صدمة مصرفية بعد خفض «موديز» تصنيف بنوك أميركية

«وول ستريت» تتراجع وسط قلق على مصير المؤسسات المالية الكبرى

تراجعت أسهم البنوك الأميركية في التداولات المبكرة الثلاثاء (رويترز)
تراجعت أسهم البنوك الأميركية في التداولات المبكرة الثلاثاء (رويترز)
TT

صدمة مصرفية بعد خفض «موديز» تصنيف بنوك أميركية

تراجعت أسهم البنوك الأميركية في التداولات المبكرة الثلاثاء (رويترز)
تراجعت أسهم البنوك الأميركية في التداولات المبكرة الثلاثاء (رويترز)

تراجعت أسهم البنوك الأميركية في التداولات المبكرة، يوم الثلاثاء، بعد أن قامت وكالة التصنيف الائتماني «موديز» بخفض تصنيف 10 من المقرضين متوسطي الحجم، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن التحديات التي تواجه صناعة البنوك.

وقالت «موديز» في تقرير صدر مساء الاثنين، إن ارتفاع تكاليف التمويل وإمكان انخفاض مستويات الودائع وضعف الربحية تشكل مخاطر على القطاع المصرفي، الذي مر بأزمة في وقت سابق من هذا العام بعد انهيار ثلاثة من المقرضين.

وخفضت «موديز» تصنيفات 10 بنوك بدرجة واحدة، ووضعت 6 بنوك عملاقة، بما في ذلك بنك «نيويورك ميلون»، و«يو إس بانكورب»، و«ستيت ستريت»، و«تراست فاينانشال»، قيد المراجعة، لاحتمال خفض التصنيف. وحذرت وكالة التصنيف أيضاً من أن القوة الائتمانية للقطاع ستختبر على الأرجح من خلال مخاطر التمويل وضعف الربحية.

ومن بين المصارف التي تم خفض تصنيفاتها «إم آند تي بنك»، و«ويبستر فانانشيال»، و«بي أو كيه فاينانشيال»، و«أولد ناشيونال بانكورب»، و«بيناكيل فاينانشيال بارتنرز»، و«فولتون فاينانشيال».

وتبنت «موديز» نظرة مستقبلية «سلبية» لـ11 مقرضاً، بما في ذلك «بي إن سي فاينانشيال سيرفيسز غروب»، و«كابيتال وان فاينانشيال»، و«سيتيزينز فاينانشيال غروب»، و«فيفث ثيرد بانكورب»، و«ريجون فاينانشيال»، و«ألي فاينانشيال».

وقال ستيوارت كول كبير الاقتصاديين الكلي في شركة «إيكويتي كابيتال»، إن «إعلان (موديز) بمثابة جرس إنذار... وهو مهم لنمو الولايات المتحدة أيضاً، لأن البنوك الإقليمية الأميركية هي شريان الحياة التمويلي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم».

وانخفضت أسهم «بنك أوف أميركا» و«سيتي غروب» و«جيه بي مورغان تشيس» بأكثر من 1 في المائة، وبنك «غولدمان ساكس» 0.6 في المائة، في التعاملات المستقبلية صباح الثلاثاء. وتراجعت أسهم «نيويورك مليون» بنسبة 2 في المائة، وبنك «يو إس بانكورب» 2.3 في المائة.

وانخفض مؤشر البنوك بنسبة 1.4 في المائة حتى الآن هذا العام، متخلفاً عن مكاسب بلغت 17.7 في المائة لمؤشر «إس آند بي 500» القياسي، وذلك بعد أن أثار انهيار بنك «سيليكون فالي» وبنك «سيغنتشر» في وقت سابق من هذا العام أزمة ثقة في البنوك الأميركية، وأدى إلى اندفاع على الودائع في مجموعة من البنوك الإقليمية.

وفتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض بفعل تراجع الأسهم المالية بعد خفض «موديز ». وانخفض المؤشر ​«داو جونز» الصناعي 127.73 نقطة أو 0.36 في المائة إلى 35345.40 نقطة.

كما هبط المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بواقع 20.41 نقطة أو 0.45 في المائة إلى 4489.03 نقطة، في حين نزل المؤشر «ناسداك» المجمع 118.95 نقطة أو 0.85 بالمائة إلى 13875.45 نقطة.


مقالات ذات صلة

«الفنتك» تغزو الهواتف... من السداد السريع إلى استثمار الأموال

الاقتصاد جناح شركة «تمارا» التي توفر خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» في السعودية والخليج بمعرض «ليب24» بالرياض (إكس)

«الفنتك» تغزو الهواتف... من السداد السريع إلى استثمار الأموال

تطبيقات التكنولوجيا المالية أصبحت جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في حياة الجيل الجديد، وحددت «فنتك السعودية» 9 مجالات لهذه التطبيقات.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«السيادي السعودي» يقترض 15 مليار دولار من تحالف مؤسسات مالية دولية

حصل «صندوق الاستثمارات العامة» على تسهيلات ائتمانية دوّارة لأغراض مؤسسية عامة تبلغ قيمتها 15 مليار دولار (56.25 مليار ريال)، حيث ستحل محل تسهيل ائتماني دوّار.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد عمال يفرِغون صناديق الفاكهة في سوق بمدينة بيشاور (أ.ف.ب)

