مصر تحافظ على مستوى «عجز الموازنة» رغم التحديات

تستهدف جذب مليون سائح لمهرجان العلمين

بائع للأسماك والقشريات البحرية في إحدى الأسواق بمدينة بورسعيد (شمال شرق مصر) فيما بلغ التضخم سقفاً غير مسبوق في البلاد (رويترز)
بائع للأسماك والقشريات البحرية في إحدى الأسواق بمدينة بورسعيد (شمال شرق مصر) فيما بلغ التضخم سقفاً غير مسبوق في البلاد (رويترز)
TT

مصر تحافظ على مستوى «عجز الموازنة» رغم التحديات

بائع للأسماك والقشريات البحرية في إحدى الأسواق بمدينة بورسعيد (شمال شرق مصر) فيما بلغ التضخم سقفاً غير مسبوق في البلاد (رويترز)
بائع للأسماك والقشريات البحرية في إحدى الأسواق بمدينة بورسعيد (شمال شرق مصر) فيما بلغ التضخم سقفاً غير مسبوق في البلاد (رويترز)

قالت وزارة المالية المصرية، في بيان، يوم الجمعة، إن الحساب الختامي المبدئي لموازنة السنة المالية 2022 - 2023 يظهر تسجيل عجز كلي بنسبة 6.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بارتفاع طفيف عن السنة المالية السابقة عندما بلغ 6.1 في المائة.

وذكر بيان وزارة المالية، الذي نشره مجلس الوزراء المصري على صفحته بموقع «فيسبوك» أن الميزانية حققت فائضاً أولياً بنسبة 1.7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، رغم زيادة المصروفات إلى 2.13 تريليون جنيه (69 مليار دولار) بنمو قدره 16.3 في المائة... والفائض الأولى يستثني فوائد الدين.

وقالت المالية المصرية في بيانها إن معدل الدين تأثر بتغير سعر الصرف، وتوقعت أن يكون في حدود 98 في المائة من الناتج المحلي، على أن يبدأ في الانخفاض من السنة المالية الحالية على مدار الأربع سنوات المقبلة ليتراوح بين 75 إلى 79 في المائة من الناتج المحلي.

وأوضح البيان أن مصر زادت دعم السلع التموينية إلى 130 مليار جنيه (4.23 مليار دولار) في السنة المالية المنتهية في يونيو (حزيران) الماضي، حسب ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وارتفعت الإيرادات العامة 11.5 بالمائة إلى 1.501 تريليون جنيه (48.9 مليار دولار)، فيما زادت الإيرادات الضريبية بنحو 23.1 بالمائة وفقاً لبيان المالية. وتبدأ السنة المالية في مصر من أول يوليو (تموز)، وتنتهي في آخر يونيو (حزيران) من كل عام.

وأوضح وزير المالية المصري محمد معيط، في بيان صحافي يوم الجمعة، أنه «لولا ارتفاع أسعار الفائدة، وتغير سعر الصرف والآثار التضخمية، لكانت المعدلات أفضل من ذلك بكثير»، موضحاً أن «الحفاظ على معدل العجز عند 6.2 بالمائة في ظل المتغيرات الدولية، وما ترتب عليها من تدخلات ملحة ومستمرة لاحتواء التداعيات السلبية ومد شبكات الحماية الاجتماعية، يشير إلى قدرة الدولة المصرية على الإدارة الرشيدة للمالية العامة؛ من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة في تعزيز حوكمة منظومة الإيرادات والمصروفات، ومن ثم توجيه الاعتمادات المالية إلى المسارات المحددة وفقاً للأولويات الوطنية، التي تنعكس في برنامج عمل الحكومة، اتساقاً مع (رؤية مصر 2030)».

جدير بالذكر أن معدلات التضخم بلغت مستويات غير مسبوقة، وتقول الحكومة إن ذلك يرجع لظروف الضغوط الاقتصادية العالمية.

وكشفت بيانات رسمية يوم الاثنين أن تضخم أسعار المستهلكين في المدن المصرية ارتفع على أساس سنوي إلى مستوى قياسي بلغ 35.7 بالمائة في يونيو من 32.7 بالمائة في مايو (أيار)، متجاوزاً المستوى القياسي السابق الذي سجله في 2017، بما يعكس الضغوط الاقتصادية الحادة التي تتعرض لها البلاد منذ أوائل العام الماضي.

