روسيا تلمح إلى أزمة طاقة جديدة في أوروبا مع اقتراب موسم الشتاء

قالت إن الطلب العالمي على الغاز المسال أكبر من الإنتاج الحالي

عداد ذكي محمول بجوار موقد الغاز (د.ب.أ)
عداد ذكي محمول بجوار موقد الغاز (د.ب.أ)
TT

روسيا تلمح إلى أزمة طاقة جديدة في أوروبا مع اقتراب موسم الشتاء

عداد ذكي محمول بجوار موقد الغاز (د.ب.أ)
عداد ذكي محمول بجوار موقد الغاز (د.ب.أ)

قال وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، الأحد، إن الإنتاج الحالي للغاز الطبيعي المسال في روسيا لا يكفي لتلبية كامل الطلب عليه في السوق الخارجية، إذ يتم استغلال كل الطاقة الإنتاجية في روسيا.

وأوضح في حديث لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، على هامش منتدى اقتصادي، أن «الطلب على الغاز الطبيعي المسال الروسي لوحظ في جميع أنحاء العالم، لأنه ليس فقط الشركاء الجدد في جنوب شرق آسيا من يهتم به، بل وأيضا يهتم به المستهلكون في أوروبا».

وقد تعني تصريحات شولغينوف أن أزمة الطاقة ستلقي بظلالها على القارة الأوروبية من جديد مع دخول فصل الشتاء، ذلك رغم أن المخزونات الدول الأوروبية من الغاز تخطت في بعضها 90 في المائة.

كانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت منتصف أغسطس (آب) الماضي، أنّ منشآت تخزين الغاز في الاتّحاد الأوروبي باتت ممتلئة بنسبة 90 في المائة قبل شهرين ونصف الشهر من المهلة المحدّدة لبلوغ هذا المستوى في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، مطمئنة إلى أنّ القارّة «مستعدّة جيّداً» لفصل الشتاء المقبل.

وعلى أثر الحرب الروسية على أوكرانيا وخفض الاتّحاد الأوروبي وارداته من الغاز الروسي، اعتمدت الدول السبع والعشرون في يونيو (حزيران) 2022 إطاراً تشريعياً يلزمها بأن تكون منشآت تخزين الغاز فيها ممتلئة بنسبة 90 في المائة على الأقلّ بحلول الأول من نوفمبر من كلّ عام.

وشكّل الغاز الروسي في الربع الأول من العام الحالي 15 في المائة من واردات الاتّحاد الأوروبي، وهي حصة تقلّصت إلى النصف في غضون عام واحد. بالمقابل، زاد الأوروبيون في الفترة نفسها مشترياتهم من الغاز الطبيعي المسال الأميركي.

ووفقاً لبيانات جمعية «جي آي إي» التي تضمّ مشغّلي البنى التحتية للغاز في الاتحاد الأوروبي، فإنّ مرافق التخزين الأوروبية كانت بتاريخ 18 أغسطس ممتلئة بنسبة 90.12 في المائة (نحو 93 مليار متر مكعب في المجموع).

وتختلف مستويات امتلاء الخزانات وفق الدولة، من 77 في المائة في لاتفيا، إلى أكثر من 99 في المائة في إسبانيا، مروراً ﺑ84 في المائة في فرنسا.

ووفقاً للمفوضية، فإنّ امتلاء خزّانات الاتحاد الأوروبي بنسبة 90 في المائة يغطّي ما يصل إلى ثُلث الطلب على الغاز في فصل الشتاء بطوله.

ورد شولغينوف على سؤال بشأن ما إذا كان الطلب الكلي في العالم، على الغاز الطبيعي المسال الروسي، مغطى الآن بالمشاريع الحالية، قائلا: «لا... لقد كان الطلب على الغاز المسال أكبر. ومع ذلك، تتزايد إمدادات الغاز الطبيعي المسال لأنها أكثر كفاءة ومرونة مقارنة بإمدادات خطوط الأنابيب».

وأضاف وزير الطاقة الروسي «في رأيي، نحتاج الآن إلى مزيد من خطوط التسييل، حيث يتم تحميل جميع القدرات الحالية، وللتذكير، فإننا نعتمد برنامجاً لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال إلى 100 مليون طن بحلول عام 2030، وهنا لدينا آمال كبيرة في (القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2)، الذي يقوم بالفعل بتثبيت المرحلة الأولى وبالسعة الكاملة، نحو 6.8 مليون طن، وسيعمل الخط العام المقبل».

ويعقد المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن، خلال الفترة من 10 وحتى 13 من سبتمبر (أيلول) الحالي في فلاديفوستوك بحرم جامعة «الشرق الأقصى الفيدرالية».

وأكد شولغينوف أنه «تتم مناقشة بناء مصنع جديد للغاز الطبيعي المسال في مورمانسك، حيث يتم التخطيط لثلاثة خطوط تسييل تكنولوجية تبلغ كل منها 6.8 مليون طن».

في الأثناء، توقع وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف الأحد، نمو صادرات بلاده من النفط الخام إلى الصين بنسبة 15 في المائة خلال العام الحالي.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن شولغينوف قوله إن الصادرات «ستتجاوز 100 مليون طن» في 2023.