باكستان: نهدف إلى تأمين 4 مليارات دولار من بنوك في الشرق الأوسط

قال محافظ البنك المركزي الباكستاني جميل أحمد، إن بلاده تتطلع إلى جمع ما يصل إلى أربعة مليارات دولار من بنوك تجارية في الشرق الأوسط بحلول السنة المالية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (كراتشي)
الاقتصاد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومحافظا بنك إنجلترا أندرو بيلي وبنك كندا تيف ماكليم خلال استراحة خارج قاعة مؤتمر جاكسون هول (رويترز)

التوقعات القاتمة تنذر بأوقات مضطربة للاقتصاد العالمي والأسواق المالية

طغت العلامات المتزايدة على ضعف النمو والمخاطر الناشئة في سوق العمل على تجمع لصُناع السياسات العالميين بمؤتمر جاكسون هول السنوي.

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)
الاقتصاد مقر بنك الصين في العاصمة بكين (إكس)

رئيس بنك الصين يستقيل من منصبه

قال بنك الصين، إن نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ليو جين، استقال لأسباب شخصية اعتبارًا من اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
TT

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)
شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)

أقر «بنك التنمية الجديد» آلية جديدة لتعزيز جهود التنمية في دول «البريكس»، خلال اجتماع عقدته الدول الأعضاء، السبت، في كيب تاون بجنوب أفريقيا.

وأنشأت الدول المؤسسة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) «بنك التنمية الجديد». وضمّت مجموعة «بريكس» السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا إلى عضويتها بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.

ولم يتم الكشف عن بنود الآلية الجديدة، لكن من المقرر أن تظهر ملامحها خلال فعاليات الاجتماع الحالي.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، محافظ مصر لدى «بنك التنمية الجديد»، رانيا المشاط، أهمية سد الفجوات التمويلية التي تواجه جهود تحقيق التنمية، من خلال التمويل المختلط الذي يجمع بين الاستثمارات الحكومية، والتمويلات الأخرى المتاحة من مختلف الأطراف ذات الصلة.

وأوضحت المشاط، في الجلسة النقاشية لمحافظي «بنك التنمية الجديد»، حول «فتح آفاق التمويل من أجل التنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والدول النامية»، أنه «في ظل انخفاض نسب التمويل المختلط، فإن التكامل بين بنوك التنمية متعددة الأطراف، والحكومات، يُعد أمراً بالغ الأهمية للدفع قدماً بجهود التنمية».

وأضافت المشاط، أن الحكومات يجب أن تكون واضحة بشأن أولوياتها، وأيضًا على مستوى حجم الاستثمارات الحكومية التي ستتيحها، وتعظيم مبدأ ملكية الدولة، من أجل تحديد الاحتياجات الفعلية من بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتشجيع الاستثمارات الخاصة، مؤكدة أن توضيح الأولويات في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المختلفة يعزّز من فاعلية التعاون مع بنوك التنمية متعددة الأطراف، ويحفّز جذب استثمارات القطاع الخاص.

جاء ذلك، وفق بيان صحافي، خلال مشاركة الوزيرة في الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي البنك، المنعقد تحت عنوان «الاستثمار في مستقبل مستدام» خلال المدة من 28 - 31 أغسطس (آب) 2024 بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا.

وألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة رئيسة «بنك التنمية الجديد» ديلما روسيف، ورئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية جين لي تشون، ورئيسة منظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا، ومحافظو دول البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، وبنغلاديش، والإمارات العربية المتحدة، لدى البنك.

وفي كلمتها أوضحت المشاط، أن «تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وإفساح المجال للقطاع الخاص يُعدّ أحد المحاور الأساسية لتشجيع الاستثمارات، ومن أجل تحقيق ذلك يجب أن تتحمّل الدولة تكلفة، وتتيح جزءاً من موازنتها الاستثمارية لتنفيذ المشروعات ذات الأولوية».

وفي سياق متصل، شددت الوزيرة على أن «التعاون بين دول الجنوب العالمي وزيادة جهود تبادل الخبرات والممارسات التنموية، يُعدان عنصرين حاسمين للاستفادة من التجارب الناجحة التي تساعد الدول النامية على تجاوز تحدياتها».

ثم انتقلت إلى الحديث حول الترابط الكبير بين جهود التنمية والعمل المناخي، وأنه «لا يمكن تجاهل هذا الترابط في أثناء السعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ولذلك فقد أطلقت مصر المنصة الوطنية لبرنامج (نُوَفّي)، التي تتضمّن مشروعات ذات أولوية في مجالي التخفيف والتكيف بقطاعات المياه والغذاء والطاقة».

وأشارت الوزيرة إلى «أهمية التكامل بين التمويل الحكومي وما تقدمه بنوك التنمية متعددة الأطراف أو الشراكات الثنائية، بهدف خفض التكاليف إلى أدنى حد ممكن»، موضحة أن «أحد التحديات الكبرى التي نواجهها هو أن التمويل المطلوب للتنمية والعمل المناخي سيستمر في الزيادة مع مرور السنوات، وعلى الرغم من أن التمويلات التنموية تؤدي دوراً حيوياً في تلك القضية، فإنها لا تستطيع سد الفجوة المتنامية باستمرار، لذا يتعيّن على الدول النامية والناشئة اتخاذ نهج متعدد الأوجه لحشد التمويل للتنمية المستدامة».