تباطؤ مبشر للتضخم السنوي في أميركا

وول ستريت تستقبل البيانات بالصعود… وخسارة أسبوعية للذهب

متداول في بورصة نيويورك يتابع حركة الأسهم الصاعدة عقب نشر سلسلة بيانات أميركية قوية (أ.ف.ب)
متداول في بورصة نيويورك يتابع حركة الأسهم الصاعدة عقب نشر سلسلة بيانات أميركية قوية (أ.ف.ب)
TT

تباطؤ مبشر للتضخم السنوي في أميركا

متداول في بورصة نيويورك يتابع حركة الأسهم الصاعدة عقب نشر سلسلة بيانات أميركية قوية (أ.ف.ب)
متداول في بورصة نيويورك يتابع حركة الأسهم الصاعدة عقب نشر سلسلة بيانات أميركية قوية (أ.ف.ب)

سجل التضخم السنوي تباطؤا ملموسا بالولايات المتحدة في يونيو (حزيران)، الأمر الذي قد يُعجل بإنهاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أقوى دورة تشديد نقدي منذ الثمانينات.

وقالت وزارة التجارة اليوم الجمعة إن التضخم، بمقياس مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، ارتفع 0.2 في المائة الشهر الماضي بعدما زاد 0.1 في المائة في مايو (أيار).

وفي اثني عشر شهرا حتى يونيو، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ثلاثة في المائة. وهذه أقل زيادة سنوية منذ مارس (آذار) 2021، وجاءت عقب زيادة نسبتها 3.8 في المائة في مايو.

وباستبعاد البنود المتقلبة مثل المواد الغذائية والطاقة، ارتفع المؤشر 0.2 في المائة في يونيو بعدما زاد 0.3 في المائة في الشهر السابق.

وقالت وزارة التجارة أيضا إن إنفاق المستهلكين، الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي بالولايات المتحدة، زاد 0.5 في المائة الشهر الماضي. وجرى تعديل بيانات مايو بالرفع لتظهر نمو الإنفاق 0.2 في المائة بدلا من 0.1 في المائة حسبما ورد سابقا. وكان خبراء الاقتصاد يتوقعون نمو الإنفاق 0.5 في المائة.

وزاد إنفاق المستهلكين 1.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الماضي انخفاضا من 4.2 في المائة بين يناير (كانون الثاني) ومارس.

وكانت الزيادة كفيلة بالمساهمة في تعزيز معدل النمو الاقتصادي إلى 2.4 في المائة في الربع الماضي من معدل اثنين في المائة المعلن في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.

وفتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت مرتفعة يوم الجمعة بعد نشر النتائج الداعمة لآمال تخفيف التشديد النقدي، كما قفزت أسهم شركات الرقائق بعد إعلان «إنتل» أرباحها الفصلية.

وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 160.77 نقطة أو 0.46 في المائة عند الفتح إلى 35443.49 نقطة. وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا 28.34 نقطة أو 0.62 في المائة إلى 4565.75 نقطة، وصعد المؤشر ناسداك المجمع 149.72 نقطة أو 1.07 في المائة إلى 14199.83 نقطة عند الفتح.

وتعافت أسعار الذهب يوم الجمعة قليلا من أدنى مستوياتها في أسبوعين بعد أن تسببت بيانات اقتصادية أميركية قوية في موجة بيع في الجلسة السابقة، ومع دفع أجواء تهيمن عليها الفائدة المرتفعة المعدن الأصفر صوب تسجيل أكبر خسارة أسبوعية في خمسة أسابيع.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة مسجلا 1951.60 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش، بعد أن وصل في وقت سابق لأدنى مستوى منذ 12 يوليو (تموز). وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.32 في المائة إلى 1951.90 دولار للأوقية.

وهبطت أسعار الذهب بنسبة 0.5 في المائة منذ بداية الأسبوع، وتتجه لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ 23 يونيو، مع مواصلة المركزي الأميركي والمركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة وتركهما الخيارات مفتوحة لتنفيذ المزيد.

وأظهرت بيانات يوم الخميس أن الاقتصاد الأميركي نما بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني ما يعزز احتمالات تجنب الركود. ودفعت تلك البيانات القوية مؤشر الدولار وعائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات لأعلى مستوى في أسبوعين، ما دفع أسعار الذهب للتراجع 1.4 في المائة في الجلسة السابقة، بما شكل أكبر نسبة خسارة في يوم واحد في ما يقرب من شهرين.

وأسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة ومعها عائدات سندات الخزانة ترفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 24.19 دولار، وكذلك البلاتين بنفس النسبة إلى 938.85 دولار، أما البلاديوم فقد تراجع 0.5 في المائة إلى 1234.21 دولار. وكان من المتوقع أن تسجل كل تلك المعادن خسارة أسبوعية.


مقالات ذات صلة

بايدن: الاقتصاد الأميركي «الأقوى في العالم» بعد أرقام النمو الكبيرة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن: الاقتصاد الأميركي «الأقوى في العالم» بعد أرقام النمو الكبيرة

أشاد الرئيس جو بايدن، الخميس، بأرقام النمو القوية، وأوضح أنها تؤكد أن الولايات المتحدة لديها «الاقتصاد الأقوى في العالم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد موظفو «أمازون» يحملون الطرود على عربات قبل وضعها في الشاحنات للتوزيع خلال الحدث السنوي للشركة (أ.ب)

الاقتصاد الأميركي يفوق المتوقع وينمو بـ2.8 % في الربع الثاني

نما الاقتصاد الأميركي بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني، لكن التضخم تراجع، مما ترك توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر سليمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر بورصة نيويورك التي تترقب بيانات مهمة هذا الأسبوع (أ.ب)

المستثمرون يترقبون بيانات الناتج المحلي والتضخم الأميركية هذا الأسبوع

تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة للربع الثاني وأرقام تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي عن كثب.

«الشرق الأوسط» (عواصم: «الشرق الأوسط»)
الاقتصاد إنفوغراف: سهم «ترمب ميديا» يشهد نشاطاً في الأداء عقب محاولة الاغتيال 

إنفوغراف: سهم «ترمب ميديا» يشهد نشاطاً في الأداء عقب محاولة الاغتيال 

ارتفع سهم شركة «ترمب ميديا آند تكنولوجي غروب» بأكثر من 50 في المائة خلال معاملات ما قبل افتتاح بورصة «ناسداك» لجلسة يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاة يسيرون في شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك الأميركية (رويترز)

بنوك أميركية تحذر من تراجع تعاملات المستهلكين ذوي الدخل المنخفض

حذرت البنوك الأميركية الكبرى من أن العملاء من ذوي الدخل المنخفض تظهر عليهم علامات الضغط المالي، التي تتجلى خصوصاً في تراجع الطلب على القروض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».