وزيرة التعاون المصرية: بدأنا الربط الكهربائي مع السعودية لتعزيز تكامل الطاقة

المشاط لـ«الشرق الأوسط»: الصين أكبر شريك تجاري للعرب و2000 شركة صينية تستثمر في مصر

الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي في مصر
الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي في مصر
TT

وزيرة التعاون المصرية: بدأنا الربط الكهربائي مع السعودية لتعزيز تكامل الطاقة

الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي في مصر
الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي في مصر

أعلنت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي في مصر، بدء تنفيذ الربط الكهربائي بين مصر والسعودية فعليا، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار توفر الإرادة السياسية في البلدين، الأمر الذي دفع بالتعاون الثنائي لتعظيم جهود التنمية والتكامل الإقليمي بغية تعزيز التكامل الاقتصادي وتحفيز الاستثمارات المشتركة.

وقالت المشاط لـ«الشرق الأوسط»: «يجري العمل حاليا، على تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يدعم قدرات الطاقة في البلدين ويعزز التكامل الإقليمي في مجال الطاقة، حيث يربط أكبر منظومتين كهربائيتين في الوطن العربي، بما يعزز جهود التنمية».

وشددت وزيرة التعاون الدولي في مصر على أن الربط الكهربائي بين الرياض والقاهرة سيسهم في تعزيز مكانة كل من مصر والسعودية، بصفتيهما محورين رئيسيين للربط العربي الشامل، بمساهمة من مؤسسات تمويل عربية تقدر بنحو 484 مليون دولار.

ولفتت وزيرة التعاون الدولي المصرية، إلى التعاون البناء مع الصندوق السعودي، بجانب صناديق التمويل العربية لدعم التنمية الشاملة في شبه جزيرة سيناء، وتنفيذ كثير من المشروعات الكبرى في مجالات تحلية المياه ومعالجة المياه والتنمية الزراعية والريفية والتعليم، مؤكدة انفتاح بلادها على الصين ضمن مجموعة دول العالم التي ترتبط معها بمصالح مشتركة.

وأفصحت المشاط، التي كانت تتحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركتها في مؤتمر «الأعمال الصيني العربي» المنعقد في الرياض برعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي اختتم أعماله الاثنين، أن أكثر من ألفي شركة صينية تستثمر في مصر، والحكومة تعمل على مزيد من التحفيز لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن الصين تعد الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، مبينة أنه في ظل سعي الدول الناشئة لتنويع مجالات اقتصاداتها والتغلب على التحديات التنموية التي تواجهها فإن المبادرة تمثل دافعا لتحقيق ذلك من خلال تنويع مصادر النمو الاقتصادي والتوسع في مشروعات البنية التحتية ومشروعات الربط والتكامل الاقتصادي بين الدول وتعزيز التحول الرقمي في الاقتصادات المنخرطة في مبادرة «الحزام والطريق».

وشددت على أن بلادها أصبحت مؤسسا في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي يعد أحد البنوك المؤسسة بهدف دعم التنمية العالمية وتوفير التمويل لدعم مبادرة «الحزام والطريق» من خلال المشروعات المنفذة في الدول على طول خط طريق المبادرة، إلى جانب انضمام مصر لبنك التنمية الجديد التابع لتجمع دول «البريكس»، والذي يعد برأيها فاعلا جديدا في دعم التنمية في الدول الناشئة عبر تحفيز التعاون.

ولفتت إلى أن إتاحة التمويلات التنموية من مختلف هذه المؤسسات سيكون داعما كبيرا لتنفيذ هذه المبادرة في ظل التمويلات الضخمة التي تتطلبها مشروعات البنية التحتية، وأهمية هذه التمويلات كونها طويلة الأجل ومنخفضة العائد مقارنة بالتمويلات التجارية، مشيرة إلى أن المناقشات في مؤتمر «رجال الأعمال العرب والصينيين» تمثل دافعا لتعزيز العلاقات بين القطاع الخاص من الجانبين لتحفيز الجهود المشتركة نحو دعم التنمية والرخاء.

الاستثمار والتمويل في دول «الحزام والطريق»

وتطرقت وزيرة التعاون الدولي في مصر، إلى أن القاهرة وبكين ترتبطان بعلاقة قوية، مبينة أن حجم الاستثمارات الصينية في مصر تتجاوز قيمتها 8 مليارات دولار، وأكثر من ألفي شركة تعمل في مختلف المجالات، لا سيما الأجهزة والإلكترونيات والمنسوجات والتكنولوجيا والاتصالات، مشيرة إلى أن مؤتمر «الأعمال الصيني العربي»، سيسهم في تعزيز فكرة الاستثمار والتمويل في دول مبادرة «الحزام والطريق».

