السعودية تحشد أصحاب الأعمال لزيارة الهند وتوسيع الاستثمارات

نيودلهي ستشهد اجتماعات ثنائية وتوقيع اتفاقيات بين البلدين

جانب من لقاء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات مع مسؤولين من اليابان على هامش اجتماع مجموعة العمل الوزارية الخاصة بالاقتصاد الرقمي لمجموعة العشرين (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات مع مسؤولين من اليابان على هامش اجتماع مجموعة العمل الوزارية الخاصة بالاقتصاد الرقمي لمجموعة العشرين (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحشد أصحاب الأعمال لزيارة الهند وتوسيع الاستثمارات

جانب من لقاء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات مع مسؤولين من اليابان على هامش اجتماع مجموعة العمل الوزارية الخاصة بالاقتصاد الرقمي لمجموعة العشرين (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات مع مسؤولين من اليابان على هامش اجتماع مجموعة العمل الوزارية الخاصة بالاقتصاد الرقمي لمجموعة العشرين (الشرق الأوسط)

علمت «الشرق الأوسط» أن السعودية تعمل حالياً على حشد مجموعة من أصحاب الأعمال لزيارة مرتقبة إلى الهند برفقة وفد رفيع المستوى من حكومة المملكة، للمشاركة في قمة مجموعة العشرين الشهر المقبل.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 42.8 مليار دولار خلال العام المنصرم، في حين تعد السعودية رابع أكبر شريك تجاري للهند بعد الولايات المتحدة والصين والإمارات، ومصدراً رئيسياً للطاقة؛ حيث تستورد نيودلهي نحو 18.4 في المائة من احتياجاتها من النفط الخام و22 في المائة من احتياجاتها من غاز البترول المسال من الرياض.

ووفق المعلومات، وجّهت الحكومة السعودية المهتمين من القطاع الخاص للمشاركة في الزيارة المحددة في 11 سبتمبر (أيلول) المقبل، وحضور منتدى الاستثمار السعودي - الهندي.

وبحسب المعلومات، سيتم خلال المنتدى تسليط الضوء على الشراكات الاستثمارية بين البلدين، إلى جانب عقد اجتماعات ثنائية بين الشركات، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية.

مشاركة وزارية

ويشارك حالياً وزراء سعوديون في الاجتماعات الوزارية لمجموعة العشرين المنعقدة في الهند، على أن تنعقد القمة الرئاسية في الشهر المقبل، مع توقع حضور ومشاركة جميع القادة والرؤساء في المجموعة.

وشارك وزير المالية محمد الجدعان، برفقة وزير الصحة فهد الجلاجل، أخيراً، في اجتماع مشترك لوزراء المالية والصحة لدول مجموعة العشرين تحت الرئاسة الهندية.

وأكد الجدعان، خلال الاجتماع، أهمية تعزيز جهود الوقاية والاستعداد والاستجابة للجوائح، منوهاً بالدور المهم الذي يمكن أن يؤديه صندوق الجوائح الذي تم إنشاؤه بناءً على مقترح المملكة خلال رئاستها المجموعة في 2020.

كما رأس وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة، مؤخراً، وفداً يمثل منظومة الاقتصاد الرقمي والابتكار والفضاء بالمملكة للمشاركة في اجتماع مجموعة العمل الوزارية الخاصة بالاقتصاد الرقمي لمجموعة العشرين.

وتضمّنت الزيارة إلى الهند اجتماعات ولقاءات مع عدد من الدول وشركات القطاع الخاص؛ بهدف توسيع الشراكة وتعزيز التعاون لدعم نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز مسيرة الابتكار في المملكة.

وتركز أولويات الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين هذا العام في مجموعة العمل الخاصة بالاقتصاد الرقمي على ثلاثة ملفات رئيسية، تشمل البنية التحتية الرقمية العامة، والأمن في الاقتصاد الرقمي، وتطوير وتنمية المهارات.

قادة الأعمال

من جانب آخر، اختير الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» المهندس عبد الرحمن الفقيه، ليقود وفد قادة أعمال المملكة أثناء القمة المقبلة لمجموعة الأعمال لدول العشرين، المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي خلال الفترة من 25 إلى 27 أغسطس (آب) الحالي.

وسيمثل الفقيه والوفد السعودي المصالح التجارية للأعمال في المملكة؛ حيث يجتمعون مع نظرائهم من قطاع الأعمال في 20 من الاقتصادات الرائدة في العالم.

