة على أساس سنوي عند 2.7 مليار متر مكعب. وفي الربع الثاني من هذا العام، بلغ إجمالي إنتاج غاز «ليفياثان» 2.8 مليار متر مكعب مع ارتفاع الصادرات إلى مصر بنسبة 12.5 في المائة خلال الفترة نسفها من العام الماضي إلى 1.8 مليار متر مكعب، بينما تدفق 0.6 مليار متر مكعب إلى الأردن، وفق «إنرجي إنتلجنس».

ويقدر بنك الاستثمار «غولدمان ساكس» أن التأثير الصافي المحتمل للتشديد على الأسواق العالمية من تعطيل «ليفياثان» و«تمار» قد يكون قريباً من 9 مليارات متر مكعب سنوياً، أو 1.7 في المائة من إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية، وفق ما ذكرت «إنرجي إنتلجنس» في تقرير لها.