الصين تُكثف تحركاتها لوقف تراجع اليوان

تدخُّل أقوى من المتوقع في سوق الصرف... ووزيرة التجارة الأميركية إلى بكين الأسبوع المقبل

الصين تُكثف تحركاتها لوقف تراجع اليوان
TT

الصين تُكثف تحركاتها لوقف تراجع اليوان

الصين تُكثف تحركاتها لوقف تراجع اليوان

أعلنت بكين وواشنطن، الثلاثاء، أن وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، ستزور الصين في الفترة من 27 إلى 30 أغسطس (آب) الجاري.

وقالت وزارة التجارة الأميركية، في بيان، إن «الوزيرة ريموندو تتطلع إلى إجراء مناقشات بنّاءة بشأن القضايا المتعلقة بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتحديات التي تواجهها الشركات الأميركية ومجالات التعاون الممكنة».

وتأتي زيارة وزيرة التجارة الأميركية فيما تواجه الصين ضغوطاً اقتصادية واسعة النطاق. ووجد اليوان الصيني المتضرر بعض الهدوء، يوم الثلاثاء، مع اكتساب الجهود التي تبذلها السلطات لإبطاء انخفاضه بعض الزخم، على الرغم من أن الضغوط الناجمة عن الارتفاع السريع للعوائد الأميركية والمخاوف بشأن الاقتصاد لا تزال تؤثر على العملة.

وكثفت الصين جهودها للدفاع عن قيمة اليوان الصيني، من خلال زيادة تكلفة عمليات التداول في السوق الدولية بهدف تقليص المواقف قصيرة الأجل للمتعاملين في سوق الصرف، وتسجيل رقم قياسي جديد بتدخلها الأقوى من المتوقع في تعاملات سوق الصرف.

وشملت أحدث تحركات بكين لتحقيق الاستقرار في اليوان، الذي انخفض نحو 5 في المائة هذا العام مقابل الدولار، مقايضات من البنوك المملوكة للدولة في الأسواق الخارجية لامتصاص اليوان، ورفع تكلفة بيع العملة على المكشوف. كما حدد بنك الشعب الصيني (المركزي) تثبيتاً يومياً أقوى من المتوقع لليوان، وبأعلى 1105 نقاط من تقديرات السوق، وهو أكبر إجراء منذ أواخر يونيو (حزيران)، عندما بدأ في وضع توجيه يومي أكثر ثباتاً. وساعد ذلك اليوان في الخارج على الاستقرار على الجانب الأقوى عند 7.3 للدولار، مع تراجع المستويات الداخلية والخارجية عن أدنى مستوياتها في 9 أشهر، يوم الاثنين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن محللين القول إن هذه الخطوات تستهدف إبطاء وتيرة تراجع اليوان، وليس تحقيق ارتفاع مستدام لسعره. ويتوقع محللون في «جيه بي مورغان تشيس» و«نومورا هولدنغز» و«يو بي إس ويلث مانجمنت»، استمرار تراجع اليوان خلال العام الحالي.

في الوقت نفسه، ارتفع السعر الاسترشادي للدولار أمام اليوان الصيني، يوم الثلاثاء، إلى 7.1992 يوان لكل دولار، مقابل 7.1987 يوان لكل دولار في اليوم السابق.

وقال ألفين تان، رئيس استراتيجية العملات الآسيوية في «آر بي سي كابيتال ماركتس»: «لقد ساعد التثبيت اليومي على الحد من خسائر اليوان بسبب اتساع هوامش العائد بين الصين والولايات المتحدة، والضعف الاقتصادي الأخير». وقال تان: «إن تكاليف التمويل المرتفعة بشكل حاد، إلى جانب التثبيتات اليومية الأقوى من المتوقع، من شأنها أن تساعد في الحفاظ على اليوان في الخارج من (الضعف) فوق 7.30 على المدى القريب».

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أنه في سوق الصرف الأجنبية الفورية في الصين، يُسمح لليوان بالارتفاع أو الانخفاض بنسبة 2 في المائة عن سعر التعادل المركزي في كل يوم تداول.

يُذكر أن السعر الاسترشادي لليوان أمام الدولار يحدده بنك الشعب الصيني على أساس أسعار الشراء التي تقدمها المؤسسات المالية الكبرى في اليابان قبل بدء تعاملات سوق الإنتربنك يومياً.

يأتي ذلك في حين ضخ بنك الشعب الصيني، يوم الثلاثاء، 111 مليار يوان (نحو 15.42 مليار دولار) في النظام المصرفي من خلال عمليات إعادة شراء عكسية لأجل 7 أيام بفائدة قدرها 1.9 في المائة.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية عن بيان للمصرف المركزي القول إن هذه الخطوة تستهدف المحافظة على السيولة النقدية في النظام المصرفي مقبولة ووفيرة.

وتعد عمليات إعادة الشراء العكسية، المعروفة بـ«الريبو العكسي»، عمليات يشتري فيها المصرف المركزي الأوراق المالية من المصارف التجارية من خلال تقديم عطاءات، مع الاتفاق على بيعها لها مرة أخرى في المستقبل.

