اختتمت أسواق النفط تعاملات الأسبوع على مكاسب بنحو 5 بالمائة، رغم تراجع الأسعار هامشيا في التعاملات الآسيوية يوم الجمعة، بعدما محت المخاوف المتعلقة بالطلب أثر البيانات الاقتصادية القوية على مدار الأسبوع.
وانخفض خام برنت 27 سنتا أو 0.32 بالمائة إلى 83.97 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش، لكنه كان يتجه لتسجيل زيادة أسبوعية بخمسة في بالمائة. كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتا أو 0.25 بالمائة إلى 79.89 دولار للبرميل متجها لتسجيل زيادة أسبوعية 5.2 بالمائة.
وارتفعت أسعار النفط في الجلسة السابقة على خلفية نتائج أعمال قوية وبيانات اقتصادية أميركية جاءت أفضل من المتوقع. وأغلق النفط مرتفعا يوم الخميس ليتجاوز خام برنت 84 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أبريل (نيسان).
وسجل النفط الخام مكاسب أسبوعية أربع مرات متتالية وسط شح متوقع للإمدادات بسبب خفض إنتاج مجموعة «أوبك بلس» التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها، وكذلك بعض الانقطاعات غير المقصودة في الإنتاج.
وأعلنت وزارة التجارة الأميركية مساء الخميس نمو الناتج المحلي الإجمالي بواقع 2.4 بالمائة في الربع الثاني، متجاوزا التوقعات بنمو عند 1.8 بالمائة. وتتطلع الأنظار حاليا إلى اجتماع لوزراء «أوبك بلس» في الرابع من أغسطس (آب) لمراجعة وضع السوق.
وتتعزز الرغبة في المخاطرة في الأسواق المالية الأوسع نطاقا مدعومة بتزايد توقعات أن البنوك المركزية، مثل مجلس الاحتياطي الأميركي، تقترب من نهاية حملات تشديد السياسة النقدية، ما سيعزز توقعات النمو العالمي والطلب على الطاقة.
وفيما يخص شركات الطاقة الكبرى، فقد واصلت نشر نتائجها الفصلية المخيبة، التي أظهرت تراجعا كبيرا في الأرباح نتيجة تراجع أسعار الطاقة في الربع الثاني من العام. وفي أحدث نتائج الشركات، شهدت إيرادات وأرباح شركة النفط والغاز الإيطالية العملاقة «إيني» انخفاضا في الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وأعلنت «إيني» يوم الجمعة انخفاض صافي أرباحها في الربع الثاني بنسبة 92 بالمائة، لتصل إلى 294 مليون يورو، مقارنة بـ3.82 مليار يورو في العام السابق. ووصلت ربحية السهم إلى 0.08 يورو، مقارنة بـ1.07 يورو في العام السابق.
وبلغ صافي الأرباح المعدلة لحملة أسهم إيني 1.94 مليار يورو، مقارنة بـ3.81 مليار يورو العام السابق. وانخفضت الأرباح المعدلة لكل سهم إلى 0.57 يورو، مقارنة بـ1.07 يورو في العام السابق.
وتراجعت الأرباح المعدلة قبل احتساب الضريبة إلى 3.7 مليار يورو بنسبة 41 بالمائة، وتراجعت أرباح التشغيل المعدلة بنسبة 42 بالمائة إلى 3.38 مليار يورو. كما تراجعت أرباح التشغيل في الربع الثاني بنسبة 38 بالمائة لتصل إلى 19.59 مليار يورو، مقارنة بـ31.56 مليار يورو في العام السابق. وعلى ذات المسار، أعلنت شركة «أو إم في» يوم الجمعة تسجيل أرباح أساسية أقل من المتوقع خلال الربع الثاني من 2023 بفعل تراجع المساهمات من جميع أقسام الشركة، فيما تتوقع انخفاض أسعار النفط والغاز.
وقالت الشركة النمساوية لإنتاج وتسويق النفط والغاز وتقديم الحلول الكيميائية، إن أرباح التشغيل، دون التأثيرات الاستثنائية التي تحدث مرة واحدة والمعدلة بحسب التكلفة الحالية للتوريد، بلغت 1.18 مليار يورو (1.29 مليار دولار) خلال الفترة من أبريل إلى يونيو (حزيران)، بانخفاض 60 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وكان محللون قد توقعوا أن تبلغ أرباح التشغيل تلك 1.27 مليار يورو، بحسب توافق في الآراء أعلنت عنه الشركة. وتراجعت إيرادات المبيعات في الربع الثاني 39 بالمائة على أساس سنوي إلى 8.98 مليار يورو. وتستكشف «أو إم في» وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) دمج كيانين مملوكين لهما لإنشاء عملاق للكيماويات بمبيعات سنوية مجمعة تزيد قيمتها على 20 مليار دولار. وخفضت الشركة توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت هذا العام إلى 75-80 دولارا للبرميل، من توقعات سابقة تجاوزت 80 دولارا.
وخلال الأيام الماضية، نشرت شركات كبرى نتائج مخيبة من حيث الأرباح، شملت كلا من «شل» الهولندية و«شيفرون كورب» الأميركية و«إكوينور» النرويجية و«توتال إنرجي» الفرنسية.