مصرف «بريكس» يخطط للإقراض بعملتي جنوب أفريقيا والبرازيل للحد من الدولار

مقر مصرف التنمية الجديد في شنغهاي بالصين (رويترز)
مقر مصرف التنمية الجديد في شنغهاي بالصين (رويترز)
TT

مصرف «بريكس» يخطط للإقراض بعملتي جنوب أفريقيا والبرازيل للحد من الدولار

مقر مصرف التنمية الجديد في شنغهاي بالصين (رويترز)
مقر مصرف التنمية الجديد في شنغهاي بالصين (رويترز)

يخطط مصرف التنمية الجديد الذي أنشأته دول «بريكس» لبدء الإقراض بعملتي جنوب أفريقيا والبرازيل، كجزء من خطة لتقليل الاعتماد على الدولار، وتعزيز نظام مالي دولي متعدد الأقطاب.

ونقلت صحيفة «فايننشيال تايمز» عن ديلما روسيف، الزعيمة البرازيلية السابقة التي ترأس مصرف التنمية الجديد، أن المصرف الذي يتخذ من شنغهاي مقراً له يدرس طلبات العضوية من نحو 15 دولة، ومن المرجح أن يوافق على قبول 4 أو 5 دول. وامتنعت عن تسمية الدول، لكنها قالت إن من أولويات المصرف تنويع تمثيله الجغرافي.

وتبدأ دول «بريكس» -البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا - قمتها اليوم (الأربعاء)، في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، وعلى جدول أعمالها توسيع المجموعة وتعميق استخدام العملات المحلية للمجموعة في إطار حملة للحد من هيمنة الدولار.

وقالت روسيف للصحيفة: «نتوقع إقراض ما بين 8 و10 مليارات دولار هذا العام. هدفنا هو الوصول إلى نحو 30 في المائة من كل ما نقرضه... بالعملة المحلية».

وشرحت أن مصرف التنمية الجديد سيصدر ديوناً بالراند (عملة جنوب أفريقيا) للإقراض في جنوب أفريقيا، «وسنفعل الشيء نفسه في البرازيل مع الريال. سنحاول إما القيام بمبادلة العملات أو إصدار الديون. وأيضاً بالروبية». ويقرض المصرف حالياً بعملة الرنمينبي الصينية.

وذكرت «فايننشيال تايمز» أن التوسع في الإقراض بالعملة المحلية يدعم هدفاً أوسع اتفقت عليه دول «بريكس»، وهو تشجيع استخدام بدائل للدولار في المعاملات التجارية والمالية.

وكانت دول «بريكس» أنشأت مصرف التنمية الجديد في عام 2015، كبديل للمؤسسات المالية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وأقرض المصرف 33 مليار دولار لمشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة.

وقالت روسيف إن الإقراض بالعملة المحلية سيسمح للمقترضين في الدول الأعضاء بتجنب مخاطر أسعار الصرف والتغيرات في أسعار الفائدة الأميركية. وقالت: «العملات المحلية ليست بدائل للدولار... إنها بدائل لنظام. حتى الآن كان النظام أحادي القطب... سيتم استبدال نظام متعدد الأقطاب به».

وحاول المصرف التابع لـ«بريكس» تمييز نفسه عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من خلال عدم وضع قوائم بالشروط السياسية على القروض. وقالت روسيف: «نحن نتنصل من أي نوع من الشروط... غالباً ما يتم منح قرض بشرط تنفيذ سياسات معينة. نحن لا نفعل ذلك. نحن نحترم سياسات كل بلد».

وعلى الرغم من نيته تقديم بديل للنظام المالي الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، فقد اضطر مصرف التنمية الجديد إلى تعليق جميع العمليات في الدولة العضو روسيا لتجنب التعرض للعقوبات والانفصال عن النظام المالي الدولي. «لا يمكنك إنكار وجود (النظام المالي الدولي)»، اعترفت روسيف، وقالت: «عليك أن تتعايش معها».


مقالات ذات صلة

نيجيريا تنضم إلى مجموعة «بريكس» بوصفها دولة شريكة

الاقتصاد أعلام الدول الأعضاء المؤسسين لمنظمة «بريكس»: البرازيل وروسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند (رويترز)

نيجيريا تنضم إلى مجموعة «بريكس» بوصفها دولة شريكة

أعلنت البرازيل، الرئيس الحالي لمجموعة «بريكس» للاقتصادات النامية، انضمام نيجيريا إلى المجموعة بوصفها «دولة شريكة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية بوتين وبزشكیان خلال لقائهما في عشق آباد اكتوبر الماضي (الرئاسة الإيرانية)

بوتين وبزشكيان يوقعان اتفاقية استراتيجية الجمعة

أعلن الكرملين، الاثنين، أن موسكو وطهران ستوقعان في غضون أيام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي استغرق إعدادها نحو 3 سنوات تخللتها مراحل مد وجزر.

