الاقتصاد السعودي يواصل النمو منذ عامين ويرتفع 3.8% في الربع الأول

الأنشطة غير النفطية تدفع الناتج المحلي ليتخطى 200 مليار دولار

يستمر الاقتصاد السعودي في النمو منذ عامين (الشرق الأوسط)
يستمر الاقتصاد السعودي في النمو منذ عامين (الشرق الأوسط)
TT

الاقتصاد السعودي يواصل النمو منذ عامين ويرتفع 3.8% في الربع الأول

يستمر الاقتصاد السعودي في النمو منذ عامين (الشرق الأوسط)
يستمر الاقتصاد السعودي في النمو منذ عامين (الشرق الأوسط)

سجل الاقتصاد السعودي خلال الربع الأول من العام الجاري نمواً بنسبة 3.8 في المائة، مقارنةً بالربع المماثل من 2022 مدفوعاً بارتفاع الأنشطة غير النفطية التي زادت في الفترة ذاتها 5.4 في المائة.

وأظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، اليوم (الخميس)، أن الاقتصاد السعودي يعيش نمواً منذ عامين واستمر في الارتفاع من الربع الثاني في 2021 حتى الفترة الأولى من العام الجاري، أي قرابة العامين.

تنويع مصادر الدخل

وفي هذا الإطار، أكد خبراء لـ«الشرق الأوسط» أن استمرار عملية الإنفاق في المشاريع الكبرى والبرامج والمبادرات الحكومية أسهمت في تنويع مصادر الدخل ونمو الأنشطة غير النفطية.

وقال أحمد الجبير، الخبير الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط»، إن الاعتماد على الإيرادات غير النفطية هو الأساس الذي يحقق استدامة الاقتصاد السعودي ويجنبها مخاطر تقلبات أسعار النفط بين فترة وأخرى.

وأردف الجبير: «لم يعد التعويل على إيرادات النفط، بل على تنويع الاقتصاد غير النفطي وزيادة مساهمته في إجمالي الناتج المحلي، مما يضمن استمرار الإنفاق الحكومي واستقرار الاقتصاد السعودي».

وواصل أن تحسين عوامل التمكين الرئيسية مثل الأنظمة واللوائح والتشريعات أسهمت كذلك في تمكين وتوسيع أعمال القطاع الخاص المحلي ووصول المنتجات والسلع الوطنية إلى الدول الشريكة تجارياً.

تحفيز القطاع الخاص

من ناحيته، أفاد ناصر السهلي، رئيس المركز السعودي للحوكمة لـ«الشرق الأوسط»، بأن استمرار الإنفاق الحكومي على المشاريع العملاقة والنوعية سيعود إيجاباً على الاقتصاد السعودي، متوقعاً أن تشهد تلك المشاريع ارتفاعاً في المرحلة المقبل بفضل البرامج والمبادرات التحفيزية للقطاع الخاص.

وتابع ناصر السهلي أن الناتج المحلي السعودي عقب جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على اقتصادات العالم، عاود الارتفاع مجدداً على مدى الأرباع الثمانية السابقة، وتحديداً الربع الثاني من 2021، ما يعطي مؤشرات على أن الاقتصاد سيستمر في النمو خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف أن الحكومة اتخذت نهجاً منظماً لتقديم حلول جديدة ومبتكرة تسهم في تعزيز الاستثمارات محلياً وجذب الشركات العالمية، ما ينعكس على السوق السعودية والاقتصاد الوطني.

الأنشطة الحكومية

وطبقاً للهيئة العامة للإحصاء، بلغ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة 753.2 مليار ريال (200.8 مليار دولار) خلال الربع الأول من العام الحالي قياساً بـ725.74 مليار ريال (193.5 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها من 2022.

وحققت الأنشطة الحكومية ارتفاعاً 4.9 في المائة مقارنةً بما كانت عليه في نفس الفترة من العام السابق، في حين سجلت الأنشطة النفطية نمواً إيجابياً 1.4 في المائة قياساً بالفترة الأولى من 2022. وأوضحت الهيئة أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المعدَّل موسمياً شهد خلال الربع الأول من العام الراهن انخفاضاً 4.1 في المائة قياساً بالربع الرابع 2022.

الإنفاق الاستهلاكي

وسجل إجمالي تكوين رأس المال الثابت نمواً في الربع الأول من العام الحالي 17.6 في المائة على أساس سنوي، في حين شهد انخفاضاً مقداره 8 في المائة على أساس ربعي.

وحسب تقرير هيئة الإحصاء، حقق الإنفاق الاستهلاكي النهائي الحكومي ارتفاعاً قدره 16.2 في المائة على أساس سنوي و1 في المائة على أساس ربعي.

وعلى مستوى الميزان التجاري، سجلت الواردات نمواً قدره 11.2 في المائة على أساس سنوي، أما الصادرات فقد ارتفعت 2 في المائة على أساس سنوي و3.9 في المائة على أساس ربعي.


