الاحتياطي الأجنبي الصيني يقفز في يوليو

توقعات بأسوأ انكماش للصادرات منذ بداية عام 2022

صينيون يمشون على جسر بمقاطعة شنغهاي الصينية... وسط مؤشرات على تراجع قوي للصادرات (رويترز)
صينيون يمشون على جسر بمقاطعة شنغهاي الصينية... وسط مؤشرات على تراجع قوي للصادرات (رويترز)
TT

الاحتياطي الأجنبي الصيني يقفز في يوليو

صينيون يمشون على جسر بمقاطعة شنغهاي الصينية... وسط مؤشرات على تراجع قوي للصادرات (رويترز)
صينيون يمشون على جسر بمقاطعة شنغهاي الصينية... وسط مؤشرات على تراجع قوي للصادرات (رويترز)

ارتفعت احتياطات الصين من النقد الأجنبي أكثر من المتوقع في يوليو (تموز) الماضي، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة يوم الاثنين، وذلك فيما تراجع الدولار في الأسواق مقابل العملات الرئيسية الأخرى.

وارتفعت احتياطات النقد الأجنبي في البلاد، وهي الأكبر عالمياً، بنحو 11.3 مليار دولار إلى 3.204 تريليونات دولار في الشهر الماضي، مقارنة بـ3.2 تريليونات دولار التي توقعها استطلاع أجرته «رويترز»، وذلك صعوداً من 3.193 تريليون دولار في يونيو (حزيران) الماضي.

وخلال الشهر الماضي، ارتفع اليوان بنسبة 1.5 في المائة مقابل الدولار، بينما انخفض الدولار في الوقت ذاته بنسبة 1.0 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى.

وبنهاية يوليو الماضي، بلغ احتياطي الذهب في الصين 68.69 مليون أونصة (أوقية) بقيمة 135.36 مليار دولار، مقابل 67.95 مليون أونصة في نهاية يونيو بقيمة 129.93 مليار دولار.

ورغم أن ارتفاع الاحتياطي الأجنبي يظهر قوة الاقتصاد الصيني، فإنه لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني؛ بما في ذلك أزمة الطاقة المستمرة وتأثيرات الحرب في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن تتقلص صادرات الصين بشكل أكبر في يوليو، حيث واجه المصنعون في ثاني أكبر اقتصاد في العالم صعوبة في العثور على مشترين في الأسواق التي تكافح مع ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، وفقاً لاستطلاع «رويترز».

ويتوقع أن تظهر البيانات الخاصة بشهر يوليو انخفاضاً في الصادرات الخارجية بنسبة 12.5 في المائة على أساس سنوي، بعد انخفاض بنسبة 12.4 في المائة خلال يونيو، وفقاً لمتوسط توقعات 28 من الاقتصاديين في الاستطلاع.

وستكون هذه أسوأ قراءة للمؤشر منذ الأيام الأولى لجائحة «كورونا» في فبراير (شباط) 2020، عندما انخفضت الصادرات بنسبة سنوية 17.2 في المائة، حيث أدت قيود مكافحة الجائحة الصارمة وعمليات الإغلاق في جميع أنحاء البلاد إلى توقف العمال عن العمل.

وانخفض نشاط المصانع في الصين للشهر الرابع على التوالي في يوليو، مما يهدّد آفاق النمو للربع الثالث ويزيد من الضغط على المسؤولين للتعجيل بإجراءات دعم الاقتصاد لتعزيز الطلب المحلي، مع اقتراب قطاعات الخدمات والبناء من حافة الانكماش.

ولمح المخطط الحكومي الصيني إلى التحفيز خلال 3 مؤتمرات صحافية عُقدت الأسبوع الماضي، لكن المستثمرين شعروا بخيبة أمل من المقترحات لتوسيع الاستهلاك في قطاعات السيارات والعقارات والخدمات، وكذلك تمديد أدوات دعم القروض للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم حتى نهاية عام 2024.

وبينما يكافح كثير من أسواق الصين الرئيسية مع ارتفاع تكاليف الاقتراض وسط معركة لخفض التضخم الجامح، فإن السلطات في بكين تسير على حبل مشدود في محاولة لتعزيز الاستهلاك المحلي دون تخفيف السياسة النقدية كثيراً خشية أن يتسبب ذلك في تدفقات رأسمالية كبيرة.

ووفق الاستطلاع، فمن المتوقع أن تكون الواردات قد انخفضت بنسبة 5.0 في المائة خلال يوليو، بعد انخفاض بنسبة 6.8 في المائة خلال يونيو، مما يعكس أن الطلب المحلي متحسن قليلاً.

لكن الصادرات الكورية الجنوبية إلى الصين، وهي مؤشر رئيسي للواردات إلى العملاق الآسيوي، انخفضت 25.1 في المائة خلال يوليو مقارنة بعام مضى، وهو الانخفاض الأعلى حدة في 3 أشهر.

وأشار متوسط التقديرات في الاستطلاع إلى تغيير طفيف فقط في فائض تجارة الصين، حيث توقع المحللون أنه سيصل إلى 70.60 مليار دولار، مقارنة بـ70.62 مليار دولار في يونيو. وستصدر بيانات التجارة الصينية الرسمية يوم الثلاثاء.

في غضون ذلك، ضخ «بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)» يوم الاثنين 3 مليارات يوان (نحو 420 مليون دولار) في النظام المصرفي من خلال عمليات إعادة شراء عكسية لأجل 7 أيام بفائدة نسبتها 1.9 في المائة.

