مديرة «النقد الدولي»: لم يحن وقت وداع دولاراتكم

قالت إن الاقتصاد العالمي «في غِنى» عن أزمة سقف الدين الأميركي

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في مؤتمر اقتصادي عالمي سابق بولاية كاليفورنيا مطلع الشهر الحالي (رويترز)
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في مؤتمر اقتصادي عالمي سابق بولاية كاليفورنيا مطلع الشهر الحالي (رويترز)
TT

مديرة «النقد الدولي»: لم يحن وقت وداع دولاراتكم

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في مؤتمر اقتصادي عالمي سابق بولاية كاليفورنيا مطلع الشهر الحالي (رويترز)
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في مؤتمر اقتصادي عالمي سابق بولاية كاليفورنيا مطلع الشهر الحالي (رويترز)

قالت كريستالينا غورغييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، يوم الأربعاء، إنها لا تتوقع أن يحدث تحول سريع في احتياطيات الدولار الأميركي.

ورداً على سؤال يتعلق بالتحول عن استخدام الدولار في العالم، قالت غورغييفا «لا نتوقع تحولاً سريعاً في الاحتياطيات؛ لأن سبب استخدام الدولار كعملة احتياطي هو قوة الاقتصاد الأميركي وعمق أسواق رأس ماله». وأضافت خلال منتدى قطر الاقتصادي الذي تنظمه «بلومبرغ»: «لم يحن وقت وداع دولاراتكم».

كما حثت غورغييفا البنوك المركزية حول العالم على إبقاء السياسة النقدية مشددة لمواجهة مخاطر التضخم. وأوضحت أن التضخّم بشكل عام في العديد من الدول «في ذروته»؛ لأنّ المصارف المركزية ترفع معدّلات الفائدة، أما «التضخم الأساسي فلا يزال لا يتراجع كما يجب، ويعود ذلك في المقام الأول إلى عدم تراجع أسعار الأغذية». وقالت إن «معدّلات الفائدة مرتفعة، وستبقى مرتفعة لفترة أطول، لكننا نتوقع أن يتغيّر المشهد في العام 2024 ومطلع العام 2025».

وقالت غورغييفا إن «الاقتصاد العالمي الذي يعاني أصلاً انعدام يقين كبيراً، في غِنى» عن أزمة سقف الدين في الولايات المتحدة. وتابعت «علينا دائماً أن نبقي في بالنا أن الخطر موجود». ومن جهة أخرى، قالت إنها واثقة في أن الولايات المتحدة ستتجنب التخلف عن سداد الديون. وأوضحت «يخبرنا التاريخ أن الولايات المتحدة ستصارع فكرة التخلف عن السداد... ولكنها تتوصل للحل في اللحظة الأخيرة، ولدي ثقة في أننا سنرى ذلك مجدداً». وأضافت أنها تأمل في أن تغلب الحكمة.

وكان الخبير الاقتصادي الأميركي نورييل روبيني، حذّر في وقت سابق من أن المحادثات الخاصة بتجنب تخلف الولايات المتحدة عن السداد قد تطول، مع ترجيح وصول تأثيرات عدم الاتفاق على سقف للديون إلى الأسواق، والإضرار بالثقة في الدولار على المدى الطويل. وقال لتلفزيون «بلومبرغ»: «قد يصلون إلى الساعة الأخيرة قبل التوصل إلى اتفاق... أو من الممكن ألا يصلوا إلى اتفاق. إذا لم يحدث ذلك، فسوف تنهار السوق».

من ناحية أخرى، حذر الخبير الاقتصادي من أن الولايات المتحدة والصين تسلكان طريقاً للمواجهة بعد انعقاد قمة مجموعة السبع في اليابان. ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن رئيس مجلس إدارة شركة «روبيني ماكرو أسوشيتس»، وهو صاحب سجل حافل في التكهن بالأنباء المشؤومة، قوله الأربعاء إن «الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين ستزداد برودة».

وفي حديثه في المقابلة التي أجراها مع تلفزيون «بلومبرغ»، حذّر من أن المواجهة قد تصل في نهاية المطاف إلى الأسواق، من خلال تباطؤ النمو الاقتصادي وتعزيز أسعار السلع الأساسية.

واستغل قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى القمة التي عُقدت هذا الشهر في هيروشيما باليابان، لمناقشة كيفية التعامل مع الصين بشكل جماعي. واتفقوا على السعي لتحقيق علاقات «بنّاءة ومستقرة» حتى في الوقت الذي مضوا فيه قدماً من خلال خطوات لتقليل الاعتماد على بكين في سلاسل التوريد المهمة.


مقالات ذات صلة

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد زوار إحدى الحدائق الوطنية في العاصمة اليابانية طوكيو يتابعون التحول الخريفي للأشجار (أ.ف.ب)

عائد السندات اليابانية العشرية يتراجع عقب اختيار بيسنت للخزانة الأميركية

تراجع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات الاثنين مقتفياً أثر تراجعات عائد سندات الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أعضاء المؤتمر الهندي للشباب يحتجون ضد غوتام أداني ويطالبون باعتقاله (رويترز)

المعارضة الهندية تعطّل البرلمان بسبب «أداني»

تم تعليق عمل البرلمان الهندي بعد أن قام نواب المعارضة بتعطيله للمطالبة بمناقشة مزاعم الرشوة ضد مجموعة «أداني»، فيما انخفضت أسعار سندات «أداني»

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.