مقالات ذات صلة

السعودية تجمع 2.36 مليار ريال من بيع صكوك

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 2.36 مليار ريال من بيع صكوك

أعلن «المركز الوطني لإدارة الدين العام»، يوم الثلاثاء، أن السعودية جمعت 2.36 مليار ريال من خلال إصدارها لصكوك إسلامية في يونيو (حزيران).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة يعلن عن المجموعة الثانية من الحوافز المعيارية (وزارة الصناعة)

السعودية تطلق المجموعة الثانية من برنامج الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي

أطلقت وزارتا الصناعة والثروة المعدنية، والاستثمار، المجموعة الثانية من الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي في السعودية، بهدف توسيع نطاق الحوافز.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد أعلام السعودية في أحد طرق العاصمة الرياض (رويترز)

الأنشطة الصناعية غير النفطية في السعودية تنمو بـ5.3 % خلال 2024

سجلت الأنشطة غير النفطية في السعودية ارتفاعاً بنسبة 5.3 في المائة خلال عام 2024، وفقاً لما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء في نتائج الرقم القياسي السنوي للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«السيادي السعودي» يطلق برنامجه العالمي الأول للأوراق التجارية

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، الاثنين، تأسيس برنامج عالمي للأوراق التجارية، في خطوة تضيف أداة تمويلية جديدة إلى الأدوات الحالية.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد جانب من جناح السعودية في معرض «ITB برلين» للسياحة (الشرق الأوسط)

الإنفاق السياحي في السعودية يتجاوز 75 مليار دولار خلال 2024

تجاوز إجمالي الإنفاق السياحي في السعودية للسياحة المحلية والوافدة من الخارج خلال 2024 نحو 284 مليار ريال (75.7 مليار دولار)، بنسبة نمو 11 % مقارنةً بعام 2023

«الشرق الأوسط» (الرياض)

النفط يرتفع مع تقييم المستثمرين استقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

نساءٌ يسِرن على شاطئ خصب شمال شبه جزيرة مسندم في عُمان المطلة على مضيق هرمز (أ.ف.ب)
نساءٌ يسِرن على شاطئ خصب شمال شبه جزيرة مسندم في عُمان المطلة على مضيق هرمز (أ.ف.ب)
TT

النفط يرتفع مع تقييم المستثمرين استقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

نساءٌ يسِرن على شاطئ خصب شمال شبه جزيرة مسندم في عُمان المطلة على مضيق هرمز (أ.ف.ب)
نساءٌ يسِرن على شاطئ خصب شمال شبه جزيرة مسندم في عُمان المطلة على مضيق هرمز (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء، مع تقييم المستثمرين استقرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ولكنها استقرت قرب أدنى مستوياتها في أسابيع، على أمل عدم تعطل تدفقات النفط الخام.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 85 سنتاً، أو 1.3 في المائة، لتصل إلى 67.99 دولار للبرميل الساعة 03:41 بتوقيت غرينيتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 87 سنتاً، أو 1.4 في المائة، ليصل إلى 65.24 دولار.

واستقر خام برنت يوم الثلاثاء عند أدنى مستوى له منذ 10 يونيو (حزيران)، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط عند أدنى مستوى له منذ 5 يونيو، وكلاهما قبل أن تشن إسرائيل هجوماً مفاجئاً على منشآت عسكرية ونووية إيرانية رئيسية في 13 يونيو.

وكانت الأسعار قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 5 أشهر، بعد أن هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وصرح محللو «جي بي مورغان» في مذكرة للعملاء: «تشهد أسعار الطاقة العالمية اعتدالاً عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. ولا يزال السيناريو الأساسي لاستراتيجيي النفط لدينا قائماً على العوامل الأساسية التي تشير إلى وجود إمدادات نفطية عالمية كافية».

ولم تُدمر الغارات الجوية الأميركية القدرة النووية الإيرانية؛ بل أخرتها لبضعة أشهر فقط، وفقاً لتقييم استخباراتي أميركي أولي، مع استمرار وقف إطلاق النار الهش الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بين إيران وإسرائيل.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أشارت كل من إيران وإسرائيل إلى انتهاء الحرب الجوية بينهما، على الأقل في الوقت الحالي، بعد أن وبخهما ترمب علناً لانتهاكهما وقف إطلاق النار، مع رفع الدولتين القيود المدنية بعد 12 يوماً من الحرب -التي انضمت إليها الولايات المتحدة بهجوم على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية- وسعى كل منهما إلى إعلان النصر.

وصرح ديفيد أوكسلي، كبير اقتصاديي المناخ والسلع في «كابيتال إيكونوميكس»: «من المرجح أن يكون وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هشاً. ولكن ما دام الطرفان غير مستعدين لمهاجمة البنية التحتية للطاقة المتعلقة بالتصدير و/ أو تعطيل تدفقات الشحن عبر مضيق هرمز، فإننا نتوقع استمرار العوامل الأساسية المتراجعة في سوق النفط، من الآن فصاعداً».

وأثار التدخل الأميركي المباشر في الحرب قلق المستثمرين بشأن مضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق بين إيران وسلطنة عمان، يمر عبره ما بين 18 و19 مليون برميل يومياً من النفط الخام والوقود، أي ما يقرب من خُمس الاستهلاك العالمي.

ويترقب المستثمرون بيانات الحكومة الأميركية حول مخزونات النفط الخام والوقود المحلية، والمقرر صدورها يوم الأربعاء. وأظهرت بيانات الصناعة أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت 4.23 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، حسبما ذكرت مصادر في السوق، نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء.