الإمارات تخطط لسوق عالمية في المركبات الكهربائية

من خلال مشروع يتضمن تأهيل البنية التحتية للبلاد لاستقبال واستيعاب المركبات الكهربائية

سيارة كهربائية عرضتها شرطة دبي خلال معرض «سوق السفر العربي» في بداية مايو الحالي (وام)
سيارة كهربائية عرضتها شرطة دبي خلال معرض «سوق السفر العربي» في بداية مايو الحالي (وام)
TT

الإمارات تخطط لسوق عالمية في المركبات الكهربائية

سيارة كهربائية عرضتها شرطة دبي خلال معرض «سوق السفر العربي» في بداية مايو الحالي (وام)
سيارة كهربائية عرضتها شرطة دبي خلال معرض «سوق السفر العربي» في بداية مايو الحالي (وام)

كشفت الإمارات عن مساعيها إلى أن تكون سوقا عالمية للمركبات الكهربائية، حيث تعد هذه الخطوة ضمن المشروعات التحولية في البلاد، ما يعزز تنافسيتها في هذا القطاع، الذي يعد أحد التحولات المستقبلية في قطاع النقل العالمي.

وقال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي إن المشروع التحولي، «سوق عالمية للمركبات الكهربائية»، مدعوم بخطة متكاملة وبرنامج وطني طموح لتحقيق التكامل بين قطاعي الطاقة والبنية التحتية، وتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، إلى جانب القطاع الخاص.

وبين وزير الطاقة الإماراتي «يأتي المشروع ضمن مجموعة من الأهداف التي تم العمل على تحقيقها مثل تأهيل البنية التحتية للدولة لاستقبال واستيعاب المركبات الكهربائية، لجعل الإمارات سوقا عالمية للمركبات الكهربائية، وبناء منظومة من السياسات والمحفزات الحكومية الداعمة لاستخدام المركبات الكهربائية».

خريطة وطنية

وأضاف أن «وزارة الطاقة والبنية التحتية بدأت في وقت سابق في وضع الخريطة الوطنية لشبكة شواحن المركبات الكهربائية؛ حيث تهدف إلى ربط جميع إمارات البلاد بشبكة شواحن متكاملة عن طريق تأهيل البنية التحتية الاتحادية من طرق ومبان وتعزيز التعاون مع الجهات المحلية للتكامل في جميع الإمارات».

وأضاف: «تم إطلاق المنصة الوطنية لشبكة الشواحن الكهربائية وتطبيق الهاتف للمستخدمين، وتقوم هذه المنصة على ربط جميع الجهات المعنية لتعزيز عملية التكامل بين جميع الأطراف، إضافة إلى الدليل الوطني لتركيب محطات الشحن لتوحيد المواصفات بين جميع إمارات الدولة حسب المعايير العالمية».

وبين الوزير المزروعي: «نستهدف وضع محركات أساسية من السياسات والقوانين المرنة والمحفزة لتعزيز استخدام المركبات الكهربائية، وتشجيع قطاعات الدولة بشكل عام والقطاع الخاص بشكل خاص للاستثمار في هذا المجال، عبر خلق بيئة حاضنة بمميزات وحوافز متوازنة اقتصاديا وبيئيا واجتماعيا، وكذلك دعم التحول نحو استخدام منظومة النقل الأخضر، إذ نستهدف زيادة عدد المركبات الكهربائية في الدولة لتصبح 50 في المائة، من إجمالي عددها بحلول عام 2050».

اتفاقيات

أبرمت وزارة الطاقة والبنية التحتية عدة اتفاقيات تعاون مشترك مع عدد من الجهات في البلاد سيتم التركيز خلالها على التعاون لخلق محفزات استثمارية في شبكة محطات الشحن الكهربائية، ودعم جهود البلاد نحو انتشار السيارات الكهربائية، والتوسع في الاستثمارات في شبكة الشواحن الكهربائية عن طريق تأهيل المباني الحكومية الاتحادية والطرق الاتحادية والاستراحات الخاصة في وزارة الطاقة والبنية التحتية من خلال العمل المشترك، إضافة إلى تقديم الشركاء التسهيلات للمجتمع لامتلاك المركبات الكهربائية.