وقرر بنك الشعب الصيني، يوم الاثنين، خفض سعر الفائدة الرئيسية على القروض السنوية بمقدار 10 نقاط أساس، من 3.55 إلى 3.45 في المائة، بعد قراره السابق خفض الفائدة بأكبر نسبة منذ 2020 بهدف تعزيز نمو اقتصاد البلاد، الذي يواجه مخاطر جديدة نتيجة استمرار أزمة القطاع العقاري وضعف الإنفاق الاستهلاكي.

في الوقت نفسه، أبقى المصرف المركزي على سعر الفائدة على قروض الـ5 سنوات عند مستوى 4.20 في المائة دون تغيير، في ظل تزايد القلق من التراجع السريع لقيمة العملة الصينية أمام الدولار.

وتكثف السلطات الصينية جهودها خلال الأيام الأخيرة لدعم أسواق المال، في إشارة إلى تزايد قلق بكين من وتيرة تراجع أسعار الأسهم والعملة الصينية.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

أصدر رئيس الوزراء الياباني الجديد تعليمات رسمية لوزرائه يوم الجمعة بإعداد حزمة اقتصادية جديدة لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)

التضخم في عالم ما بعد الجائحة... هل تستعد المصارف المركزية لمزيد من القوة؟

قد يكون التذبذب السريع في معدلات التضخم دون تأثيرات مماثلة على الناتج الاقتصادي سمة بارزة لعالم ما بعد جائحة كوفيد-19.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)
منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)
منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة، وذلك بعد يوم واحد من تصريح المحافظ أندرو بيلي بأن البنك قد يسعى لخفض تكاليف الاقتراض بوتيرة أسرع.

وفي خطاب ألقاه، يوم الجمعة، في معهد «المحاسبين القانونيين» في إنجلترا وويلز، قال بيل: «في حين تظل تخفيضات إضافية في سعر البنك ممكنة إذا استمر الوضع الاقتصادي، وتوقعات التضخم في التطور كما هو متوقع، من المهم الحذر من المخاطر المرتبطة بخفض الأسعار بشكل مفرط أو سريع»، وفق «رويترز».

وأضاف: «هذا الحذر يشير إلى ضرورة سحب تدريجي للقيود على السياسة النقدية».

كما أعرب بيل عن قلقه من إمكانية حدوث تغييرات هيكلية في الاقتصاد البريطاني قد تؤدي إلى استمرار ضغوط التضخم، مشيراً إلى أن هناك «أسباباً كافية» للحذر عند تقييم مدى سرعة استمرار تلك الضغوط.

كما ذكر أن التضخم بين شركات الخدمات ونمو الأجور يمثلان «مصدر قلق مستمر». وفي تصريحاته خلال الفعالية، قال بيل: «أنا قلق بشأن التضخم أكثر مما هو وارد في توقعات لجنة السياسة النقدية المنشورة».

ومن المتوقع أن تعقد لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا اجتماعها المقبل في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث من المرجح أن تُخفض أسعار الفائدة، بعد أن أجرت أول خفض لها منذ أكثر من 4 سنوات في أغسطس (آب) وتوقفت في سبتمبر (أيلول).

وفي رد فعل السوق، ارتفع الجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو يوم الجمعة، بعد تراجع حاد في اليوم السابق؛ حيث أشار محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» نُشرت يوم الخميس، إلى أن المصرف المركزي قد يتخذ خطوات أكثر عدوانية لخفض أسعار الفائدة إذا ظهرت أخبار إيجابية إضافية بشأن التضخم.

وساعدت دعوة بيل لاتخاذ نهج أكثر حذراً في خفض الأسعار، الجنيه الإسترليني على تحقيق مكاسب بلغت 0.3 في المائة، لتصل إلى 1.317 دولار. ومع ذلك، لا يزال الجنيه في طريقه نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أكثر من عام، بعد تصريحات محافظ المركزي.

وذكر استراتيجي سوق الصرف الأجنبية في «آي إن جي»، فرانشيسكو بيسول، أن تعليقات بيلي أدت إلى تفكيك المراكز الطويلة في الجنيه الاسترليني. وعلى الرغم من ذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 3.4 في المائة حتى الآن هذا العام، متفوقاً على عملات مجموعة العشر الأخرى، بفضل التوقعات بأن بنك إنجلترا سيبقي أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول مقارنة بمراكز أخرى.

وأشار بيسول إلى أنه «يوجد مجال أكبر لتسوية المراكز، ما قد يثقل كاهل الجنيه الإسترليني، ما لم تجبر اتصالات بنك إنجلترا أو البيانات على إعادة تسعير أكثر تشدداً. وما زلنا نعتقد أن الجنيه الإسترليني قد يهبط إلى مستوى 1.30 دولار في الأسابيع المقبلة».

وأظهر أحدث مسح صناعي أن قطاع البناء في بريطانيا شهد نمواً بأسرع وتيرة له منذ نحو عامين ونصف العام في سبتمبر، رغم أن بعض الشركات عبّرت عن قلقها بشأن تخفيضات الإنفاق المحتملة وزيادات الضرائب في أول موازنة لوزيرة المالية، راشيل ريفز، المقرر الإعلان عنها في 30 أكتوبر (تشرين الأول). وحذّرت ريفز من أن بعض الضرائب قد ترتفع في سعي الحكومة الجديدة لتعزيز الخدمات العامة والاستثمار.

وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4 في المائة إلى 83.74 بنس لليورو، بعد أن شهد أكبر انخفاض يومي له منذ عامين، الخميس الماضي.