قفزة كبيرة بإيرادات السياحة السعودية مع التوسع في التنوع الاقتصادي

17.7 مليار دولار فائض ميزان الحساب الجاري في الربع الأول

نمو الإنفاق الرأسمالي على المشاريع العملاقة في السعودية (واس)
نمو الإنفاق الرأسمالي على المشاريع العملاقة في السعودية (واس)
TT

قفزة كبيرة بإيرادات السياحة السعودية مع التوسع في التنوع الاقتصادي

نمو الإنفاق الرأسمالي على المشاريع العملاقة في السعودية (واس)
نمو الإنفاق الرأسمالي على المشاريع العملاقة في السعودية (واس)

حقق ميزان الحساب الجاري في السعودية فائضاً في الربع الأول من العام الحالي بقيمة 17.7 مليار دولار، وفق ما أظهرته الأرقام الواردة في التقرير الشهري للمصرف المركزي السعودي (ساما) عن شهر يوليو (تموز).

ويعد الحساب الجاري أحد مكونات ميزان المدفوعات الذي يُظهر الصورة الكلّية لمعاملات الدولة مع العالم الخارجي. ويشمل الحساب الجاري الصادرات والواردات والتحويلات المالية ونفقات السفر وإيراداته ومصروفات الاستثمار وإيراداتها. أما المكون الثاني، فهو الحساب المالي، ويشمل تدفق الاستثمارات والديون، والمعاملات الرأسمالية الأخرى.

وقد تقلص الفائض في ميزان الحساب الجاري في الربع الأول من العام مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، حين بلغ ما قيمته 39.6 مليار دولار، وذلك نتيجة تراجع الإيرادات النفطية (الناتج عن قرار تخفيضات إنتاج النفط «أوبك بلس») بنسبة نحو 15 في المائة على أساس سنوي مقابل زيادة بنسبة 24 في المائة للإنفاق على الواردات الذي يعكس سرعة نمو الإنفاق الرأسمالي لا سيما على المشاريع العملاقة، إلى جانب قوة الإنفاق الاستهلاكي.

إلا أن الارتفاع الكبير في صافي التدفقات الداخلة من أنشطة السياحة يعطي مؤشراً على التقدم المحرَز في جهود تنويع الدخل التي تقوم بها الحكومة السعودية.

فالأرقام الواردة في تقرير «ساما» أظهرت زيادة كبيرة في الإيرادات من أنشطة السياحة، بحيث بلغت نحو 9.8 مليار دولار في الربع الأول من العام مقارنةً بنحو 3 مليارات دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

تقول وشركة «جدوى للاستثمار» في هذا الإطار إنه «مع توجه المزيد من السعوديين لقضاء إجازاتهم محلياً، سجل ميزان السياحة فائضاً كبيراً بلغ 6 مليارات دولار، مقارنةً بعجز صغير قبل عام»، وإن «هذه الزيادة تعكس بصورة رئيسية تحرير الطلب من الحجاج والمعتمرين، والتوسع في الطاقة الاستيعابية للفنادق التي استضافت أولئك الزوار. كذلك، ازدادت وتيرة السياحة لأغراض غير دينية، وإن كانت من مستوى منخفض».

كما لعب تبسيط الإجراءات دوراً فيما سجله ميزان السياحة بعدما أصبح الحصول على تأشيرة أكثر مرونة، إضافةً إلى الزيادة الملحوظة في أعداد السياح من الدول الخليجية والأجانب، وكذلك السياحة الداخلية للسعوديين، حيث بات الكثير منهم يقضي إجازاته في المملكة.

مع الإشارة في هذه النقطة إلى أن تحسن السياحة من شأنه أن يخلق الكثير من فرص العمل لمواكبة التقدم في القطاع.

