بعد فورة في يوم تداوله الأول رفعته بنحو 40 في المائة، انخفض سهم تطبيق توصيل البقالة «إنستاكارت» بنسبة 5 في المائة تقريباً في تداولات ما قبل السوق يوم الأربعاء، وتوقع كثير من المراقبين أن يمضي في مسار هابط، ليسير على خطى أسهم كثيرة سبقته خلال الأعوام الماضية، والتي لم تنجح في الحفاظ طويلاً على تألقها لتتراجع سريعا عقب بداية صاروخية خلال الساعات الأولى للطرح العام.
وعقب الطرح العام لشركة «آرم» البريطانية لصناعة الرقائق في البورصة الأميركية، توقع كثير من المراقبين أن سلسلة الاكتتابات العامة التي بدأت بشائرها سوف تنعش الأسواق وشهية المستثمرين عقب شهور طويلة من الإحباط استغرقت نحو عام ونصف العام. لكن الأسهم بما في ذلك «آرم» تم تداولها بشكل أضعف من المأمول، في علامة على الحذر وسط مخاوف من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.
وسريعاً بددت أسهم «إنستاكارت»، ومقرها سان فرانسيسكو، ارتفاعاً بنسبة 12 في المائة عند الإغلاق في أول ظهور لها في بورصة ناسداك يوم الثلاثاء، وفشلت في الحفاظ على مكاسب خلال اليوم وصلت إلى 43 في المائة. وقد منحها الطرح العام الأولي للشركة يوم الاثنين تقييماً يقارب 9.9 مليار دولار.
وقال أليكس فريدريك، محلل أسواق التكنولوجيا الناشئة، لـ«رويترز»: «إن الحماس للشركة سيواجه تحدياً من خلال قدرتها على الحفاظ على توسع الهامش ونمو الإيرادات، في الوقت الذي تواجه فيه تضخماً مرتفعاً في أسعار المواد الغذائية وزيادة المنافسة من مقدمي خدمات توصيل الأغذية، على غرار العمالقة (وول مارت) و(أمازون)، إلى جانب محلات البقالة التقليدية».
وتباطأت أعمال «إنستاكارت» عقب ذروتها خلال فترة الوباء، ولكنها لا تزال تنمو مع التزام الناس بعادات الإغلاق الخاصة بهم في طلب البقالة والضروريات عبر الإنترنت من منازلهم.
وقال فريدريك إن الرياح المعاكسة المحتملة ستكون جذب عملاء جدد والاحتفاظ بهم، وخاصة المتسوقين الأكبر سنا الذين يميلون إلى تفضيل الحصول على خصومات عبر الشراء المباشر في محال البقالة التقليدية.
وبعد تحرك كل من «آرم» و«إنستاكارت»، يأتي الدور على شركة أتمتة التسويق «كلافيو» Klaviyo، التي كان من المقرر أن تدرج أسهمها في بورصة نيويورك للأوراق المالية يوم الأربعاء، في اختبار كبير ثالث لسوق الإصدارات الجديدة.
وتم تسعير الطرح العام الأولي للشركة التي يقع مقرها في بوسطن فوق النطاق يوم الثلاثاء، مما أهلها لجمع 576 مليون دولار من العائدات سيذهب جزء منها إلى المستثمرين الحاليين.
ومنح ذلك العرض للشركة تقييما سوقيا بنحو 9.2 مليار دولار، فيم اتفق عملاقا الاستثمار «بلاك روك» و«إليانس بيرنشتين» على شراء ما يصل إلى 100 مليون دولار من الأسهم لكل منهما، وهو ما يمثل جزءاً كبيراً من إجمالي عائدات الاكتتاب العام.
وتأسست شركة «كلافيو» في عام 2012 على يد مهندسي البرمجيات أندرو بياليكي وإد هالين، وهي تساعد في تخزين وتحليل البيانات الخاصة بعلامات التجارة الإلكترونية، مما يمكنها من إرسال رسائل بريد إلكتروني ورسائل تسويقية مخصصة إلى العملاء المحتملين.