«وول ستريت» لوضع قواعد تنظيم التداول بـ«الذكاء الاصطناعي»

توقعات ببلوغ حجم صفقاته 20 مليار دولار في 2024

متعاملون في بورصة نيويورك الأميركية... الأسواق لديها مخاوف عدة تتعلق بالمخاطر المحتملة للتداول باستخدام الذكاء الاصطناعي (رويترز)
متعاملون في بورصة نيويورك الأميركية... الأسواق لديها مخاوف عدة تتعلق بالمخاطر المحتملة للتداول باستخدام الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

«وول ستريت» لوضع قواعد تنظيم التداول بـ«الذكاء الاصطناعي»

متعاملون في بورصة نيويورك الأميركية... الأسواق لديها مخاوف عدة تتعلق بالمخاطر المحتملة للتداول باستخدام الذكاء الاصطناعي (رويترز)
متعاملون في بورصة نيويورك الأميركية... الأسواق لديها مخاوف عدة تتعلق بالمخاطر المحتملة للتداول باستخدام الذكاء الاصطناعي (رويترز)

مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في آفاق جديدة أكثر قوة وتعقيداً عالمياً، تعتزم لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية SEC، وضع قواعد جديدة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول. وقالت اللجنة إن هذه القواعد تهدف إلى حماية المستثمرين وضمان نزاهة الأسواق. وقال غاري غينسلر رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، في تصريح مساء الاثنين، إن اللجنة بصدد وضع قواعد لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي على منصات التداول لاحتمال أن ينطوي على «تضارب في المصالح». وأضاف أن اللجنة ستحتاج أيضا لتبني «فكر جديد» لمواجهة التحديات التي يمثلها استخدام تقنيات مثل أدوات التحليل التنبؤي وتعلم الآلة أمام الاستقرار المالي. ووفق ما نقلته «رويترز»، قال غينسلر إنه إذا ما راعت أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة بمنصات التداول مصلحة المنصات والعملاء على حد سواء، «فقد يؤدي ذلك إلى تضارب في المصالح»، مضيفا أنه كلف فريق عمل اللجنة بوضع مقترحات تنظيمية جديدة للتصدي لذلك. وذكر غينسلر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي أيضاً لتعزيز الارتباط البيني للنظام المالي العالمي، وهو أمر ربما لا تكون نماذج إدارة المخاطر مستعدة له في الوقت الحالي. وأردف أن «كثيراً من التحديات التي قد يمثلها الذكاء الاصطناعي مستقبلاً أمام الاستقرار المالي... ستتطلب فكراً جديداً». ويُعد هذا التحرك من قِبل اللجنة خطوة مهمة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية للتداول، ولكن هناك مخاوف من أنه يمكن استخدامه لاستغلال المستثمرين أو التلاعب بالأسواق. ووفق المعلومات المتاحة، فالقواعد المنظورة تشمل متطلبات تتعلق بالشفافية والإشراف والتنظيم. ومن حيث الشفافية، فسيتعين على الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في التداول الإفصاح عن كيفية عمل هذه الأنظمة، وبيانات التدريب التي استخدمتها، ومخاطرها المحتملة. أما من حيث الإشراف، فسيتعين على الشركات تعيين شخص مسؤول عن الإشراف على هذه الأنظمة، وضمان أنها تعمل بشكل صحيح. ومن حيث متطلبات الاختبار والتقييم، فسيتعين على الشركات اختبار هذه الأنظمة بانتظام، وتقييم أدائها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أي عيوب. ومن خلال وضع هذه القواعد، تسعى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية إلى حماية المستثمرين وضمان نزاهة الأسواق. كما أنه من شأن هذه القواعد أن تساعد على تعزيز ثقة المستثمرين في الأسواق المالية. وتعتزم اللجنة الإشرافية نشر هذه القواعد للتعليق العام في الأشهر المقبلة، ومن المتوقع أن تدخل هذه القواعد حيز التنفيذ في عام 2024.

وتشير الأنباء إلى أن الأسواق لديها مخاوف عدة تتعلق بالمخاطر المحتملة للتداول باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي يأتي على رأسها إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أسواق غير عادلة أو غير شفافة... ووفق الخبراء، فإن ذلك يمكن أن يحدث إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء روبوتات تداول قادرة على إجراء عمليات تداول أسرع من البشر، مما يمنحهم ميزة غير عادلة. نقطة ثانية للمخاوف تكمن في إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لإيجاد مخاطر أمنية جديدة، حيث يمكن أن يحدث ذلك إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي لاختراق أنظمة التداول أو إنشاء عمليات احتيال مالية.

