الأنشطة غير النفطية تقود نمو الاقتصاد السعودي

ارتفعت بنسبة 5.5 % على أساس سنوي في الربع الثاني

تواصل الأنشطة غير النفطية قيادة الاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)
تواصل الأنشطة غير النفطية قيادة الاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)
TT

الأنشطة غير النفطية تقود نمو الاقتصاد السعودي

تواصل الأنشطة غير النفطية قيادة الاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)
تواصل الأنشطة غير النفطية قيادة الاقتصاد السعودي (الشرق الأوسط)

واصل الاقتصاد السعودي تحقيق معدلات نمو منذ الربع الثاني من 2021، أي للشهر التاسع على التوالي، مدفوعةً بارتفاع الأنشطة غير النفطية التي باتت تشكل رافعة مهمة للاقتصاد.

ففي الربع الثاني من العام الحالي، حققت المملكة نمواً بواقع 1.1 في المائة على أساس سنوي، بفعل ارتفاع الأنشطة غير النفطية بنسبة 5.5 في المائة، فيما انخفضت الأنشطة النفطية بواقع 4.2 في المائة على أساس سنوي، حسب نشرة التقديرات السريعة للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من عام 2023، التي أصدرتها (الاثنين) الهيئة العامة للإحصاء.

كان النمو في المملكة قد حقق في الربع الأول من العام الحالي، 3.8 في المائة.

وقال صندوق النقد الدولي منذ أيام إن الاستثمارات الخاصة، بما فيها تلك الناتجة عن تنفيذ مشروعات كبرى، لا تزال تدعم نمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي في المملكة.

وشهد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المعدَّل موسمياً انخفاضاً خلال الربع الثاني من 2023 بمعدل 0.1 في المائة، على أساس ربعي، متأثراً بانخفاض الأنشطة النفطية بمعدل 1.4 في المائة. فيما حققت الأنشطة غير النفطية ارتفاعاً بمقدار 1.8 في المائة، إضافةً إلى نمو أنشطة الخدمات الحكومية بمعدل 0.6 في المائة على أساس ربعي.

الأنشطة النفطية

يرى الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد مكني لـ«الشرق الأوسط»، أنه بعد عام استثنائي شهد فيه الاقتصاد السعودي ازدهاراً كبيراً، حيث بلغت معدلات نموه 8.7 في المائة، كان من الطبيعي أن يسجل الناتج المحلي تراجعاً في الربع الثاني من العام الجاري.

وأوضح مكني أنه خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام المنصرم، وصل النمو في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 و11 و8.7 في المائة على التوالي، بسبب الظروف الاقتصادية التي كانت سائدة حينها، بما فيها الخروج من أزمة جائحة كورونا وزيادة الطلب على النفط، مما دفع بقيمة العوائد ونمو الاقتصاد السعودي.

إلا أن العام الجاري شهد تراجعاً في الأنشطة النفطية بسبب التخفيضات الطوعية التي أقرتها السعودية للحفاظ على استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية، وفق ما قال.

وشدد مكني على أهمية نمو الأنشطة غير النفطية بالنسبة إلى الاقتصاد، وتماسكها منذ العام الماضي لتصل 5.5 في المائة خلال الربع الثاني، متوقعاً استمرار ثباتها بفضل نجاح العمل الحكومي في الأعوام السابقة لتفوق مستوى 5.5 في المائة خلال الربعين الثالث والرابع من العام الحالي.

وأضاف مكني: «في سبيل الوصول إلى الهدف الأساسي بنمو الناتج المحلي الإجمالي ليتجاوز 2.5 في المائة خلال العام الجاري، يجب تحقيق أكثر من 3 في المائة خلال الربعين المقبلين»، مؤكدًا أن الربع الثالث سيكون مفتاحاً ونقطة انطلاقة مهمة للاقتصاد السعودي.

القطاع الخاص

من جانبه، أفاد الخبير الاقتصادي، أحمد الشهري لـ«الشرق الأوسط»، بأن القطاع الخاص يلعب دوراً حيوياً في تحقيق الأهداف الاقتصادية للمملكة، وهذه النتائج تعكس التزام البلاد بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، وتؤكد النجاح الذي تحقق في مسيرة التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة حالياً.

ووفق الشهري، يعد القطاع الخاص جزءاً مهماً من اقتصاد البلاد، حيث يسهم في توفير الوظائف وتحفيز النمو الاقتصادي. وفي الآونة الأخيرة، أولت السعودية اهتماماً خاصاً لتطويره وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وكشف الشهري عن إطلاق الكثير من المبادرات والبرامج الحكومية التي تهدف إلى دعم القطاع الخاص، مثل تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات الإدارية والتنظيمية، وتوفير التمويل والدعم الفني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وكذلك فرص التدريب والتأهيل للكوادر البشرية.


مقالات ذات صلة

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
TT

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)

ارتفعت سندات لبنان السيادية المقوَّمة بالدولار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، يوم الثلاثاء؛ حيث راهن المستثمرون على أن الهدنة المحتملة مع إسرائيل قد تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

وعلى الرغم من أن هذه السندات لا تزال تتداول بأقل من 10 سنتات للدولار، فإنها حققت مكاسب تتجاوز 3 في المائة هذا الأسبوع. وكان سعر استحقاق عام 2031 قد وصل إلى 9.3 سنت للدولار، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2022، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، أشار برونو جيناري، استراتيجي الأسواق الناشئة في شركة «كيه إن جي» للأوراق المالية الدولية، إلى أن «بعض المستثمرين يتساءلون ما إذا كان الوقت مناسباً للشراء؛ حيث تُعدُّ الهدنة الخطوة الأولى اللازمة لإعادة هيكلة السندات في المستقبل».

ورغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية وقتل الآلاف، فإن هذا الارتفاع غير المتوقع في قيمة السندات يعد بمثابة انعكاس للرغبة في إعادة تنشيط النظام السياسي المنقسم في لبنان، وإحياء الجهود لإنقاذ البلاد من أزمة التخلف عن السداد.