قرض الـ400 مليون دولار السعودي ينعش موازنة تونس

سيسهم في توفير سيولة بعد فشل مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي

مارة أمام نافورة مياه في أحد ميادين تونس العاصمة (غيتي)
مارة أمام نافورة مياه في أحد ميادين تونس العاصمة (غيتي)
TT

قرض الـ400 مليون دولار السعودي ينعش موازنة تونس

مارة أمام نافورة مياه في أحد ميادين تونس العاصمة (غيتي)
مارة أمام نافورة مياه في أحد ميادين تونس العاصمة (غيتي)

توقع عدد من الخبراء التونسيين في الاقتصاد والمالية أن يسهم القرض المالي السعودي البالغ 400 مليون دولار في انتعاش موازنة تونس بعد فشلها في تعبئة موارد مالية من الشركاء التقليديين، خصوصاً الأوروبيين، وفي تلبية الشروط المتعددة التي طالب بها صندوق النقد الدولي للحصول على قرض مالي بنحو 1.9 مليار دولار.

وكان وزير المالية السعودي، محمد بن عبد اللّه الجدعان، وقّع مع وزيرة المالية التونسية، سهام البوغديري، في 20 يوليو (تموز) الماضي في تونس، اتفاقية لتقديم قرض ميسر بمبلغ 400 مليون دولار، ومذكرة تفاهم لتقديم منحة بمبلغ 100 مليون دولار تخصص كذلك لتمويل الموازنة.

وصادق البرلمان التونسي على اتفاقية القرض بين تونس والمملكة العربية السعودية. وفي شرح الأسباب الذي تقدمت بها الحكومة التونسية إلى البرلمان، أشارت إلى أهمية هذا القرض في إنعاش الاقتصاد التونسي بعد أن شهدت عمليات تعبئة موارد مالية لموازنة الدولة نسقاً بطيئاً باعتبار اشتراط جميع الشركاء الماليين التقليديين إبرام تونس اتفاقاً جديداً مع صندوق النقد الدولي لمنحها تمويلات جديدة.

وذكرت وزارة المالية التونسية أن إجراءات التفاوض والتعاقد حول القرض السعودي كانت ميسرة مقارنة بقروض دعم الموازنة من بقية المقرضين؛ سواء متعدّدة الأطراف والثنائية، مؤكدة أن سحب مبلغ القرض السعودي يتوقف على دخوله حيز التنفيذ فقط، في حين أن بقية القروض يستوجب سحبها المصادقة القانونية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية المدرجة والتي تستغرق وقت طويلاً للاتفاق بشأنها وتنفيذها.

ولا يمكن لتونس إصدار قرض رقاعي بالسوق المالية العالمية دون ضمان من جهة مانحة ذات ترقيم سيادي «أ» وهو ما جعلها غير قادرة على الخروج إلى تلك السوق.

يذكر أن إجمالي التعاون المالي بين المملكة العربية السعودية وتونس بلغ نحو 2.2 مليار دولار، وتجسد هذا التعاون في 49 مشروعاً هدفها دعم الاقتصاد التونسي.

وكانت السلطات السعودية عرضت في مرحلة أولى خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2021 منح المصرف المركزي التونسي وديعة بمبلغ 500 مليون دولار على مدى عام وبنسبة فائدة 7 في المائة، لكن تونس اقترحت تحويل هذه الوديعة لمصلحة موازنة الدولة إلى قرض بمبلغ 400 مليون دولار ومنحة بمبلغ 100 مليون دولار، وهو ما وافقت عليه السلطات السعودية.

وكان قانون المالية للسنة الحالية قد تضمن تعبئة موارد بعنوان الاقتراض بمبلغ 23.490 مليار دينار تونسي (نحو 7.5 مليار دولار)، من بينها 14.859 مليار دينار عبر الاقتراض الخارجي. علاوة على مبلغ 13.059 مليار دينار عبر قروض محلية لدعم موازنة الدولة، وهو ما فشلت الدولة في توفيره نتيجة تأزم أوضاعها المالية.


مقالات ذات صلة

تونس تسعى لخفض عجز الموازنة إلى 5.5 % في 2025

الاقتصاد منظر عام لشارع الحبيب بورقيبة في وسط تونس (رويترز)

تونس تسعى لخفض عجز الموازنة إلى 5.5 % في 2025

أظهرت أحدث نسخة من مشروع قانون الموازنة التونسية، أن تونس تأمل في خفض عجز الميزانية إلى 5.5 في المائة عام 2025 من 6.3 في المائة متوقعة في 2024.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا من التظاهرة التي نظّمها أقارب معارضين للرئيس التونسي للمطالبة بالإفراج عنهم (د.ب.أ)

عائلات معارضين تونسيين معتقلين يتظاهرون ضد «الظلم»

تظاهر نحو مائة من أقارب معارضين للرئيس التونسي، بعضهم مسجون منذ ما يقارب العام ونصف العام، لمناسبة عيد الجمهورية للمطالبة بالإفراج عنهم.

«الشرق الأوسط» (تونس)
يوميات الشرق خبير تونسي يتفقد مزرعة تين شوكي موبوءة بالحشرات القرمزية في صفاقس بتونس في 19 يوليو 2024 (رويترز)

الحشرة القرمزية تصيب محاصيل تونس من التين الشوكي (صور)

الحشرة أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لمحصول التين الشوكي لأنها تدمر مساحات واسعة من المزارع وتثير قلقاً اقتصادياً كبيراً منذ اكتشافها في تونس لأول مرة عام 2021.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي بإمكان العراقيين السفر إلى تونس من دون تأشيرة دخول (أ.ف.ب)

تونس تُعفي العراقيين والإيرانيين من تأشيرة الدخول

أعلنت تونس إعفاء الإيرانيين والعراقيين من تأشيرة الدخول إلى أراضيها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا تونسيون يعاينون الخراف في مركز بيع بمدينة القصرين حيث زادت أسعار الأضاحي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف (أ.و.ب)

ارتفاع أسعار أضاحي العيد يقض مضجع التونسيين

أعداد كبيرة من التونسيين عبرت عن تذمرها وشكواها من ارتفاع أسعار أضاحي العيد، وهو ارتفاع كبير وغير منتظر، وأصبح يقض مضجع جل الآباء التونسيين.

«الشرق الأوسط» (تونس)

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)
ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)
TT

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)
ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء)، ميزانية عام 2025 بإيرادات متوقعة عند 1.184 تريليون ريال (315.7 مليار دولار)، ونفقات بقيمة 1.285 تريليون ريال (342.6 مليار دولار)، وعجز بـ101 مليار ريال (26.9 مليار دولار).

وتظهر أرقام الميزانية المحافظة على الاستدامة المالية والاستمرار في تنفيذ الإصلاحات لتعزيز قوة الاقتصاد.

وقال ولي العهد في كلمة عقب إقرار الميزانية، إن المملكة ستواصل العمل على تنويع وتوسيع القاعدة الاقتصادية وتعزيز متانة مركزها المالي. وأضاف أن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة، وهو ينمو بوتيرة متسارعة ويوجِد فرصاً غير مسبوقة.

وأكد الأمير محمد بن سلمان استمرار مساهمة الإنفاق الحكومي في تنويع الاقتصاد من خلال التركيز على تمكين القطاعات الواعدة، وتعزيز جذب الاستثمارات، وتحفيز الصناعات، ورفع نسبة المحتوى المحلي والصادرات غير النفطية. كما شدد على الاستمرار في تحقيق كامل برامج «رؤية 2030» والاستراتيجيات الوطنية، وتعزيز دور القطاع الخاص لزيادة مساهمته في المشاريع الاستثمارية، ما يمكّن الحكومة من مواصلة العمل على تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام. وشدد على أن «المؤشرات الإيجابية للاقتصاد السعودي تأتي امتداداً للإصلاحات المستمرة في المملكة في ظل رؤية المملكة 2030»، معتبراً أن الإصلاحات التي قامت بها المملكة «انعكست إيجابياً على تصنيفاتها الائتمانية، نتيجةً لتبني الحكومة سياسات مالية تساهم في المحافظة على الاستدامة المالية وكفاءة التخطيط المالي».