الصين تفتح «باباً مشروطاً» لهيكلة ديون الدول الفقيرة

بكين تطالب بـ«تقسيم عادل» للأعباء

نائب رئيس الوزراء الصيني لورانس وونغ لدى حضوره أحد الاجتماعات الوزارية لـ«مجموعة العشرين» في الهند يوم الاثنين (أ.ف.ب)
نائب رئيس الوزراء الصيني لورانس وونغ لدى حضوره أحد الاجتماعات الوزارية لـ«مجموعة العشرين» في الهند يوم الاثنين (أ.ف.ب)
TT

الصين تفتح «باباً مشروطاً» لهيكلة ديون الدول الفقيرة

نائب رئيس الوزراء الصيني لورانس وونغ لدى حضوره أحد الاجتماعات الوزارية لـ«مجموعة العشرين» في الهند يوم الاثنين (أ.ف.ب)
نائب رئيس الوزراء الصيني لورانس وونغ لدى حضوره أحد الاجتماعات الوزارية لـ«مجموعة العشرين» في الهند يوم الاثنين (أ.ف.ب)

رغم عدم صدور بيان ختامي لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لـ«مجموعة العشرين»، الذي عُقد في الهند، قالت مديرة «صندوق النقد الدولي» كريستالينا غورغييفا إن الصين تُبدي حالياً قدراً أكبر من الانفتاح في محادثات تخفيف أعباء الديون على الدول النامية.

وقال وزير مالية الصين ليو كون، لنظرائه في «مجموعة العشرين»، إن بكين تريد تقسيماً عادلاً للأعباء في محادثات تخفيف الديون. وقالت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيثارامان إن هناك مناقشات مكثفة بشأن مشكلة الديون العالمية.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن المشاركين أمضوا يومين في المحادثات بمدينة غانديناغار الهندية، من أجل الاتفاق على إطار عمل لإعادة هيكلة ديون زامبيا، والنظر في سبل إصلاح البنوك التنموية متعددة الأطراف وتشجيع التمويل المستدام.

وقال وزير المالية الصيني، لوزراء مالية «مجموعة العشرين»، إنه على المجموعة الضغط على مؤسسات التمويل متعددة الجنسيات، من أجل تأكيد مشاركة الدول النامية في جهود تخفيف أعباء الديون، على أن يكون المبدأ الأساسي للعمل المشترك هو التقاسم العادل للأعباء، وفق بيان للحكومة الصينية. وأضاف أن الصين تسعى للتوصل إلى حل «فعال ومنهجي وشامل» لقضية الديون.

من جانبها، اعتبرت الولايات المتحدة أن جهود إصلاح المنظمات المانحة متعددة الطرف، مثل «البنك الدولي»، ومؤسسات إقليمية أخرى، قد تتيح الإفراج عن 200 مليار دولار، خلال العقد المقبل.

وشكَّلت إعادة هيكلة ديون الدول الأكثر فقراً محوراً أساسياً في اهتمامات «مجموعة العشرين»، التي تضم أكبر اقتصادات العالم، لكن المسؤولين أكدوا عدم تحقيق تقدم واسع بهذا المجال.

ولا تزال الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم والتي تُعدّ من المانحين الأساسيين لعدد من الدول المتعثرة والمنخفضة الدخل في آسيا وأفريقيا، تمتنع عن قبول صيغة واحدة تنطبق على الجميع لإعادة هيكلة الديون. وأشارت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى أن أكثر من نصف الدول ذات الدخل المنخفض تعاني، أو باتت على شفير أزمة مديونية، وهذه النسبة هي ضِعف ما كانت عليه في عام 2015.

ورأت المديرة العامة لـ«صندوق النقد الدولي» كريستالينا غورغييفا أن عملية إعادة هيكلة الديون «يجب أن تكون أسرع وأكثر فعالية»، وكلفة التأخير في التوصل لاتفاق تثقل كاهل البلدان المقترضة وشعوبها «الأقل قدرة على تحمل هذا العبء».

وركَّزت مباحثات «مجموعة العشرين» أيضاً على تنظيم العملات المشفَّرة، والحاجة إلى تسهيل وصول أفقر البلدان إلى التمويل الهادف إلى التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيّف معه.

