بايدن مستبعداً الركود: اقتصاد أميركا قوي في الوقت الحالي

استمرار نمو مبيعات المساكن الجديدة يصعد بأسهم أوروبا

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة عن البنية التحتية التكنولوجية في واشنطن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة عن البنية التحتية التكنولوجية في واشنطن (رويترز)
TT

بايدن مستبعداً الركود: اقتصاد أميركا قوي في الوقت الحالي

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة عن البنية التحتية التكنولوجية في واشنطن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة عن البنية التحتية التكنولوجية في واشنطن (رويترز)

قبل يوم من إلقاء خطاب خاص بالسياسة الاقتصادية في شيكاغو، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن اقتصاد الولايات المتحدة «قوي في الوقت الحالي»، مستبعداً حدوث ركود حالياً.

وقد استند بايدن في تصريحاته التي أدلى بها في حفل خاص لجمع التبرعات في تشيفي تشيس بولاية ميريلاند، إلى أرضية متينة، بفعل بيانات جديدة قوية عكست قوة الاقتصاد الأميركي.

ويراهن الرئيس الأميركي على أدائه الاقتصادي لإعطاء دفعة لحملته للبقاء في البيت الأبيض في انتخابات العام المقبل، عارضاً على الناخبين ما حققته سياسته التي أطلق عليها تسمية «بايدنوميكس».

وأظهرت أحدث التقارير الاقتصادية الصادرة عن وزارة التجارة الأميركية، استمرار نمو مبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة خلال مايو (أيار) الماضي، وبزيادة غير متوقعة.

فحسب البيان المعدل الصادر من وزارة التجارة الأميركية، ارتفعت مبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 12.2 في المائة سنوياً، إلى ما يعادل 763 ألف وحدة سنوياً خلال الشهر الماضي، بعد ارتفاعها بنسبة 3.5 في المائة خلال أبريل (نيسان) الماضي.

وكان محللون يتوقعون تراجع المبيعات خلال الشهر الماضي بنسبة 1.2 في المائة، إلى ما يعادل 675 ألف وحدة سنوياً مقابل 683 ألف وحدة سنوياً خلال الشهر السابق.

ومع الزيادة غير المتوقعة، وصلت المبيعات خلال أبريل الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ فبراير (شباط) 2022، عندما سجلت 773 ألف وحدة سنوياً.

وجاءت الزيادة الشهرية في مبيعات المساكن الجديدة جزئياً، بفضل النمو القوي في الشمال الشرقي والغرب؛ حيث زادت المبيعات بنسبة 17.6 في المائة و17.4 في المائة على التوالي. كما زادت المبيعات في الجنوب بنسبة 11.3 في المائة شهرياً، وفي الغرب الأوسط بنسبة 4.1 في المائة.

وأشار تقرير وزارة التجارة إلى أن متوسط سعر بيع المساكن الجديدة خلال الشهر الماضي كان 416.3 ألف دولار للوحدة، بارتفاع نسبته 3.5 في المائة، عن أبريل الماضي؛ حيث كان السعر 402.4 ألف دولار، وبانخفاض نسبته 7.6 في المائة، عن الشهر نفسه من العام الماضي؛ حيث كان السعر 450.7 ألف دولار للوحدة.

وقبل افتتاح بورصة «وول ستريت» والمتوقع أن تنعكس هذه البيانات على أدائها بالإيجاب، سبقتها أسهم أوروبا التي صعدت إلى المنطقة الخضراء.

وارتفعت الأسهم الأوروبية خلال جلسة الأربعاء، بدعم من البيانات الأميركية القوية التي هدأت المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي حاد. بينما ينتظر المستثمرون تعليقات مسؤولي بنوك مركزية في منتدى البنوك المركزية في سينترا، للحصول على صورة أوضح لتوجهات السياسة المالية.

ويترقب المستثمرون عن كثب منتدى لمسؤولي البنوك المركزية يعقد في سينترا، ومن بينهم رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، ومحافظ بنك اليابان كازو أويدا.

وأوضح المحلل الفني بيير فيريت في شركة «أكتيف ترايدز» للوساطة المالية، أنه فور انطلاق جرس الافتتاح، استقرت جميع مؤشرات الأسهم الأوروبية في المنطقة الخضراء، مع تسجيل مؤشر «ستوكس 50» ارتفاعاً متواضعاً نسبياً مقارنة بالقطاعات الأخرى.

غير أنه أشار إلى أنه «رغم تلك الصحوة، فإن مستقبل الأسهم لا يزال ضبابياً، فما زالت الاضطرابات الجيوسياسية قائمة في روسيا، فضلاً عن عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إثر فرض إدارة بايدن مزيداً من القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي من الولايات المتحدة، إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم».

ونتيجة لذلك، توقع فيريت أن تستمر التقلبات: «إذ يترقب المستثمرون مزيداً من القرائن حول مصير السياسة النقدية في المرحلة المقبلة، والتي سيحصلون عليها من تصريحات قادة البنوك المركزية الرئيسية حول العالم».