وأظهرت أرقام «ساما» أن الميزان التجاري (الذي يدخل في خانة ميزان الحساب الجاري) يحافظ على مكانته في خانة الفائض منذ عقود، وهو بلغ 36 مليار دولار، لكنه تقلص من 59 مليار دولار في الربع الأول من عام 2022. والسبب الأبرز في ذلك هو تراجع الصادرات النفطية إلى 65.5 مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي من 76.6 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتشرح «جدوى» في تقريرها حول وضع ميزان المدفوعات في المملكة، أن السعودية سجلت تاريخياً فوائض كبيرة في الحساب الجاري، بمتوسط 4.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي طيلة السنوات العشر الماضية. «هناك أوقات انزلق فيها الحساب الجاري إلى خانة العجز، أبرزها تلك المرة التي أعقبت هبوط أسعار النفط عام 2014 وآخرها خلال جائحة كوفيد-19، لكن الوضع عاد إلى الفائض في عام 2021 وارتفع إلى 13.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2022، وهي أعلى نسبة منذ عام 2013».

أما فيما يتعلق بالحساب المالي لميزان المدفوعات فبلغ 15.7 مليار دولار بتراجع عن 36 ملياراً في الربع الأول من عام 2022، علماً بأنه تم تسجيل حجم استثمارات مهم في الخارج.


مقالات ذات صلة

الخطيب: 5 % نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد السعودي

الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: 5 % نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد السعودي

قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن القطاع السياحي حقق تقدماً كبيراً حيث ارتفعت مساهمته في الاقتصاد إلى 5 % بنهاية العام الماضي

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى المكعب ضمن وجهة المربع الجديد (الشرق الأوسط)

رئيس «المربع الجديد»: توظيف مبادئ الاقتصاد الدائري في تطوير الداون تاون

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «المربع الجديد»، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، مايكل دايك، على التزام الوجهة بتوظيف مبادئ الاقتصاد الدائري.

بندر مسلم (الرياض)

الصين: رسوم ترمب «التعسفية» لن تحل مشاكل الولايات المتحدة

حاويات في ميناء أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
حاويات في ميناء أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
TT

الصين: رسوم ترمب «التعسفية» لن تحل مشاكل الولايات المتحدة

حاويات في ميناء أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
حاويات في ميناء أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)

هاجمت الصين تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية بسبب تدفقات الفنتانيل، قائلة إن إدارته القادمة تلقي باللوم في أزمة المواد الأفيونية الأميركية على الصين.

وقال ترمب، الذي يتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، يوم الاثنين إنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 10 في المائة على السلع الصينية حتى تفعل بكين المزيد لوقف تهريب المواد الكيميائية المصنوعة في الصين والتي تستخدم في المخدرات المسببة للإدمان. كما هدد بفرض تعريفات تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية أثناء حملته الانتخابية.

وقال هي يادونغ، المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، في إفادة صحافية دورية، الخميس: «موقف الصين ضد الزيادات الجمركية الأحادية الجانب ثابت... فرض تعريفات جمركية تعسفية على الشركاء التجاريين لن يحل مشاكل أميركا».

وأضاف أن الولايات المتحدة يجب أن تلتزم بقواعد منظمة التجارة العالمية وتعمل مع الصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المستقرة.

وأطلقت تعليقات ترمب شرارة البداية لما يتوقع المحللون أن تكون حرباً تجارية مؤلمة لمدة أربع سنوات، وربما أسوأ بكثير من ولايته الأولى التي شهدت فرض تعريفات جمركية بنسبة 7.5 إلى 25 في المائة واقتلاع سلاسل التوريد العالمية.

وقال هوارد لوتنيك، الذي اختاره ترمب لإدارة وزارة التجارة والإشراف على مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، في مقابلة بودكاست في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «الصين تهاجم أميركا» بالفنتانيل، واقترح أن يفرض ترمب تعريفات جمركية تصل إلى 200 في المائة على الصين.

وحذَّرت الافتتاحيات في وسائل الإعلام الرسمية الصينية هذا الأسبوع من أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تجر أكبر اقتصادين في العالم إلى حرب تعريفات مدمرة للطرفين.

وفي مقابل الهجوم على خطط ترمب، أشادت وسائل الإعلام الرسمية الصينية ببعض الشركات الأميركية لـ«التعاون القوي» - وهو تعليق يذكّر بكيفية تغطية الصحافة الصينية للتوترات مع الولايات المتحدة خلال الحرب التجارية السابقة.

وفي ذلك الوقت، كان المسؤولون التنفيذيون للشركات الأميركية والمستثمرون الأجانب يبحثون في وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن إشارات حول الشركات الأميركية التي قد يكون التعاون معها في صالح بكين أو ضدها، والتي قد تُعاقب من أي من الطرفين مع تصاعد التوترات.