700 شاحن كهربائي

من جهته، أشار المهندس حسن المنصوري وكيل الوزارة لقطاع البنية التحتية والنقل، إلى أن المشروع يشمل منصة تفاعلية وطنية تضم أكثر من 700 شاحن كهربائي موزعة على مناطق الدولة كافة، يتم إنجازها على مرحلتين بالتعاون والتنسيق مع مُصنّعي المركبات الكهربائية والهجينة والمستثمرين.

وقال المهندس شريف العلماء وكيل الوزارة لقطاع الطاقة والبترول: «الإمارات لديها مستهدفات واضحة لقطاع النقل ومن ضمنها برنامج التنقل الأخضر الرامي إلى تعزيز منظومة التنقل الأخضر من خلال زيادة حصة سيارات الركاب والحافلات الكهربائية وخلق مزيج من الخيارات للشاحنات، ويهدف إلى خفض استهلاك الطاقة بمقدار 40 في المائة بحلول عام 2050 حسب مستهدفات البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه في قطاع النقـل». وبحسب إحصاءات غير رسمية فإن عدد المركبات الكهربائية في الإمارات ووصل إلى أكثر من 5100 مركبة في مناطق متفرقة من البلاد، في الوقت الذي تستهدف فيه الدولة الخليجية دخول نحو 42 ألف سيارة كهربائية إلى شوارعها بحلول عام 2030.


مقالات ذات صلة

وزير الطاقة السعودي يدشن مصانع جديدة لتعزيز توطين القطاع

الاقتصاد وزير الطاقة أثناء جولته في أحد المصانع الجديدة (الشرق الأوسط)

وزير الطاقة السعودي يدشن مصانع جديدة لتعزيز توطين القطاع

افتتح وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، مصنعَين متخصصَين في مجالات الطاقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشروعات الطاقة الشمسية لشركة «مصدر» (الشرق الأوسط)

رئيس «مصدر» الإماراتية: قدرات الطاقة المتجددة تتضاعف والسعودية أكبر سوق بالمنطقة

كشف محمد الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، أن رؤيتهم واستراتيجيتهم لتنويع مزيج الطاقة من أجل مستقبل مستدام، كانتا الدافع الرئيس لدخولهم إلى السوق السعودية.

مساعد الزياني (أبوظبي)
الاقتصاد مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)

فرنسا تضيف أول مفاعل نووي إلى شبكة الكهرباء منذ 25 عاماً

قالت شركة الكهرباء الفرنسية المملوكة للدولة إن فرنسا ربطت مفاعل «فلامانفيل 3» النووي بشبكتها صباح السبت في أول إضافة لشبكة الطاقة النووية في البلاد منذ 25 عاما.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد شوكت ميرضيائيف رئيس أوزبكستان ومحمد أبو نيان رئيس «أكوا باور» في صورة جماعية مع ممثلي الجهات المشاركة (الشرق الأوسط)

«أكوا باور» السعودية تدشن 3 مشروعات للطاقة المتجددة في أوزبكستان

دشّن الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس أوزبكستان، وبمشاركة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، 3 مشروعات للطاقة المتجددة في أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز (وزارة الطاقة)

وزير الطاقة: 11 مليون عداد ذكي لتعزيز كفاءة استهلاك الكهرباء في السعودية

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن المنظومة عملت على تحقيق تحول رقمي واسع في القطاع، حيث تم تركيب11 مليون عداد ذكي منذ عام 2021.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة الرقمية، بالإضافة إلى انخفاض ثقة المستخدمين في الأنظمة عبر الإنترنت، ومحدودية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن المشهد الرقمي سريع التطور يكشف عن 18 اتجاهاً تحويلياً ضمن ثلاثة محاور تتمثل في المنظومات الذكية المستدامة، والمجتمعات الممكّنة، والثقة والأمن.

ولفت التقرير، الصادر من منظمة التعاون الرقمي، إلى أن الاتجاهات الحالية المؤثرة بحلول 2025 تتمحور في اتساع الترابط العالمي، وتطبيق الذكاء الاصطناعي المتخصص والمتاح محلياً، وبناء المهارات الرقمية وتعزيز التعلم المستمر، موضحاً أن الاتجاهات الناشئة المؤثرة، خلال السنوات 3-5 المقبلة، تتمثل في ضمان عالم آمن وشامل رقمياً، والاستفادة من أنواع جديدة من البيانات، وإدارة الذكاء الاصطناعي فائق الذكاء، مؤكداً، في الوقت نفسه، أن المحاور الرئيسية التي يستند إليها التقرير تشمل المنظومات الذكية المستدامة، والمجتمعات الممكّنة، والثقة والأمن.