مقالات ذات صلة

محللون يتوقعون نمو الاقتصاد المصري 4 % في السنة المالية الجديدة

الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

محللون يتوقعون نمو الاقتصاد المصري 4 % في السنة المالية الجديدة

توقع اقتصاديون أن يكون نمو الاقتصاد المصري أبطأ قليلاً في السنة المالية الجديدة، عند 4 % عما كان متوقعاً في أبريل (نيسان) الماضي، عند 4.3 %.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية في سيول (رويترز)

انخفاض الذهب مع ترقب الأسواق لبيانات «الفيدرالي»

انخفضت أسعار الذهب يوم الاثنين مع ثبات الدولار، بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية وتعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يساعده أفراد من الخدمة السرية بعد إطلاق النار خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا (رويترز)

محاولة اغتيال ترمب تُشعل الأسواق.. الدولار والبتكوين في صعود

ارتفع الدولار بشكل واسع يوم الاثنين وقفزت العملات المشفرة مع ازدياد رهانات فوز الرئيس الأسبق دونالد ترمب بالانتخابات الأميركية المقبلة في أعقاب محاولة اغتياله

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد أشخاص يسيرون عبر الساحة الحمراء بالقرب من كاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا بالكرملين في وسط موسكو (رويترز)

روسيا تخفض النسبة الإلزامية من المبيعات بالعملات الأجنبية للمصدرين

أعلنت الحكومة الروسية أنها خفضت النسبة الإلزامية لكبار المصدرين للإيداع في البنك المركزي للبلاد من المبيعات بالعملات الأجنبية من 60 % إلى 40 %.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر الأوراق النقدية بالدولار واليورو في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

الدولار يتراجع واليورو يحافظ على توازنه بعد الانتخابات الفرنسية

اقترب الدولار الأميركي من أدنى مستوياته في نحو شهر مقابل العملات الرئيسية، يوم الثلاثاء، ولا يزال متأثراً بتقرير الوظائف غير المتوقع الذي صدر يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
TT

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف مع الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل، السبت، الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها قطاع التعدين السعودي أمام الشركات البرازيلية، والخطط التوسعية للمستثمرين البرازيليين في المملكة.

وكانت السعودية قد استحوذت، مؤخراً، على حصة 10 في المائة في شركة «فالي» للمعادن الأساسية، من خلال شركة «منارة للمعادن»، وهي مشروع مشترك بين «صندوق الاستثمارات العامة» وشركة «معادن».

كما بحث اللقاء أهمية استخدام التقنيات الحديثة في المشاريع التعدينية، بما يؤدي إلى كفاءة الإنتاج ويعزز الاستدامة البيئية، وصولاً إلى الحياد الكربوني في العقود المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «فالي»، خلال الاجتماع، إنه جرى تقديم دعم كبير للشركة عند استثمارها في المملكة، حيث تم تسهيل ممارستها للأعمال، خصوصاً عند إنشائها مشروع تكوير الحديد بمنطقة رأس الخير (شرق المملكة).

وتمتلك البرازيل ثروة تعدينية هائلة، وخبرة واسعة في التنقيب عن المعادن واستغلالها، ما يجعلها شريكاً مهماً للمملكة في قطاع التعدين، خصوصاً أن البلدين تربطهما علاقات ثنائية راسخة تمتد لأكثر من 50 عاماً، ترتكز في الجانب الاقتصادي على تعاونٍ مهمٍ في قطاعي الطاقة والمعادن.

وتعمل المملكة على تطوير قطاع التعدين، واستكشاف واستغلال ثروات معدنية دفينة في أراضيها، تقارب قيمتها 9.4 تريليون ريال؛ وذلك لتعظيم استفادة الاقتصاد الوطني من التعدين، وليكون ركيزة ثالثة في الصناعة، وترى السعودية أن تعزيز التعاون الدولي وبناء الشراكات، ضرورة ملحة لتطوير القطاع ومواجهة تحديات سلسلة توريد المعادن.

ولجذب المستثمرين لقطاع التعدين اتخذت المملكة إجراءات لتحسين البيئة الاستثمارية، منها تعديل نظام الاستثمار التعديني، وإطلاق ممكنات وحوافز في قطاع التعدين بما في ذلك التمويل المشترك بنسبة 75 في المائة للنفقات الرأسمالية، وإعفاء من الرسوم الضريبية لمدة 5 سنوات، وملكية أجنبية مباشرة بنسبة 100 في المائة. وفي أبريل (نيسان) 2024 أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن برنامج تمكين الاستكشاف، وخصصت 182 مليون دولار لتقليل مخاطر الاستثمارات في الاستكشاف.

ولمساعدة المستثمرين على اتخاذ قراراتهم الاستثمارية بوضوح والتزاماً بمعايير الشفافية في بيئة الاستثمار التعدينية؛ تتيح المملكة جميع البيانات الجيولوجية التي يتم تحديثها بشكل مستمر بناءً على نتائج برنامج المسح الجيولوجي العام، لتضاف للمعلومات الجيولوجية التي يمتد عمرها لأكثر من 80 عاماً، وتتاح جميع البيانات على منصة رقمية.

وأعلنت السعودية، مؤخراً، عن تأسيس البرنامج الوطني للمعادن، الذي سيكون أداة قوية وداعمة لتعزيز جودة وكفاءة سلاسل الإمداد من المعادن، وضمان استمرارية توريدها للصناعات المحلية والمشاريع الكبرى؛ حيث تستهدف المملكة استثمار 120 مليار ريال في صناعات المعادن الأساسية والاستراتيجية.