وقال البنك المركزي المصري إن التضخم الأساسي، الذي يستبعد الوقود وبعض المواد الغذائية المتقلبة، سجل أيضاً مستوى قياسياً بلغ 41 بالمائة في يونيو، ارتفاعاً من 40.3 في مايو.

وفي سياق منفصل، أطلقت مصر يوم الخميس مهرجاناً ترفيهياً رياضياً فنياً في العلمين الجديدة (شمال غرب البلاد) تحت شعار «العالم علمين»، بهدف جذب مليون زائر للمدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط خلال 44 يوماً هي مدة المهرجان.

وقال عمرو الفقي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التي تشارك في تنظيم المهرجان والترويج له، إنه «من المستهدف أن يستقبل المهرجان مليون زائر من جميع أنحاء الوطن العربي، لتصبح مدينة العلمين الجديدة من أفضل الوجهات في العالم، ويضعها على خريطة السياحة العالمية، كما يستهدف المهرجان الترويج للفرص الاستثمارية المتنوعة بمدينة العلمين مما يسهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتوفير المزيد من فرص العمل».

مدينة العلمين الجديدة هي إحدى مدن الجيل الرابع التي شرعت مصر في إنشائها خلال السنوات القليلة الماضية بغرض استيعاب الزيادة السكانية وزيادة الرقعة المأهولة بالسكان. وتبلغ مساحة المدينة حوالي 48 ألف فدان، وبها مقر للرئاسة وآخر للحكومة وجامعة أهلية وعدد من الفنادق العالمية. ومن المخطط أن تستوعب عند اكتمالها نحو ثلاثة ملايين نسمة.


مقالات ذات صلة

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)

تراجع مبيعات التجزئة البريطانية أكثر من المتوقع قبيل موازنة ستارمر

تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل أكبر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية التي أضافت إلى مؤشرات أخرى على فقدان الزخم الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل في مصنع «رافو» الذي يزوِّد وزارة الدفاع الفرنسية وشركات الطيران المدني الكبرى بالمعدات (رويترز)

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

تواجه موازنة فرنسا الوطنية أزمة خانقة دفعت المشرعين إلى اقتراح قانون يُلزم الفرنسيين العمل 7 ساعات إضافية كل عام دون أجر، وهي ما تعادل يوم عمل كاملاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أشخاص يعبرون الطريق في شينجوكو، طوكيو (رويترز)

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

تفكر اليابان في إنفاق 13.9 تريليون ين (89.7 مليار دولار) من حسابها العام لتمويل حزمة تحفيزية جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد منظر عام لأفق مدينة عمان (رويترز)

الأردن يقر موازنة 2025 ويخفض العجز الأولي إلى 2%

أقر مجلس الوزراء الأردني مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025، تمهيداً لإحالته إلى مجلس الأمة خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (عمان)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
TT

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي وتنمية استثماراته.

ووفق بيان للاتحاد، تم انتخاب الدكتور جابر الفهاد رئيساً، وسعد العجلان نائباً للرئيس، وستعمل اللجنة بالتكامل مع الوزرات والهيئات ذات الصلة، والشركات الكبرى لتحقيق مستهدفات القطاع وتمكين المستثمرين السعوديين والأجانب من الفرص المتاحة.

يأتي ذلك في ظل التوقعات بأن تصل استثمارات قطاع البتروكيماويات إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، وخطط الوصول إلى 50 في المائة من الطاقة المتجددة ومشاريعها الضخمة، إلى جانب فرص الاستثمار ببرامج توطين المحتوى بالطاقة التي تستهدف توطين 75 في المائة من القطاع.

ويمثل قطاع الطاقة السعودي المصدر الأساسي للطاقة عالمياً، ويُقدَّر أثره الاقتصادي بنسبة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يُعدّ محركاً رئيسياً لقطاعات حيوية كالصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين وغيرها، وعاملاً أساسياً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة.

وبحسب البيان، يأتي تشكيل اللجنة متسقاً مع التوجهات الجديدة لاتحاد الغرف الرامية لمواكبة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في «رؤية 2030»، ومن ضمنها قطاع الطاقة، لفتح آفاق استثمارية جديدة بالقطاع.