وبينت أن أهداف مبادرة «الحزام والطريق»، التي أطلقتها الصين تتكامل مع الأهداف والأولويات التنموية التي تعمل على تنفيذها الدولة المصرية من حيث تعزيز التكامل والاندماج الاقتصادي مع الدول الصديقة، وتطوير البنية الأساسية، وتنفيذ المشروعات الضخمة التي تعزز مكانة مصر لتكون مركزا لوجيستيا من خلال المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأكدت المشاط على أن قناة السويس، تمثل عامل جذب للاستثمارات الصينية وغيرها من مختلف دول العالم، بما يحفز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن أهداف مبادرة «الحزام والطريق» تتكامل وتتسق مع الأولويات التنموية للدولة المصرية التي تستهدف تعزيز جهود التكامل الاقتصادي مع الدول المجاورة، وتعزيز الرخاء المشترك والتوسع في مشروعات البنية التحتية.

جهود لتحسين مناخ الاستثمار

وأكدت أن الجهود والإجراءات التي تقوم بها مصر لتحسين مناخ الاستثمار وتحفيز مزيد من الاستثمارات الأجنبية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مثلت عامل جذب للاستثمارات الصينية، وعززت من التكامل الاقتصادي الذي تهدف إليه مبادرة «الحزام والطريق».

وأوضحت أن الاستثمارات الصينية في قناة السويس، أسهمت في تدشين المنطقة الصناعية لشركة «تيدا» الصينية التي تمثل نتاجاً للتعاون المثمر بين البلدين، والتي تستهدف جذب عشرات الشركات الصينية للعمل ضمن المنطقة، التي ترى أنها تمثل مركزاً لوجيستياً وتجارياً وصناعياً مهماً للربط بين قارتي آسيا وأوروبا.

وقالت وزيرة التعاون الدولي: «تعمل حتى الآن بمنطقة تيدا بالقرب من ميناء السخنة نحو 134 شركة صينية، ومن المستهدف جذب مزيد من الشركات والاستثمارات التي تعزز خلق فرص العمل، وتدعم العلاقات المصرية الصينية على كل المستويات»، مشيرة إلى أن العلاقات المصرية الصينية تشهد تطوراً كبيراً في العهد الحالي، إلى جانب انفتاح مصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين.

 

 


مقالات ذات صلة

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

شمال افريقيا مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

حسمت مصر إشاعات فرض ضريبة جديدة على الجوالات المستوردة من الخارج بداية من يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا مجلس الشيوخ المصري أثناء مناقشة قانون «المسؤولية الطبية» (وزارة الشؤون النيابية والقانونية المصرية)

مصر: جدل متصاعد بسبب قانون «المسؤولية الطبية»

تصاعد الجدل في مصر بسبب قانون «المسؤولية الطبية» عقب موافقة مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) نهائياً على القانون.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأربعاء (مجلس الوزراء)

الحكومة المصرية تؤكد التزامها بسداد الديون

أكدت الحكومة المصرية، الأربعاء، التزامها بسداد ما عليها من التزامات وديون، وذلك تزامناً مع إعلان صندوق النقد الدولي التوصل إلى اتفاق مبدئي مع القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)

محكمة مصرية تؤيد إعدام «سفاح التجمع»

أيدت محكمة الجنايات المستأنفة بالقاهرة، الأربعاء، الحكم بالإعدام على كريم محمد سليم المشهور بـ«سفاح التجمع»، بتهمة قتل 3 سيدات وإلقائهن في مناطق صحراوية بمصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

بريطانيا في 2025... عام الاختبار الاقتصادي لستارمر

رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر خلال اجتماع مع سلطان بروناي حسن البلقية في 10 داونينغ ستريت بلندن (وكالة حماية البيئة)
رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر خلال اجتماع مع سلطان بروناي حسن البلقية في 10 داونينغ ستريت بلندن (وكالة حماية البيئة)
TT

بريطانيا في 2025... عام الاختبار الاقتصادي لستارمر

رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر خلال اجتماع مع سلطان بروناي حسن البلقية في 10 داونينغ ستريت بلندن (وكالة حماية البيئة)
رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر خلال اجتماع مع سلطان بروناي حسن البلقية في 10 داونينغ ستريت بلندن (وكالة حماية البيئة)

من المتوقع أن يواجه الاقتصاد البريطاني تحديات جسيمة في عام 2025، حيث تشهد مؤشراته الاقتصادية تراجعات ملحوظة وسط تطورات سياسية واقتصادية معقدة. فمنذ أن تولت حكومة كير ستارمر السلطة، لم تكن المهمة الأولى لها، وهي إعادة تشغيل الاقتصاد البريطاني، سهلة أو سلسة. وعلى الرغم من مرور أقل من ستة أشهر فقط على انتخابها، فقد ظهرت مؤشرات اقتصادية مقلقة، مثل تعديل النمو الاقتصادي إلى صفر، وزيادة التضخم بشكل عنيد، إلى جانب تحذيرات من فقدان الوظائف التي تلوح في الأفق.

وعلى الرغم من أن حزب العمال قد أطلق وعوداً اقتصادية بمساعدات للجمهور والأعمال على حد سواء، كانت القرارات المالية التي اتخذتها وزيرة الخزانة راشيل ريفز قد أثارت موجة من الانتقادات، لا سيما بعد الإعلان عن زيادات ضريبية كبيرة في إطار موازنة قوبلت بالرفض من بعض دوائر الأعمال. هذه الزيادة في الضرائب، إلى جانب خطاب اقتصادي صارم، أدت إلى تراجع ملحوظ في ثقة المستهلك والشركات؛ مما يعكس الشعور العام بالقلق تجاه المستقبل الاقتصادي. في الوقت نفسه، شهدت استطلاعات الرأي تدهوراً في دعم حزب العمال، حيث كانت السياسات الاقتصادية تتعرض للهجوم بشكل متكرر من قِبل المعارضة، بما في ذلك من حزب المحافظين، الذين اتهموا الحكومة الجديدة بتخريب الاقتصاد البريطاني في فترة زمنية قصيرة، وفق «الغارديان».

لكن من غير العدل تحميل حكومة كير ستارمر المسؤولية الكاملة عن هذه النتائج السلبية، خصوصاً وأن الاقتصاد البريطاني كان يعاني أزمات اقتصادية طويلة الأمد قبل وصولها إلى السلطة. وعليه، فإن معالجة هذه الأزمات ليست بالأمر السهل أو السريع، وتحتاج إلى وقت طويل لتغيير الاتجاهات الاقتصادية الراسخة. هذا ما أكده الكثير من الخبراء الذين أشاروا إلى أن فترة الركود التي عانى منها الاقتصاد البريطاني في العقد الأخير كانت نتيجة لعوامل متشابكة عدة، وليس ببساطة نتيجة للقرارات الاقتصادية للحكومة الجديدة. كما أكدت راشيل ريفز في تصريحاتها الأخيرة أن «التغيير الاقتصادي لن يحدث بين عشية وضحاها»، وأن الحكومة لن تقدم وعوداً غير واقعية بشأن سرعة التحول الاقتصادي.

ومع أن الصورة الاقتصادية في بريطانيا تبدو أكثر تعقيداً من تلك التي عرضتها وسائل الإعلام، إلا أن الاقتصاد البريطاني قد شهد في النصف الأول من العام الحالي نمواً ملحوظاً مقارنة ببعض الاقتصادات الكبرى الأخرى. وتأثر هذا النمو جزئياً بالانتعاش السريع من الركود الضحل الذي شهده الاقتصاد البريطاني في النصف الثاني من عام 2023، لكنه لم يكن نمواً مستداماً بسبب التحديات المستمرة في القطاعات المختلفة، مثل الخدمات العامة والتجارة الدولية. ورغم هذه التحسينات، أشار بنك إنجلترا في توقعاته إلى أن التضخم قد يتجاوز هدفه البالغ 2 في المائة في النصف الثاني من 2024.

وأظهر تحليل من قبل شركة «كابيتال إيكونوميكس» أن التراجع في النمو في الربع الثالث من العام كان مدفوعاً في جزء كبير منه بعوامل دولية، مثل انخفاض التجارة الصافية، وليس بسبب السياسات المحلية لحزب العمال. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال هناك نمو معتدل في الإنفاق الاستهلاكي، مع زيادة في الاستثمار التجاري أيضاً؛ مما يعكس بعض التحسن في النشاط الاقتصادي رغم العوامل السلبية.

ومع هذا، تظل الحكومة البريطانية تحت ضغوط شديدة من جميع الأطراف. فلا يقتصر الأمر على تباطؤ النمو الاقتصادي والتضخم المرتفع فقط، بل أيضاً على التحديات السياسية التي يواجهها حزب العمال، خصوصاً مع استمرار الضغط من رجال الأعمال والمستثمرين الذين يطالبون بتعديلات في السياسة الضريبية وإصلاحات في حقوق العمال. في الوقت نفسه، سيظل حزب العمال تحت اختبار حقيقي في عام 2025، حيث يتعين عليه التعامل مع تحديات التضخم المرتفع، وارتفاع أسعار الفائدة، وضعف النمو في أكبر شركاء المملكة المتحدة التجاريين، إضافة إلى احتمال تصاعد الحروب التجارية العالمية في ظل الظروف السياسية الدولية المتقلبة، مثل عودة دونالد ترمب إلى الساحة السياسية الأميركية.

ويمكن القول إن عام 2025 لن يكون مجرد اختبار اقتصادي لحزب العمال وحكومته، بل سيكون عاماً حاسماً في تحديد مستقبل السياسة الاقتصادية في المملكة المتحدة، خاصة في ظل هذه الأزمات المعقدة التي تتداخل فيها العوامل المحلية والعالمية.