ويفرض الغرب عقوبات على روسيا منذ بدء الصراع في أوكرانيا للحد من قدرتها على تصدير النفط ومشتقاته بهدف كبح مصادر الإيرادات التي يمكن الاستفادة منها في الحرب.


مقالات ذات صلة

صافي أرباح «نوفاتك» الروسية يقفز 120 % إلى 4 مليارات دولار بالنصف الأول

الاقتصاد جناح شركة «نوفاتك» خلال المنتدى الدولي لأسبوع الطاقة الروسي في موسكو (رويترز)

صافي أرباح «نوفاتك» الروسية يقفز 120 % إلى 4 مليارات دولار بالنصف الأول

قالت شركة «نوفاتك» للغاز الطبيعي المُسال في روسيا إنها سجلت أرباحاً صافية عائدة للمساهمين في النصف الأول بـ341.7 مليار روبل (3.95 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد فنيان يقومان بعمليات المسح الأساسي لما بعد الحفر في إسرائيل (الموقع الإلكتروني لشركة «إنرجين»)

«إنرجين» تعتزم استثمار 1.2 مليار دولار في مشروع «كاتلان» الإسرائيلي للغاز

قالت شركة «إنرجين»، الثلاثاء، إنها ستستثمر نحو 1.2 مليار دولار لتطوير مشروع «كاتلان» قبالة إسرائيل، مع توقع بدء إنتاج الغاز في النصف الأول من عام 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد فنيان في مشروع غاز تابع لشركة «وودسايد إنرجي» (الموقع الإلكتروني لوودسايد إنرجي)

تراجع إنتاج «وودسايد إنرجي» خلال الربع الثاني

أعلنت شركة النفط والغاز الطبيعي الأسترالية «وودسايد إنرجي» تراجعاً طفيفاً في إنتاجها خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 44.4 مليون برميل نفط مكافئ.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)
الاقتصاد فنيان في منشأة للغاز تابعة لـ«قطر للطاقة» (الموقع الإلكتروني لـ«قطر للطاقة»)

تسارع العمل في مشروع غاز تابع لـ«قطر للطاقة» و«إكسون موبيل» في تكساس

أظهرت وثائق قضائية أن وتيرة العمل في استكمال مشروع للغاز الطبيعي المسال تابع لشركتي «قطر للطاقة» و«إكسون موبيل» في ولاية تكساس الأميركية قد تتسارع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جناح معرض «وودسايد إنرجي» الأسترالية في مؤتمر الغاز العالمي بكوريا الجنوبية (رويترز)

«وودسايد» الأسترالية تستحوذ على «تيلوريان» الأميركية للغاز المسال بـ1.2 مليار دولار

أعلنت شركة النفط والغاز الأسترالية «وودسايد إنرجي» موافقتها على الاستحواذ على كامل أسهم شركة الغاز الطبيعي الأميركية «تيلوريان» مقابل نحو 900 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)

منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف بالسعودية لأول مرة خارج «يونيدو»

صورة للاجتماعات خلال النسخة السابقة من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) في فيينا (يونيدو)
صورة للاجتماعات خلال النسخة السابقة من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) في فيينا (يونيدو)
TT

منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف بالسعودية لأول مرة خارج «يونيدو»

صورة للاجتماعات خلال النسخة السابقة من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) في فيينا (يونيدو)
صورة للاجتماعات خلال النسخة السابقة من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) في فيينا (يونيدو)

تنظّم وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، النسخة الثانية من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) 2024 التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو).

ويشمل جدول أعمال المنتدى الطاولة الوزارية المستديرة بحضور عدد من الوزراء، ومن قيادات التحول الصناعي حول العالم، ويُستعرض من خلالها السياسات الصناعية وتحدياتها والحلول المقترحة لها، إلى جانب جلسات حوارية تتم فيها مناقشة سبل استخدام مصادر الطاقة النظيفة في الصناعة، وتسليط الضوء على أبرز الممارسات العالمية لتعزيز المرونة في سلاسل الإمداد والقدرة على التكيف مع المتغيرات، كما يبحث المنتدى أحدث التقنيات الرقمية في التصنيع؛ ومنها الذكاء الاصطناعي.

وسينعقد المنتدى في العاصمة الرياض للمرة الأولى خارج مقر المنظمة في فيينا، وذلك خلال يومي الأربعاء والخميس الموافقين 23 و24 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تحت شعار «تحويل التحديات إلى حلول مستدامة من خلال السياسات الصناعية»، بحضور نحو 3 آلاف من قادة الصناعة من حول العالم، ومن صنّاع القرار والرؤساء التنفيذيين، ومن المختصين في القطاع الصناعي، والمهتمين بتطوير السياسات الصناعية.

ويمثّل منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف فرصة لإبراز منجزات المملكة في القطاع الصناعي من خلال المعرض المصاحب، والذي سيجري فيه استعراض المبادرات والجهود في توطين الصناعات الواعدة، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية النوعية التي يوفرها القطاع، كما يتوافق المنتدى مع توجهات «رؤية 2030»، والاستراتيجية الوطنية للصناعة في دعم تنافسية القطاع الصناعي، وتطوير الابتكار والإبداع فيه.