الأسواق تترقب «لحظات الإثارة الأميركية»

غورغييفا تحذّر... والذهب يتراجع وسط قوة الدولار

متداول يتابع هبوط الأسهم على مؤشر «داكس» في بورصة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
متداول يتابع هبوط الأسهم على مؤشر «داكس» في بورصة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

الأسواق تترقب «لحظات الإثارة الأميركية»

متداول يتابع هبوط الأسهم على مؤشر «داكس» في بورصة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
متداول يتابع هبوط الأسهم على مؤشر «داكس» في بورصة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

في الوقت الذي يترقب العالم لحظات الإثارة التي تشهدها الأروقة الأميركية انتظاراً للوصول إلى اتفاق لرفع سقف الدين في الأيام الأخيرة قبل التخلف عن السداد، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، (الثلاثاء)، إنها تأمل ألا يضطر الاقتصاد العالمي إلى الانتظار حتى اللحظات الأخيرة حتى يجري التوصل إلى حل لأزمة سقف الدين الأميركي. وأضافت في مؤتمر صحفي في لندن: «نأمل ألا نضطر إلى الانتظار كل هذا الوقت».

ولم يتمكن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، من التوصل إلى اتفاق مساء الاثنين حول كيفية رفع سقف دين الحكومة الاتحادية البالغ 31.4 تريليون دولار، قبل 10 أيام فقط من تعثر محتمل قد يُدخل الاقتصاد في حالة من الفوضى. لكنهما تعهدا بمواصلة المحادثات.

وفي الأسواق، تراجعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء متأثرةً بقوة الدولار، فيما يراقب المستثمرون المحاولات المستمرة للتوصل إلى اتفاق يُنهي أزمة سقف الدين في الولايات المتحدة. وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 1962.06 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 03:06 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المائة إلى 1965.70 دولار. وتتسبب قوة الدولار في جعل الذهب أقل جاذبية للمشترين في الخارج.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 23.55 دولار للأوقية، وانخفض البلاديوم 0.4 في المائة إلى 1485.59 دولار، فيما استقر البلاتين عند 1066.59 دولار.

ولامس الدولار أعلى مستوى في 6 أشهر مقابل الين (الثلاثاء)، عند 138.80 ين مقابل الدولار في التعاملات الآسيوية المبكرة، وهو ما يعكس التناقض الصارخ بين نهج التشديد الذي لا يزال مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يتبعه وبين سياسات بنك اليابان فائقة التيسير.

وقالت تينا تنغ، محللة السوق لدى «سي إم سي ماركتس»: «الأسواق تتوقع إبقاء (الفيدرالي) على معدلات الفائدة أعلى لفترة أطول... فالتضخم في الولايات المتحدة لا يزال أعلى بكثير من المستهدف». وأضافت: «لا أعتقد أن (الفيدرالي) سيبدأ في خفض أسعار الفائدة قريباً».

وتراجع اليورو 0.05 في المائة إلى 1.0808 دولار، ليسجل هبوطاً بنحو 2 في المائة منذ بداية الشهر حتى الآن، وذلك بعد شهرين متتاليين من المكاسب. أما الجنيه الإسترليني فزاد 0.02 في المائة إلى 1.2440 دولار.

ومن جانبه انخفض المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.3 في المائة بحلول الساعة 07:15 بتوقيت غرينتش، وقاد قطاع السفر والترفيه وشركات الخدمات المالية الخسائر. وهوى سهم «جوليوس باير» 7.6 في المائة بعدما أعلن البنك السويسري عن ارتفاع متواضع في الأصول الخاضعة لإدارته وتدفقات الأموال في الأشهر الأربعة الأولى من العام، فيما وصفها بفترة صعبة لمديري الثروات.

وفي بريطانيا، ارتفع سهم «بي تي غروب» 0.4 في المائة مع زيادة الملياردير باتريك دراغي حصته في مجموعة الاتصالات إلى 24.5 في المائة، لكنه أكد أنه لا ينوي القيام باستحواذ كامل. وهبط سهم مجموعة «فيفيندي» الإعلامية الفرنسية 6.1 في المائة إلى قاع مؤشر باريس الرئيسي «كاك 40».