وقالت الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى: «الاقتصاد الرقمي يشكل قوة دافعة وراء الابتكار العالمي، ويعيد تشكيل الصناعات والمجتمعات والحياة اليومية بوتيرة غير مسبوقة. وللبقاء في الطليعة ضمن هذه البيئة الديناميكية، لا بد من امتلاك رؤى قابلة للتنفيذ وتحليلات قوية وفهم عميق للأنماط الناشئة».

وتابعت: «تقرير (توجهات الاقتصاد الرقمي) السنوي الصادر عن منظمة التعاون الرقمي هو عبارة عن دليل موثوق به، حيث يقدم نظرة عامة شاملة عن التطورات الجارية في الاقتصاد الرقمي وإمكاناتها في تشكيل الشركات والحكومات والأفراد في عام 2025 وما بعده».

وجاء إصدار التقرير بعد أن شاركت المنظمة في منتدى حوكمة الإنترنت، الذي نظمته الأمم المتحدة تحت شعار «نبتكر معاً لنصنع الغد» في العاصمة السعودية الرياض، خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عبر المساهمة في عدد من الحوارات الرئيسية حول الجوانب التحويلية للاقتصاد الرقمي.

وبدأت أنشطة منظمة التعاون الرقمي باجتماع وزاري لقادة الحكومات حول المعلومات المضللة، حيث شدد الحاضرون على أهمية التعاون في رعاية منظومة رقمية مرنة.

ودعت الأمين العام للمنظمة إلى التعاون الدولي بين مختلف أصحاب المصلحة؛ لتعزيز الثقة الرقمية، وذلك في كلمة رئيسية ألقتها في المنتدى، وخلال جلسة حوارية بعنوان «استكشاف متاهة المعلومات المضللة: التعاون الاستراتيجي من أجل مستقبل رقمي موثوق»، والتي جمعت نخبة من القادة والخبراء الدوليين من مختلف دول العالم.

استناداً إلى جهود منظمة التعاون الرقمي لتعزيز تنفيذ الميثاق الرقمي العالمي، الذي جرى اعتماده، في وقت سابق من هذا العام، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، جرى عقد جلسة الميثاق الرقمي العالمي على هامش منتدى حوكمة الإنترنت، والذي استضافه منظمة التعاون الرقمي، والغرفة التجارية الدولية، ومكتب المبعوث التقني للأمم المتحدة.

كما عقدت المنظمة ورشتيْ عمل ضمن مسرعات الفضاء الرقمي (DSA) حول موضوعيْ «بناء ذكاء اصطناعي أخلاقي: أداة لسياسات الحوكمة المسؤولة والمتمحورة حول الإنسان للذكاء الاصطناعي»، و«نحو مستقبل أكثر صداقة للبيئة عبر معالجة النفايات الإلكترونية»، بالإضافة إلى حلقة نقاش بعنوان «الفضاء الرقمي الآمن للأطفال».

كما شارك وفد منظمة التعاون الرقمي في فعاليات وجلسات أخرى عُقدت في منتدى إدارة الإنترنت حول موضوعات متنوعة، بدءاً من إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي، وتدفق بيانات الإنترنت في مبادرات السياسة التجارية، وصولاً إلى المرأة في مجال الألعاب، وغير ذلك الكثير.

وعُقد منتدى حوكمة الإنترنت، لهذا العام، في ظل إعلان الميثاق الرقمي العالمي الذي جرى اعتماده مؤخراً، والذي يتصور مستقبلاً رقمياً آمناً يركز على الإنسان. وتدعم منظمة التعاون الرقمي إعلان مبادئ التعاون الرقمي بوصفه خريطة طريق طموحة نحو مستقبل رقمي شامل ومفتوح ومستدام وعادل وآمن للجميع.

يُذكر أن منظمة التعاون الرقمي تأسست بوصفها منظمة دولية متعددة الأطراف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وتضم 16 دولة عضواً تمثل مجتمِعة ناتجاً محلياً إجمالياً تتخطى قيمته 3.5 تريليون دولار، وعدد سكان يتجاوز 800 مليون نسمة، 70 في المائة منهم تحت سن الـ35، حيث تسعى المنظمة إلى تمكين الازدهار الرقمي للجميع عبر مد جسور التعاون؛ لتوحيد جهود التحول الرقمي، ودعم المصالح المشتركة.