وستعمل المجموعة معاً على مواءمة متطلبات قطاع الأعمال الخاص في السعودية وإبراز الأولويات.

وذكر الفقيه أن المشاركة المقبلة تعد فرصة مهمة لمجتمع الأعمال في المملكة، ليكون صوتاً في المنطقة ودول العالم النامية بشكل عام. وأكد ضرورة التصدي للتحديات العالمية الحرجة التي تصوغ مستقبل الأعمال وتشكل الاقتصادات.

وأشار إلى أهمية الحدث للتواصل مع قادة الأعمال من جميع أنحاء العالم من أجل تسليط الضوء على مجتمع الأعمال في المملكة بوصفها وجهة استثمارية واعدة.

ولفت الفقيه إلى أن مجتمعي الأعمال في المملكة والهند ينطلقان في مسار نمو مزدهر، ولديهما اهتمام مشترك في بناء اقتصادات مستدامة وشاملة ومتنوعة للمستقبل.

وتطلع إلى تعميق التعاون بين الشركات في البلدين، وكذلك الدول المتقدمة والنامية الأخرى خلال انعقاد قمة مجموعة الأعمال لدول العشرين التي تترأسها الهند.

وسيشارك الفقيه في اجتماعات مجموعة الأعمال لدول العشرين من خلال إلقاء كلمة رئيسية والمشاركة في حلقة نقاش حول الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

ويعد الاقتصاد السعودي من أسرع الاقتصادات نمواً وأكثرها ديناميكية في العالم، وذلك بقيادة الشركات التي حققت توسعاً كبيراً في العقد الماضي، ما جعل البلاد من أكثر الوجهات الاستراتيجية جاذبية للاستثمارات من جميع أنحاء العالم.

وسيسعى الوفد إلى معالجة القضايا الحرجة التي يواجهها عالم اليوم من خلال العمل الجماعي المشترك لمجتمع الأعمال، بما ينسجم مع «رؤية 2030» واستراتيجية المملكة للنمو.


مقالات ذات صلة

السعودية: نظام جديد لحماية المستهلك في مراحله الأخيرة

الاقتصاد خلال اجتماع القصبي برجال وسيدات ورواد الأعمال والمستثمرين بمنطقة الباحة (واس)

السعودية: نظام جديد لحماية المستهلك في مراحله الأخيرة

كشف وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي اليوم، أن هناك نظاماً جديداً لحماية المستهلك في مراحله الأخيرة، سيعالج كثيراً من تحديات المستهلك اليوم.

«الشرق الأوسط» (الباحة)
الاقتصاد جناح «برنامج الربط الجوي» في «مؤتمر مسارات العالم» المقام بالبحرين (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» يتفاوض مع شركات عالمية لتوسيع الرحلات البينية مع السعودية

عقد «برنامج الربط الجوي» السعودي اجتماعات ثنائية مكثفة مع كبرى شركات النقل الدولية المشاركة في «مؤتمر مسارات العالم».

بندر مسلم (المنامة)
الاقتصاد تهدف السعودية إلى أن تصبح واحدة من أكبر منتجي الهيدروجين في العالم (الشرق الأوسط)

«السيادي» السعودي يعتزم إطلاق شركة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر

يعتزم «صندوق الاستثمارات العامة» إطلاق شركة جديدة لإنتاج الوقود منخفض الكربون والطاقة الهيدروجينية الخضراء باستثمارات قد تصل لـ10 مليارات دولار، وفق «بلومبرغ».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مجموعة من الأسماك بعد الصيد في إحدى الأسواق الوطنية (واس)

ارتفاع إنتاج الاستزراع السمكي بالسعودية إلى 140 ألف طن خلال 2023

ارتفع إنتاج مشروعات الاستزراع السمكي في المياه المالحة والمياه الداخلية بالسعودية إلى 56.4 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة لوزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي مع مسؤولي برنامج الربط الجوي السعودي خلال مؤتمر مسارات العالم (الشرق الأوسط) play-circle 00:46

السعودية تستقطب شركات طيران وتفتح مسارات جديدة في 2024

تحدّث الرئيس التنفيذي لبرنامج الربط الجوي السعودي، ماجد خان، لـ«الشرق الأوسط»، عن نجاح البرنامج، هذا العام، في جذب 12 شركة طيران.