وتعدّ عمليات إعادة الشراء العكسية، المعروفة بـ«الريبو العكسي»، عمليات يشتري فيها البنك المركزي الأوراق المالية من البنوك التجارية من خلال تقديم عطاءات، مع الاتفاق على بيعها إليها مرة أخرى في المستقبل. وتستهدف هذه الآلية الحفاظ على سيولة نقدية معقولة ووافرة في النظام المصرفي، وفقاً للبنك المركزي.

من ناحية أخرى، خفض «البنك المركزي الصيني» السعر الاسترشادي للدولار أمام اليوان الصيني إلى 7.1380 يوان لكل دولار، مقابل 7.1418 يوان لكل دولار يوم الجمعة آخر أيام أسبوع التداول الماضي.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
TT

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

قبل ساعات قليلة من «الختام المفترض» لمؤتمر «كوب 29» للمناخ في العاصمة الأذرية باكو على بحر قزوين، سيطر الخلاف على المباحثات؛ إذ عبرت جميع الأطراف تقريباً عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الذي قدمته إدارة المؤتمر ظهر يوم الجمعة في «مسودة اتفاق التمويل»، والذي اقترح أن تتولى الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لمساعدة أكثر الدول فقراً، وهو الاقتراح الذي أثار انتقادات من جميع الأطراف.

وتتولى حكومات العالم الممثلة في القمة في باكو عاصمة أذربيجان، مهمة الاتفاق على خطة تمويل شاملة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن المؤتمر الذي استمر أسبوعين تميز بالانقسام بين الحكومات الغنية التي تقاوم الوصول إلى نتيجة مكلفة، والدول النامية التي تدفع من أجل المزيد.

وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لتغيّر المناخ في بنما، والذي وصف المبلغ المقترح بأنه منخفض للغاية: «أنا غاضب للغاية... إنه أمر سخيف، سخيف للغاية!»، وأضاف: «يبدو أن العالم المتقدم يريد أن يحترق الكوكب!».

وفي الوقت نفسه، قال مفاوض أوروبي لـ«رويترز» إن مسودة الاتفاق الجديدة باهظة الثمن ولا تفعل ما يكفي لتوسيع عدد البلدان المساهمة في التمويل. وأضاف المفاوض: «لا أحد يشعر بالارتياح من الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد شيء تقريباً بشأن زيادة قاعدة المساهمين».

ومن جانبها، حثت أذربيجان الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي يوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة. وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة: «نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو».

صحافيون ومشاركون يراجعون مسودة الاتفاق الختامي بمقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو ظهر يوم الجمعة (أ.ب)

وحددت المسودة أيضاً هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، والذي سيشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة. وهذا يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد بأن تتمكن البلدان النامية من الوصول إلى الحصول على تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد. لكن المفاوضين حذروا من أن سد الفجوة بين تعهدات الحكومة والتعهدات الخاصة قد يكون صعباً.

وكان من المقرر أن تختتم قمة المناخ في مدينة بحر قزوين بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن التوقعات كانت تصب في اتجاه التمديد، على غرار مؤتمرات «الأطراف» السابقة التي تشهد جميعها تمديداً في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات.

وقال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في «جمعية آسيا»، وهو مراقب مخضرم لمؤتمرات «الأطراف»: «إن إيجاد (نقطة مثالية) في المحادثات قريباً أمر بالغ الأهمية. أي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية».

وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى باكو من اجتماع «مجموعة العشرين» في البرازيل يوم الخميس، داعياً إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن «الفشل ليس خياراً».

وبدوره، قال دانييل لوند، المفاوض عن فيجي، لـ«رويترز»، إن «الطريق لا يزال طويلاً... إنه رقم (الوارد بالمسودة) منخفض للغاية مقارنة بنطاق الحاجة القائمة وفهم كيفية تطور هذه الاحتياجات».

كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.

وانتقد المفاوضون والمنظمات غير الحكومية إدارة المؤتمر. وهم يأخذون على الأذربيجانيين الافتقار إلى الخبرة في قيادة مفاوضات بين ما يقرب من 200 دولة. وقال محمد آدو، ممثل شبكة العمل المناخي: «هذا هو أسوأ مؤتمر للأطراف على ما أذكر».

كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.

وقال المبعوث الأميركي جون بوديستا: «نحن، بصراحة، نشعر بقلق عميق إزاء الخلل الصارخ في التوازن» في النص. في حين أعرب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا عن موقف مشابه بقوله إن النص «غير مقبول في صيغته الحالية».

ويكرر الأوروبيون القول إنهم يريدون «الاستمرار في توجيه الدفة»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية، كدليل على حسن النية. لكن العجز المالي الذي تعانيه بلدان القارة العجوز يحد من قدراتهم.

وتساءل المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري غوميز: «نحن نطلب 1 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فهل هذا كثير جداً لإنقاذ الأرواح؟». في حين أعربت الوزيرة الكولومبية سوزان محمد عن أسفها، قائلة: «إنهم يدورون في حلقة مفرغة وهم يؤدون ألعابهم الجيوسياسية».

ومن جانبها، دعت الصين، التي تؤدي دوراً رئيساً في إيجاد التوازن بين الغرب والجنوب، «جميع الأطراف إلى إيجاد حل وسط»... لكن بكين وضعت «خطاً أحمر» بقولها إنها لا تريد تقديم أي التزامات مالية. وهي ترفض إعادة التفاوض على قاعدة الأمم المتحدة لعام 1992 التي تنص على أن المسؤولية عن تمويل المناخ تقع على البلدان المتقدمة.