خطوات سعودية متسارعة توسّع الربط الجوي مع الوجهات العالمية

تجاوزت 14 دولة خلال العام وفق مؤشر «إياتا» 

مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

خطوات سعودية متسارعة توسّع الربط الجوي مع الوجهات العالمية

مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

حققت السعودية أعلى زيادة في معدل الربط الجوي الدولي بواقع 14 مرتبة، لتصل بذلك إلى المركز 13 هذا العام، مقارنةً مع 27 في 2019 من تصنيف يضم أكثر من 200 دولة، وفقاً لآخر تقرير لمؤشر الربط الجوي الصادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، نتيجة للحراك الكبير من الحكومة في توسيع منظومة القطاع والربط الجوي مع البلدان الأخرى.

رفع الطاقة الاستيعابية

وتعمل الحكومة بخطوات متسارعة نحو تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران، لمضاعفة الطاقة الاستيعابية والوصول إلى أكثر من 300 مليون مسافر سنوياً، من 250 وجهة في العالم، علاوة على زيادة الشحن إلى 4.5 مليون طن من البضائع بحلول 2030.

وأعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، في مارس (آذار) من العام الحالي، عن تأسيس «طيران الرياض»، الناقل الجوي الوطني الجديد، التي ستبدأ رحلاتها في الربع الأول من 2025، للمساهمة في تطوير النقل الجوي، وتعزيزاً لموقع المملكة الاستراتيجي الذي يربط بين 3 من أهم قارات العالم؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا، والعمل على رفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية، وفق مستهدفات رؤية 2030.

وجهات جديدة

وتقوم الشركات السعودية حالياً على مضاعفة رحلاتها الدولية، بالإضافة إلى فتح وجهات جديدة تتوافق مع الاستراتيجية الوطنية في البلاد، إلى جانب جهود الهيئة العامة للطيران المدني في هذا المسار لتكشف مؤخراً عن ارتفاع بنسبة 42 في المائة في أعداد المسافرين، و24 في المائة بالرحلات خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي.

وقال المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية، إنه بدعم وتمكين ⁧ولي العهد‬⁩ السعودي قفزت المملكة 14 مرتبة في تقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، لتحقق أعلى مستوى نمو في الربط الجوي الدولي لقطاع الطيران في العالم، ما يدعم مستهدفات استراتيجية الطيران، ويعزز حركة التنقل والتجارة والسياحة ودعم النمو الاقتصادي، وفق ⁧‫رؤية 2030‬.⁩

تراخيص جديدة

وفي هذا الصدد، قال مختصون لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية تمضي في الربط الجوي مع البلدان، وفق الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران، من خلال منح تراخيص لشركات جديدة، بالإضافة إلى تشجيع النقل المحلي في مضاعفة الوجهات الدولية.

وأوضح ناصر الغيلان، مؤسس مجموعة دوين للاستثمار السياحي، لـ«الشرق الأوسط»، أن تحقيق المملكة أعلى زيادة في معدل الربط الجوي الدولي بواقع 14 مرتبة، وفقاً لآخر تقرير لمؤشر الربط الجوي، الصادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي، يتوافق مع تطلعات الحكومة من حيث توسيع نطاق منظومة الطيران، التي تتواءم أيضاً مع توجهات الدولة السياحية. وأضاف ناصر الغيلان أن تحقيق هذا المنجز يأتي امتداداً لإنجازات المملكة في منظومة النقل والخدمات اللوجستية، للوصول إلى أعلى مستوى نمو في الربط الجوي الدولي، بالوصول للمركز 13 عالمياً.

البنية التحتية

من جانبه، ذكر المعتز الميره، الخبير في قطاع الطيران، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية تسهم في تطوير المنظومة، وتجعل المملكة مركزاً للربط بين القارات الثلاث، حيث تمتلك الدولة حالياً 29 مطاراً ترتبط بـ149 وجهة دولية، كما يدعم النقل الجوي 594 ألف فرصة عمل. وواصل المعتز أن الاستراتيجية وضعت عدداً من الأهداف في قطاع النقل الجوي. أبرزها؛ تحسين البنية التحتية ومرافق المطارات، وزيادة إمكانية الوصول إلى خيارات النقل، ورفع الطاقة الاستيعابية للشحن.

وتابع: «في هذا العام واستكمالاً للجهود المبذولة، نرى بداية قطاف الثمار. وبدعم وتمكين ولي العهد، قفزت المملكة 14 مرتبة في تقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، ما يدعم مستهدفات استراتيجية الطيران ويعزز حركة التنقل والتجارة والسياحة ودعم النمو الاقتصادي».


مقالات ذات صلة

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
يوميات الشرق الفريق استلهم التقنية الجديدة من أجنحة الطيور (جامعة برينستون)

أجنحة الطيور تلهم باحثين لتحسين أداء الطائرات

استلهم مهندسون بجامعة «برينستون» الأميركية تصميماً مبتكراً لجناح طائرة صغيرة مستوحى من أجنحة الطيور؛ وذلك بغرض تحسين أداء الطائرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.