وسلطت صحيفة «غلوبال تايمز» المملوكة للدولة في وقت متأخر من الأربعاء الضوء على «أبل» و«تسلا» و«ستاربكس» و«إتش بي»، وقالت: «يتعين على الساسة الأميركيين الانتباه واحترام الرغبة الواضحة للشركات الأميركية في التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال تصميم بيئات سياسية مناسبة للمؤسسات».

وأشارت صحيفة «تشاينا ديلي» أيضاً إلى أن «مورغان ستانلي» حصلت على موافقة تنظيمية في مارس (آذار) لتوسيع عملياتها في الصين، مشيرة إلى ذلك بوصفه دليلاً على حماس الشركات المالية الأجنبية للاستثمار في الصين.

وقال مسؤول تنفيذي أميركي مقيم في بكين عن الحرب التجارية الأولى: «لم يكن أي من الجانبين جيداً في توصيل السياسة بشكل مباشر؛ لذلك كانت الشركات مشغولة باللغط حولها في وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية».

شهدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة ولاية ترمب الأولى تهديد الصين بحظر الشركات الأميركية من الاستيراد والتصدير والاستثمار في الصين من خلال إنشاء «قائمة الكيانات غير الموثوقة».

وفي ذلك الوقت، ذكرت «غلوبال تايمز» أن القائمة ستستهدف شركات أميركية مثل «أبل» و«سيسكو سيستمز» و«كوالكوم»... لكن الصين لم تنفذ تهديدها قط، وحتى الآن لم تشمل القائمة سوى الشركات الأميركية المتورطة في بيع الأسلحة إلى تايوان. وقال بو تشنغ يوان، الشريك في شركة الاستشارات «بلينوم» ومقرّها شنغهاي: «أتوقع ألا تتسرع بكين في استخدام أدوات مثل قائمة الكيانات غير الموثوقة في أعقاب أي إعلان رسمي عن التعريفات الجمركية بمجرد تولي ترمب السلطة؛ نظراً للحالة الضعيفة للاقتصاد الصيني، لكن بكين قد ترد في وقت لاحق إذا شعرت أن صناع السياسات الأميركيين يلحقون الضرر بالمصالح التجارية للصين». وأضاف: «كانت هناك أضرار جانبية في المرة الماضية، وستكون هناك أضرار جانبية هذه المرة أيضاً».

وفي الأسواق، انخفضت أسهم الصين وهونغ كونغ، الخميس، مع تخوف المستثمرين من تصعيد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وفرض حظر آخر على مبيعات الرقائق إلى الصين، في حين يبدو أن حرب الأسعار بين شركات صناعة السيارات في البلاد ستشتد.

وأغلقت معظم القطاعات منخفضة، حيث كان المستثمرون في وضع انتظار وترقب إلى حد كبير لمعرفة مدى وضوح سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التجارية وعواقبها المحتملة. وتضررت المشاعر بشكل أكبر بعد أن ذكرت «بلومبرغ نيوز» أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن قد تعلن عن قيود إضافية على مبيعات معدات أشباه الموصلات ورقائق ذاكرة الذكاء الاصطناعي إلى الصين في أقرب وقت من الأسبوع المقبل.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية منخفضاً بنسبة 0.88 في المائة، في حين انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.43 في المائة. وكانت أسهم السيارات هي الأكثر تراجعاً، حيث انخفضت بأكثر من 2 في المائة، بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن شركة «بي واي دي» وشركات صناعة سيارات أخرى دفعت الموردين إلى خفض الأسعار؛ مما يشير إلى أن حرب أسعار وحشية في أكبر سوق للسيارات في العالم من المقرر أن تتصاعد.

وانخفضت أسهم «بي واي دي» في هونغ كونغ والبر الرئيس بنسبة 2.6 و2.3 في المائة على التوالي، بينما انخفضت أسهم شركة «سايك موتور كورب» بنسبة 2.8 في المائة.

وفي هونغ كونغ، انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 1.2 في المائة، ومؤشر «هانغ سنغ تشاينا إنتربرايزز» بنسبة 1.46 في المائة، بينما خسر مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا 1.52 في المائة.