كما تراجع المؤشر «نيكي» الياباني بشكل حاد بعد بلوغه أعلى مستوى في 33 عاماً مع اندفاع بعض المستثمرين لبيع الأسهم من أجل جني الأرباح، وذلك بعد أن حقق المؤشر مكاسب لثمانية أيام متتالية.

واستهل المؤشر «نيكي» التعاملات بقوة ووصل إلى ذروة جديدة عند 31352.53 نقطة، وهو مستوى سجله آخر مرة في أغسطس (آب) 1990. لكنه قلص المكاسب بعد راحة منتصف اليوم مع إقبال المزيد على بيع الأسهم. وتوالت الانخفاضات بسرعة لتدفع المؤشر إلى الهبوط 0.83 في المائة، قبل أن يُنهي الجلسة منخفضاً 0.42 في المائة عند 30957.77 نقطة.

وهوى سهم «تويوتا موتورز» 4.77 في المائة في اللحظات الأخيرة من التداول ليصبح أكبر الخاسرين على المؤشر «نيكي». كما تراجع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.66 في المائة إلى 2161.49 نقطة.

وهبط سهم «طوكيو إلكترون»، عملاق معدات صناعة الرقائق، 2.57 في المائة، بينما تراجع سهم «أدفانتست» 1.67 في المائة... لكن كانت هناك أسهم شركات مرتبطة بصناعة الرقائق أكثر مرونة مثل سهمي «تريند مايكرو» و«رينيساس إلكترونكس» اللذين كانا من بين أكبر الرابحين على المؤشر «نيكي»، وصعدا 2.94 و2.21 في المائة على الترتيب.


مقالات ذات صلة

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

انخفضت أسعار الذهب بنحو 3 في المائة يوم الاثنين، كاسرةً بذلك موجة صعود استمرت خمس جلسات إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية بسيول (رويترز)

الذهب يقترب من أعلى مستوى في 3 أسابيع وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

صعدت أسعار الذهب يوم الاثنين مقتربةً من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مدعومة بانخفاض الدولار والطلب على الملاذ الآمن وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في مكتب «غولد سيلفر سنترال» في سنغافورة (رويترز)

الذهب يستعد لأفضل أسبوع له في عام

ارتفعت أسعار الذهب 1 في المائة وكانت في طريقها لتسجيل أفضل أسبوع لها في عام، الجمعة، بدعم من الطلب على الملاذ الآمن وسط التصعيد المستمر بين روسيا وأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل يفتح مغلفاً يحتوي على سبائك ذهب وزنها 50 غراماً في بكين (رويترز)

الصين تكتشف احتياطيات من الذهب بقيمة 83 مليار دولار في هونان

أعلنت الصين اكتشاف احتياطيات ضخمة من الذهب في مقاطعة هونان الوسطى، تُقدّر قيمتها بنحو 600 مليار يوان (نحو 82.9 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد صائغ يعرض قطعة من الذهب في متجره بمدينة الكويت (أ.ف.ب)

الذهب يواصل مكاسبه مع احتدام الحرب الروسية - الأوكرانية

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، للجلسة الرابعة على التوالي مدعومة بزيادة الطلب على الملاذ الآمن وسط احتدام الحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023 بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة العربية، في حين ارتفعت القيمة الحقيقية للناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنحو 791 مليار دولار.

وأوضح تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بعنوان: «آفاق الدين والمالية العامة للمنطقة العربية»، أن تكلفة الاقتراض من السوق ظلّت أعلى من 5 في المائة، بالنسبة إلى الديون بالعملات المحلية والأجنبية في البلدان متوسطة الدخل، في حين ظلّ النمو الاقتصادي دون 3 في المائة.

