منظمة التعاون والتنمية: طريق الاقتصاد العالمي إلى الانتعاش طويل

 كبيرة الاقتصاديين منظمة التعاون والتنمية كلير لومبارديلي تتحدث في باريس (إ.ب.أ)
كبيرة الاقتصاديين منظمة التعاون والتنمية كلير لومبارديلي تتحدث في باريس (إ.ب.أ)
TT

منظمة التعاون والتنمية: طريق الاقتصاد العالمي إلى الانتعاش طويل

 كبيرة الاقتصاديين منظمة التعاون والتنمية كلير لومبارديلي تتحدث في باريس (إ.ب.أ)
كبيرة الاقتصاديين منظمة التعاون والتنمية كلير لومبارديلي تتحدث في باريس (إ.ب.أ)

تبدو منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي متفائلة بشأن النمو العالمي لكنها حذرت من «طريق طويل» في أوضاع دولية صعبة جدا قبل الوصول إلى انتعاش مستدام.

وقالت كلير لومبارديلي كبيرة الاقتصاديين المعينة حديثًا في المنظمة، في مقدمة تقرير حول الآفاق العالمية إن «الاقتصاد العالمي في منعطف».

وبعد ثلاث سنوات تخللتها أزمات متكررة بين وباء «كوفيد-19» والحرب في أوكرانيا يُظهر النشاط الاقتصادي مؤشرات هدوء من رموزها زيادة طفيفة في توقعات النمو العالمي للمنظمة الذي سيبلغ 2.7 في المائة في 2023 بينما بلغ 2.6 في المائة في تقديراتها في مارس (آذار).

ويفيد هذا التقرير الذي صدر في اجتماع وزاري سنوي يُعقد في مقر المؤسسة الدولية بباريس، بأن الاقتصاد العالمي يستفيد من ركود التضخم بعد ارتفاع المؤشرات الذي شهده العام الماضي بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا على أسعار الطاقة والغذاء.

في مايو (أيار) على سبيل المثال، تباطأ التضخم بشكل واضح في منطقة اليورو ليبلغ 6.1 في المائة على أساس سنوي. وقد بلغ في الولايات المتحدة 4.4 في المائة في أبريل (نيسان) أي أقل بكثير من المستويات التي وصل إليها خلال 2022.

ويعني هذا التباطؤ أن المصارف المركزية يمكن أن تحد من ارتفاع أسعار الفائدة وهو ما ييسّر الوصول إلى الائتمان للأسر والشركات والاستهلاك وبالتالي للنمو.

والانتعاش الأخير للنشاط الاقتصادي الصيني بعد سياسة «صفر كوفيد» الصارمة كفيل بتنشيط الاقتصاد العالمي، حسب المنظمة التي تتوقع أن يبلغ النمو في الصين هذا العام5.4 في المائة بزيادة 0.1 نقطة مقارنة بتوقعات مارس (آذار) و5.1 في المائة العام المقبل (+0.2 نقطة).

وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نموًا بنسبة 0.9 في المائة في منطقة اليورو هذا العام بارتفاع طفيف مقداره 0.1 نقطة بعد إعادة تقييم نمو الناتج المحلي الإجمالي الإيطالي ليصبح 1.2 في المائة (+0.6 نقطة).

ويفترض أن تبلغ نسبة النمو في فرنسا 0.8 في المائة (+0.1 نقطة) وفي ألمانيا صفر (-0.3 نقطة). ويمكن أن تشهد المملكة المتحدة نموًا بنسبة 0.3 في المائة بينما كانت منظمة التعاون والتنمية تتوقع ركودا.

خارج أوروبا، يفترض أن يسجل الناتج المحلي للولايات المتحدة نموا نسبته 1.6 في المائة، وفي الهند 6 في المائة.

شعار منظمة التعاون والتنمية (د.ب.أ)

وقالت كلير لومبارديلي البريطانية التي تولت مهامها في المنظمة منذ نحو عام خلفا للورانس بون التي تم تعيينها في الحكومة الفرنسية، إنه على الرغم من الدلائل المشجعة القليلة، يواجه النشاط الاقتصادي العالمي «طريقًا طويلاً قبل تحقيق نمو قوي ومستدام».

وأكدت أن «الانتعاش سيكون أضعف مقارنة بمعايير الماضي»، مشيرة إلى أنه مع 2.9 في المائة لم تتغير تقديرات النمو العالمي للمنظمة لعام 2024 بالمقارنة مع توقعات مارس.

ومن التحديات التي أشارت إليها المنظمة استمرار التضخم غير المرتبط بالطاقة والغذاء الذي «ما زال مرتفعا» ويتطلب من البنوك المركزية «الحفاظ على سياسات نقدية متشددة حتى تظهر علامات واضحة» على تراجعه حسب لومبارديلي.

ومع ذلك، يمنع ارتفاع أسعار الفائدة الاقتصاد العالمي من النمو بشكل أوضح عبر تقليل توزيع الائتمان وتشجيع الادخار بدلاً من الاستهلاك.

وقال جيمس بوميروي الخبير الاقتصادي في مصرف «إتش اس بي سي» لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الفترة التي نمر بها تتسم بنمو بطيء لكن هذا ما أراده صناع القرار الذين يتطلعون إلى تبديد الضغوط التضخمية». وأضاف «لم نر حتى الآن في كل مكان آثار ارتفاع معدلات الفائدة على الاقتصاد» التي يمكن أن تظهر في الأشهر المقبلة في منطقة اليورو والولايات المتحدة وتزيد من تأثيرها على النمو.

ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يلقي بثقله على المالية العامة للدول من خلال زيادة تكلفة اقتراضها مما يزيد ديونها التي تراكمت إلى حد كبير بسبب الأزمات المتكررة.

ويشير التقرير إلى أن «كل البلدان تقريبًا لديها عجز وديون أعلى مما كانت عليه قبل الوباء والعديد منها يواجه ضغوطًا متزايدة على الإنفاق العام المرتبط بشيخوخة السكان والتحول المناخي وعبء تكلفة الديون».


مقالات ذات صلة

«السوق المالية» السعودية في مأمن من الأعطال التقنية العالمية

الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

«السوق المالية» السعودية في مأمن من الأعطال التقنية العالمية

أكدت هيئة السوق المالية السعودية سلامة الأنظمة التشغيلية من الأعطال التقنية التي تأثرت بها معظم الجهات حول العالم، وجاهزيتها لتقديم الخدمات لكل المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مسافرون في مطار «دالاس فورت وورث الدولي» في تكساس (أ.ب)

شركات الطيران تستأنف عملياتها بعد أكبر عطل تقني في التاريخ

يعود الوضع تدريجياً إلى طبيعته، السبت، عقب عطل تقني هو الأكبر في التاريخ، أدى إلى اضطرابات لدى شركات طيران عالمية ومصارف ومؤسسات مالية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا ألغت شركة «الخطوط الجوية التركية» 84 رحلة بسبب العطل التقني (الخطوط التركية)

الخطوط الجوية التركية تلغي 84 رحلة وتعوّض الركاب

ألغت شركة «الخطوط الجوية التركية» 84 رحلة بسبب العطل التقني في نظام «كراود سترايك» للأمن السيبراني نتيجة أعمال التحديث الفني.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استقبل رئيس وزراء النيجر على الأمين زين في أنقرة فبراير (شباط) الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا تسارع لملء الفراغ الغربي في النيجر بشراكة متعددة الأبعاد

كشفت زيارة الوفد التركي رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان، إلى النيجر عن استمرار التركيز من جانب أنقرة على ترسيخ حضورها في أفريقيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص تراجع التضخم إلى 2.4 في المائة مع انخفاض الزيادات بتكلفة البقالة والزيادات الإجمالية بالأسعار لأكبر اقتصادين ألمانيا وفرنسا (رويترز) play-circle 00:49

خاص كيف أنهكت حربان اقتصاد العالم وغذاءه؟

أضافت الحرب الروسية الأوكرانية مزيداً من الأعباء على الاقتصاد العالمي المنهك منذ وباء كورونا، فيما أثرت حرب غزة سلباً على ميزانيات الدول والتجارة العالمية.

مالك القعقور (لندن)

منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف بالسعودية لأول مرة خارج «يونيدو»

صورة للاجتماعات خلال النسخة السابقة من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) في فيينا (يونيدو)
صورة للاجتماعات خلال النسخة السابقة من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) في فيينا (يونيدو)
TT

منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف بالسعودية لأول مرة خارج «يونيدو»

صورة للاجتماعات خلال النسخة السابقة من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) في فيينا (يونيدو)
صورة للاجتماعات خلال النسخة السابقة من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) في فيينا (يونيدو)

تنظّم وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، النسخة الثانية من منتدى السياسات الصناعية متعدّد الأطراف (MIPF) 2024 التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو).

ويشمل جدول أعمال المنتدى الطاولة الوزارية المستديرة بحضور عدد من الوزراء، ومن قيادات التحول الصناعي حول العالم، ويُستعرض من خلالها السياسات الصناعية وتحدياتها والحلول المقترحة لها، إلى جانب جلسات حوارية تتم فيها مناقشة سبل استخدام مصادر الطاقة النظيفة في الصناعة، وتسليط الضوء على أبرز الممارسات العالمية لتعزيز المرونة في سلاسل الإمداد والقدرة على التكيف مع المتغيرات، كما يبحث المنتدى أحدث التقنيات الرقمية في التصنيع؛ ومنها الذكاء الاصطناعي.

وسينعقد المنتدى في العاصمة الرياض للمرة الأولى خارج مقر المنظمة في فيينا، وذلك خلال يومي الأربعاء والخميس الموافقين 23 و24 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تحت شعار «تحويل التحديات إلى حلول مستدامة من خلال السياسات الصناعية»، بحضور نحو 3 آلاف من قادة الصناعة من حول العالم، ومن صنّاع القرار والرؤساء التنفيذيين، ومن المختصين في القطاع الصناعي، والمهتمين بتطوير السياسات الصناعية.

ويمثّل منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف فرصة لإبراز منجزات المملكة في القطاع الصناعي من خلال المعرض المصاحب، والذي سيجري فيه استعراض المبادرات والجهود في توطين الصناعات الواعدة، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية النوعية التي يوفرها القطاع، كما يتوافق المنتدى مع توجهات «رؤية 2030»، والاستراتيجية الوطنية للصناعة في دعم تنافسية القطاع الصناعي، وتطوير الابتكار والإبداع فيه.