العملات المشفرة تنزف بعد «تغيير قواعد الاشتباك»

بعضها خسر ثلث قيمته خلال الأسبوع

رسم توضيحي لشعار «بتكوين» و«بينانس»... وفقدت «بتكوين» على مستوى 5 أيام 5.48 % من قيمتها (رويترز)
رسم توضيحي لشعار «بتكوين» و«بينانس»... وفقدت «بتكوين» على مستوى 5 أيام 5.48 % من قيمتها (رويترز)
TT

العملات المشفرة تنزف بعد «تغيير قواعد الاشتباك»

رسم توضيحي لشعار «بتكوين» و«بينانس»... وفقدت «بتكوين» على مستوى 5 أيام 5.48 % من قيمتها (رويترز)
رسم توضيحي لشعار «بتكوين» و«بينانس»... وفقدت «بتكوين» على مستوى 5 أيام 5.48 % من قيمتها (رويترز)

تراجعت العملات المشفرة سريعاً خلال الساعات الأخيرة، لتتجاوز خسائر العملة الأشهر «بتكوين» أكثر من ألف دولار كاملة، أو نحو 3 بالمائة من قيمتها في أقل من 6 ساعات يوم الجمعة، فيما تعرضت «شقيقاتها الأصغر» لخسائر فائقة تجاوزت في بعض الحالات 33 بالمائة. وفي الساعة 13.17 بتوقيت غرينتش، كان يجري تداول «بتكوين» عند مستوى 25680 دولاراً للوحدة، هبوطاً من مستوى الإغلاق السابق عند 26521 دولاراً، علماً بأنها هبطت في وقت سابق من التعاملات لتسجل 25506 دولارات. وعلى مستوى 5 أيام، تراجعت العملة المشفرة الأكبر بنسبة 5.48 بالمائة. لكن خسائر «بتكوين» لم تكن الأسوأ من حيث النسب بالنسبة لأقرانها، إذ خسرت العملات الأقل سعراً بنسب أعلى. وكان على رأس الخسائر عملة «بينانس» التي فقدت خلال الساعات الأخيرة 9.61 بالمائة من قيمتها، لتصل مجمل خسائرها الأسبوعية إلى 22.65 بالمائة. و«كاردانو» بخسارة يومية فادحة 21.87 بالمائة، وأسبوعية 33.33 بالمائة، و«بوليغون» بخسائر يومية 26.59 بالمائة، وأسبوعية 36.53 بالمائة. و«لايت كوين» التي فقدت 13.65 بالمائة، الجمعة، وبلغت خسائرها الأسبوعية 20.40 بالمائة، وكذلك «دوغ كوين» التي فقدت 13 بالمائة، الجمعة، و18.04 بالمائة على مدار الأسبوع، حسب متابعة «الشرق الأوسط» لمنصات التداول المشفرة.

رسم توضيحي لشعار «دوغ كوين»... التي فقدت 13 % الجمعة من قيمتها و18.04 % على مدار الأسبوع (رويترز)

وحسب التقديرات الأخيرة، بلغت القيمة السوقية للعملات المشفرة الجمعة نحو 1.04 تريليون دولار، بتراجع سنوي يبلغ أكثر من 5.85 بالمائة. وحسب «بلومبرغ»، تصدرت «العملات الصغيرة» عملية البيع الحادة للعملات المشفرة، حيث أثارت حملة لجنة «الأوراق المالية والبورصات» على البورصات ذات الأصول الرقمية الرئيسية، قلق المستثمرين. وكانت اللجنة قد وجهت في وقت سابق هذا الأسبوع صفعة مزدوجة لقطاع التشفير، برفع دعاوى قضائية ضد شركتي «بينانس هولدنغز ليمتد»، وهي أكبر منصة تداول في القطاع، و«كوين بيز غلوبال»، وهي أكبر بورصة للعملات المشفرة في أميركا. واتهمت اللجنة شركة «بينانس» ومؤسسها شانغبينغ سي زيد زهاو بسوء إدارة أموال العملاء، وتضليل المستثمرين والمنظمين، وانتهاك القواعد المنظمة لتداول الأوراق المالية. ويقول مراقبون إن الهجمة الأميركية الأحدث من نوعها شهدت تغييراً محورياً، إذ لم تهاجم الإدارة الأميركية هذه المرة العملات المشفرة ذاتها، كما كانت تفعل سابقاً بلا فائدة ترجى، بل عدلت محور الهجوم إلى منصات التداول المسجلة رسمياً. وليل الخميس، أعلنت «بينانس» أن عملاء شركة «بينانس» الولايات المتحدة لن يكون بمقدورهم استخدام الدولار الأميركي لشراء العملات المشفرة على المنصة اعتباراً من 13 يونيو (حزيران)، مما يعيق قدرة البورصة على القيام بأعمال تجارية في الولايات المتحدة، بعد أن أشار كل من شركاء الدفع والمصارف «إلى نيتهم في إيقاف التعامل بالدولار الأميركي مؤقتاً». وألقت «بينانس» باللوم على «الدعاوى المدنية غير المبررة ضد أعمال الشركة»، من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصة. وقالت إنها عطلت بشكل استباقي قدرة العملاء على الشراء والإيداع بالدولار.

رسم توضيحي لشعار «بينانس»... التي فقدت خلال الساعات الأخيرة 9.61 % من قيمتها لتصل مجمل خسائرها الأسبوعية إلى 22.65 % (رويترز)

والثلاثاء الماضي، رفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات دعوى قضائية ضد «كوين بيز غلوبال»، وزعمت أنها انتهكت قواعدها، وأنها تتهرب من اللوائح عبر السماح للمستخدمين بتداول العديد من الرموز المميزة، والتي هي في الواقع أوراق مالية غير مسجلة. وقال غاري غينسلر، رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات، في بيان: «نحن نزعم أن (كوين بيز)، رغم خضوعها لقوانين الأوراق المالية، خلطت وعرضت بشكل غير قانوني وظائف التبادل والوساطة والمقاصة». وتسعى لجنة الأوراق المالية والبورصات للحصول على حكم يطلب من «كوين بيز» الامتثال لقوانين الأوراق المالية، والتخلي عمّا تقول الوكالة إنها مكاسب غير مشروعة.


مقالات ذات صلة

ترمب يعتزم إطلاق منصة للعملات الرقمية

عالم الاعمال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يعتزم إطلاق منصة للعملات الرقمية

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عزمه على إطلاق منصة للعملات الرقمية، مقدماً إياها كبديل للبنوك والمؤسسات المالية الكبرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد تمثيل للعملة الافتراضية «الإيثريوم» أمام رسم بياني للأسهم (رويترز)

107 ملايين دولار جمعتها صناديق «الإيثريوم» بأول يوم تداول

سجلت أول صناديق أميركية متداولة تستثمر مباشرة في عملة «الإيثريوم» المشفّرة تدفقاً صافياً للاستثمار بإجمالي 107 ملايين دولار بعد انطلاقها يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد انضم البنك المركزي السعودي إلى مشروع «إم بريدج» بصفته «مشاركاً كاملاً» (البنك المركزي)

«المركزي» السعودي يستكشف إمكانات العملات الرقمية لتسهيل المدفوعات عالمياً

بدأ البنك المركزي السعودي باستكشاف إمكانات «العملات الرقمية» في الوقت الذي تعمل فيه الدول على تطوير عملات رقمية لها.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد رسم توضيحي يحاكي عملة «الإيثريوم» المشفرة أمام رسم بياني للأسهم والدولار (رويترز)

السلطات الأميركية توافق على إطلاق أول صناديق متداولة لعملة «الإيثريوم»

وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، رسمياً، على إطلاق صناديق تداول لعملة «الإيثريوم» المشفرة، بداية من صباح يوم الثلاثاء، لتتبع بذلك «بتكوين».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد ترمب أثناء نقله خارج التجمع الانتخابي بعد إصابته جراء محاولة اغتياله (أ.ف.ب)

توقعات بتأثر سوق العملات بمحاولة اغتيال ترمب

من المتوقع أن تكون سوق العملات هي أولى الأسواق الرئيسية في آسيا التي ستتأثر بمحاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تدفع بيانات الوظائف الأميركية «الفيدرالي» إلى خفض أعمق للفائدة؟

عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
TT

هل تدفع بيانات الوظائف الأميركية «الفيدرالي» إلى خفض أعمق للفائدة؟

عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)

ستمنح بيانات سوق العمل الأميركية المقبلة، بما في ذلك تقرير الوظائف الشهري، صنّاع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي نظرة ثاقبة حول الحاجة إلى مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة عقب الخفض المتوقع بعد ما يزيد قليلاً على أسبوعين.

رغم أن بيانات الوظائف الشهرية في الولايات المتحدة تحظى بمتابعة وثيقة دائماً، ولكن الاهتمام بتقرير يوم الجمعة أكثر كثافة من المعتاد؛ إذ يعتقد المستثمرون أن ما هو على المحك هو الحجم المحتمل لخفض أسعار الفائدة الأول من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر.

وكانت أسواق المال العالمية شهدت تحركات عنيفة فور صدور بيانات سوق العمل الأميركية لشهر يوليو (تموز)، التي أظهرت ضعف الأوضاع في سوق العمل، سواء مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3 في المائة، أو تباطؤ نمو الأجور، أو ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأميركي بمقدار 114 ألف وظيفة، حيث جاءت جميع البيانات أسوأ من توقعات الأسواق بشكل كبير. وأثارت هذه البيانات مخاوف الأسواق بشأن انزلاق الاقتصاد الأميركي إلى منطقة الركود الحاد.

ويتوقع خبراء الاقتصاد إضافة 163 ألف وظيفة إلى قوائم الرواتب الأميركية في أغسطس (آب). كما تحمل قراءة يوم الجمعة مزيداً من الثقل بعد أن جاء تقرير يوليو أقل من التوقعات. ثم ارتفعت قوائم الرواتب بمقدار 114 ألفاً، وهو ما يقل كثيراً عن توقعات 175 ألف وظيفة جديدة، مما أدى إلى موجة بيع شرسة في السوق في جميع أنحاء العالم، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

في حين تتوقع «بلومبرغ» أن يتباطأ نمو الوظائف إلى ما يزيد قليلاً على 150 ألف وظيفة، وهو الأقل منذ بداية عام 2021، ومن المحتمل أن ينخفض ​​معدل البطالة في أغسطس إلى 4.2 في المائة من 4.3 في المائة.

في الشهر الماضي، أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر جاكسون هول السنوي، أنه يركز على مخاطر ضعف سوق العمل، على الرغم من أنه حذر من أن توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة لا يزالان يعتمدان على البيانات المستقبلية. وقال إن المسؤولين «لا يسعون أو يرحبون» بمزيد من التباطؤ في سوق العمل.

قبل يومين من تقرير يوم الجمعة، ستصدر الحكومة أرقاماً عن الوظائف الشاغرة في يوليو. ومن المتوقع أن يتراجع عدد الوظائف الشاغرة، وهو مقياس للطلب على العمالة، إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 8.1 مليون، ما يمثّل أعلى قليلاً من أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات.

يذكر أن يوم الاثنين يشهد إغلاقاً لسوق الأسهم الأميركية احتفالاً بيوم العمل، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة للأسهم تنتهي بنهاية العام.