رائد جبر (موسكو)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في الحي المالي وسط العاصمة الإندونيسية جاكرتا (أ.ب)

إندونيسيا تحصل على عضوية كاملة في «بريكس»

قالت الحكومة البرازيلية، التي ترأس «بريكس» في دورتها الحالية، إن إندونيسيا ستنضم رسمياً إلى المجموعة للاقتصادات الناشئة الكبرى بوصفها عضواً كامل العضوية.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو (البرازيل))
أميركا اللاتينية مجموعة «بريكس بلس» تحظى بدعم واسع في العالم متعدد الأقطاب (أ.ف.ب)

البرازيل: إندونيسيا تحصل على عضوية كاملة في «بريكس»

قالت الحكومة البرازيلية في بيان، الاثنين، إن إندونيسيا تنضم رسمياً إلى مجموعة «بريكس» للاقتصادات الناشئة الكبرى عضواً كامل العضوية.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
الاقتصاد مكامن قوة الدولار تجعله مهيمناً على العملات العالمية على المدى القريب مع تساؤلات فيما إذا كان النظام المالي العالمي سيشهد تغييرات جذرية في السنوات المقبلة (دبا)

قوة الدولار تضعف من جهود إنشاء عملة عالمية بديلة

يواجه الدولار الأميركي، الذي يعد العملة الاحتياطية الأولى عالمياً، جدلاً واسعاً حول استمرارية هيمنته مقابل الجهود المتزايدة لتطوير بدائل من قِبل تكتلات…

مساعد الزياني (دبي)

«وول ستريت» تحتفل بنتائج الشركات وتطلعات ترمب

أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تحتفل بنتائج الشركات وتطلعات ترمب

أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية، الثلاثاء، بعد أن أظهرت التقارير المالية من الشركات الكبرى إشارات إيجابية بشكل عام. وسجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» زيادة بنسبة 0.6 في المائة في التعاملات المبكرة، مدعوماً بانتعاش الأسواق العالمية بعد عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض يوم الاثنين. كما ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 188 نقطة، أي بنسبة 0.4 في المائة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب زيادة بنسبة 0.5 في المائة.

ووعد ترمب باتخاذ إجراءات شاملة لإعادة تشكيل التجارة العالمية والاقتصاد، غالباً على حساب الدول الأخرى؛ ما أثار تبايناً في ردود فعل الأسواق في آسيا وأوروبا، حيث كانت التحركات معتدلة في الغالب. في المقابل، شهدت عائدات سندات الخزانة الأميركية تراجعاً؛ ما أعاد بعض المكاسب التي تحققت في الأشهر الأخيرة؛ وهو ما ساهم في زيادة الضغوط على أسواق الأسهم العالمية، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقّع أمراً تنفيذياً بشأن حرية التعبير في يوم تنصيبه لولايته الثانية (رويترز)

وفي سوق العملات، تراجعت قيم كل من البيزو المكسيكي والدولار الكندي بعد أن صرح ترمب بتوقعه فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على كندا والمكسيك ابتداءً من الأول من فبراير (شباط). وانخفض البيزو بنسبة 1 في المائة مقابل الدولار الأميركي، بينما تراجع الدولار الكندي بنسبة 0.6 في المائة.

أما في «وول ستريت»، فقد ساهمت شركة «ثري إم» في دعم ارتفاع السوق، حيث سجلت زيادة بنسبة 3.6 في المائة بعد إعلان أرباح وإيرادات لعام 2024 تفوقت على توقعات المحللين. كما قدمت الشركة توقعات إيجابية لعام 2025، تتماشى مع التوقعات الإجمالية للمحللين.

من جهتها، شهدت شركة «تشارلز شواب» قفزة بنسبة 6 في المائة بعد أن أعلنت عن نتائج مالية إيجابية لنهاية عام 2024، متفوقة على التوقعات؛ وذلك بفضل زيادة استثمارات العملاء التي أدت إلى ارتفاع الأصول الإجمالية بنسبة 19 في المائة مقارنة بالعام السابق، ليصل إجمالي الأصول إلى 10.10 تريليون دولار.

وفي سوق السندات، تراجعت عوائد الخزانة الأميركية؛ مما يعكس مخاوف المستثمرين من التضخم. وانخفض العائد على السندات الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 4.57 في المائة من 4.62 في المائة في نهاية يوم الجمعة؛ وهو ما يعكس حالة من عدم اليقين حول آفاق التضخم.

يمر الناس أمام لوحة إعلانية رقمية تعرض أخباراً عن تنصيب ترمب في طوكيو (أ.ب)

وعلى مستوى الأسواق العالمية، أغلقت الأسهم في أوروبا على ارتفاع طفيف بعد أن أنهت الأسواق في آسيا تداولاتها بتباين، حيث شهد مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ زيادة بنسبة 0.9 في المائة، وذلك بعد أن حصلت شركة «كانتري غاردن» الصينية على مهلة للتوصل إلى اتفاق مع دائنيها.