ومن المتوقع أيضاً تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاقية توزيع أكثر عدلاً لعائدات ضرائب الشركات متعددة الجنسيات، والتي كانت 138 دولة توصلت إليها، الأسبوع الماضي.

والشركات متعددة الجنسيات، خصوصاً شركات التكنولوجيا، قادرة حالياً على تحويل أرباحها بسهولة إلى بلدان ذات ضرائب منخفضة، حتى لو كانت تقوم بجزء صغير فقط من نشاطها فيها.


مقالات ذات صلة

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

الاقتصاد عامل في مصنع «رافو» الذي يزوِّد وزارة الدفاع الفرنسية وشركات الطيران المدني الكبرى بالمعدات (رويترز)

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

تواجه موازنة فرنسا الوطنية أزمة خانقة دفعت المشرعين إلى اقتراح قانون يُلزم الفرنسيين العمل 7 ساعات إضافية كل عام دون أجر، وهي ما تعادل يوم عمل كاملاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد  مئذنة مسجد قيد الإنشاء في القاهرة (رويترز)

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

اختتمت بعثة صندوق النقد الدولي زيارتها إلى مصر وأحرزت تقدماً كبيراً في المناقشات المتعلقة بالسياسات نحو استكمال المراجعة الرابعة لبرنامج القرض، وفق الصندوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي مغادراً بعد حفل افتتاح البرلمان العاشر للبلاد في البرلمان الوطني بكولومبو (أ.ف.ب)

سريلانكا تتوقّع اتفاقاً على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي الجمعة

قال الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي، أمام البرلمان الجديد، إن بلاده تتوقّع أن يعلن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة، اتفاقاً بشأن برنامج إنقاذ البلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد شعار «أرامكو» في معرض في باريس (رويترز)

«بلومبرغ»: «أرامكو» تتجه لزيادة الديون والتركيز على نمو توزيعات الأرباح

تخطط شركة أرامكو السعودية لزيادة مستوى ديونها مع التركيز على تحقيق «القيمة والنمو» في توزيعات الأرباح، وفقاً لما ذكره المدير المالي للشركة زياد المرشد.

«الشرق الأوسط» (بوسطن)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
TT

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية لتطوير هذا القطاع.

وبحسب بيان نشرته الوزارة، يُمثّل انضمام المملكة لهذه الشراكة خطوةً جديدة تؤكد الدور الريادي الذي تنهض به السعودية، ضمن الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الاستدامة، وابتكار حلول متقدمة في مجالات الطاقة النظيفة. كما يدعم طموح المملكة بأن تصبح أحد أهم منتجي ومصدّري الهيدروجين النظيف في العالم والوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060، أو قبله، في إطار نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وحسب توفر التقنيات اللازمة.

ويؤكّد انضمام المملكة إلى هذه الشراكة رؤيتها الراسخة حيال دور التعاون الدولي وأهميته لتحقيق مستقبل أكثر استدامة للطاقة، كما أنه يُسهم في تحقيق أهداف مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين تهدفان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى دعم المساعي الدولية لتحفيز الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف، والإسهام في وضع اللوائح والمعايير لتعزيز اقتصاد الهيدروجين النظيف، وفقاً للبيان.

كما تمثل الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود منصة رئيسة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع تطوير ونشر تقنيات الهيدروجين وخلايا الوقود والإسهام في تحقيق تحول عالمي متوازنٍ وفاعلٍ نحو أنظمة طاقة نظيفة وأكثر كفاءة. وتعمل الشراكة على تبادل المعرفة بين الأعضاء، ودعم تطوير البحوث والتقنيات ذات الصلة بالإضافة إلى التوعية والتعليم حول أهمية الهيدروجين النظيف ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، أوضحت الوزارة أن المملكة تحرص على أن تكون عضواً فاعلاً في العديد من المنظمات والمبادرات الدولية ذات العلاقة بإنتاج الوقود النظيف والوقود منخفض الانبعاثات، مثل: مبادرة «مهمة الابتكار»، والاجتماع الوزاري للطاقة النظيفة، ومنتدى الحياد الصفري للمنتجين، ومبادرة الميثان العالمية، ومبادرة «الحد من حرق الغاز المصاحب لإنتاج البترول بحلول عام 2030»، والتعهد العالمي بشأن الميثان، والمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، وغيرها من المبادرات.