أيضا هناك إمكانية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد معلومات مضللة، وذلك إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى إخباري أو مقالات كاذبة أو مضللة، والتي يمكن استخدامها لتحريك أسعار الأسهم. ووفقاً لتقديرات شركة أبحاث «غارتنر»، فإن حجم التداولات المقدر خلال العام الماضي باستخدام الذكاء الاصطناعي يتخطى نحو 3 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يقفز مع طفرة التقنيات إلى 20 مليار دولار العام المقبل. وحتى بداية العام، كانت الاستخدامات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في التداول تنصب بالأساس على توقع أسعار الأسهم، وتحديد الاتجاهات في الأسواق المالية، وإدارة المخاطر، وتنفيذ الصفقات.


مقالات ذات صلة

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)

الأحد... «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» ينطلق بفرص تتجاوز 15 مليار دولار

تنطلق، يوم الأحد، أعمال «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» (غرب السعودية) بمشاركة 18 متحدثاً وأكثر من 40 جهة تقدم 200 فرصة استثمارية بقيمة تتجاوز 57 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد صرَّاف يجري معاملة بالدولار الأميركي والليرة السورية لصالح أحد العملاء في أحد شوارع دمشق (أ.ف.ب)

مستقبل الإيرادات في سوريا… تحديات وفرص أمام الحكومة المؤقتة

تشهد سوريا تحديات واسعة مع الحديث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حول كيفية تأمين الإيرادات اللازمة للحكومة السورية المؤقتة.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025، خصوصاً في الصين، أكبر مستورد للخام

«الشرق الأوسط» (لندن)

قطر تهدد بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا

أنابيب لنقل الغاز في منشأة للغاز في ألمانيا (رويترز)
أنابيب لنقل الغاز في منشأة للغاز في ألمانيا (رويترز)
TT

قطر تهدد بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا

أنابيب لنقل الغاز في منشأة للغاز في ألمانيا (رويترز)
أنابيب لنقل الغاز في منشأة للغاز في ألمانيا (رويترز)

قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي، لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، في مقابلة نُشرت اليوم (الأحد)، إن بلاده ستوقف شحن الغاز للاتحاد الأوروبي إذا فرضت دوله الأعضاء بصرامة قانوناً جديداً يتعلق بالعمالة والضرر البيئي.

وبموجب قانون يتعلق بالفحص النافي للجهالة واستدامة الشركات الذي تمّت الموافقة عليه هذا العام، مطلوب من الشركات الكبرى العاملة في الاتحاد الأوروبي التحقق مما إذا كانت سلاسل الإمداد الخاصة بها تستخدم العمالة القسرية أو تتسبب في أضرار بيئية، واتخاذ الإجراءات اللازمة إذا خلصت إلى ذلك. وتشمل العقوبات غرامات تصل إلى 5 في المائة من إجمالي الإيرادات العالمية.

وقال الكعبي للصحيفة: «إذا كان الأمر ينطوي على خسارة 5 في المائة من الإيرادات التي حققتها بسبب (البيع) لأوروبا، فلن أبيع لأوروبا. أنا جاد في ذلك. 5 في المائة من إيرادات شركة (قطر للطاقة) تعني 5 في المائة من إيرادات دولة قطر. هذه أموال الشعب، لذلك لا يمكنني أن أخسر مثل هذه الأموال، ولا أحد يقبل خسارة مثل هذه الأموال».

وأشار الكعبي، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة «قطر للطاقة» المملوكة للدولة، إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يراجع هذا القانون بشكل شامل.

وقال إن بلاده لا تشعر بالقلق من وعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بإلغاء سقف مفروض على صادرات الغاز الطبيعي المسال.

وتسعى قطر، وهي من بين أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، إلى الاضطلاع بدور أكبر في آسيا وأوروبا مع ازدياد المنافسة من الولايات المتحدة.

وتخطِّط قطر لزيادة طاقة تسييل الغاز إلى 142 مليون طن سنوياً بحلول عام 2027 من 77 مليون طن حالياً.