بندر مسلم (المنامة)

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)
شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)
TT

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)
شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)

واصلت أسعار النفط مكاسبها، يوم الاثنين، حيث اقترب خام برنت من 80 دولاراً للبرميل، بعد أن سجل الأسبوع الماضي أكبر قفزة أسبوعية منذ أوائل 2023، مدفوعة بمخاوف من صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط وتعطل محتمل للصادرات من المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط.

وارتفع سعر النفط بأكثر من 8 في المائة الأسبوع الماضي، وهو أكبر مكسب أسبوعي منذ يناير (كانون الثاني) 2023، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 9.1 في المائة وسط احتمال أن تضرب إسرائيل البنية التحتية النفطية الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.09 دولار أو 1.4 في المائة إلى 79.14 دولار للبرميل بحلول الساعة 1316 بتوقيت غرينتش، وفق «رويترز».

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.15 دولار أو 1.55 في المائة إلى 75.53 دولار. وكان خام غرب تكساس الوسيط قد ارتفع في وقت سابق بأكثر من دولارين.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في «ساكسو بنك» في مذكرة: «عاد خام برنت لتحدي 80 دولاراً، مع إظهار النشاط في سوق الخيارات زيادة الطلب على التحوط من مخاطر تحقيق المزيد من المكاسب وسط مخاوف بشأن تعطل بسيط أو في أسوأ الأحوال تعطل كبير للإمدادات من الشرق الأوسط».

ويشعر التجار بالقلق بشأن ضربة محتملة للبنية التحتية للطاقة في المنطقة التي قد تعوق إمدادات النفط، أو تعطل مضيق هرمز، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وهناك دلائل تشير إلى أن صناديق التحوط، التي كان الكثير منها يراهن على تمديد النفط انخفاضات هذا العام، بدأت في تعديل مواقفها؛ إذ قلّصت الصناديق رهاناتها القصيرة ضد «برنت» وزادت مراكزها الطويلة في الأسبوع حتى الأول من أكتوبر، في المراحل المبكرة من ارتفاع الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات «آي سي إي».

ومع ذلك، من المرجح أن الصناديق التي تعتمد على الكومبيوتر والتي حاولت التمسك باتجاهات السوق كانت لا تزال تراهن ضد النفط حتى يوم الخميس، وفقاً لمحفظة نموذجية تديرها «سوسيتيه جنرال».

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الخميس، إن إسرائيل ناقشت ضرب منشآت النفط الإيرانية رداً على الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل الأسبوع الماضي. واقترح لاحقاً أن تفكر إسرائيل في خيارات أخرى.

وقال يوم الجمعة: «لو كنت في مكانهم، كنت سأفكر في بدائل أخرى غير ضرب حقول النفط».

وتصدر إيران 1.7 مليون برميل من النفط يومياً، معظمها من محطة في جزيرة خرج، على بُعد نحو 25 كيلومتراً من الساحل الجنوبي للبلاد.

وقال دان سترويفن، المحلل في «غولدمان ساكس»، للعملاء إن انقطاعاً لمدة ستة أشهر، يصل إلى نحو مليون برميل يومياً، من شأنه أن يدفع خام برنت إلى 85 دولاراً في منتصف العام المقبل إذا عوضت «أوبك» العجز. وتوقع أن ترتفع الأسعار إلى منتصف التسعينات دون تعويض.

وأضاف سترويفن: «يركز المستثمرون على خطر دخول إسرائيل وإيران في حلقة من الهجمات الانتقامية التي قد تتصاعد إلى صراع أوسع».

لكن بنك «إيه إن زد» للأبحاث يتوقع أن يكون أي تأثير فوري على الإمدادات صغيراً نسبياً.

وقال: «نرى أن الهجوم المباشر على منشآت النفط الإيرانية هو الرد الأقل ترجيحاً بين خيارات إسرائيل»، مشيراً إلى الاحتياطي الذي توفره الطاقة الفائضة لمجموعة «أوبك» التي تبلغ 7 ملايين برميل يومياً.

ومن المقرر أن تبدأ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، المعروفون مجتمعين باسم «أوبك بلس»، في زيادة الإنتاج اعتباراً من ديسمبر (كانون الأول) بعد خفضه في السنوات الأخيرة لدعم الأسعار بسبب ضعف الطلب العالمي.