وأظهر التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية متوسطة الدخل، استحوذت على أكثر من 15 في المائة من الإيرادات العامة في عام 2023، مقارنةً بنحو 7 في المائة خلال عام 2010، وبلغت رقماً قياسياً هو 40 مليار دولار في عام 2024.

ويقدّم التقرير نظرة شاملة على مختلف التدفقات المالية، بما فيها الديون والموارد المحلية والأدوات التمويلية المبتكرة الجديدة، وأشار هنا إلى أن البلدان منخفضة الدخل تجاوزت خدمة الدين لديها المليار دولار خلال عامي 2023-2024.

وعلّقت الأمينة التنفيذية لـ«الإسكوا»، رولا دشتي، على التقرير قائلة، إن الاختلافات في أسعار الفائدة على ديون السوق تشير إلى وجود مجال كبير للتوفير، مضيفة أنه «في عام 2023، كان بإمكان البلدان العربية متوسطة الدخل الاحتفاظ بأكثر من 1.8 مليار دولار من مدفوعات الفائدة على ديون السوق إذا طُبِّق متوسط سعر الفائدة لاقتصادات الأسواق الناشئة على مستوى العالم».

الإيرادات العامة

ويَرد في التقرير أن إجمالي الإيرادات العامة في المنطقة في المتوسط بلغ 32 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، مقارنة بنسبة 26.5 في المائة في المتوسط لاقتصادات الأسواق الناشئة، و35.5 في المائة للاقتصادات المتقدمة.

وأوضحت رولا دشتي، أنه إذا زادت البلدان العربية متوسطة الدخل حصة ضرائب الدخل الشخصي وضرائب الشركات إلى 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو المتوسط بالنسبة إلى البلدان متوسطة الدخل على مستوى العالم، يمكنها توليد 14 مليار دولار إضافية، وتوزيع الأعباء الضريبية بشكل أكثر إنصافاً.

بالإضافة إلى تحسين تحصيل الضرائب، أبرز التقرير أنه يمكن توفير أكثر من 120 مليار دولار سنوياً في الحيز المالي الإضافي في البلدان العربية من خلال: توفير 100 مليار دولار بواسطة زيادة كفاءة الإنفاق (بنسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي)، فضلاً عن توفير 4 مليارات دولار في مدفوعات الفائدة في ديون السوق (على أساس حدٍّ أدنى لسعر الفائدة مع معاملة الأقران بالتساوي في عام 2023)، وتوفير 2.5 مليار دولار في خدمة الديون الناتجة عن مقايضتها (بنسبة 25 في المائة من خدمة الدين الثنائي في عام 2024)، فضلاً عن توفير 122 مليون دولار في مدفوعات الفائدة عن طريق زيادة حصة الديون الميسرة من الدائنين الرسميين، وتحقيق 127 مليون دولار علاوة خضراء من أدوات التمويل المبتكرة.

برنامج عمل

يطرح التقرير برنامج عمل قابلًا للتنفيذ، يتضمّن استراتيجيات ثلاث؛ هي: تحسين حافظات الديون، وتعزيز كفاءة أُطُر الإيرادات والنفقات العامة، وزيادة استخدام آليات التمويل المبتكرة وأُطُر التمويل المستدام.

واقترح التقرير برنامج عمل مكوناً من 7 نقاط، تمثّلت في:

- تحسين حافظات الديون من خلال الإدارة الحصيفة لها.

- تعزيز القدرة المؤسسية على إدارة الديون.

- تحسين السيولة والتمويل الميسر من خلال إصلاح النظام المالي الدولي.

- تشجيع أدوات التمويل المبتكرة من أجل التنمية المستدامة.

- تحسين الكفاءة في تعبئة الموارد المحلية لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات.

- تحسين كفاءة الإنفاق العام لزيادة فاعلية الإنفاق.

- معالجة نقاط الضعف المتعلقة بالديون في البلدان العربية المتأثرة بالصراعات والبلدان منخفضة الدخل.